[img][img:8bcb]http://
[/imgتاريخ الجيش التركى
ما قبل البدايه: 1919/1923
كان يوم الثلاثين من أكتوبر بالعام 1918 أسوأ يوم في تاريخ الأتراك وبقايا الجيش العثمانى في أنحاء الامبراطوريه مترامية الاطراف؛في ذلك اليوم أعلن السلطان (وحيد الدين) الاستسلام للدول الحليفه في جزيرة مودروس موقعاً على نص الاستسلام والذل للأمه التركيه كلها..لم يكن الأمر فقط قاصراً على ضرر الأتراك من وقوعهم تحت نير الفرنسيين والإيطاليين والانجليز وهمجية اليونانيين الساعين للانتقام من قرون عده قضوها تحت السلطه العثمانيه؛بل إمتد الذل للجيش بأمر تسريح أغلب قواته وقادته واعتقال بعضهم بيد الحلفاء..في تلك الظروف مر آخر شهرين في العام 1918 ليأتى عام جديد تظهر معه بوادر أمل..جنرال عثمانى يسمى(مصطفى على رضا) توجه بأمر سلطانى تم الغاؤه اليوم التالى مباشرةً إلى الأناضول كمفتش على الجيش هناك.. ليعصى بعدها أمر عودته وينظم بالأناضول بالتعاون مع قاده آخرين حركه سياسية تهدف لنصرة الأمه التركيه على الاحتلال..سرعان ما تجمعت أجزاء من بقايا الجيش العثمانى ومتطوعين أناضوليين وتم تأسيس جيش للمقاومه بقيادة نفس الجنرال الذي أسس الحركه السياسية المعارضه مؤسساً مع رفيقه الوفى (عصمت)جمعيات سريه محليه للمقاومه في الأناضول وغيرها..مع العام 1920 كانت القوى الفرنسيه والإيطاليه تحت ضغط هزائم قواتها بتركيا وظروف ما بعد الحرب بداخلها وقي مستعمراتها الأخرى تعلن هدنه أكدتها بالعام 1921 ثم إنسحبت بالعام 1922..و في نفس الأثناء كان كفاح بقايا الجيش العثمانى يمتد للدفاع عن التراب الوطني ضد الجيش اليونانى المتقدم بعد فشل الفرنسيين والإيطاليين بإيعاز من حكومة المملكه المتحده والذي لم يكن يعانى من اضطرابات داخليه في بلاده ولم يشارك بالحرب العالميه الأولى وليست له مستعمرات أخرى تشغله عن ميراث الدم مع العثمانيين..تقابل الجيشان في مواقع عده واجبرهم الأتراك على الهروب في سبتمبر 1922 بعد هزائم منكره متتاليه..في 1923 إنسحبت الجيوش اليونانيه من ال10% التي تبقت فيها بعد العام 1922 وتولى الجنرال التركى رئاسة البلاد ومعه تولى صنع جديد للدوله ومؤسساتها ومنها الجيش بطبيعة الحال..هنا كانت لحظات ما قبل التكوين للجيش التركى الذي نعرفه اليوم حيث تأسس من بقايا الجيش العثمانى الذي تم تسريحه وخاض عبر عامين النضال المسلح ليحرر90%من أراضى الوطن..بالتالى كانت نواة الجيش التركى الحالى وقبل البدايه الرسميه له في 1923 كان هو نفسه صاحب الإنجاز في تحرير البلاد مما شكل له هيبه كبيره وحالة فخر مطلقه تسرى بينه كما تسرى بين ضلوع كل تركى مخلص..فكانت قوات الجيش التركى النظاميه المؤسسه في 1923 كجزء من مؤسسات الجمهوريه التركيه كالحكومه والمجلس الوطني هي نفسها تلك القوات العثمانيه العائده من الشام وأوروبا منهكه مهزومه ثم متمرده فمحرره للتراب الوطني التركى
الجيش في عهد اتاتورك
كان عهد(مصطفى كمال أتاتورك)من زاوية البناء أفضل عهد مر على الأتراك منذ عقود طويله..فبعيداً عن السياسه التي تميزت بالاستبداد وحكم الحزب الواحد (حزب الشعب) والديكتاتوريه القادره كان عهد نمو وازدهار في مؤسسات الدوله وقي القاعدتين الزراعيه والصناعيه..بطبيعة الحال كان الجيش واحد من المؤسسات التي إهتم بها (مصطفى كمال) بل لعلى لا أكون مبالغاً إن ذكرت أنه إهتم بالجيش أكثر من اهتمامه بأى مؤسسه في البلاد..بحيث كانت تتحكم فيه وهو ناظر للجيش خبراته الممتلئه بالمراره عبر هزائم رآها في حرب البلقان الأولى ثم حرب الشام وحرب القوقاز إبان الحرب العالميه الأولى بسبب ضعف تسليح وتدريب الجيش العثمانى..تمثل اهتمامه بالجيش من خلال وضع تسليحه الحديث وزيادة أعداد الجيش على الرغم من اعتراض الكثير من الأوروبيين وتدريب قواته قدر الإمكان بحيث يكونوا قادرين على حماية النظام من أى تمرد مسلح (تحققت مخاوفه من خلال تمرد مسلح لأكراد تركيا ممول من إنجلترا في الأعوام 1925و1930)..أو لحماية البلاد من المحتلين المحتملين هنا لا بد من توضيح نقطتين ؛ الأولى هي ماذا كانت المبادئ التي أدار بها (مصطفى كمال أتاتورك) الجيش والدوله ثم ماذا كانت طبيعة التبعيه بين الجيش وأتاتورك..هنا لا بد من توضيح الآتى في نقطتين أو مبدأين من وضعه الخاص؛كانت مبادئ أتاتورك في تسيير الجيش مبدأين:
-1-سلام في الداخل وسلام في العالم. -2-لا تدخل للجيش في السياسه ولا تدخل للسياسه في شئون الجيش.
من المبدأين نجد أن الجيش تركزت مهمته على حماية الجمهوريه العلمانيه القوميه وحماية أراضيها من اخطار الداخل والخارج..مع الاحتفاظ بمبدأ سلام في العالم بحيث لا يجوز للجيش بالمره التدخل العسكري في شئون البلاد الأخرى إلا في حدود ضيقه جداً وظروف دقيقه جداً(تمثل هذا في الوجود التركى بقبرص لحماية الأقليه التركيه بالجزيره وقي كوريا تحت لواء الأمم المتحده كورقه للانضمام للناتو للمزيد من التسليح والتدريب الممتاز بالجيش) مع بيان هام: كانت هناك نصوص بالدستور التركى الذي وضعه (مصطفى كمال) بنفسه أهمها نص: (الجيش هو الؤتمن على سلامة البلاد الداخليه والخارجيه) ..لذا فإن النقطه الأولى التي توضح مبادئ الجيش وتسييره في عهد (أتاتورك) قد وضحناها.. ثانياً بالنسبة لطبيعة تبعية الجيش فقد كان (أتاتورك) بطبيعة الحال كمؤسس لجيش المقاومه وزعيم له إبان حرب التحرير ثم رئاسته لتركيا وإعادة تأسيس الجيش على يديه، كان بوضوح قائد للجيش وتبعيته له بل كان الولاء المطلق له ولم يشهد أى جمعيه أو تنظيم سرى ضد (أتاتورك) بل كان الجيش هو قلب الدوله التي أسسها وأدارها..لذا فقد كانت مسألة ولاء الجيش للدوله مفهومه ومسألة تبعية الجيش لقيادة (أتاتورك) محسومه وبالتالى لم يكن الجيش التركى في الفترة من (1923/1938)رقيب على الدوله بل مؤسسه من مؤسساتها لا تمارس أى رقابه على العمليه السياسية وتتلقى الأوامر والتعليمات من الرئيس وحكومته التي يعينها، كذلك كان (أتاتورك) برتبة ماريشال وهي أكبر رتبه في الجيش مطلقاً لذا فمن الناحيه النظريه والعمليه كان هو قائد الجيش والجيش تابع له في إطار دوره قبل التأسيس للجمهوريه وبعدها..
اللحظات المفصليه:كيف إستقل الجيش عن القياده السياسية:
أتصور أن لحظة موت مصطفى كمال أتاتورك كانت أكثر اللحظات العصيبه التي مرت على تركيا..من الجلى بقراءة كتب التاريخ أن الاستبداد حين ينتهى بوفاة الديكتاتور القوى فإن الأمور تتدهور وتتمزق أواصر النظام بفعل التنازعات التي تلى انتهاء مركز القوه..لكن الحال في تركيا كان مختلفاً إذ كانت كافة مؤسسات الدوله قد انتقلت إلى يد (عصمت إينونو) في اليوم التالى لوفاة (أتاتورك) مباشرةً ولم تحدث أى اضطرابات بفعل أن (عصمت إينونو) كان هو المسيطر الفعلى عليها إبان مرض (أتاتورك) الأخير وبالتالى فقد كان من السهل جداً نقل الحكم وتسليمه بلا اضطرابات..و لكن وسط هذا كان وضع الجيش غامضاً على النحو التالى: -1-كان (عصمت) له رتبة جنرال فقط أما قائد الجيش(فوزى قاشماش)له رتبة ماريشال وهي أعلى رتبه بالجيش وهي نفسها رتبة القائد المؤسس للدوله وللجيش معاً (أتاتورك). -2-كان (فوزى) هو القائد المتحكم في الجيش بطبيعة الحال بينما (عصمت) منذ 1923 بعيد عنه ومنشغل بالسياسه. -3-لم يحدد الدستور التركى الذي وضعه (مصطفى كمال) وضعية الجيش بالنسبة للدوله وبالتالى كانت استقلالية الجيش عن مؤسسات الدوله أو تبعيته للدوله ككأى مؤسسه، كانا خيارين قلقين منذ لحظة وفاة (أتاتورك)..من هذا تكونت اللحظه الفاصله حيث تمتع الجيش بمرور الأيام وسط صمت من (عصمت) باستقلاليه عن الدوله ولم يكن يتلقى تعليماته إلا من (فوزى) كما أسلفت..و بالتالى فمع غموض توصيف الجيش وتحديد وضعه بالدستور ووسط صمت (عصمت) ونفوذ (فوزى) تمتع الجيش بوضوح باستقلاليه في الإداره وتقلص الإداره في رأس الجيش لا في رأس الدوله السياسى كما كان الحال إبان (أتاتورك)..
و لعلى أتفهم أن الجيش كان يتبع القائد كأى مؤسسه بالدوله لكن مع وفاته بدأ يتميز عن غيره من المؤسسات بفعل تاريخ الجيش البطولى ودوره في الحفاظ على مبادئ المؤسس (أتاتورك) والأهم ألا وهو تجاهل (عصمت) للأمر بحكم صداقته القويه ب (فوزى قاشماق) وبالتالى لم يكن هناك صراع بل تسيير عادى للأمور بلا منافسه فكلاهما مخلص (لأتاتورك) ومبادئه..(يُذكر هنا أنه وبعد تقاعد (فوزى) المعروف بتدينه الشديد ترأس شرفياً الحزب الوطني الذي يدعو لإسلامية تركيا في تغيير ملفت للنظر لأفكاره ونظرته للدوله إبان الأربيعينيات 1946 في فترة حكم (إينونو) !!!)..و على كل حال فقد إستقر الأمر كالتالى: -1-الدوله ومؤسساتها وحزب الشعب يديرها (إينونو) بصفته رئيس الدوله. -2-الجيش له وضعه الخاص تحت قيادة الماريشال (فوزى) ولا يتبع (عصمت) لأن الدستور لا يوضح هذا ولأن (عصمت) بعيد عن الجيش منذ 16سنه قبل وفاة (أتاتورك). -3-كل المؤسسات والجيش مسخران لتنفيذ مبادئ المؤسس وتعاليمه في نشأة الدوله.نخلص مما سبق إلى أن وفاة (مصطفى كمال أتاتورك) كانت لحظه فاصله مفصليه أدت لاستقلالية وضع الجيش تحت ظروف غموض تبعيته للقياده السياسية بالدستور وتحت ظروف نفوذ (فوزى) وتفاهماته مع (عصمت) وعدم وجود صراع بينهما فلكل منهما دور يؤديه..و هكذا بوفاة (أتاتورك) تمتع الجيش ولأول مره في تاريخ تركيا بالاستقلاليه الكامله عن القياده السياسية بالدوله..
انقلابات أبناء الجنرال:قصة الانقلابات في تركيا
توضيح هام: هذا الجزء ربما يثير ملل القارئ لما فيه من تفاصيل سياسية كثيره..لكن الحال يحتم ذكرها لأشرح كل الظروف التي أدت لكل انقلاب..فليعذرنى القارئ لكننى مضطر للحديث عن امور فرعيه لكن أساسيه فيما يلى..و بالتالى لو شعر القارئ بنوع من الثقل فهذا يرجع لطبيعة الظرف الذي أكتب عنه والذي يحتاج شرحه للكثير من الحديث حول الأوضاع السياسية والاقتصاديه قبل كل انقلاب.
*الانقلاب الأول:انقلاب الدم
في ليلة السابع والعشرين من مايو للعام 1960قامت قوات الجيش التركى بقيادة الجنرال (جمال جورسيل) باحتلال مبنى الإذاعه وكل المؤسسات الحكوميه مُلقيةً القبض على رئيس الدوله (جلال بايار) ورئيس الوزراء (عدنان مندريس) وقائد الجيش وكبار قادة الحزب الجمهورى..و ينتهى الأمر بدستور جديد يقنن استقلالية الجيش عن مؤسسات الدوله والقياده السياسية ويؤكد رقابة الجيش على الدوله في يوليو 1960 واحكام بالاعدام تمتد (لمندريس) في سبتمبر1961..فكيف حدث هذا ؟ ولماذا ؟…كانت نتائج انتخابات 1950 مفاجئه بالنسبة للجيش وعلامه ديموقراطيه مؤسسه في تاريخ تركيا..فلأول مره يخرج حزب الشعب القائم على الظام الكمالى من الحكم تماماً ويحل محله حزب جديد يترأسه صديق (أتاتورك) ورفيقه المخلص بحرب الاستقلال وأحد أبطالها (جلال بايار)..إلا أن الجيش لم يعترض أو ينقلب على النتائج بل ظل لمدة 10 سنوات بعدها يراقب ما يحدث حتى جاء يوم الانقلاب..
تميز عهد(مندريس) في الحكم بعد انتخابات 1950و 1954 بإنجازات وأخطاء كلاهما هائل..فنعدد إنجازاته: -1-حافظ (مندريس) على طبيعة النظام الكمالى ومبادئ الدوله العلمانيه دون أى تغيير. -2-إنضم (مندريس) بتركيا في حلف شمال الأطلنطى18فبراير1952. -3-تطوير الوضع الزراعى كثيراً بإدخاله المزيد من التكنولوجيا الزراعيه وإقامة السدود الحديثة مما زاد من رقعة الأرض الزراعيه وزادت حركة التصدير إلى أوروبا. -3-صناعة حركه صناعيه كبرى في تركيا أدت لنمو صناعي تفوق كثيراً على ما سبقه بحيث تحولت رسمياً تركيا لبلد صناعي متطور.على ذلك كانت هناك أخطاء عده أدت لتذمر الجيش وجزء كبير من الشعب بعد انتخابات 1957 والتي خسر فيها الحزب جزء كبير من قوته بالبرلمان :
-1-على الرغم من تأكيد(مندريس)على علمانية الدوله إلا أن حسابات الانتخابات جعلته يتساهل في كثير من القرارات السياسية التي مست الجانب الدينى مما تسبب في ظهور تيار دينى سياسى معادى لمبادئ الدوله الكماليه. -2-نما التيار الدينى المعادى لمبائ (أتاتورك) ولم يتصدى له (مندريس) لحسابات الانتخابات مما زاد من حفيظة الجيش ضده. -3-تحويل البلاد من الفكر الاقتصادى الإشتراكى القائم على أسس دور الدوله الذي أرساه (أتاتورك) إلى نظام ليبرالى اقتصادى أدى لظهور طبقه إقطاعيه وبرجوازيه صناعيه أثارت جنون الجيش الذي رأى الفقر يزداد والاقطاع كذلك في حين أرسى (أتاتورك) مبادئ الاشتراكيه وحق الفلاح على حساب الاقطاعى. -4-حدوث تضخم مالى قاتل بسبب النمو السريع وأخطاء اقتصاديه كبيره وصل إلى 60% ورفع أسعار السلع بجنون فإزداد الفقر. -5-انتشار الفساد بسبب الصفقات بين قاده بالحزب الحاكم الجمهورى وبين كبار الإقطاعيين الذين نشأوا في عهد (مندريس) وكذلك كبار رجال الصناعه وكثرة خروقات القانون. -6-تحول (مندريس) إلى استبدادى كبير فضيق الحريات الصحفيه وضيق على الأحزاب السياسية وبالذات حزب الشعب وحظر الاشتغال بالسياسه في الجامعه. -7-أصدر قانون صادر فيه كافة مقار حزب الشعب بحجة انها من اموال الدوله وأصدر قانون بات فيه من حقه طرد أى موظف بالدوله دون إبداء أسباب مما أعطاه القوه لاضطهاد كل الموظفين غير الموالين لحزبه. -8-منع الأحزاب نهائياً باستثناء حزبه من استخدام جرائد أو إذاعة الدوله وأصدر قانون لحبس أى صحفى يهاجمه أو يهاجم الحكومه أو الحزب. -9-التصنت على الهواتف والرسائل ومنع (إينونو) من دخول البرلمان وإهانة ذكرى (اتاتورك).كانت تلك الأسباب تتراكم والجيش على وشك الانفجار حتى حدثت كارثه أو فلنقل كارثتين متتاليتين شكلتا القشه التي قضمت ظهر البعير..
1* في أثناء جوله انتخابيه لإينونو في البلاد تم منعه من دخول مدينة قيصرى بأمر من مندريس وحبسه بالقطار..إلا أنه غادره بالقوه وسار بين جماهير احتشدت له وتطوع 3 ضباط للدفاع عنه فأصدر (مندريس) أمر باعتقالهم مما شكل قنبلة داخل الجيش ف(عصمت إينونو) رمز للدوله والجيش وقائد من أكبر قادة حرب الاستقلال لا يجوز إهانته فما بالكم بما حدث له ؟!!
2* كذلك في البرلمان تطاول بعض النواب على ذكرى (أتاتورك) و(إينونو) من حزب الديموقراطيين واتهموهم بالاجرام وطلبوا محاكمتهم!!!
بالتالى كانت النتيجه أن أعلن (جمال جورسيل) قائد الأركان استقالته احتجاجاً وعاد معتكفاً إلى أزمير… هنا تم تدبير خطه للانقلاب لم يعلم بها مطلقاً (جمال جورسيل) حتى اليوم السابق للانقلاب حين ذهب اليه قادة الانقلاب سراً وأقنعوه بقيادة الانقلاب ليتم وينتج عنه الآتى: -1-القبض على قائد الأركان الجديد ورئيس الدوله ورئيس الوزراء وكبار قادة الحزب الديموقراطى ورجال الاعمال والاقطاعيين ونواب الحزب بالبرلمان وأساتذة جامعات موالين للحزب. -2-أحكام بالاعدام لرئيس الدوله ورئيس الوزراء ووزير الخارجيه والماليه تم تنفيذها باستثناء رئيس الدوله الذي تم تعديل الحكم بحبسه 25 عاماً. -3-حملة تطهير شملت اقصاء آلاف الضباط من الموالين (لمندريس) وأساتذة الجامعات وك. ل من يمت للحزب الديموقراطى بصله. -4-دستور جديد أكد على استقلالية الجيش ورقابته على الدوله والملكيه العامه مع السماح بالقطاع الخاص تحت رقابة الدوله. -5-إتاحة كل الحريات والانتخابات النزيهه والغاء التصنت ورفع كل الاحكام العرفيه وإعادة الديموقراطيه والحريات كلها وتم تنفيذ هذا بالكامل تحت إشراف الجيش في إعادة لكل مظاهر الديموقراطيه بالكامل في تركيا بل أفضل مما كانت قبل أى انتخابات. -6-إجراء أنتخابات نيابيه حره ونزيهه في أكتوبر 1961أدت لحكومه مكونه من الشعب والعداله. -7-انتخاب (جمال جورسيل) رئيساً للدوله
*الانقلاب الثاني:الجيش يجهض الانقلاب
في مايو بالعام 1963 قام طلعت ايديمير رئيس الكليه الحربيه بمحاولة انقلاب فاشله بسبب التناحر السياسى بين حزب الشعب وحزب الفلاحين الجمهورى وقد فشل الانقلاب بسبب قصف سلاح الطيران لقوات الانقلاب.. و تم إعدامه في يوليو1964مع انتخابات أكتوبر 1961 تشكلت حكومه اشتلافيه من حزب الشعب الكمالى وحزب العداله وكانت الحكومه برئاسة (عصمت إينونو) الذي ظل يحاول تسييرها بين تناقض الحزبين وصراعهما إلا أنه قد فشل فقدم استقالته للرئيس (جمال جورسيل) في مايو 1962 وكلفه الرئيس ثانيةً بتشكيل الحكومه، فألفها بالاشتراك مع حزب الفلاحين الجمهورى الذي يعد وريث الحزب الوطني المتدين وظلت المظاهرات تجوب تركيا بين معارض ومؤيد لنظام ووسط مطالبات بالافراج عن محكومى انقلاب 1960 الذين حُكم عليهم بالسجن على الرغم من أن (إينونو) قد أفرج عن (جلال بايار) مما شكل دافعاً لدى(طلعت إيديمير) لمحاولة الانقلاب بسبب التناحر السياسى إلا أن الجيش أحبط الانقلاب فوراً بقصف كل قوات الانقلاب على الأرض بواسطة سلاح الطيران منقذاً الحكومه على الرغم من عدم رضا الجيش في الواقع عنها..و تمت محاكمة قائد المحاوله (طلعت إيديمير) والحكم عليه بالإعدام في يوليو 1964.
*الانقلاب الثالث:حتى لا يتسلل اليسار
في مارس 1971 حدث انقلاب بلا دبابات..حيث أعلن الجيش الأحكام العرفيه في أغلب أنحاء البلادمقيلاً الحكومه وحكم البلاد بحكومه شكلها بنفسه حتى الانتخابات التي أُجريت في أكتوبر 1973..في انتخابات 1969 حصل حزب العداله على 46.8%من الأصوات وبالتالى شكل الحكومه برئاسة (سليمان ديميريل) وبعض الأحزاب الضئيله..و كالمعتاد مع حزب العداله إنتشرت أعمال الإضرابات أنقره وإسطنبول للمطالبه بالإصلاح والقضاء على الفساد وزادت حدة الاشتباكات بين الفلاحين والإقطاع وسط مظاهرات كادت تطيح بالنظام كله في تسلل واضح للتيارات اليساريه والفكر الشيوعى في تلك الأوساط..
لم يصبر الجيش أكثر من عامين حتى انذر الحكومه في مارس 1971 مطالباً إياها بضرورة السيطره على الأوضاع بقوات الشرطه لأن الدوله في مهب الريح..إلا أن رئيس الحكومه (سليمان ديميريل) رفض الإنذار فاعلن الجيش إقالة الحكومه ورئيسها وتشكيل حكومه جديده من مدنيين وإستمر الحال مع الأحكام العرفيه حتى العام 1973 حين أُجريت انتخابات شهر أكتوبر وكانت هذه هي النتائج: -1- حصل حزب الشعب على أغلبية مقاعد ويليه حزب العداله. -2- تشكلت حكومه من حزب الشعب والسلامه(أربكان) في يناير 1974 إلا أن رئيس حزب الشعب (بولنت أجاويد) قدم استقالة الحكومه في سبتمبر 1974 بعد فشله في إدارتها لإستحالة إدارة حكومة اطرافها متصارعه. -3-تشكلت حكومه جديده من أحزاب السلامه الإسلامي والعمل القومى المتطرف الطورانى والعداله برئاسة (سليمان ديميريل) مما وضع البلاد في حالة اضطرابات حتى انتخابات مبكره في يونيو 1977.
الانقلاب الرابع:من أجلك أتاتورك
في الحادى عشر من سبتمبر 1980 قام الجيش برئاسة الجنرال (كنعان إيفيرين) بانقلاب أدى لإسقاط الحكومه وإعلان الأحكام العرفيه بالبلاد كلها وحل البرلمان وحل الدستور وإسقاطه ليتم إعلان حكم عسكري إمتد إلى العام 1983 حين تم البدء في تفعيل الدستور الجديد الذي أسسه الانقلابيون مرسخاً سطوة الجيش على الدوله كلها وعلمانية الدوله وتضييق عنيف ضد كل النشاطات الإسلامية وتُجرى انتخابات جديده يفوز فيها حزب الوطن الأم من يمين الوسط..من مايو 1977 حتى سبتمبر1980 تتالت أربعة حكومات فشلت في صناعة حكومه واحده تفى بوعودها كما سبقت في الأعلى بشرح نتائج الانتخابات من 1973 حتى 1977ووصل الامر إلى الآتى:
-1-فشلت كل الحكومات في صناعة أى إنجاز حقيقى وسط تردى مزرى للبلاد اقتصادياً. -2- من العام 1977حتى1980 كان معدل القتلى من الاشتباكات اليوميه بين اليمين واليسار والاضطرابات العرقيه يصل إلى 20 قتيلاً في بعض الأحيان بالإضافة. -3-كانت الاضطرابات الكبرى الاقتصاديه وانتشار الفساد والنفوذ شيوعى والدينى السياسى قوى جداً ومنتشر في حالة أثارت قلق الجيش خصوصاً مع التحالف مع الغرب الذي لا يرضى بالتوسع اليسارى في البلاد من جانب والتمدد الإسلامي من جانب آخر الذي لا يرضى الجيش ويخيف أوروبا.
• لذا وفى ديسمبر 1979 وجه (كنعان ايفيرين) قائد الجيش إنذارالى كل الأحزاب السياسية ومنها احزاب حكومة (سليمان ديميريل)ألائتلافيه حزب العداله مع حزب السلامه الدينى والعمل القومى الذين تولوا الحكم من سبتمبر 1979 بعد استقالة (بولنت اجاويد) اثر هزيمه فرعيه لحزب الشعب في انتخابات أكتوبر1979 لوقف التناحر السياسى والتقاتل الداخلى وأعمال الارهاب المسلح بينهم الا انه لم يوقف هذا شيء بينما رفض رئيس حزب الشعب هذا الإنذار معتبره تدخل في الشئون السياسية. تتالت الأحداث التي سبقت الانقلاب ممثلةً سلسله من الكوارث:
-1- استمرار اعمال القتل والسلب والإرهاب شغر منصب رئيس البلاد في أبريل1980 وعجز البرلمان على انتخاب رئيس لخمسة أشهر حتى سبتمبر 1980 وسط احداث دمويه بالغة العنف بالشوارع. -2-أعلن والى مدينة فاتس على البحر الاسود الانفصال في كيان شيوعى عن الحكومه المركزيه. -3-امتداد أعمال القتل لبعض ضباط الجيش برتية جنرال. -4-أعلن(نجم الدين أربكان) في مؤتمر صوفى حاشد ضم 50 الف في قونيه في سبتمبر 1980 أنهم ينوون الغاء علمنة الدوله والعوده لنظام الشريعه في تركيا.
هنا بلغ السيل الزبى ولم يعد الجيش يتحمل بالمره انفجار الأوضاع بالجامعات والتهديد اليسارى والتهديد الإسلامي فوضع الجنرال (كنعان إيفيرين) خطه كان الجيش قدمها له بالعام 1979 للانقلاب إلا أنه وقتها رفضها لأن رئيس حزب الشعب استقال مما جعله يتصور إمكانية حل المشكلات بدون انقلاب يسئ لشكل تركيا أمام العالم..و تم التطبيق في يوم 11/9/1980 بصوره بيضاء لا دمويه حين استولى الجيش على كل المؤسسات وأقال الحكومه وحل البرلمان والدستور ليعيد كتابة دستور جديد ويجرى انتخابات في إطاره الذي يجعل له سلطة الانقلاب في حالة مخالفة الحكومه لمبادئ (أتاتورك) لتُجرى الانتخابات في أكتوبر 1983 ويفوز حزب الوطن الأم من يمين الوسط التركى الجديد برئاسة (توجرت أوزال).
*االانقلاب الخامس:ضد كل الإسلاميين
يُمثل الانقلاب الأبض شبه النظرى حله غريبه من الانقلابات وآخرها في تركيا..إذ إكتفى الجيش بتحريك محدود للدبابات وسط العاصمه ليجبر رئيس الوزراء الإسلامي (نجم الدين أربكان) على الإستقاله..في انتخابات 1996 نجح حزب الرفاه التركى في انتخابات حره كأى انتخابات في تركيا ليشكل مع حزب الطريق القويم (يمين الوسط) حكومه ناجحه تحظى بشعبيه كبيره في يونيو1996..و قد حرص على انفتاح عالمى إسلامي عن طريق:
-1- تشكيل مجموعات إسلامية محليه مرتبطه بالخارج. -2- تفعيل العلاقات مع منظمة المؤتمر الإسلامي (تركيا عضو مؤسس في عهد (سليمان ديميريل). -3- تشكيل مجموعة إسلامية دوليه باسم مجموعة الثمانى. -4-دعا إلى نصرة قضايا الملسمين في الشيشان وفلسطين وغيرها.من زاويه أخرى حرص على تجنب الصدام القاتل مع الجيش الذي كان هو أحد أسبابه بالعام 1980 حين دعا لإسقاط علمانية تركيا وإعادة الشريعه للحكم عن طريق :
-1-التزم حرفياً بالمسار الاقتصادى الرأسمالى الذي أسس له (توجرت أوزال). -2-التزم باتفاقيات مدنيه وعسكريه مع إسرائيل. -3-نفذ مناورات عسكريه مع أمريكا وأخرى مع إسرائيل شملت تدريب طيارين إسرائيليين في تركيا (هنا لا بد من الإشاره لأنه فعلياً لم يعترض لكنه حتى لو إعترض فلا فائده لأن الجيش وحده هو من يمنع أو يسمح على غرار منع اشتراك إسرائيل في مناورات آخر العام 2009 الذي نسبه البعض لحزب العداله في حين أن المسئول الوحيد عنه هو الجيش فقط). -4-أكد على أن الدوله ملتزمه بمبادئ دستور1983.قدم الجيش ما يُعرف باسم اختبار ثقه لحكومته إذ أثار قلقهم زيارته لليبيا 1996 فقدموا له مجموعة طلبات لمنع الانتشار الدينى السياسى من جوانب العبادات والتعليم في البلاد إلا أنه رفضها مما شكل مبرر لانقلاب أبيض غريب..إذ قام الجيش بنشر دباباته في شوارع العاصمه في 30/6/1997 مما دفع (أربكان) للإستقاله وترتب الآتى على الانقلاب:
-1-تولى (مسعود يلمظ) رئاسة الوزراء. -2-في 1998 تمت محاكمة (أربكان) ومنعه القضاء ن مزاولة السياسه لخمس سنوات. -3-أصدر القضاء سلسه من الأحكام القاسيه على المتدينيين من نماذجها منع الحجاب نهائيا بمؤسسات الدوله كلها واعتباره جريمه إذا تواجد مع إحدى النساء الرسميات كعضوات البرلمان. -4- حصار الإسلاميين سياسياً بسلسله من العقاب والسجن ومنع مزاولة العمل السياسى تماماً لأقل الأسباب.
[عدل]
الجيش اليوم
اليوم تغير الحال مع صقور الجنرال الأشقر.. بوضوح لم يعد الجيش التركى اليوم هو نفسه ذلك الجيش الذي تمرس على ضبط إيقاع الحياه السياسية في تركي لأسباب عده ادت في مجمله إلى أن تقل سطوة الجيش في تركيا منذ وصول حزب العداله والتنميه للحكم..و لعل أذكر أهم الأسباب في الآتى: -1-انتهاء الحرب البارده وسقوط الإتحاد السوفييتى أدى لانخفاض مستوى الحماس لأى انقلاب على المستوى الغربي الذي كان يؤيد الانقلابات خوفاً على نظام الحكم التركى إبان الحرب البارده. -2- كان وضع الجيش مستقراً بلا ضغوط حقيقيه من الخارج لوقف الانقلابات الغير مبرره حتى بدأ الحديث عن ترشيح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي في قمة هلسنكي نهاية العام 1998 هناك فقط وجد الجيش نفسه أمام ضرورة وضع تنازلات عده وتقييد حركته في سبيل الحلم الأوروبى مما أضعفه سياسياً. -2-الحزب الحاكم في تركيا(العداله والتنميه) حزب ليبرالى وإن سمى نفسه إسلامي فهو متوافق مع الإتجاه الغربي 100% حيث أرسل قواته لأفغانستان بعد الاحتلال الأمريكي في إطار الناتو و..كذلك يحافظ على الأجنده الرأسماليه في إطار التعاقد مع صندوق النقد الدولي وتعليماته..أيضاً كافة سياساته قائمه على أسس المصلحه دون أى تطرف دينى بالمره أو حتى اقتراب من الأسس العلمانيه للدوله..انضمامه لحزب الشعب الأوروبى في تسليم واضح بارتباطه بالغرب سياسياً على المستوى الحزبى..أسباب أخرى عديده ألخصها في جملة (أربكان):..هم ليسوا إسلاميين مثلنا..أبداً. -3-استطاع حزب العداله ضم العديد من أقطاب الصناعه إلى صفوفه للاستفاده من كونه حزب حاكم مما أعطى زخم مالى وإعلامى(نصف المؤسسات الإعلاميه الخاصه بتركيا تابعه لرجال اعمال منضمين للحزب)و بالتالى توفر غطاء إعلامى ومالى للحزب. -4-استطاع الحزب تحقيق طفره هائله في مكافحة الفساد وتخفيض الديون وتقليل العجز ورفع مستوى المعيشه اكسبوه شعبيه هائله حتى انتخابات 2007. -5-فشل الحزاب القوميه وحزب الشعب في تشكيل منافس قوى للعداله والتنميه مما إنعكس ضعفاً على موقف الجيش الذي وجد الأحزاب التي ترفع مبادئ الكماليه تتراجع شعبتها بسرعه. -6-لم يعد الانقلاب مجدياً ضد العداله والتنميه بسبب التزام الحزب كافة مبادئ المؤسس (أتاتورك) بحيث أنه بالعام 2008 كان حكم الدستوريه العليا ضد الحزب مجرد إنذار بعدما تبين له أن الحزب لم يقلل أو يؤذى مبادئ المؤسس بل شكلت تصرفاته شبهه فقط مما يحول دون حظره مما دفع المحكمه –مضطره-لإنذاره فقط. -7-لم يقترب الحزب من ملفى البارود..الأكراد وأسلمة تركيا، حتى مع توجه الحزب لتغيير سياسات (أتاتورك) تجاههم لم يقدم على خطوه حقيقيه يرفضها الجيش أو حتى يعترض عليها بالعام 2009 بل حرص على موافقته الكامله قبل مجرد طرح الملف..في حين لم يفكر في أى مشروع مستند للدين بالمره إلا في حالة طرح قانون للسماح للمحجبات بدخول الجامعات وكان بعد هجوم مرير من حزب السعاده و(نجم الدين أربكان) ضدهم وبالتالى لم يقوموا بعمل واحد من الممكن ان يؤدى لأسلمة تركيا. -8-حافظ الحزب على العلاقات أمام الغرب مما أضعف موقف الجيش من الحزب حيث سارع إلى الموافقه دون اعتراض على إرسال قوات لأفغانستان وتوجه (أردوغان) بنفسه لأفغانستان مؤيداً للتوجه العسكري التركى. -9-كذلك لم يمس الحزب العلاقات مع إسرائيل إلا بإذن الجيش..(جدير بالذكر أن الجيش هو من قلص العلاقات العسكريه مع إسرائيل لتعنتها في تنفيذ صفقات مع الجيش لخصومات سياسية مع الحكومه وبالتالى تصرفات مثل رفض اشراك إسرائيل في مناورات 2009 الدوليه مع دول الغرب، تصرف الجيش الذي أيدته الحكومه وليس الحزب أو الحكومه مصدره لأن الدستور ببساطه ووضوح لم يعطى له (للحزب الحاكم والحكومه) الحق في هذا بل جعله بيد الجيش فقط). -10-أخيراً استطاع الحزب توجيه ضربه موجعه للجيش حين غير تركيبة مجلس الأمن القومى ليكون مدنيوه أكثر من عسكرييه وبالتالى تضاءلت قدرة الجيش على ضبط العمليه السياسية في تركيا.من هذا أخلص إلى أنه لأسباب دوليه وداخليه تقلص وضع ونفوذ الجيش..و لم يعد قادراً على الانقلاب أو حتى الاعتراض!!
اليوم تحول وضع الجيش في عهد (أردوجان) إلى جيش مجمد الدور السياسى وغير قادر على العمل كما إعتاد..و لعل القول بأن نصف قوته السياسية قد تقلص هو أصدق قول في وصف حاله اليوم.
[عدل]
عقيدة الجيش التركى
إن المقصود بكلمة عقيده لا يمت بالمره للدين..بل أعنى به العقيده الفكريه الأيدولوجيه التي تسيطر عليه..و هنا لا بد من الإشاره إلى أن الجيش مؤسسه وطنيه تفتخر بماضيها المجيد إبان حرب الاستقلال قبل التكوين الرسمى مع ظهور الجمهوريه كذلك تعتبر نفسها جزء من الجمهوريه متميز يحميها ويحمى مبادئ مؤسسها ومؤسس الجيش..لذا فمن السهل أن نقول بوضوح أن عقيدة الجيش الفكريه هي الكماليه أو المبادئ التي أرساها (مصطفى كمال أتاتورك) وأكد في دستوره على مسئولية الججيش تجاه النظام مما جعل الجيش يؤكد على هذا في دستور 1960 ودستور 1983.. تتخلص العقيده الكماليه التي تشكل فكر ورؤية الجيش في نقاط عده:1*..العلمانيه بمفهوم (مصطفى كمال) عنها.
2*..القوميه التركيه بالشامله.
3*..الارتباط بالغرب على أسس عديده أهمها أن تركيا غربيه بل وأوروبيه.
4*..دور الجيش المقدس في حماية النظام.
إلا أننا لا بد أن نشير إلى أن هناك عدة مبادئ أخرى أرساها (أتاتورك) وتساهل الجيش في عدم الالتزام بها:1*..دور الدوله الاقتصادى القوى الإشتراكى الذي أسسه (مصطفى كمال) مع الجمهوريه لحماية الفلاحين وطبقات الأتراك الفقيره، هذه الفكره الاقتصاديه التي كانت من الأسباب الرئيسيه لانقلاب 1960 حين خالفها (مندريس) وأعاد الجيش تأكيدها في دستور 1960..هذه الفكره تنازل الجيش عنها تحت ضغوط غربيه ابتداءً من عهد (توجرت أوزال) ليبرالى الإتجاه الذي أدخل تركيا رسمياً في حلبة الرأسماليه بلا اعتراض من الجيش لدرجة أن تركيا رسمياً من 2001 من الدول التي تتعامل مدينةً من صندوق النقد الدولي وقد أفرج صندوق النقد الدولي عن 3.65 مليارات دولار هي الدفعة الأخيرة من قرض تناهز قيمته الإجمالية 10 مليارات دولار بدأ تقديمه لتركيا منذ العام 2005 بديلاً عن قرض سابق من 2001 إلى 2004و لم يعترض الجيش تحت ضغوط اوروبيه.
2*..الحزب الواحد (حزب الشعب) هو النظام الذي أرساه مؤسس الدوله لضمان عدم حدوث معارضه ولضمان استقرار سياسى يسمح له ببناء الدوله..هذا منذ العام 1946 غير متواجد بل تم تأليف حزبين أحدهما يطالب بالخلافه!!..لم يعترض الجيش لأسباب عده أهمها أن الحاكم وقتها كان (إينونو) الذي هو رفيق الكفاح الكخلص (لأتاتورك) وبالتالى الأمر يصعب تغييره كذلك رحبت أوروبا بهذا بشده مما أحرج موقف الجيش ولم يشأ أن يتدخل خصوصاً مع تأكيدات سابقه (لأتاتورك) على أنه يريد تعدديه وديموقراطيه في الوقت المناسب.
3*..مبدأ سلاكم في العالم تجاوزه الجيش نفسه قليلاً حين توجه متطوعاً ضمن قوات دوليه لكوريا محققاً إنجازات إسطوريه بالعام 1951 ومنقذاً لأرواح آلاف من الجنود الأمريكيين في معارك شهيره كانت لتنتهى بمجازر للأمريكيين لولا الجيش التركى..هذا ساهم بشده في انضمام تركيا للناتو وكان هذا غرض الجيش من الأساس..فهم لم يتخلوا عن مبدأ سلام في العالم بل تجاوزوه قليلاً ليتم انضمامهم للناتو..بالتالى فالجيش نفسه قد رأى ضرورة تجاوز مبدأ هام للمؤسس من أجل المصلحه.][/img]