الحرب القذرة-dirty war
"الحرب الديموغرافية demographic war" و"حرب العقائد والأفكارbeliefs war""
السلاح السري لتفتيت العالم
د. مهند العزاوي*
رئيس مركز صقر للدراسات الاستراتيجية والعسكرية
يشهد العالم فوضى سياسية وعسكرية واقتصادية, وانهيار لمنظومة القيم الأخلاقية والإنسانية في ظل الغزوات والحروب المعاصرة وإذكاء النزاعات وحروب الوكالة, في ظل تطبيق استراتيجيات لإعادة تشكيل السياسة الدولية[1] وفق المنظور الأمريكي المتشدد , ولعل من ابرز نتائجها خروج العرب من معادلة الصراع والتوازن الدولي, ويرى الباحث أن القييم الحربية المعاصرة باستخدام (جرثومة أو وباء الاحتراب الطائفي والعرقي) تخضع لمعايير "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war[2] بعنصريها "الحرب الديموغرافية demographic war" و"حرب العقائد والأفكارbeliefs war" والتي تمارسه الإمبريالية الغربية والصهيونية العالمية ضد العالم العربي والإسلامي, وبدفع من الشركات القابضة الجشعة لتفتيت العالم العربي والإسلامي, وتجعل من شعوبه وثرواته أدوات الصراع ووقود لنار لا تنطفئ , وتجعل من أراضيه رقع ملتهبة دموية وبؤر عنف هلامية وميادين للقتل الجماعي ؟.
يرى الباحث في جرد حساب بسيط ناتج من مراجعة وتحليل الوقائع والحقائق ومضاعفاتها, ماهي المعايير الاستراتيجية التي انتهاجها المخطط الأمريكي لإسقاط قدرات العراق من معادلة التوازن الدولي خصوصا انه محور جيوسياسي أساسيا ومؤثرا في معادلة التوازن الدولي والإقليمي ومحورا جيوعربيا رئيسيا, لذا بعد غزو العراق تعمق الاختلاف والانقسام والذي جعل الإرادة العربية الرسمية في مهب الريح والتي تلقي بظلالها على المستوى الشعبي العربي وتشكل له حالة إحباط دائم خصوصا في الأزمات والقضايا المحورية, لذا يتجه الباحث إلى نظرية المؤامرة , وكما هو معلوم "أن الأمور تقاس بالنتائج" وهاهم العرب قد خرجوا من معادلة الصراع العربي الصهيوني مثقلين بالفشل المستمرة في إدارة الأزمات التي تتعرض لها الأمة وخرجوا كذلك من معادلة التوازن الدولي كلاعب جيواستراتيجي سادس في العالم , وتحولوا بذلك إلى راس جسر وقواعد عسكرية ولوجستية[3] ضمن الرقعة الوسطى في لوحة الاستراتيجية الأمريكية الشاملة كوسيلة عبور إلى الشرق الأقصى.