السلام عليكم ...بحكم عملي كمهندس ارسلت في نهاية عام 2008 لمدينة حلبجة لاجراء كشف اولي لاحد المشاريع المطروحة هناك والاطلاع عليه ...في بادىء الامر كنت قلقا نوعا ما من المنطقة ومن رد فعل الناس عندما يعلمون اني عراقي عربي ومن بغداد..لكن عموم اخوتنا الاكراد يتسمون بطيبة القلب ولا يحملون البغض والحقد لاخوانهم العراقيين العرب فتجولت بالمدينة براحة بال ودون خوف بعدها...التقيت باحد اهالي حلبجة وهو كردي ينطق العربية وكان دمثا وخفيف الظل مما شجعني على سؤاله باحداث حلبجة والضربة الكيميائية لها فاجابني بان حزب الاتحاد الوطني بزعامة جلال الطلباني العميل تواطؤ مع الحرس الثوري الايراني وسهل لهم دخول مدينة حلبجة وكان القوات العراقية قد انسحبت بسبب غدر الطلباني والبشمركة, الى منطقة سيد صادق فعلم اهالي حلبجة الابرياء انه رد فعل القيادة العراقية سيكون قاسيا وبلا رحمة ليسترد المدينة من الايرانيين لذلك تهيا الاهالي لمغادرة المدينة فما كان من الطلباني والبيشمركة الا ان اجبروا الاهالي على البقاء!!! استخدم الاهالي كدروع بشرية ليمنع صدام من قصف المدينة لكن الطائرات العراقية قصفت المدينة بالكيمياوي وامتلئت المدينة بجثث المدنيين الابرياء وعملاء البيشمركة والحرس الثوري الايراني الذين تم اخلاء جثثهم فورا ليتم حبك القصة على انها جريمة انسانية. وطبعا مدينة حلبجة غير مسيطر عليها من قبل الطلباني الان رغم انها تخضع ضمن حدود نفوذه لقوة العشائر فيها بالاضافة لكرههم له لانهم يعرفون انه من تسبب بازهاق ارواح الابرياء من اهالي حلبجة واستخدمهم كدروع بشرية وكما اخبرني هذا الاخ انه في زيارة لكولن باول وكونداليزا رايس والطلباني في عام 2006 لهذه المدينة كتعبير زائف عن تعاطفهم بسبب تلك الحادثة قام الناس برميهم بالاحذية لانهم يدركون من هم هؤلاء . والعهدة على القائل.
اقول ان هذا ما اقتنع به وهو المنطق ...وسؤال يطرح نفسه لماذا تم ضرب المناطق الشمالية المتاخمة للحدود مع ايران فقط بالكيمياوي ؟؟؟؟لماذا مثلا لم يتم ضرب السليمانية او اربيل او زاخو او شقلاوة او كويسنجق (وكلها تقطن باخوتنا الاكراد ) بالكيمياوي ؟؟ الجواب واضح ان المناطق المتاخمة للحدود مع ايران كانت مرتعا خصبا للعمالة والخيانة من زمر الطلباني والبرزاني المتواطئين مع ايران دوما من زمن الشاه ومرورا بزمن الخميني فكان الضرب بالاسلحة الكيمياوية عقابا عادلا لهم وعبرة لكل خائن . والرحمة للمواطنين الابرياء بمدينة حلبجة وغيرها ممن طالهم القصف بغير عمد.