تحية للجميع الاعضاء بالمنتدى الكريم
في الاونة الاخيرة ومع ماتشهده الدول العريبة من تغييرات على المستوى الداخلي....
تردد على مسامعنا بعض المواضيع الحساسة في تلك الدول
وسأتوجه اليوم للكلام على موضوع الجولان السوري المحتل ولما هو محتل حتى الان......
الكثير من العرب يجهلون وضع الجولان السوري المحتل ووضع سوريا الأضليمي.... وتراهم عند ذكر موضوع الجيش السوري او اي خبر عسكري سوري
يقولون (( فليذهبوا ويحررو الجولان هيهيهيهي)))
كلام منطقي ..... لكن لو تمعنى بوضع الجولان ووضع سوريا الأقليمي او العالمي لكنا انتظرنا قليلا قيل قول اي شيء عن الموضوع....!!
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
سوريا : هي من أكبر البلاد العربية وزنا على الساحة العربية او العالمية .... امر متجذر فسوريا دائما ما تكون في اي حدث عربي كبير سباقة....
لم تقم اي حرب عربية ضد اسرائيل او غيرها من الغزاة الا وكانت سوريا سيف مسلول في وجه الأعداء حقيقة نشهد لسوريا فيها.....
سوريا الدولة العربية الوحيدة مع مصر التي خاضت جميع الحروب الحروب العربية مع اسرائيل...........
وقدمت الكثير والكثير للجميع العرب.....في حروبهم
وبشأن الشجاعة والقوة .... فعلينا ان لا ننسى ان يوسف العظمة هو وزير الحربية الوحيد العربي الذي استشهد في ارض المعركة مع جنوده وهو حامل السلاح أثناء صد الفرنسيين ....
فلا يشكك احد ابدا بشجاعة الجيش السوري او ببسالته....
نأتي الأن الى نقطتنا الأساسية الا وهو الجولان المحتل :
1- الجولان من الألف الى الياء : الجولان السورية هي منطقة تقع في جنوبي سوريا مع الحدود السورية للاراضي الفلسطينية المحتلة و الأردن و لبنان
هي عبارة عن هضبة تبعد عن مدينة دمشق 50 كم الى الغرب... المنطة عبارة عن 74 كم طول و24 كم عرض ومساحة تقدر 1860كم^2
ارتفاع الهضبة حوالي 1200 متر عن سطح البحر .... فيها جبال عدة واهمها جبل الشيخ .... ويقدر عدد سكانها 30000 نسمة... حاليا دون النازحين...
تتمتع الجولان بمصادر مياه وافرة ومياه سطحية ناتجة عن ثلوج الرتفعات فيها .... ولصعوبة تصريف المياه فيها...
2- اهمية الجولان الاسترتيجية : تكمن اهمية هضبة الجولان السورية المحتلة الى كونها على الحدود السورية الأسرائلية ومطلة بمرتفعاتها على مساحات اسرائلية واسعى في الجليل وغيرها وهو يشكل خطر كبير على اسرائيل وخاصة ان المناطق الشمالية من اسرائيل هي الاهم لديهم ....
فهي تشكل كشف تام للجميع السهول الأسرائلية التي في منطقة الجليل وهذا يعني ان اي مدفعية او صواريخ ستشكل خطر كبير على المستوطنات وعلى القوات الأسرائليىة المتواجدة هناك منذ احتلال سرائيل او ما يسمى بلواء جولاني نسبة للجولان المحتل ....
فمن المنطق ان اسرائيل امامها حلين اما جعل المنطة منطقة متأهبة دوما وغير مستقرة بتواجد الجيش السوري على الطرف الاخر المرتفع وهذا سيؤدي الى نفورالسكان من تلك المنطقة وهذا ما لا تريده اسرائيل ابدا وخاصة في بدايات الأستيطان ....
اسرائيل دولة فقيرة بالمياه الصالحة للشرب يعني مياه سطحية وانهار وبالتالي الجولان منطقة مهمة ايضا من الناحية الحيوية للاسرائيليين...
* وهناك اهمية تاريخية للجولان عند الأسرائيليين يجهلها معظم العرب للاسف ... الجولان منطقة مذكورة في التورات ففي الجولات خصلت معارك تاريخية بين العرب واليهود في العصور القديمة (((يصف يوسيفوس فلافيوس (37-100 للميلاد تقريبا) منطقة الجولان في كتابه "حروب اليهود"، ويذكر معركتين حدثتا فيه: معركة بين الملك اليهودي إسكندر يناي الحشموني والملك العربي النبطي عبادة، ومعركة بين اليهود المتمردين والجنود الرومان في مدينة جملا (نحو سنة 70 للميلاد).))
وتسمى في الكتب اليهودية سحف الجولان....
يعني 3 اسباب جعلت للجولان اهمية بالغة عند الأسرائليين ... وليس كما يقال انها أخذت هكذا (( تخليص حق ))
والأسرائيليين يفكرون بها منذ زمن قبل 48 حتى ...... والسوريين كانو في المرصاد لهم حتى 1967.....
اتمنى ان تكون الأهمية الأستراتيجية وضحت تماما....
3- سلب الجولان وحرب 1967 وحرب 1973 :
احتلت الجولان 9 يونيو 1967 .... كيف احتلت الجولان وما كان السبب؟؟
في حرب 1967 كانت اسرائييل تلحق الهزيمة الفعلية بالجيوش العربية الأردنية والسورية والمصرية للاسف
ومع انتها اليوم 4 للحرب وبعد ان فقدت معظم الجيوش القوة الضاربة لها وبدات بتلقي سيل من الضربات الموجعة على كافة المستويات
لم يكن امام الجيوش العربية الا التراجع بشكل فوري ... فمنهم من انسحب انسحاب عشوائي ومنهم من تقهقر ومنهم من اوقف الحرب تماما
الجيش السوري كان في حالة تقهقر ولم يرى اي شيء يكمن فعله حينها الا استعمال سلاح المدفعية في هضبة الجولان التي فعلا كانت جاهزة وامطرت الجليل والمناطق الأسرائيلية بوابل ممن النيران المدفعية التي اجبرت كثير من سكان المناطق الشمالية ان يجلسو برعب فب الملاجئ وشلت الحركة في تلك المناطق تقريبا ,.,, حبس مصادر اسرائيلية .... وفي شهادات اسرائيلية عن تلك الفترة يقولون ان بما كانت تل ابيب واسرائيل تحتفل بما تحققه في المناطق الجنوبية كان الجليل في الشمال يمر بحالة من الحزن والفزع ..... فلم ترى القياد العسكرية الأسرائيلة الا بغزو الجولان الحل الانسب للأيقاف المهزلة بالنسبة لهم وطبعا الجيش الأسرائيلي حينها
الكل يعرف مداى جهوزيته بالنسبة للجيوش العربية وفعلا شنت اسرائيل هجمة قوية اسقطت الجولان بعد 2 ايام من المعارك الغير متكافئة وفعلا تم احتلال الجولان والقنيطرة .....
في حرب 73 كان الاتفاق بين السوريين والمصريين على تحرير الجولان والقنيطرة وسيناء ....
وفعلا كانت حرب 73وشهدت بسالة من الجيشين السوري والمصري الأشقاء الذين كانو خير عون لبعضها
((( فكما قال الرئيسين حينها لولا مصر ما حررت القنيطرة ولولا سوريا ماحررت سيناء ))))
وهذا اكيد لان القوة العسكرية الأسرائيلة قادرة على تدمير اي جيش عربي بمفرده وهذه حقيقة ومعروفة .....
في حرب 73 حررت القوات السورية مدينة القنيطرة وبدأت بأشتياح اراضي هضبة الجولان ولكن طبيعة الجولان التضريسية جعلت الأمر صعب على السوريين
الذين يواجهون عدو متحصن بمدفعية وغيره على اعالي الهضبة والمناطق المشابهة تبقى صعبة المنال وخاصة لقوة سلاح الجو الأسرائيلي الذي قصل قدة التغطية الجوية السورية .... واستمر الكر والفر في المنطقة حتى استطاع الجيش السوري الدخول الى شوراع المدينة ....
ولكن توقف الحرب على الجبهة المصرية وعدم التنسيق في الأمتار الأخيرة بين الأشقاء جعل الجيش السوري مقابلا للقوة اسرائيلية مدعومة استطاعت ان تركز نيرانها
وتعيد المدينة الى سيطرة اسرائيل وتقهق الجيش السوري الى القرى المجاورة للمدينة .....
ووبعدها اعلن توقف الحرب على كل الجبهات ......
وكانت المصادر السياسية حيننها تقول ان الجولان ستعود كما سيعود باقي سيناء بالسياسة وليس الحرب !!
*((ولكن رفض الجبهة السورية السلام مع اسرائيل الذي سيعيد الأرض السورية ولكن سيبيع قضية العرب المركزية ... جعلت عودة الأرض السورية صعبة
واعادت سيناء الى الاخوة المصريين ........))
4- السياسة الحالية ولماذا لم يستعيدو الجولان :
معروف عن السياسة السورية بعد حرب 73 انها رفضت جميع اشكال السلام مع اسرائيل .... وحتى مبدأ الأرض مقابل السلام لكن الرئيس الراحل حافظ الأسد رفض وبعده ابنه الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد ....
مع العلم ان هذا سيكلف سوريا الكثير على عدة مستويات : اقتصاديا و اجتماعيا وسياسيا ....
فسوريا اثرت البقاء في محور ما أخذ بالقوة سيعاد بالقوة مع الحفاظ على القضية الفلسطينية كمحور سياسي عام ........
وفعلا هذا ما انتهجته القيادة السورية وهي البقاء في محور كما سمي محور التصدي او الممانعة (( محور الشر كما يزعموون ))
وبدأت سوريا تدخل منطقة العقوبات ومنطقة الضغط الدولي...
رغم ذلك استمرت تسعى للهدفها بأستعادة ارضها والاراضي العربية ...
ولم تتاخر ابدا عندما دق ناقوس الخطر في اجتياع اسرائيل للبنان في 1982 والتي كبدت الجيش السوري والأسرائيلي خسائرا كبيرة فيما سمي بمجزرة الدبابات في البقاع...
ولكن النقطة ان سوريا في ظل نفور العرب من محور المواجهة واتجاههم لمحور السلام العبيط مع اسرائيل بدأت تصبح في عزلة عريبا كما دوليا..مما سبب الكثير ممن الألم بين الاشقاء ... فان تبيع دولة عربية لأجل دولة لم ولن تكون يوما صديقا يمتنى الخير للعرب ابدا بل تسعى لان تمحيهم عنى الخارطة ....
ومع كل الضغوط الدولية والعزلة العربية لم تكن سوريا قادر على شن اي حرب ضد اسرائيل بشكل نظامي وذلك :
* اولا : التكاتف العالمي الذي سيدعم اسرائيل عسكريا في ساعات من بدأ الحرب مما يضمن لأسرائيل التفوق العسكري الكبير...
* ثانيا : وقوف 80% من الدول العربية موقف المتفرج من الذي سيحصل وهذا أكيد في ظل الحكومات العربية الموجودة المستفيدة من امريكا ....
* ثالثا : تراجع دور الاتحاد السوفيتي وبعده روسيا فلم يعد يشكل حليفا قويا ... ولا مصدر تسليح مؤمن ...
* الحصارات العالمية على سوريا : من جميع النواحي العسكرية والأقصتادية والسياسية ....مما يجعل سوريا غير قادرة ماديا على دخول حرب ضد دولة قوية مثل اسرائيل ...
لذلك اتجه النظام السوري الى الحرب الغير مباشرة عن طريق حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وذلك للعدة اسباب :
* اولا : لان السوريين والأخوة في فلسطين ولبنان قد ايقنو ان هزيمة اسرائيل جيش لجيش صعبة جدا وانما بحرب العصابات في ممكنة .
* ثانيا : لو هزمت اسرائيل من فرق المقاومة فهذا يضعق اسرائيل من جميع النواحي ويجعل منهم في هوس دائم وخوف من العرب .
* ثالثا : اعادة الشعوب العربية الا مسار الوحدة والعروبة و الروح العالية التي فقدوها بسبب انظمتهم الغارقة بالعسل مع الأمريكيين والأسرائيلين وهذا فعلا شهدناه في حرب تموز 2006 وغزة و تحرير مزارع شبعا 2000...
* الاتجاه الى سياسة التسليح الصاروخي : لضمان ان اسرائيل لن تتجرأ على مهاجمة سوريا ردا على دعم حركات المقاومة ....ولانه تحت القدرة المالية السورية في ظل الضغوط الأقتصادية عليها ....
ولكن في الفترة الأخيرة بدا السعي السوري يثمر فعليا ... وذلك بالهزيمات الأسرائيلية العديدة امام حركات المقاومة ....
نشوء بعض الدول التي تميل الى محور معاداة اسرائيل وامريكا بغص النظر عن انتمائها واقصد هنا ايران.....
فسوريا شاركة ايران ليس من اجل اي شيء لا من اجل طائفة او معتقد اوغيره شاركتها فقط لانها وقفت بجانب سوريا في مسعاها حين غاب اخوتها العرب **
+ كوريا الشمالية + فانزويلا ومؤخرا تركيا التي دعمت جميع العرب وخاصة الفلسطينيين ....
مما جعلها افضل حالا عن العزلة التامة فبدات مع ايران الظهور كقوة تسعى الى اسقاطها كل من امريكا واسرائيل وهذا يدل انهم باتو الخطر الأكبر على اسرائيل
وبالتالي عادت سوريا الى تشكيل قوة عسكرية ثقيلة على ساح الشرق الأوسط بترسانتها الصاروخية المجهولة اعلاميا ,,,, والظاهرة في حرب تموز مع حزب الله في لبنان ...... التي جعلت الجيش الأسرائيلي مهزلة ...
واعتقد ان سوريا دائما يداها وصدرها مفتوح للأخوتها ليقفو بجانبها بدلا من العجم وغيرهم ....
وفي الاونة الأخيرة بدأنا نرى وفاق عربي سوري حول قضاياة كثيرة .....وهذا امر مهم للجميع
((وبعد سقوط نظام الرئيس المصري مبارك رأينا ان مصر عادت كما كانت وعاد جيشها كما كان جبارا لا يهان وانضم الى الجيوش التي تتربص بأسرائيل
مثل أخيه السوري الذي شاركه جميع افراحه واتراحه واتوقع ان سوريا ومصر هم من سيسحقة الوجود الصهيوني لانهم الأقدر على ذلك سياسيا وعمليا ....))
وهذا يدل ايضا ان سوريا كانت بالاتجاه الصحيح ...
::::::