الجزيرة العربية العائمة.. إنجاز صناعي سياحي يشق بحر جونية
تبني عليها كما تبني على مثيلتها الطبيعية
<TABLE border=0 width=380>
<TR> <td align=middle></TD></TR> <TR> <td class=caption>جزيرة جونية العائمة التي أصبحت الجزيرة العربية العائمة</TD></TR></TABLE> |
بيروت: مازن مجوز
تنزل عن متنها إلى البحر وتعود إليها، كما تنزل من جزيرة حقيقية، هي جزيرة لا تتأرجح في الأمواج كما تتأرجح السفن، لأنها مستقرة إلى حدود لا نشعر بالأمواج. مساحتها تصل إلى عدة كيلومترات مربعة، وبإمكانها أن تعوم في أعالي البحار، يقول العالم المخترع عبد الله ضو في لقاء مع «الشرق الأوسط»، مضيفا: نحن باشرنا تشييد المباني المرتفعة فوق سطح المياه، وكذلك المساحات المسكونة الكبيرة تحت سطحها، وردا على سؤال، يرى ضو أنه عندما تخضع الخيال إلى قواعد العلم ومقاييس المعرفة يصبح حقيقة، سائلا أوليست هذه من مهام العقل البشري فيما منحه الله من قدرة؟ هذه هي ببساطة مهمة المخترع.
على الجزيرة العربية العائمة يبنى منذ سنوات منتجع سياحي متكامل، فندق، ومطاعم، وأندية سهر، ومهابط هليكوبتر، كما أنها تصلح لكافة الاستعمالات السياحية، والعسكرية، وإقامة قصور وفيللات خاصة في البحار.
أما التجهيزات والمعدات والكفاءات التقنية، فيلفتك أعدادها الكبيرة والمكدسة في مشاغل المشروع على شاطئ مدينة جونية (شمال العاصمة بيروت)، معدات لم يسبق توريد مثلها إلى العالم العربي، باشر في تنفيذها فريق من المتخصصين بقوة القانون، ونقطة على السطر بحسب تعبير ضو.
منذ سنة ونصف، لا يزال هذا المشروع الضخم بانتظار مرسوم جمهوري، توجب القوانين اللبنانية إصداره، دون أن يبصر النور حتى تاريخه.
وإذ ينفي من قام بتحويل اسم جزيرة جونية العائمة إلى الجزيرة العربية العائمة، وجود أي معوقات قانونية، يشير إلى أن من هم في موقع القرار في واد، ومستقبل البلاد والعباد في واد آخر، مستغربا «يحدثونك عن هجرة الأدمغة وغياب فرص العمل».
المعاناة في استكمال المسيرة لا تغيب عن وجوه العاملين، لكن ضو يؤكد أنه لولا شهامة رجال الجيش اللبناني، ووعيهم وانتماؤهم وغيرتهم على مصالح المجتمع والدولة، لكانت الحالة لا تطاق.
وبالعودة إلى التسمية الجديدة، يشدد على أنها للخروج من ضيق الأفق، ومحدودية العقل والجغرافيا، إلى رحابة الأصالة العربية النبيلة، المتمثلة في رحابة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأيضا إلى اتساع فكر وصدر الدكتور طلال بن علي الشاعر، الذي اقتنع بالفكرة عام 2002، وثابر معنا رغم تشكيك المشككين، وتحمل معنا الخسائر والتضحيات بمختلف جوانبها، والناتجة عن قصور فهم في العقل العربي، وفساد مستشر في الدولة والمجتمع اللبناني.
أكاديميات بحرية عالمية، خاصة الفرنسية والبريطانية والكندية منها، أشادت بالمواصفات العالمية للجزيرة، وكذلك الأكاديمية البحرية في البحرين.
وفق طريقتين تم التحقق من صحة التصاميم:
الأولى: استخدام القواعد العلمية المؤكدة، للوصول إلى قواعد علمية يقبلها العقل بالقياس إلى الرياضيات والمنطق وسلامة الفطرة.
الثانية: عبر إنشاء نموذج حقيقي مصغر، واختباره وفق عملية simulation، ومن ثم قراءة نتائج أداء النموذج قياسا إلى الوظيفة المقررة في التصاميم.
لدى هيئة الملاحة الفرنسية bureau veritas أودعت التصاميم للتدقيق فيها بالقياس إلى قواعد الهندسة البحرية، خطوة استغرقت 6 أشهر بعدها وبتاريخ 29/6/2005، عقد اجتماع بين القيمين عليها وهيئة الملاحة، خلص إلى الصحة التقنية للجزيرة من النواحي الإنشائية والاستقرار.
إشارة إلى أن القيمين على الجزيرة العربية العائمة، يحرصون على تأمين 15000 فرصة عمل في عشرات الاختصاصات، ومنها البناء، والمطاعم، والملاهي، والفنادق، والديكور، لما يشكل هذا الإنجاز من معلم وطني يظهر صورة لبنان المشرقة، بعيدا عن البيروقراطية السائدة، ومن المتوقع أن يكون له وقعه على المستويين اللبناني والعربي .