khaybar
رائـــد
الـبلد : التسجيل : 05/12/2007 عدد المساهمات : 947 معدل النشاط : 38 التقييم : 8 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: عودة الضربة المسبقة ...!! (منقول عن صحيفة هارتس الاسرائيلية ) الثلاثاء 22 أبريل 2008 - 19:51 | | | عودة الضربة المسبقة حرب الأيام الستة كانت التجسيد الأخير لهذا النهج أمير أورن
22/04/2008 |
في وسط تل ابيب يوجد كشك صغير، فخره الحالي هو الشاورما. هو دوما في مكانه ولكن اليافطات التي يرفعها تتبدل. قبل سنوات، لم يكن صعبا تخمين يافطته، فقد تباهي باسم الأيام الستة . وبعد سنين لم يكن من الصعب ايضا التخمين، فقد فضل ان يدعي عنتيبة . وفي ختام ثلاثة عقود كفت تلك العملية عن اثارة الشهية وفي هذه الاثناء انقلبت النوازع: لم تعد دور الطعام تخلد الاحداث الامنية بل الاحداث الامنية علي خلفية المطاعم ( مصا ، سبارو ). ومؤخرا برزت يافطة جديدة علي كشك الشاورما ـ اجندة . ماذا أجندة، أي أجندة، ليس مهما. المهم انهم في التلفزيون يتحدثون دوما عن الاجندة المدنية. الشعب تعب من الحروب ومن الحملات. ولكن الماضي، الذي لا يكل، يهدد بالعودة بشكل آخر. عشرون خطوة عن ذاك المطعم تخلد اعمال القصف عديدة القتلي ـ الايطالية في 1940 والمصرية في 1948 ـ والتي أمسكت بالسكان المدنيين عديمي الوسيلة وقتلت منهم عشرات عديدة. مناورة الدفاع عن الجبهة الداخلية، التي جرت الاسبوع الماضي تثير التخوف القاتم من أن الشاذ النادر في الماضي سيكون الظاهرة المتكررة في الحروب القادمة. السيناريو واقعي جدا لدرجة أنه قد يؤثر علي السياسة الاسرائيلية برمتها وان يملي طريقة ادارة الحروب. المواطن مرة اخري لن يجلس مطيعاً بهدوء في المقعد الخلفي تاركا الجندي يقود بثقة الطريقة المبلطة بالمطبات. اسم المناورة، نقطة انعطاف 2 يبدو كفصل عادي في مسلسل تلفزيوني. ميت للعيش 8 او يوم الحساب 5 كانت اكثر مناسبة لفيلم المصائب الذي بث في غرفة حرب قيادة الجبهة الداخلية في الرملة. في المبني القديم بثت عروض حديثة الي كل العالم من شمالي داكوتا وحتي ايالون جنوبا. من المؤاسي معرفة أن الكوارث ستكون أكبر ولكنها ستبدو أكثر فورية وتلونا. وامام التقارير المفزعة عن الاف الاصابات جلس قائد الجبهة الداخلية يئير غولان. فقد كان قائد فرقة الجليل بين الاختطافين، وقائد فرقة يهودا والسامرة بعد قمع الارهاب. واذا ما مرت عليه فترته في الجبهة الداخلية دون حروب وفضائح، فسيقفز من هناك الي منصب أهم، كقائد المنطقة الوسطي. قرب غولان ضيف، نائب وزير الدفاع متان فيلنائي. الرجل السليم في المكان السليم؟ ليس بالضبط ثناء كبير للواء متقاعد كاد يكون رئيسا للاركان. نيابة وزير الدفاع ليست تطلع نفسه، ولكن في النتيجة العملية للسياسة الاسرائيلية وحين يكون وزير الدفاع منشغلا في ادارة الحزب وحساب القفزة الي رئاسة الوزراء والاعداد للحرب، من المجدي أن يكون نائبه خبيرا. وهذا هو ايضا ما يبرر منح القاء المسؤولية عن الجبهة الداخلية علي نائب وزير الدفاع: اداء المنصب منوط باعتبارات حزبية وكفيل بان يبقي شاغرا او يسلم حسب الاضطرار الي مارينا سولودكين او ممثل المتقاعدين. وعندها سيضطر وزير الدفاع الي التفرغ من الجبهة الي الجبهة الداخلية. يابانيون وكذا اردنيون
الابنة الصغيرة لفيلنائي هي راحيل وهذه هي مختصر اسم سلطة الطوارئ الوطنية، عنوان كبير لمقر صغير ينسق بين الجهات المختلفة وعلي رأسها قيادة الجبهة الداخلية واقتصاد الطوارئ. بشري فيلنائي، راحيل ومنذ ثلاثة اشهر ايضا اللواء غولان، هي نهج يضم ويوثق الربط بين قيادة الجبهة الداخلية واقتصاد الطوارئ والمحافل الاخري ولا سيما السلطات المحلية. وفي تجسيد هذه الفكرة في المناورة، جاء للمشاهدة، في العفولة، يابانيون وكذا اردنيون ـ موظفان كبيران من سلطة الدفاع عن الجبهة الداخلية للمملكة الهاشمية. الدفاع المدني في الحرب سيقوم ويقعد علي التعاون بين المحافل الاساس الاربعة ـ قيادة الجبهة الداخلية، اقتصاد الطوارئ، شرطة اسرائيل والسلطة المحلية. والرد الاول علي كل حدث سيواصل اعطاؤه ثلاث جهات ـ الشرطة، الاطفائية ونجمة داود الحمراء. وحدات الارتباط بالسلطات المحلية ستساعد وستسند، ولن تحل محل المنتخبين والادارة. احدي الافكار المطروحة الان هي توحيد محطات حفظ النظام والاطفائية وبالتالي توفير نفقات التشغيل وجهود التنسيق. للشرطة، اكثر مما للجيش، توجد معرفة جيدة بالمنطقة، وعملية فرض النظام والصلاحيات ستكون علي المدنيين ولكن حجم قواتها محدود. الجيش الاسرائيلي، الذي ولدت عنده قيادة الجبهة الداخلية في العام 1992 يتردد منذئذ في تسليمها للتبني لدي وزارة حكومية. في الغالب ـ باستثناء عهد دان حلوتس ـ فضل ابقاءها عنده. وللجيش بالفعل مقدرات هائلة، ميزانية، احتياط وشاحنات للاخلاء المفاجئ؛ ولكن هذا هو ذات الجيش الاسرائيلي الذي اهمل وسيب، بينما كان يقاتل في لبنان، جبهته الداخلية نفسها، في قرية جلعادي ومعسكراته في الشمال. وحتي لو سجل منذئذ تحسن في نقاط مختلفة، فلا تزال لا ترتبط هذه لتصبح خطا مهدئا، ذلك أن التهديد اكبر بكثير من الرد عليه. لكل حدث عديد الاصابات، كسقوط صاروخ في منطقة مأهولة بكثافة، سيخصص لواء كامل من قيادة الجبهة الداخلية يتشكل من ثلاث كتائب: واحدة للكشف والتشخيص للرأس المتفجر (عادي، كيماوي او بيولوجي) واثنتان للانقاذ والنجدة. هكذا علي الورق. فيلنائي شجع ضباط الجبهة الداخلية علي العمل في ظروف حقيقية، حتي في اجزاء من القوات، مثل الحظائر المدرعة والمظليين الذين تآكلوا في القتال. ولكن هو ايضا يعرف انه يمكن المعالجة الناجعة لحدث، اثنين، ثلاثة. لن يكون رد جيد لوابل من الصواريخ والقاذفات الصاروخية علي كل البلاد تقريبا، والتي ستدفع المواطنين المذهولين الي التراكض كالصراصير الدائخة من الشمال الي الجنوب وبالعكس. كما ليس واضحا كم سيكون مخزون من المعدات لدي قيادة الجبهة الداخلية للاحداث بعد الايام الاولي من القتال، وكيف ستعاد المعدات الي اهليتها، اذا ما اصابتها المواد الكيماوية او البيولوجية. في قيادة الجبهة الداخلية يأملون في أن يسمع الجمهور التعليمات المنقذة للحياة ، التي سينظمها متطوعون للمساعدة وهكذا يشغلون أنفسهم وينتعشون لتكون قيادة قطرية ومحلية؛ يحسبون الافلام الاعلامية، التي تترك اثارها علي العقول وتظهر كذاكرة هامة في حالات الطوارئ. هذه الحكمة لم تخترع في قيادة الجبهة الداخلية ـ فهي تبث في كل طائرة مسافرين قبل الاقلاع. قيادة الجبهة الداخلية نفسها نشرت بعد كارثة التسونامي في المحيط الهندي في العام 2004 دروسا مشابهة جدا لتلك التي تستخلص الان من المناورة. كيف يتصرف السكان، وكم يمكن وقفهم، هذا ما يدرس الان في ستاد تيدي ايضا.
وهم العمق
السكان كنقطة ضعف يجعلون العمق الاستراتيجي لاسرائيل وهما. الحدود تحمل من الغزو ولكن ليس من القصف. مدفع اردني قصف ميدان مسريك في تل أبيب في العام 1967 وبعد ذلك اصابت طبريا قذائف عراقية اطلقت من اربد في الاردن. ولكن في عصر الصواريخ، تصل المواد المتفجرة من مسافات وبكميات، حتي دون حاجة لحدود مشتركة. ولن يكون اسقاط ناجع للصواريخ. تقليص النار من 700 صاروخ الي 400، كما قال هذا الاسبوع محلل انظمة عسكري كبير، سيكون عملا مثيرا للانطباع رقميا ولكن عديم المعني عمليا. القيادة السياسية، وربما أيضا كبار مسؤولي الجيش سيقننون خطواتهم خشية رد جماهير غاضب في ختام الحرب. السياسة العليا لاسرائيل، التي يعتبر الناطق الواضح بلسانها هو ايهود باراك، تسعي الي منع الحرب او علي الاقل زيادة المسافات بين الحروب، علي فرض أنه ليس متوقعا منها أي انجاز طويل الامد لاسرائيل. ولكن اسرائيل لا يمكنها أن تفرض ارادتها علي اعدائها، ومن شأنها ان تعلق في التوتر بين منطقين متضاربين: واحد يقول ضبط النفس وعدم فتح النار، لعله رغم ذلك تمنع الحرب في اللحظة الاخيرة؛ اما حسب المنطق الثاني، فان انتظار الضربة الاولي سيكون باهظا جدا علي السكان، وعليه فمن الافضل الاستباق وتوجيه ضربة وقائية مسبقة. التجسيد الكامل الاخير لهذا النهج كان في 5 حزيران (يونيو) 1967. منذئذ انتهجت اسرائيل حملات فقط وليس حروبا. رؤساء الحكومات فضلوا تلقي ضربة اولي من مصر وسورية، من العراق وحزب الله ـ علي تلقي التنديد الامريكي، علي الثمن السياسي والعسكري. في المرة التالية لن تتمكن الحكومة ورئيس الاركان من ان يسمحا لنفسيهما بالانتظار. كل صاروخ لا يباد في قاعدته ينطوي علي خطر بضرر لا يطاق في الجبهة الداخلية. محظور علينا التخلي عن هذا البديل ، بديل الضربة المسبقة، كما أوصي مؤخرا ضابط كبير في سلاح الجو. رغم الاحاديث عن المناورة البرية، سيسعي الجيش الاسرائيلي الي أن يضرب اساسا من الجو وان يدير حربا قصيرة وحاسمة، تستفز تدخلا خارجيا لوقف نار سريع. وانطلاقا من ضعف الجبهة الداخلية الاسرائيلية، سيكون هذا انتصاره: لن يسمح لنوع آخر من الحرب.
? المراسل العسكري للصحيفة هآرتس 18/4/2008
|
</FONT> <HR color=#c0c0c0 noShade SIZE=1> |
|