انسحب رئيس وفد إسرائيل وممثلها في لجنة صياغة مشروع القرار المتعلق بالبند الطاريء الخاص بالحصار علي غزة والذي أضيف إلي جدول أعمال الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد حاليا بجنوب افريقيا قبل نهاية أعمال اللجنة.
وقالت صحيفة الجمهورية ان الانسحاب جاء احتجاجا علي الموقف الذي تبنته مصر بضرورة تضمين مشروع القرار إشارات ثلاث صريحة تتعلق بالمطالبة الفورية من إسرائيل بإنهاء الحصار المفروض علي الأراضي الفلسطينية المحتلة خصوصا في قطاع غزة بهدف تسهيل مد القطاع بالطعام والوقود والمستلزمات الطبية ومطالبة الأمم المتحدة بعمل كل ما يلزم لتمكين الشعب الفلسطيني من حق تقرير المصير ومطالبة الأطراف المعنية بتعجيل قيام دولة فلسطينية من خلال عملية سلام تحقق الأمن بجميع دول المنطقة.
كان الدكتور مفيد شهاب ممثل مصر في لجنة الصياغة قد دافع بقوة عن مختلف البنود المقترحة لمشروع القرار المقدم من مصر وجنوب افريقيا وإيران ودخل في مناقشات قانونية وسياسية عديدة مع المندوب الإسرائيلي حول الصياغات المقترحة.
وقال الدكتور شهاب إن الموقف المصري كان محل تأييد من رئيس اللجنة ممثل جنوب افريقيا والمقرر ممثل بلجيكا وباقي أعضاء اللجنة الذين يمثلون مختلف المجموعات الإقليمية للمؤتمر.
وسجلت اللجنة في تقريرها المصاحب لمشروع القرار الذي سينظره الاتحاد البرلماني في اجتماع الجمعية العمومية الجمعة سعادتها بالاجماع الذي تحقق حول صياغة مختلف بنود القرار باستثناء إسرائيل.
وعبرت عن استيائها من الموقف الذي اتخذه المندوب الإسرائيلي بالانسحاب قبل أن تنتهي أعمال اللجنة وهو الأمر الذي يتنافي مع القواعد المعمول بها في الاتحاد البرلماني ويؤكد في الوقت نفسه العزلة التي يشعر بها الوفد الإسرائيلي داخل الاتحاد.
وبناء علي الموقف المصري تجاه إسرائيل وممارستها ضد الفلسطينيين إضافة إلي الموقف الواضح لمصر وللوفد البرلماني المصري تجاه الإساءة التي تمارسها بعض الدول الأوروبية بلجيكا والدانمارك تجاه الإسلام والرسول صلي الله عليه وسلم قادت بلجيكا وبعض الدول الأوروبية تحركا دبلوماسيا في أروقة المؤتمر البرلماني الدولي المنعقد في جنوب أفريقيا ضد مصر مما أسفر عن إثارة قضية أيمن نور في إحدي اللجان الفرعية المعنية بمناقشة مشاكل البرلمانيين.
وأبدي مندوب بلجيكا تعنتا واضحا ضد مصر في هذه المناقشة وهذا الملف وأصر علي أن يعرض الملف في الجلسة العامة وهي نفس الجلسة التي سيعرض فيها مشروع القرار الخاص بالممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وهو البند الطاريء الذي نجحت مصر في إضافته بالمشاركة مع الدول الأفريقية والإسلامية.
وأكد بعض أعضاء الوفود العربية المشاركة في المؤتمر أن هذا التحرك غير المسبوق هو بمثابة محاولة للرد علي موقف مصر الريادي الذي قاد الجلسة الأولي إلي تصويت شبه اجماعي ضد إسرائيل لمناقشة البند الطاريء.
وكان د.سرور رئيس مجلس الشعب قد أشار في كلمته التي ألقاها بالمؤتمر إلي تفاعل مصر مع الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق السلام في الشرق لكن تعنت إسرائيل وتكثيف الاستيطان في الضفة والقدس أعاق تحقيق السلام.
وأشار د.سرور إلي معارضة مصر لسياسة الحصار العسكري التي تفرضها تل أبيب علي قطاع غزة منذ أن سيطرت حماس علي القطاع مما أدي إلي إحداث تأثير سلبي واضح علي كافة نواحي الحياة وضاعف الوفيات ونشر الجوع والفقر وأغلق 95% من المصانع وارتفع معدل الفقر.
المصدر: صحيفة الجمهورية.