[color:96aa=000000]
مع تصاعد الملف النووي في منطقة الشرق الأوسط، وانتشار أخبار امتلاك
إسرائيل وإيران وباكستان لأسلحة نووية، تترد تساؤلات كثيرة حول مدى خطورة
امتلاك هذه الدول للأسلحة النووية وتأثيرها على المنطقة، وأيهما أكثر
تهديداً لآمن المنطقة؟
وفي هذا السياق، قال نبيل عبد الفتاح، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية
بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بمصر: "إن الشعوب العربية
تخشى من النووي الإسرائيلي في المقام الأول، نتيجة للصراع العربي
الإسرائيلي، والممارسات الإسرائيلية العنيفة التي تعيق الوصول إلى تسوية
سلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وعدم حسم جوهر هذا الصراع بالطرق
السلمية. "
وأشار عبد الفتاح إلى تعاطف عربي كبير مع المشروعين النوويين الإيراني
والباكستاني، وأعاد هذا التعاطف إلى "فكرة وهمية" تتصل بالرابطة الإسلامية
التي تربط المسلمين جميعاً، وتسود بين بعض القطاعات الإسلامية والقومية
المتدينة في العالم العربي.
ورأى عبد الفتاح أن منظّري هذه الشريحة يعتبرون امتلاك إيران وأفغانستان
للسلاح النووي رادعاً لإسرائيل في حال استخدامها للسلاح النووي ضد العرب.
وإلى ذلك قال الدكتور عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة
الإمارات: "إسرائيل هي العدو الأول للمنطقة العربية، وبالتالي فإن أسلحة
إسرائيل النووية هي الأخطر،" وأضاف أن الأسلحة طهران وإسلام أباد "مصدر خطر
وتهديد أيضاً،" لكن لا يمكن وضع إيران وباكستان في مرتبة العداء مثل
إسرائيل "لأنهما دولتان إسلاميتان."
وأضاف: "هناك قلق خليجي من التسلح الإيراني، وهذا القلق مشروع فتسلح إيران
له تأثير ضخم في الأمن المنطقة، أما النووي الباكستاني فلا يمثل خطورة
كبيرة على الشعوب العربية، ويعتبره البعض رصيدا استراتيجيا للعرب، ولا يمثل
خطورة."
من جانبه، قال مصطفى العاني، مدير قسم دراسات الأمن والدفاع بمركز الخليج
للأبحاث إن برنامج إيران النووي "هو القضية الأكثر خطورة بالنسبة إلى أمن
العالم العربي في الوقت الحالي، وخاصة منطقة المشرق العربي والخليج العربي،
وتزداد خطورة هذه الدولة بسبب سياستها التدخلية في الشؤون العربية في
لبنان وفلسطين واليمن والعراق."
وأضاف العاني أن قضية النووي الإسرائيلي قديمة ومستمرة منذ عام 1948 وحتى
الآن، لذا فإن الخطر الإسرائيلي تم استيعابه بالنسبة إلى العقلية العربية.