كاتب بريطانى: قوة مصر السياسية تهدد طموحات إيران الإقليميةتسود إيران الآن حالة من العصبية بعد أن تحول ترحيبها بالانتفاضات التى
شهدتها الدول العربية منذ بداية العام إلى حالة من التأهب. ويقول الكاتب
سيمون تسيدال فى مقاله بصحيفة "الجارديان" البريطانية إنه بعد ترحيب طهران
بسقوط عدوها القديم حسنى مبارك، فإن الانتفاضة التى تهدد حليفها العربى
الرئيسى، نظام الرئيس السورى بشار الأسد مسألة مختلفة تماماً. والأسوأ من
ذلك هو فكرة أن المزاج الثورى فى المنطقة ربما يكون مصدر إلهام للمعارضة
الخضراء لكى تنهض من جديد.
ويمضى الكاتب فى القول إن الأحكام المتسرعة فى واشنطن وتل أبيب بأن إيران
ستكون المستفيد الرئيسى من انهيار النظام العربى القديم عليها علامات
استفهام كثيرة الآن. بل إن الخلافات الموجودة داخل النظام يمكن ربطها بحالة
عدم اليقين الاستراتيجى فى الخارج.. ولهذه الأسباب وغيرها مثل تأثير
العقوبات المتصلة بالبرنامج النووى الإيرانى، فإن الغرور الدولى لطهران
يقترب من نهايته.
وفى وسط العاصفة التى تهز الشرق الأوسط، فإن الرئيس الإيرانى محمود أحمدى
نجاد والمرشد الأعلى على خامنئى، الذين يوصفان بأنهما ثنائى طهران المرعب،
قد دبا بينهما الخلاف فجأة. وتكمن أهمية سوريا لإيران الشيعية فى أنها تمثل
خط أمامى فى المواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، كما أنها ممر سياسى
وتجارى إلى العالم العربى. إلا أن طهران ربما تشارك الغرب فى القلق إزاء ما
يحدث فى سوريا . فبغض النظر عن مصير الرئيس بشار الأسد، يمثل عدم التوازن
السياسى بين الأقلية العلوية الحاكمة فى دمشق والأغلبية السنية عيباً فى
غير صالح إيران.
ولا تتوقف التأثيرات السلبية للثورات العربية على إيران عند سوريا،
فالمصالحة بين فتح وحماس يرجع إلى إحساس قيادة حماس بعدم الأمان من الجانب
السورى. كما أنها تأتى نتاج الحزم الجديد الذى تبنته مصر فى سياستها
الخارجية. وبعد أن أصبحت مصر أقل عبودية لأمريكا وأكثر استعدادا لتحدى
إسرائيل، فإن طهران يمكنها الاستفادة نظريا فقط من ذلك. لكن عندما تصبح مصر
أكثر قوة سياسية وأكثر ديمقراطية واستقلالية فإنها ستكون منافس قوى
لطموحات طهران الإقليمية.
وأخيراًن فإن فإن الثورات فى البحرين واليمن قد أثارت التوترات مه إيران بعد ان اتهم ملك البحرين طهران صراحة بالتخطيط لانقلاب.
http://www.akhbarak.net/article/2509396