عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان مؤسس الدولة الأموية الثانية بالأندلس جنوب غرب أروبا التي فر إليها هارباً من ظلم و جبروت السفاح و هو أبو العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس رضي الله عنه الذي حقر بني أموية و عمل فيهم سيفه بلا رحمة و لا شفقة ، و كانت هذه الفعلة الشنيعة التي يندى لها الجبين سببا لهروب يعسوب بنى امية عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك إلى المغرب و تأسيسه بها مملكة مترامية الأطراف أعاد فيها مجد بيته فكانت تناصي في العلو و الإحترام خلافة بن العباس في المشرق على صغر رقعتهاو كان هروبه في عهد المنصور الذي كان يعجب به و بقدرته و عزيمته التي جعلته و هو شريد طريد يؤسس ملكاً في هذه البلدان القاصية .
و هذه أول بلاد اقتطعت من الخلافة الإسلامية الكبرى بالمشرق و كان يعاصره في فرنسا شارلمان الذي علم بالعداء الذي بينه و بين الخلافة في المشرق فدفعه اهتمامه بإعادة الدولة الرومانية الغربية التي امحت آثارها فأحب الاستفادة منها و التقرب بمحاربة أمير الأندلس إلى قلب خليفة بغداد ليكتسب بذلك نفوذاً في الخلافة الإسلاميةو يرتفع قدره على ملك الروم في القسطنطينية و جد في ذلك حتى تمكن منه في عهد الرشيد الذي كان ينظر إلى بني أمية نظرة الخارجين على دولته فكان شارلمان يرسل السفراء إلى بغداد حتى حاز على رضى الرشيد فأغتنم غنيمة علمية فأوروبا كانت تعيش في ذلك الوقت الجهل و الظلام لأنه بغلبة الرومانيين و انتشار الأمم المتبربرة في أوروبا انطفأ مصباح العلم على عكس ما كانت عليه البلاد الإسلامية علماً و عملاً
فسعى شالمان إلى تحسين أوضاع بلاده مقلداً هارون الرشيد و ذهب الى أوروبا أطباء من اليهود تعلم في الديار الإسلامية و كان منهم طبيب اسمه اسحق فأرسلة إلى الرشيد بحملاً بالهدايا و بعد أربع سنين عاد إسحق مع ثلاثة من رجال الرشيد و معهم الهدايا و هي ساعة و و فيل و بعض الاقمشة النفيسة فلما نظرها رجال شارلمان ظنوها من الأمور السحرية و أوقعتهم في حيرة فهموا بكسر الساعة فمنعهم الإمبراطور ، كما اتفقوا على حماية المسيحين و اليهود الذين يتوجهون لزيارة القدس في نفس تلك الرحلةهذا كله بسبب عداء المسلمين و تفككهم و اختلاف قلوبهم على الدنيا و الملك الذي استغله أعداءنا و صنعوا منه بداية الصحوة العلمية في أوروبا اما الدولة الأموية في الغرب فلم يتمكنوا من ازالتها بل قاومتهم مقاومة عظيمة لم يتمكن شارلمان أن يفعل بها شرا