هل يفشل عمر سليمان في انقاذ مبارك للمرة الثانية
هل يفشل عمر سليمان في انقاذ مبارك للمرة الثانية ؟
الأربعاء, 20 أبريل 2011
تستمع حاليا النيابة العامة لأقوال رئيس المخابرات المصري السابق ونائب رئيس الجمهورية عمر سليمان بخصوص الاتهامات الموجهة للرئيس مبارك بشأن المعلومات التي توفرت قبل ثورة 25 يناير وخلالها وكذلك بشأن وقائع قتل المتظاهرين وثروات الرئيس السابق حسني مبارك وأسرته وذلك في إطار التحقيق في الإتهامات الموجهة للرئيس مبارك وأفراد أسرته ، وقد جاء استعداد النيابة لعمر سليمان بعد أن قال الرئيس مبارك في التحقيقات أن المخابرات العامة أخبرته أن هناك عناصر من الإخوان المسلمين وأخرى تخريبية يستعدون للانخراط وسط المتظاهرين لإحداث حالة من الإنفلات الأمني .
لكل إمرؤ رجاله الذي يتطلع اليهم في أوقات الشدة يناجيهم ليقفوا بجانبه وينقذون ما يمكن انقاذه ، والرئيس السابق محمد حسني مبارك يرى في عمر سليمان هذا الرجل ، ولعل ذلك بدأ يترسخ في ذهنه عندما أنقذ حياته في حادث أديس ابابا إذ وصلت للمخابرات المصرية أنباء عن محاولة اغتيال سيتم اعدادها لقتل الرئيس مبارك في أديس أبابا واستطاعت المخابرات العامة والحرس الجمهوري احباط محاولة الإغتيال هذه بسبب قدرة عمر سليمان على استقراء الموقف واصراره على اصطحاب الرئيس مبارك لسيارته المصفحة.
منذ ذلك الحين واللواء عمر سليمان مكانه واحترامه لدى الرئيس مبارك حتى أنه سمى حفيده الثاني باسم (عمر) تيمنا باسم اللواء عمر سليمان ، وظل لعمر سليمان مكانة متقدمة لدى مبارك وكان يلجأ إليه دائماً في الملفات التي تحتاج إلى حرص شديد وكان للمخابرات العامة دورها في التسعينات في مكافحة الإرهاب كما أن عمر سليمان نجح كوسيط في التفاوض في الملف الفلسطيني –الإسرائيلي كما أنه لعب دوراً في حل الخلافات بين الفلسطينين.
بالرغم من الشائعات تتردد منذ سنوات عن قيام مبارك بتعيين عمر سليمان كنائب له ، وبالرغم من أن الشارع المصري كان مرتاحاً بشدة لقرار مثل هذا إلا أنه لم يتم هذا القرار إلا في الوقت الضائع حيث قوبل القرار بالرفض من زوجة الرئيس السابق سوزان مبارك التي وقفت في وجه هذا القرار كما أن وزير الداخلية المصري السابق حبيب العادلي نجح في إحداث هوة بين عمر سليمان ومبارك أدت إلى ضعف ثقة الأخير فيه .
وبالرغم من هذا فقد عين مبارك اللواء عمر سليمان رئيساً للجمهورية ومنحه صلاحيات واسعة للتفاوض مع المتظاهرين ولكن سليمان لم يتسطع مواجهة الموجات العاتية من المتجمهرين كما أن القوات المسلحة دعمت المتظاهرين مما أدى إلى تنحي الرئيس مبارك في النهاية، وانهيار نظامه ومواجهته اتهامات قد تصل عقوبتها إلى الإعدام.
أخبر عمر سليمان النيابة العامة في التحقيقات التي أجريت أن المخابرات العامة كان لديها علم بالمظاهرات قبل أن تبدأ وأن هناك عناصر من الإخوان المسلمين تقودها وأن تلك المعلومات تم ارسالها إلى رئاسة الجمهورية وأن هناك اجتماعت مكثفة كانت تعقد بمقر الرئاسة بسبب هذه المظاهرات وأشار إلى أنه حضر بعضها ولم يسمع أي أوامر من الرئيس تشير إلى قتل المتظاهرين ولكنه سمعه وهو يأمر حبيب العادلي بضبط النفس وعدم الاعتداء على المتظاهرين، وعندما تطورت الاحداث طلب منه حماية المنشآت العامة وترك المتظاهرين للجيش وقال سليمان في التحقيقات ان هناك معلومات لا يمكن ان تذكر في التحقيقات، وطلب عدم تدوينها لخطورتها اذا ما وصلت إلى الرأي العام. أما بشأن «ثروات الرئيس السابق واسرته»، فلم يذكر اي معلومات محددة عن تلك الثروات، غير انه اكد ان الرئيس السابق كان دائماً ما يطلب من ابنيه عدم الاتصال بأي من الوزراء او طلب منفعة عامة من دون وجه حق.
السباعي عبد الرءوف