الأقســـام العسكريـــة

لم يتغير الدور الاساسي للطائرات من على متون السفن على مر السنين الا قليلا. ومع انها تستطيع حاليا ان تجول بعيدا من السفن التي تحميها، بتوسيع الغطاء الجوي على مدى الوف من الاميال المربعة فوق المحيط المفتوح، فلا تزال الطائرات التي تنطلق من على متون السفن تشكل جزءا لا يتجزأ من قدرة السفينة البحرية اجمالا، كما تشكل اصولا جوية حيوية وراء الافق تمنح الاسطول السطحي بلوغا اضافيا. ومزيدا من القدرة الدفاعية في العمق التي قد لا تتمتع بها من ناحية اخرى السفن بغياب الطائرات البحرية. فالطوافة الصغيرة تستطيع في معظم قدرتها الاساسية ان تقدم واسطة نقل وبحث وانقاذ بين السفن اضافة الى القدرة على القيام بالمراقبة ابعد من رادار السفينة وتستطيع، اذا لزم الامر، ان تشكل وسيلة للهبوط على متن سفينة اخرى او مهاجمتها اذا كانت معادية.
ففي الدور المضاد للغواصات والسفن السطحية، تستطيع الطوافة ان تؤمن من على متن السفينة غطاء دفاعيا مع مستشعرات السفينة التي يمكن ان تعمل كرادع فعال لقوات العدو البحرية سواء أكانت على السطح ام تحته. وهذا اكثر اهمية فيما بدأ القراصنة ومهربو المخدرات في استعمال سفن صغيرة قابلة للغوص تحت الماء في محاولة للحؤول دون اكتشافهم على السطح.

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

القوة البحرية

في مقدم القوة البحرية، تولت السفن القادرة على حمل طائرات منذ زمن بعيد دور السفن الكبيرة في الاسطول. وتستطيع حاملة طائرات واحدة او حاملتان تأمين سلسلة واسعة من التسهيلات العملانية التي تؤمن قوة جوية عضوية اي القدرة على تأمين قوة جوية دفاعية او هجومية دون ان يترتب عليها الاعتماد على قواعد قائمة على البر. كما تستطيع حتى حاملات الطائرات الصغيرة البقاء بعيدا تماما عن متناول القوات الجوية المعادية القائمة على الشاطىء التي تجبر على استعمال جهد غير متناسب ومجازفة لاسقاطها، ابان بحثها عن اخر موقع معروف لسفينة هدف. وسوف تبقى حاملة الطائرات دائما بوصفها قاعدة جوية عائمة متحركة، احد الاصول العالية المرونة والقيمة لدى البحريات، غير ان الحصول عليها وتكاليفها العملانية هي مرتفعة، كما ينبغي ايضا استثمار في سفن بحرية اخرى تدعو الحاجة اليها لتأمين دفاع جوي ومراقبة حول حاملة الطائرات. معلوم ان روسيا والهند والصين وكذلك المملكة المتحدة تبني حاملات طائرات كبيرة جديدة تعمل من على متنها طائرات قتالية نفاثة وطوافات، ولكن لكون هذه السفن باهظة التكاليف كثيرا، يجري بناء جيل جديد من حاملات الطائرات الصغيرة المتعددة الادوار والمعروضة للتصدير. وقد طورت فرنسا سفينة من فئة (Mistral) ناجحة جدا، صممت قصدا كسفينة هجومية برمائية بمتن مسطح كبير قادرة على تشغيل نحو ١٤ طوافة. والبحرية الفرنسية هي في سياق شراء ثلاث سفن منها وتعتزم روسيا شراء واحدة. ولدى البحرية الاسبانية والايطالية ايضا حاملات طائرات جديدة بحجم مماثل تستطيع تشغيل طوافات وطائرات (Harrier) تقلع وتهبط عموديا (VSTOL) وهي مجهزة بممرات زلاقة قافزة، وتستطيع ايضا تشغيل طائرات (F-35B) في وقت لاحق. وقد اختارت استراليا حاملة الطوافات / البرمائية الاسبانية من شركة (Navantia Juan Carlos) كاساس لحاملتي طائرات جديدتين من فئة (Canberra). وتضيف اليابان ايضا اربع حاملات طوافات بحجم مماثل الى اسطولها. وسوف تؤمن كل هذه السفن الجديدة الحاملة للطائرات ليس فقط قدرة على الهبوط برمائيا ومتنا كبيرا لعمليات الطوافات المضادة للغواصات، بل سوف تمنح ايضا قدرة ممتازة ابان السلام للاغاثة الطارئة في الكوارث. وهي مجهزة بتسهيلات استشفائية كثيفة ووسائل معيشة واسعة على متنها وبتسهيلات معيشية وقيادة متقدمة، ولذلك تستطيع ان تعمل كمركز اغاثة عائم في اماكن تضررت مطاراتها ومستشفياتها القائمة على الشاطىء باضرار كبيرة او دمرتها الزلازل او الفيضانات. وتستطيع السفن التي تحمل طوافات، قادرة على العمل مستقلة من مرافق على الارض المحافظة على خدمات حياتية حيوية بالنسبة للمجتمعات المهددة فيما يعاد بناء القواعد على الشاطىء لاستقبال سفن الاغاثة.

"""""""""""""""""""""""

حاملات الطائرات

المنصات الجوية البحرية Filemanager

لا تزال الولايات المتحدة تشغّل، حاليا، اكبر اسطول من حاملات الطائرات، كل واحدة منها مجهزة بنحو ١٠٠ طائرة بجناح ثابت ودوار. وتندرج هذه الطائرات من مقاتلات (F/A - 18) المتعددة الادوار ومن نماذج (G) للحرب الالكترونية الى منصات (Hawkeye) للانذار الباكر (AEW & C) والقيادة والتحكم المحمول جوا والطوافات، مثل طوافة (MH - 60R) من شركة (Sikorsky) التي تحل محل طوافات (Sea King) كطوافة رئيسية للحرب المضادة للغواصات والسفن السطحية في مخزون البحرية الاميركية. ونظرا لاستمرار التأخير في برنامج المقاتلة الضاربة المشتركة (F-35)، مددت البحرية الاميركية انتاج طائرة (F-18) وطلبت المزيد من مقاتلات (F-18 E/F Super Hornet). ويجري حاليا عرض هذه الطائرات حول العالم في منافسات تصدير شرسة، اهمها المنافسة في الهند على طائرة قتال جديدة متوسطة متعددة الادوار. وقد طلبت استراليا ٢٤ طائرة جديدة من طراز (Super Hornet) لتحل محل طائرة الهجوم (F-111) وطائرات الاعتراض الموقتة البعيدة المدى بانتظار اتاحة نحو ١٠٠ طائرة من فئة (F-35).
طورت شركة (Boeing) مزيدا من المزايا لتعزز احتمالات التصدير لطائرات (F/A-18 Super Hornet)، بما فيها حاضنات الاسلحة الجديدة الايروديناميكية التي تخفض البصمة الرادارية للطائرة، اضافة الى رادار اكثر تقدما (SAR) يخفض تكاليف الصيانة ويعزز اكتشاف اهداف متعددة واداء المتابعة.

"""""""""""""""""""""""""""""""""

طائرات دون طيار

المنصات الجوية البحرية D8b7d8a7d8a6d8b1d8a9-d8a8d8afd988d986-d8b7d98ad8a7d8b11

المنصات الجوية البحرية D8b7d8a7d8a6d8b1d8a9-d8a8d8afd988d986-d8b7d98ad8a7d8b11

تعتزم البحرية الاميركية استخدام طائرات مراقبة وهجوم دون طيار تنطلق من اكبر حاملات الطائرات لديها. وان احدى الطائرات المنافسة قيد التطوير هي من شركة (General Atomics) المعروفة باسم (Sea Avenger). وهذه الطائرة مجهزة بمحرك بمراوح تربينية من فئة (545B) من شركة (Pratt & Whitney) بقوة دفع مقدارها ٤٨٠٠ رطل، وسوف تستعمل العديد من نظم التحكم بالطيران المستقل ونظم الاسلحة التي طوّرت المركبات دون طيار (Predator - B) القائمة على الارض والتي تدفعها المحركات ذات المراوح التربينية. ويجب ان تتمتع المركبة دون طيار، لكي تعمل بسلامة وبصورة موثوقة من على متن حاملة الطائرات التقليدية، بسرعة اقتراب بطيئة واستقرار جيد في الرياح العاتية ومقاومة الهواء المشبع بالملح، باعتبار انها سوف تقضي وقتا طويلا على متن حاملة الطائرات وتتعرض في فترات منتظمة للغسيل والرش بمياه البحر. ولذلك، تشكل الحماية الاضافية من التآكل مشكلة رئيسية لاي طائرة بحرية. وتشمل المركبات المنافسة المحتملة الاخرى دون طيار (UCAV) المتقدمة التي تعتمد على حاملة الطائرات مركبة (X-47B) من شركة (N. Grumman)، وهي هيكل جوي بلا ذيل بجناح من مواد مركبة وبتطوير يعطيها ميزة الخفاء. اما الطائرة دون طيار (Phantom Ray) من شركة (Boeing) فيعتمد على تصميم مماثل وهو للهيكل (X-45) المصنوع من المواد المركبة، وهو ايضا بلا ذيل وخفي باداء نفاث متقدم.
ان تشغيل مجموعة من الطائرات البحرية بجناح ثابت يقودها طيار ودون طيار من على متن حاملة طائرات كبيرة يعتبر طلبا صعب التنفيذ سوف تدخل تعقيدات اجرائية اضافية. وان العامل لجعل هذه العمليات بأساليب مختلفة ناجحة تكمن في استعمال نظام يعالج عمليات الطيران المدمجة تماماً. وتستطيع الطائرة دون طيار ان تهبط اوتوماتيكياً، لكن الأساليب الجديدة لتنظيم الطيران على متن حاملة الطائرات ومعالجتها على المتن سوف يقتضي كثيراً من التطوير والتقييم الكثيف قبل ان تتمكن من ان تكون انماطاً راسخة.

...................................

يتبع.................

المنافسة

الطائرة الرئيسية المنافسة لطائرة (F/A - 18 Super Hornet) في الأسواق البحرية هي طائرة (Rafale) من شركة (Dassault). وهذه الطائرة القتالية الفرنسية المتعددة الأدوار هي تصميم من الجيل الرابع الجديد، وسوف تجهز الطائرات المعروضة للتصدير بنظام رادار (AESA) المتقدم من شركة (Thales)، وهو رادار (RBE2)، اضافة الى المساعدات كافة ونظم الأسلحة الدفاعية الحالية التي يستعملها سلاح الجو الفرنسي والبحرية الفرنسية. وقد صممت طائرة (Rafale) مثل طائرة (Super Hornet) خصيصاً للعمل في بيئة قاسية ولحاملة الطائرات، وهذا يعني بأنها بنيت لمقاومة قوى الجاذبية العالية من فئة (G) التي تعاني منها لدى الهبوط بسرعة عالية واقلاع قذف، وتستعمل مواد وطلاء جراء العمليات في جو بحري المشبع بالملح.
تشمل المقاتلات البحرية الحالية الأخرى بجناح ثابت نماذج محولة بحرية من مجموعة طائرات (Sukhoi Su - 30) و(MiG - 29). ويطور الروس حالياً طرازات أحدث من هاتين المقاتلتين هما (MiG - 35) و (Su - 35)، ويبقى ان نرى ما اذا ستدخل اي منهما الخدمة في الوقت المقرر، سواء أكانت في روسيا ام في الهند، اذا اختارتهما. وتطور الهند حالياً مقاتلة خفيفة الوزن بنتها محلياً، تحمل اسم (Tejas)، وكانت قررت منذ زمن بعيد بناء طراز اكبر لاستعماله بحرياً، وهذا يبقى بعيداً من التأكيد. وكشفت شركة (EADS) في معرض (Aero India) الجوي الأخير في البنغالور عن عرضها طائرة (Eurofighter Typhoon) البحرية كبديل يمكن ان يحل طائرة (MiG - 29)، للبحرية الهندية وكبديل لطائرة (F - 35) للبحرية الملكية البريطانية.

.........................

الفرقاطات

تطلب البحريات حول العالم فرقاطات جديدة متعددة الأدوار وقوارب دورية لتشغيل طوافات وربما أىضاً مركبات جوية صغرى دون طيار، يمكن اطلاقها رمياً واستعادتها بوسائل ميكانيكية، او استعادتها من البحر بعد هبوطها على الماء. وان طوافة (MH - 60R) من شركة (Sikorsky) هي طوافة (Seahawk ASW) من الجيل الجديد التي طلب منها ما لا يقل عن ٣٠٠ طوافة للبحرية الأميركية.
ورغم ان هيكلها مشابه تقريباً لهيكل طوافة (SH - 60B) و(SH - 60F)، فان الطراز الجديد (SH - 60R) يتمتع بأداء معزز كثيراً نتيجة اجراء تحديث على النظم الرئيسية كالرادار والاتصالات والصونار الغاطس (ASW) ونظام المراقبة (FLIR) ونظام التصويب والقمرة الزجاجية الجديدة. وقد جرى الاحتفاظ بالمحركات السابقة ونظم التحكم بالطيران، لكن في معظم النواحي الأخرى، فان الطوافة هي تصميم جديد كلها تقريباً. وتتمتع البحرية الأميركية بفائدة وهي انها تشغل عدداً كبيراً جداً من الطائرات البحرية المختلفة في مهام مختلفة. لكن بالنسبة للبحريات الأخرى، فان الطائرات التي يتم اختيارها للبحر لا بد ان تكون متعددة الأدوار بقدرة على التحول بسهولة من مهمة الى أخرى، وذلك يعتمد على المهمة المطلوبة.

..............................

الطوافات البحرية

ان احدى اكثر الطوافات المستعملة على نطاق واسع في البحر على مدى العقود الاربعة الماضية هي طوافة (Sea King) التي بنتها شركة (Sikorsky) وشركة (AgustaWestland) وشركات اخرى بموجب ترخيص. ويجري استبدال هذه الطوافة تدريجياً وهناك طوافة بحرية بحجم ووظيفة مماثلة هي طوافة (Merlin) من شركة (AgustaWestland). وتتمتع طوافة (Merlin)، المجهزة بثلاثة محركات اضافية بمدى واستدامة استثنائيتين تجعلانها صالحة للمهام البعيدة في دعم السفن السطحية وايضا كأصول للمخابرات والمراقبة والسيطرة على الهدف والاستطلاع (ISTAR)، التي يمكن ان تستعمل على متنها نظما معقدة تعمل بالتعاون مع طائرات وسفن اخرى. ان طوافة (Merlin) هي طوافة كبيرة تستطيع ان تحمل نحو ٣٧ مسافرا، مما يجعلها صالحة كثيرا لدور البحث والانقاذ على مسافة بعيدة وكذلك للتموين العام من السفينة الى الشاطئ ومهام روتينية اخرى. غير ان احدث طراز من طوافة (Merlin)، وهو طراز (Mk2)، انجز مؤخرا تجارب تقييم على نظام المهام، قبل ان يبدأ بتدريب الطاقم في السنة المقبلة وادخالها في الخدمة في البحرية الملكية في عام ٢٠١٣. ويجري تعديل ٣٠ طوافة (Merlin) في شركة (Lockheed Martin) البريطانية المتعاقدة الاولى، ويشمل هذا