سلاح الغواصات من أخطر الأسلحة التي تشترك في أي حرب, لما تتميز به من قدرة علي التخفي تحت الماء, والمناورة وإطلاق صواريخ تحت السطح لضرب أهداف علي البر أو طوربيدات لتدمير السفن, وحديثا تستطيع الغواصات حمل رؤوس نووية, وتعد أخطر ميزة في الغواصات أنها تستطيع إيقاف أية قوة معادية دون إطلاق طوربيد واحد وذلك عن طريق الردع, كما أنها لا تحتاج لأي نوع من الدفاعات حولها, وهناك مقولة بأن أية دولة تمتلك سلاح غواصات قوي فهي قادرة علي تحويل دفة المعركة لصالحها!!
وكان لسلاح الغواصات المصري الكثير من البطولات أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر واستطاعت عن طريق الردع إيقاف أي أعمال عسكرية في البحرين الأحمر والأبيض, كما كان لها أكبر الأثر في الكشف والتجسس علي حركة القوات الإسرائيلية خلال الحرب في جميع الموانئ ولم يتم اكتشاف أي منها.
هكذا بدأ اللواء بحري ياقوت حسين رئيس أركان سلاح الغواصات أثناء حرب أكتوبر المجيدة حديثه مع الأهرام وأضاف أن الأعمال المجيدة لسلاح الغواصات سيسجلها التاريخ.وبداية الأعمال البطولية في حياة اللواء ياقوت كانت في عام 67 وبالتحديد يوم25 يونيو وكان قائدا لغواصة حيث استدعاه قائد القوات البحرية وكلف بأغرب مهمة للغواصات في التاريخ المصري, وكانت المهمة هي استطلاع استراتيجي للدفاع الجوي بمصر بالكامل, حيث أن هذه المهمة جاءت بعد نكسة يونيو ودمر فيه العدو جميع وسائل والأجهزة الرادارية ولم يكن هناك أي استطلاع, كما كان من المتوقع أن تقوم إسرائيل بضربات جوية لإجهاض الطيران المصري.
وكانت التعليمات أيضا بأنه سيغادر بالغواصة في التاسعة مساء ويتجه الي بورسعيد ويحتل الموقع 40 ميل شمال شرق بورسعيد والبقاء علي السطح للاستطلاع, ولأن هناك معركة تدور في رأس العش والتي تخوضها سرية صاعقة مصرية والعدو يخطط لضربها جويا, فيجب الإبلاغ فورا وبعد الإبلاغ يتم النزول تحت الماء.
ويقول قائد المهمة عندما تحركنا واحتللنا الموقع والغواصة علي السطح تعجب العدو الإسرائيلي من وصول عدة إشارات من راداراته بأن هناك غواصة تقف بالبحر الأحمر ولا تتحرك.
واعتقدت إسرائيل ان الغواصة بها أعطال وسيقوم بتصليحها افراد الطاقم ولكن لمدة10 أيام كاملة لم تتحرك من هذا المكان ولا يوجد أي شئ يعبر عن تصليح الغواصة وفي اليوم العاشر أظهر رادار الغواصة بأن هناك سفينة كبيرة و3 قطع بحرية صغيرة في اتجاهنا, في هجوم من ناحية البحر الأحمر, وكانت هذه السفينة هي المدمرة الإسرائيلية( إيلات), والتي خرجت لأول مرة في أول مهمة لمتابعة الغواصة, وعندما أبلغت القيادة فأمروني بالعودة التدريجية الي الموقع وبعد أداء مهمتي بنجاح بعد 16 يوما, وفي أثناء العودة أظهر الرادار مرة أخري بأن المدمرة إيلات بدأت تتعمق في المياه الإقليمية المصرية, حتي تجرأت تماما علي الدخول الي المياه المصرية والسو احل بعد اكتشافها بخروج الغواصة وكانت هذه المهمة تعد كطعم غير مقصود لتدمير المدمرة إيلات بواسطة صواريخ اللنش المصري والذي غير مفاهيم التسليح العسكري العالمي.
من المواقف البطولية الأخري لسلاح الغواصات المصري كان في مارس من عام68 وكان اللواء ياقوت قائدا لنفس الغواصة حيث تم استدعاؤه لمقابلة قائد القوات البحرية وتم إبلاغه باختياره لاستطلاع قاعدة اشدود البحرية حتي يتم التعرف علي جميع التحركات داخل الميناء والإبلاغ عنها أولا بأول دون الخروج بالغواصة علي سطح الماء
ويقول اللواء ياقوت قمت بإعداد الغواصة جيدا لمدة4 شهور وكذا الطاقم الذي يعمل عليها دون علم أي منهم عن سبب هذه التدريبات أو عن المهمة التي سنقوم بها, وكان هناك سؤال يحير القادة في البحرية كيف يمكن إصلاح الغواصة في حالة عطب أي جزء منها ويطلب صعودها للسطح؟.. فقد طلب مني أن آخذ علم الاتحاد السوفيتي وأرفعه علي الغواصة في حالة صعودي فوق السطح وإصلاح ما بها, ولكنني رفضت هذه الفكرة تماما لأنني مصري ووطني وأرفض أن أرفع علم أي دولة أخري علي غواصتي المصرية, ولذا قررت أن ألغم الغواصة كاملة وكانت خطتي في حالة صعودنا إلي السطح وسنقع في أسر العدو فإنني سأدمر الغواصة بالكامل بعد إخلائها من طاقمها وسأبقي بها بمفردي, وذلك حتي لا تقع غواصة مصرية في أيدي الإسرائيليين وهو بالطبع أمر غاية في الخطورة.وفي الوقت المحدد لتنفيذ المهمة خرجت بالغواصة وكنت قد أقنعت طاقمها بأننا سنقوم بتدريبات في اتجاه مرسي مطروح وبعد هبوطنا تحت السطح أمرت بإدارة اتجاه الغواصة شرقا وفي اتجاه اسرائيل, وفي أثناء ذلك ذهل جميع الطاقم من هذا القرار المفاجئ.
ووصلت الغواصة الي حدود ميناء حيفا الإسرائيلي مساء يوم سبت وكانت الميناء مضاءة وتقام فيها الحفلات فجمعت افراد طاقم الغاصة بالكامل حتي يشاهدوا الميناء حتي يطمئنوا اننا لن نكشف, وعند مشاهدة الطاقم للميناء والسفن الحربية تقف أمامهم طالبوني بضرب الميناء وتدميرها بالكامل, ولكن كانت هناك تعليمات بعدم إطلاق أي صاروخ أو طوربيد والهدف فقط هو الاستطلاع وتجميع الخرائط والصور الكاملة للموقع, واستمرت الغواصة في مكانها مدة42 يوما تصور وتجمع البيانات دون أن يتم اكتشافها وعدنا إلي الاسكندرية بعد ذلك ومعنا هذا الكم الكبير من المعلومات.وبعد ذلك تم ارسالي مرة أخري الي ميناء حيفا لمدة أسبوع وتم عمل مسح كامل للمنطقة وكانت هذه المرة هي التي فتحت المجال أمام الغواصات المصرية للعمل علي السواحل الإسرائيلية.كما ساهم سلاح الغواصات في حرب أكتوبر المجيدة بفاعلية في غلق الملاحة عن الموانئ الإسرائيلية المطلة علي البحرين الأحمر والأبيض.
منقول
ياريت الى عاندو اى معلومات عن بطولات لغواصات مصرية يجيبها وشكرا.