صدى سوريا:
طالب دبلوماسيون وسياسيون مصريون بدور عربي عاجل لمنع استمرار التصعيد الأمريكي ضد سوريا وحماية الشعب السوري من آثاره، معتبرين أن العرض الإسرائيلي بشأن الانسحاب من الجولان مقابل تطبيع العلاقات مع سوريا "ليس سوى مناورة صهيونية جديدة"، لافتين إلى أن إسرائيل ليست جادة في تحقيق سلام عادل يتوافق مع الموقف العربي، ونقلت صحيفة الخليج الإماراتية اليوم الاثنين عن مساعد وزير الخارجية الأسبق، الدكتور عبد الله الأشعل، قوله "إن أمريكا و”إسرائيل” عندما يريدان العدوان على أي بلد يبدآن بإطلاق سيناريو أصبح مألوفاً، وذلك بالعمل على نشر شائعات تسيء لهذا البلد وتلويث البيئة المحيطة به"، منوهاً أن "كل من واشنطن وتل أبيب تثيران حاليا مسألة الملف النووي وتستهدفان من ذلك فض التحالف الرباعي بين كل من سوريا وإيران وحزب الله وحماس"، مذكراً بالغارة “الإسرائيلية” على سوريا في سبتمبر/أيلول 2007 حيث نفت أمريكا و”إسرائيل” علمهما بها، ثم سرعان ما تناثرت أنباء بشأن علم أمريكا وتنفيذها من قبل “إسرائيل”، ثم تحولت القضية الآن إلى موضوع الملف النووي لسوريا، ليضاف إلى سلسلة الملفات التي تستخدمها أمريكا كأوراق ضغط على دمشق، وشدد على استحالة تحقيق سلام بين سوريا وإسرائيل، لن الأخيرة ليست لديها الرغبة الجادة في تحقيق السلام والانسحاب من الجولان، بالإضافة إلى أن رئيس وزرائها أولمرت ليس بالشخصية التي من الممكن أن تقدم مثل هذا العرض لضعف شخصيته، كما صرح الخبير في العلاقات السياسية الدولية بمركز الأهرام الدكتور سعيد اللاوندي براي مشابه حيث قال للخليج "لا أعتقد أن “إسرائيل” جادة في عرضها الانسحاب من الجولان مقابل تطبيع العلاقات"، ووصف العرض الإسرائيلي حول إعادة الجولان بـ "المناورة التي تهدف إلى توجيه رسالة إلى العالم مفادها أن “إسرائيل” تريد سلاماً".
أما سكرتير عام حزب الوفد منير فخري عبد النور فاعتبر أن الإدارة الأمريكية وهي في آخر عهد “بوش” تريد تحقيق نجاح في الشرق الأوسط خاصة بعدما أخفقت في العراق فلم تجد سوى الضغط على سوريا وتتبع معها سياسة الترغيب والترهيب، ولفت عضو المجلس الرئاسي لحزب التجمع التقدمي الوحدوي حسين عبد الرازق إلى أن الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة قائمة على التصعيد باستخدام وسائل الضغط كافة، سواء كانت وسائل سياسية أو اقتصادية أو عسكرية خاصة ضد الدول غير المنضوية تحت جناح سياستها بهدف استكمال هيمنتها في المنطقة يشاركها في ذلك إسرائيل، لافتا إلى أن سوريا وإيران في مقدمة تلك الدول "غير المنضوية".
يذكر ان مواقف الساسيين المصرين تتزامن مع ما أشار إليه مسوؤلون إسرائيليون؛ حيث نقل موقع والله العبري عنهم قولهم إن أية مفاوضات بين إسرائيل وسوريا ستعرقل من قبل بوش، منوهين أن هدف رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود اولمرت، من العرض المقدم غلى سوريا حول إعادة الجولان، يهدف إلى "زيادة عدد ناخبيه ليساهم في تعزيز شعبيته المتهالكة في ضوء تعثر مسار المفاوضات الفلسطينية".