أعترف لكم ، أن قنوات (الجزيرة) و(العربية) والـ(B.B.C) ، هى الأكثر
قدرة على جذب المشاهد ، والأكثر ذكاء فى تقديم (الخبر) وإشاعته ، وأنهم
اكتسبوا شعبية واسعة لا خلاف عليها ؛ وأنا شخصياً كنت أشاهدهم بانتظام قبل
أن اكتشف الحقيقة .. كل هذا اعترف به وأشهد ، ولكن ..
ليسمحوا لى وبعد أن أعطيتهم حقهم أن أقول لهم ، قولة محمد حسنين هيكل
ذات يوم أن (الشهرة لا تعنى أن لك قيمة) فالقيمة والتقدير ، والاحترام له
معاييره الأخرى ، ليس من بينها أن تكون مشهوراً ، سواء تحدثنا هنا عن
الشخص أو وسيلة إعلام واسعة الانتشار ، وحديثى الآن عن (الجزيرة) تحديداً
بعد أن أعطينا (العربية) حقها ، فى مقالات سابقة كشفنا فيها دورها الخبيث
، فى فبركة أحداث ووقائع أضرت بالأمن القومى لمصر ، وبثورتها ليس آخرها
قصة إذاعة خطاب الرئيس المخلوع حسنى مبارك بهدف التأثير على مجريات
التحقيق معه ، وبدء ثورة مضادة جديدة ضد ثورة 25 يناير يكون الخطاب كلمة
السر فيها .
على أى حال نعود إلى (الجزيرة) لنطرح عليها بعض التساؤلات التى إذا
لم تجب عليها – وهى لن تفعل طبعاً – تكون قد فقدت القيمة والمنزلة ،
والاحترام لدى أحد مشاهديها – الذى هو كاتب هذه السطور – ومن ثم لا معنى
يذكر لكونها مشهورة ، فالشهرة لا تعنى القيمة كما قال هيكل .
وأسئلتى أوجزها فى الآتى :
1 – لماذا ركزت الجزيرة فى تغطيتها المستمرة أثناء وبعد الثورة
المصرية على قضايا تفكيك الوطن المصرى لا تفكيك النظام والذى سعينا جميعاً
لإسقاطه ، وتعمدت إذاعتها على أنها حقائق ، رغم علمها مدى الضرر الواقع
على فقراء مصر وملح أرضها ، أبناء ثورتها الحقيقيين ، والأمثلة عديدة إن
أرادت.
2 – لماذا لم تجرؤ (قناة الجزيرة) منذ بدء إرسالها على نشر وإذاعة
صراعات السلطة داخل إمارة قطر خاصة بين الأمير الحالى وشقيقه الموجود الآن
فى السجن إثر محاولة انقلاب ، لماذا لم تصور كيف وصل أمير قطر إلى سدة
الحكم بالانقلاب على والده ؟ ولماذا لم تقدم للمشاهد العربى إجابة شافية
عن سؤال : هل الرجل (الأمير) الذى لا خير له فى أبيه سيكون له خير فى شعبه
أو أمته من ليبيا إلى فلسطين وسوريا مروراً بمصر ؟ وهل مثله يؤتمن على
(حق) أو قيم أو مصالح للوطن ؟ .
3 – لماذا لم تصور الجزيرة حالات التسمم فى قطر من (الأدوية
والأمصال) المستوردة من إسرائيل ؟ ولماذا لم تصور المظاهرات فى قطر ضد
إنشاء الكنيسة ؟ وأين كان الشيخ القرضاوى (شيخ قاعدة العديد الذى لا يفتى
إلا إذا طلب الأمير منه ذلك وعادة يطلب فتاوى أمريكية الهدف ؟ أين كان
وأين ذهبت فتاويه النارية ؟!) .
4 – لماذا لم تغطى قناة (الجزيرة) المظاهرات فى قطر ضد القاعدة
الأمريكية (قاعدة العديد) التى حولت قطر إلى محمية أمريكية محتلة أشد من
الاحتلال الصهيونى لفلسطين ؟
5 – لماذا لم تنشر أو تذيع تجنيس قطر لـ (40 ألف عراقى) وشامى ولم
تنشر فضيحة اعطاء المجنسين الجدد أسماء (قبائل نجد) زوراً وبهتاناً ؟! .
6 – لماذا لم تغطى (الجزيرة) قضية قتل وزير قطرى (لشقيقته) والأسباب التى أدت لهذا ؟.
7 – لماذا لم تنشر الجزيرة أو تذيع أخبار (خسائر بورصة قطر) إبان أزمة البورصة العالمية وبعدها ؟
8 – لماذا لم تنشر الجزيرة الشكوى التى تقدم بها العمالة الآسيوية عن
العبودية وسوء معيشتهم فى قطر وهى من عملت حلقات عن سوء معاملة (الكويت
ودبى) للعمالة ؟ ، ولماذا لم تصور قصة (المجند الأمريكى) الذى (صفع مواطن
قطرى) على أرض قطر وتغافلت عن تغافلت بأوامر الأمير المنقلب على أبيه ؟ .
9 – لماذا لم تغطى الجزيرة تصوير حفل افتتاح مدرسة (عبرية) إسرائيلية
فى قطر ؟ وأين هى العروبة المدعاة على شاشتها ؟ وأين شيخ قاعدة العديد
الشيخ القرضاوى الذى أفتى بقتل الرؤساء المتعاونين مع الصهاينة ؟ أين
فتاويه النارية،ولماذا لم تصور قناته ، وتذيع رأيه أيضاً فى (الحانات)
و(الخمارات) التى فتحها أمير قطر تحت اسم الحرية فى "الإمارة بالسوء"؟! .
10 – أما الفضيحة الأخطر التى صمتت عنها الجزيرة والشيخ القرضاوى فهى
عدم إذاعتهم وتصويرهم لحفل العشاء الذى أقامته (الشيخة موزة) لوزيرة
خارجية إسرائيل (ليفنى) وكذلك حضور (زوجة نتنياهو) مهرجان الأغنية فى قطر
، والتى جلست فى منصة مغيمة مظللة حتى لا يعرفها المطربين العرب ومنهم
الفنانة (أصالة نصرى) ، وكانت زوجة نتنياهو فى صحبة الأمير حمد وزوجته
موزة ؟ فلماذا لم (تسترجل) وتناضل (قناة الجزيرة فى قطر) وليس (من قطر)
وهنالك فارق يفهمه خبراء الإعلام) ، لماذا لم تنتفض ومعها شيخ قاعدة
العديد (القرضاوى) ويدينوا ما جرى .. وما لا يزال يجرى ، من فضائية تبث
(السم فى العسل) للمشاهد العربى المسكين ، وتساهم مع واشنطن وأجهزة
مخابراتها فى تفكيك المنطقة لمصلحة إسرائيل ، وليس تفكيك الأنظمة ؟!
* أسئلة أتحدى (حمد بن جاسم) ، وصبيانه فى القناة، داخل وخارج قطر –
وبالذات فى مصر الثورة - أن يجيبوا عليها ؟ وأنا شخصياً مستعد للاعتذار
لهم ولك عزيزى القارىء إذا كان أياً من هذه الأسئلة بلا أدلة ، ووقائع
ثابتة ، ولذلك قلت ولاأزال أقول لا تصدقوا (الجزيرة) و(العربية) فليس كل
ما يقولانه عن ثورات المنطقة صحيح ، فأغلبه صناعة الـ C.I.A تماماً مثل كل
ثورات المنطقة باستثناء الثورتين المصرية والتونسية ؟ ترى هل ينتبه (الرأى
العام المصرى والعربى) لهذا الإعلام المتأمرك .. أم سيظل واقعاً فى فخه
اللذيذ ؟! أسئلة برسم المستقبل .