يعتبر نظام DMB المزدوج الاسلوب الهجومي المتطور من شركة MBDA لحساب سلاح الجو البريطاني متقدما على نظام "Brimstone" الموجه بالرادار العامل بالموجات المليمترية، والذي يخدم في سلاح الجو الملكي البريطاني منذ العام ٢٠٠٥. وقد اثبت نظام "Brimstone" قدراته الفريدة من خلال العديد من التجارب الناجحة في سيناريوات متعددة وهجمات متباينة الاشكال سواءB مباشرة ام غير مباشرة في مواجهة هدف منفرد او اهداف متعددة، كما كان اطلاق الصواريخ في اتجاه نقطة محددة، او في زخات او على شكل مروحة ليغطي منطقة معينة.
اما نظام DMB فيتميز بباحث ثنائي اسلوب العمل مطور حديث ويستخدم برمجية اعيد تشكيلها ودراستها. وقد اثبت نظام DMB فعاليته العملانية في افغانستان، وتأكدت دقته الكبيرة في اصابة الاهداف. ووصفه احد كبار الضباط في سلاح الجو البريطاني بانه السلاح الوحيد حاليا الملائم للاهداف المتحركة.
يجمع نظام "DMB" بين رادار يعمل بالموجات المليمترية "Millimetric Wave" "RF radar" ومستشعر ليزري شبه آلي "SAL" يعملان باسلوب البحث المزدوج. هذا الدمج بين اسلوبي البحث يوفر مرونة في التصويب الدقيق على اهداف متحركة داخل منطقة معينة او على هدف منفرد ثابت بدقة عالية في الحالتين، وذلك من خلال صور واضحة جدا على الشاشة تسمح لنظام (DMB) العمل بكفاءة عالية جدا في كل الظروف الجوية ليلا ونهارا. ويختار الطيار اسلوب توجيه السلاح طبقا لطبيعة الهدف او الاهداف المطلوب مهاجمتها.
عندما يتطلب الامر قهر مجموعة من الاهداف المهاجمة والمناورة على سطح البحر كزوارق الاختراق الهجومية السريعة "FIAC"، من الضروري في هذه الحال اطلاق عدة صواريخ دفعة واحدة بعد تحديد هدف لكل صاروخ قبل الاطلاق. ومن الواضح ان مطلب نجاح هذه المهمة على الوجه الاكمل هو صعب التحقيق، ومع ذلك يتولى نظام "DMB" تحقيق المهمة بنجاح عندما يتولى مهاجمة اهداف متحركة في منطقة معينة.
في مثل هذا السيناريو يحدد رادار النظام في الطائرة مجموعة من الزوارق المهاجمة كأهداف، كما يمكن ان يتولى هذه المهمة رادار طائرة صديقة مثل "AWACS"، ثم يطلق النظام من الطائرة مجموعة من الصواريخ دفعة واحدة بعد تعيين الهدف لكل صاروخ. وفي هذا الاسلوب يعتمد كل صاروخ في مساره نحو الهدف الذي اختاره له الطيار على راداره العامل بالموجات المليمترية. وفي هذه الحالة لا يبحث الصاروخ عن هدفه بل يتجه اليه رأسا متخذا المسار المحدد مسبقا في ذاكرته. ويحمي هذا الاسلوب، الزوارق والمنشآت الصديقة القريبة من النيران الصديقة.
يذكر ان اي سلاح لا يعتمد على التوجيه الليزري شبه النشط "SAL" وحسب، بل يحتاج الى إنارة الهدف موضع الهجوم بمصدر ليزري آخر ليكون مسارا ليزريا ينزلق عليه الصاروخ المهاجم. كذلك الاعتماد على الرادارات العاملة بالموجات المليمترية وحدها لتوجيه الصواريخ في البيئة الساحلية، تحد من قدرة الطيار في التركيز على الاهداف الثابتة، وتتبع المتحرك منها نظرا لسرعة مسح هذا النوع من الرادارات.
ويذكر ان صواريخ "Hellfire" العاملة حاليا من على متون مختلف الطائرات الحربية الثابتة الجناح او الطوافات تعمل باسلوب توجيه واحد ولا تتمتع بالقدرة على مهاجمة عدة اهداف في وقت واحد ضمن منطقة محددة، فصاروخ "Hellfire II" مثلا موجه باسلوب الليزر شبه النشط، وصاروخ "Longbow Hellfire" موجه باسلوب الرادار العامل بالموجات المليمترية.
يزن صاروخ DMB ٥٠ كلغ برأس حربية صغيرة مترادفة شديدة الانفجار، وهي اصغر كثيرا من قنبلة "Paveway IV"، وقد صممت بحيث لا تحدث اضرار جانبية تذكر، وهي ميزة مطلوبة في البيئة الساحلية المكتظة عادة بالسكان. ويتألف نظام (DMB) من قاذف يطلق زخة من ثلاثة صواريخ دفعة واحدة وقد تم اختباره بكثافة واثبت فعاليته بدرجة عالية ويعرف بالقاذف "M 299 Hellfire". ويصار حاليا الى تطوير قواذف ثلاثية جديدة اخرى لجعل نظام (DMB) يلائم طائرات عديدة اخرى سواء الثابتة الجناح ام الطوافات.
وفي ايلول/سبتمير الماضي ٢٠١٠ اجرت شركة MBDA مجموعة من الاختبارات الناجحة لنظام "DMB" المخصص لمواجهة زوارق الاختراق الهجومية السريعة في بريطانيا. واثبت النظام مرة اخرى جدارته في مواجهة الصواريخ الهجومية المنطلقة على سطح البحر المتأرجح باستمرار، فقد اصابت الصواريخ كل الاهداف الافتراضية الثابتة والمتحركة على حد سواء.
في المنطقة الساحلية على رغم حساسيتها الفائقة من السهل النيل من الاهداف المعادية. والساحل كما هو معلوم خط التقاء مياه البحر باليابسة وعادة المنطقة مكتظة بالسكان وتتميز عادة بنشاطات تصدير واستيراد شتى البضائع العالية الوتيرة. وتحتوي ايضا منشآت عسكرية ومدنية غاية في الاهمية مثل احواض بناء السفن والمرافىء التجارية والمحطات النهائية للسكك الحديد. وفي مناطق انتاج النفط كما في الخليج تكون هناك منشآت التكرير وآبار استخراج النفط الخام البحرية، بالاضافة الى مناطق سكنية. ولطالما عرفت المناطق الساحلية، على مر التاريخ بأنها قبلة المهربين والارهابيين والمهاجرين غير الشرعيين مما يعرض أمن الدول ذات السواحل المترامية الى الخطر. ويعتبر خبراء الحروب حول العالم ان المناطق الساحلية حيث تلتقي خطوط التجارة العالمية، كانت على مر التاريخ وما زالت المناطق المفضلة لسيناريوات الحروب.
من هنا تبرز الاهمية الكبيرة في تأمين الدفاع عن هذه المناطق، خصوصا في مواجهة الهجمات اللاتناسقية متمثلة في هجمات خاطفة من زوارق "FIAC" السريعة. وبالنسبة الى هذا النمط من الهجمات اثبتت الوقائع انه حتى الولايات المتحدة وهي من اقوى دول العالم بامكاناتها العسكرية، لا يمكنها حد مثل هذه الهجمات المفاجئة. وقد ظهر ذلك جليا حين نجح زورق اختراق سريع للارهابيين في اصابة المدمرة USS Cole داخل مرفأ عدن اليمني في تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٠٠.
ويتمثل تهديد زوارق الاختراق السريعة الهجومية (FIAC) بزورق الهجوم السريع فئة "Zodiac" الذي ينفخ بالهواء ويزود بالأسلحة والمتفجرات اضافة الى زوارق الدورية السريعة التقليدية التي يتألف سلاحها من القنابل والصواريخ المضادة للسفن والمدرعات مرورا بقذائف ال RPG والاسلحة الاوتوماتية الصغيرة والرشاشات على انواعها. واذا هاجمت تلك الزوارق منفردة، يسهل التغلب عليها وتحييدها. ولكن في حال هاجمت بمجموعات مناورة بسرعة كبيرة يكون هجومها ساحقا ويؤدي الى خسائر كبيرة جدا اثر تدمير الدفاعات الساحلية كما تقام غالبيتها في الوقت الراهن.
حين تشن زوارق (FIAC) هجوما مفاجئا وهي تناور بسرعة ينبغي مواجهتها بسرعة. وان الدفاع الفعال المتوفر حاليا هو بواسطة الطوافات او الطائرات ثابتة الجناح المزودة بأسلحة جو - سطح مناسبة. وقد باتت الولايات المتحدة حاليا قرب قوسين او ادنى من الانتهاء من تطوير مثل هذا السلاح الذي سوف يدخل الخدمة في العام ٢٠١٥ على ان يتم تصديره بعد ذلك بخمس سنوات. ولكن تهديد زوارق FIAC ماثل حاليا ويستخدم بنجاح. والسلاح الوحيد المتوفر حاليا لمواجهته يتمثل في سلاح DMB جو - سطح القادر على مواجهة مجموعة زوارق (FIAC) المهاجمة باسلوبه المزدوج لاكتساب الهدف وتتبعه من تطوير وانتاج شركة MBDA الاوروبية.