قالت آلين ويست، النائبة المنتخبة عن فلوريدا والمقرّبة من حركة حفل
الشاى إنها سافرت إلى إسرائيل وإن «الإجراءات الأمنية لدخول إسرائيل جيدة
وليست قاسية وشديدة الصرامة».
ويقول جون ميكا، النائب عن فلوريدا فى
العديد من القنوات الفضائية إن الحكومة الفيدرالية ارتكبت خطأ، فهى لم
تحتذ بنموذج الأمن الإسرائيلى فى مطاراتها، كما أشاد عضو مجلس الشيوخ عن
دائرة ساوث كارولاينا جيم ديمينت (والأب الروحى لحركة حفل الشاى) أيضا بهذا
النموذج، وقد صرّح شون هانيتى الإعلامى بفوكس نيوز بأن لدينا مثالا
ونموذجا ناجحا نجاحا مبهرا، وهذا النموذج هو إسرائيل.
إن الأسلوب
الذى تستخدمه إسرائيل فى تأمين مطاراتها يعتبر بدون أدنى شك ناجحا. ولكن هل
يعرف أى من هؤلاء حقيقة ما يقترحونه؟ إن نقل النموذج الإسرائيلى إلى
الولايات المتحدة سيكلف بحد أدنى 40 مليار دولار سنويا، ومن الممكن أن يكلف
أضعاف هذا المبلغ، وقد تفوق تكلفة هذا المشروع تكاليف بعض المشاريع
الحكومية الكبيرة والفاشلة كبرنامج إغاثة الأصول المتعثرة أو عمليات
الإنقاذ المالى لشركات السيارات التى شاهدناها العام الماضى. وبهذا لن
تتحقق وعود الجمهوريين لخفض الإنفاق، حيث كان من المتوقع اصطدام هذه الوعود
بالواقع الحقيقى على الأرض، ولكن المفاجئ هو حدوث الاصطدام بهذه السرعة.
إن
الإجراءات الأمنية التى تتبعها إسرائيل تستهلك وقتا كثيرا وعمالة مكثفة،
حيث يقوم الأمن بأخذ الصور الجانبية والتحقق من خلفيات الركاب وتقوم
باستجوابهم، وهذا لتحديد من هم الركاب الأكثر خطورة، ومن ثم تقوم بفحص
حقائبهم وتفتيشهم ذاتيا. وهذا التفتيش مهين بدرجة كبيرة، حتى إن الوكالة
الأمريكية لسلامة النقل لم تتضرع إلى مثله من قبل. إن الجدال حول أمن
المطارات يدور على إذا ما كان من الضرورى تبنى الأمريكيين النمط الأمنى
الإسرائيلى كبديل لآلات المسح الجسدى والتفتيش اليدوى. ولكن هذا الجدل
يتغاضى عن مشكلة جوهرية وهى أن النظام الإسرائيلى حتى وإن أمكن اعتماده فهو
خارج نطاق قدراتنا المالية.
وقد أنفقت الخطوط الجوية الإسرائيلية
«العال» حوالى 108 ملايين دولار فى 2009 لتأمين 1.9 مليون راكب لديها. وهو
بمثابة 56.75 دولار للراكب الواحد. بالمقابل أنفقت الولايات المتحدة 5.33
مليار دولار لتأمين الطيران فى السنة المالية 2010. وفى 2009 قامت الولايات
المتحدة بنقل 769.6 مليون راكب طبقا لمكتب إحصائيات النقل الأمريكى، فتكون
التكلفة لكل راكب 6.93 دولار.
ولا تعد هذه المقارنة مثالية، لأن
تأمين المطارات بإسرائيل تقوم به شركة الطيران، أما فى الولايات المتحدة
فهى خدمة حكومية (وفى كلا البلدين، تسدد الحكومة ثلثى التكلفة الأمنية
تقريبا). ولكن ما تشير إليه هذه المقارنة هو أن إسرائيل تصرف على الأمن
ثمانية أضعاف ما تصرفه الولايات المتحدة لكل راكب. وحتى نحتذى بالنموذج
الإسرائيلى، علينا دفع زيادة تقدر بـ 38 مليار دولار سنويا.
ولكن
هذه الأرقام مضللة لأن تكلفة توظيف مستجوبين محترفين فى مطارات الولايات
المتحدة الرئيسية باهظة الثمن، مع الأخذ فى الاعتبار أن لدى إسرائيل مطار
رئيسى واحد فقط. وفى مجلة فورين بوليسى (Foreign Policy)، قامت آن لاورى
بحِسبة أسفرت عن الآتى: إن تعرض كل راكب يمر بمطار أمريكى لاستجواب يدوم 10
دقائق، يحتاج إلى ثلاثة ملايين من الحرس يعملون بالكامل، بتكلفة تزيد على
150 مليار دولار كل عام. وسيؤدى هذا بلا شك إلى إلغاء خطط رئيس مجلس النواب
جون بونر لإقصاء 100 مليار دولار من الموازنة هذا العام للرجوع إلى معدلات
إنفاق 2008.
وتزيد تكلفة مشروع كهذا على برنامج إغاثة الأصول
المتعثرة (التى يُتوقع أن تتكلف 50 مليار دولار) وعمليات الإنقاذ المالى
لشركات السيارات (المتوقعة أن تكلّف 17 مليار دولار) سويا، وتتعدى تكلفة
الـ40 مليار لإنقاذ المجموعة العالمية الأمريكية (AIG). وفى النهاية ستجتاز
التكلفة الـ 360 مليارا المقدرة لإنقاذ مؤسسات فانى ماى وفريدى ماك. أما
مبلغ الـ16 مليار دولار، التى يقول الجمهوريون إنهم سيجنونها من خلال الحد
من التخصيصات المالية، يعتبر زهيدا بالمقارنة مع مشروع التطوير الأمنى فى
المطارات.
علاوة على ذلك، فإن تطبيق النموذج الإسرائيلى الذى يشيد
به الجمهوريون سيسفر عن برنامج توظيف حكومى هائل، الأمر الذى كان يعتبره
المحافظون سيئا للغاية.
وبعكس ذلك، فإذا استطاع بونر النجاح فى خطته
لخفض الإنفاق لمعدلات 2008، فإن الإنفاق على أمن الطيران سينخفض إلى 6.20
دولار لكل راكب وهذا عُُشر ما تنفقه إسرائيل.
فى النهاية، فنحن لا
نستطيع الإنفاق (بل إننا لن ننفق من الأساس) المال الكافى لتقليد النموذج
الإسرائيلى، ولهذا السبب ما زلنا نعتمد على الأساليب الأقل تكلفة كآلات
المسح الجسدى والتفتيش اليدوى. وفى خضمّ المسيرة الانتخابية، كان الحديث عن
وضع حدود للحكومة له وقع إيجابى بالنسبة للناخب، ولكن على أرض الواقع،
تخفيض الإنفاق الحكومى ليس بالأمر السهل.
موضوع: نظام الامن الاسرائيلي للمطارات خارج نطاق قدرات امريكا 
الخميس 21 أبريل 2011 - 16:03
