تثير زيارة الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز المقررة مطلع الشهر القادم لدول أفريقية فى مقدمتها أثيوبيا؛ الكثير من التساؤلات حول أسبابها وتوقيتها الذى يأتى مع وصول الخلافات بين أثيوبيا ومصر والسودان إلى ذروتها، بعد إعلان أثيوبيا بناء سد "الهضبة الأثيوبى"، "الألفية العظيم سابقاً"، بما لا يتوافق مع القانون الدولى الذى يحتم على الدول المشتركة فى نهر واحد ألا تلحق الضرر بالدول الأخرى، وأن تتعاون معها فى هذا الاتجاه، كما أنها أول زيارة لرئيس إسرائيلى لدول أفريقية - تذهب الشكوك حالياً حول زيارة بيريز لأثيوبيا لدعمه لاتفاقية "عنتيبى" التى ترعاها إثيوبيا، والخاصة بتقسيم مياه نهر النيل وتهديد حصة مصر التاريخية.
يرافق بيريز فى زيارته وفد رفيع يضم عدداً من رجال الأعمال الإسرائيليين، ما يشير إلى توسع تل أبيب فى نطاق المساعدات الدولية التى تقدمها لأثيوبيا اقتصاديا، أو ربما لتمويل عملية بناء سد النهضة الأثيوبى "الألفية سابقاً"، الذى يخزن خلفه 62 مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق الواردة لمصر، وتصل تكلفته إلى 80 مليار «فان بر» إثيوبى بعدما رفض البنك الدولى وجهات دولية أخرى منح أثيوبيا التمويل اللازم لإقامته مما اضطرها للجوء إلى الاكتتاب الشعبى لتمويل بنائه.
بيريز أكد أن الهدف من زيارته هو تعميق العلاقات بين إسرائيل ودول أفريقيا، وخاصة دول حوض النيل، زاعماً أن سببها أيضا هو القلق الإسرائيلى من تعميق التغلغل الإيرانى فى القارة الإفريقية.
الدكتور ضياء القوصى خبير المياه أشار إلى أن إسرائيل لن تترك فرصه يمكن استغلالها لتعكير صفو الأمن المصرى فى أى من المجالات إلا وتستغلها، مطالباً بعدم الاهتمام بهذه الزيارات، وأن يكون التركيز الأساسى أن تقوم مصر بدورها المتمثل فى المفاوضات مع دول حوض النيل، والاستمرار فى هذا الطريق إلى نهايته، مضيفاً أنه فى حالة التوصل إلى حل مع دول حوض النيل بالمفاوضات والمناقشات ونظرية الربح والمنفعة للطرفين سيكون أفضل، أما فى حالة عدم التوصل إلى حل عن هذا الطريق فهناك خطوة أخرى وهى التوفيق والوساطة والمساعى الحميدة ثم بعد ذلك الانتقال إلى التحكيم مباشرة.
ومن الواضح أن التواجد الاسرائيلى فى أثيوبيا بدا واضحاً للغاية وليس بالأمر الغريب وكأنه شىء طبيعى ومن المفروض أن يحدث!!!- المهندس أحمد الليثى وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الأسبق- يقول إن هذه الزيارة ليست الأولى للمسئولين الإسرائيليين، ولن تكون الأخيرة، مشيراً إلى أن مصر تعرف مسبقا تعامل إسرائيل مع دول حوض النيل، وأنها ليست معلومة جديدة على الجانب المصرى، لافتاً إلى أنه طلب كثيرا أثناء وجوده بالوزارة بضرورة الإهتمام بالدول الإفريقية.
أكد عبد الغفار شكر عضو المكتب السياسى لحزب التجمع أن على مصر الإسراع فى تقوية علاقاتها مع دول حوض النيل وبصفة خاصة إثيوبيا، وفى هذه الحالة لا يمكن لإسرائيل التأثير فى هذه الدول فالموقف بأيدينا نحن ولا يجب أن نلقى اللوم على الآخريين.
أما السفير أحمد حجاج الأمين العام للجمعية الأفريقية فى القاهرة، فقال إنه من حق شيمون بيريز أن يزور أى دولة بصفته رئيس دولة.
يذكر أن غانا أغلقت السفارة الإسرائيلية فى عاصمتها "أكرا" بعد حرب السادس من أكتوبر عام 1973 ، إلا أن مندوباً إسرائيلياً رسمياً بقى على رأس مكتب مصالح فى غانا حتى أواخر الثمانينيات، وفى عام 1995 جددت غانا علاقاتها مع إسرائيل، وفتحت سفارة لها فى إسرائيل"، ثم تقرر إعادة فتح السفارة الإسرائيلية فى "أكرا".
http://youm7.com/News.asp?NewsID=398032&SecID=12