بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية عن صفقات بيع أسلحة دفاع جوي ومروحيات وسفن البحرية بقيمة 500 مليون دولار لكل من مصر والأردن والسعودية والإمارات، تضاعف القلق الإسرائيلي من مواصلة تزويد دول الشرق الأوسط بأسلحة، وطرح تساؤلا مهما حول مستقبل التوازن العسكري في الشرق الأوسط.
وقد بدت هناك مخاوف إسرائيلية من هذه الصفقة، باعتبارها قد تؤدي إلى خلل في التوازن العسكري الذي تسعى إسرائيل إلى التفوق فيه. وبالرغم مما نقل عن مسئولين إسرائيليين وجهات أمريكية، أنه قد تم إبلاغ تل أبيب بشأن صفقات الأسلحة هذه، وتأكيد مسئولين من وكالة الدفاع والتعاون الأمني الأمريكية أيضاً، أن المبيعات المقترحة لن تغير من أسس التوازن العسكري داخل منطقة الشرق الأوسط، ولكن الغرض منها تعزيز السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة، من خلال المساعدة في تحسين أمن الدول الصديقة، إلا أن إسرائيل ما زالت تعتبر هذه الصفقات ضد مصالحها وتوازناتها التسليحية.
وبموجب بحث أجراه معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، ونشرت جريدة الحياة أجزاء منه، ترى تل أبيب أن دول المنطقة تعمل على تطوير أسلحة الجو لديها، وتفضل تحسين قدرتها بتركيب نظم توجيه وأنواع أسلحة جديدة.
وتنطلق هذه التصورات من طبيعة صفقات الأسلحة ذاتها، التي تشمل بطاريات صواريخ مضادة للسفن وقيمتها 145 مليون دولار، وأربع سفن حربية سريعة بقيمة مليار و290 مليون دولار، إضافة إلى طائرات من نوع «أف- 16» ومعدّات عسكرية جديدة تابعة لها، ستحصل عليها مصر.
أما الأردن فسيحصل بموجب الصفقة، على 1808 صواريخ مضادة للدبابات و162 منصة إطلاق صواريخ بعضها صواريخ متطورة بقيمة 608 ملايين دولار. فيما تشمل صفقة الأسلحة مع الإمارات العربية على 1600 قنبلة ذكية و800 قنبلة تزن طنا و400 قنبلة لتفجير أنفاق ومخابئ، وحصلت السعودية على 2742 صاروخا مضادا للدبابات بقيمة 177 مليون دولار.
مصر
تفاصيل الصفقة الأخيرة التي أعلن عنها البنتاجون مع مصر، تشمل أسلحة بقيمة 145 مليون دولار، مقابل 4 بطاريات صواريخ (20 صاروخا) مضادة للسفن من طراز "هرفون2"، والحديث هنا عن صواريخ متطورة ودقيقة قادرة على التغلب على أجهزة التشويش والحرب الإلكترونية، كما تتسلم مصر من الولايات المتحدة 4 سفن حربية سريعة تصل قيمتها إلى مليار و290 مليون دولار.
وبحسب الإدارة الأمريكية، فإن تزويد سلاح البحرية المصرية بهذه الأسلحة يأتي بسبب الحاجة المصرية للدفاع عن قناة السويس، كما أجرت الولايات المتحدة صفقة أخرى لتزويد سلاح الطيران المصري بطائرات «اباتشي ايه اتش– 64 دي"، وتزويده بـ 450 صاروخا مضادا للدبابات، يتم تركيبها على هذه الطائرات.
ويلفت الإسرائيليون إلى أنه على رغم عدم الموافقة على طلب مصر شراء رادار «لونجبو» المحمول جوا، إلى جانب دبابات "ام 1 ايه 1" أخرى، لم تتخل مصر عن شراء سلاح مواز من دول أخرى مثل ألمانيا.
وتنوي الولايات المتحدة أيضا بيع مصر 156 محركا لطائرات قتالية من طراز "أف 16"، وذلك في إطار صفقة تصل قيمتها إلى 750 مليون دولار، وتأتي هذه الصفقة في أعقاب صفقة أخرى تم التوقيع عليها في أكتوبر الماضي، تحصل مصر بموجبها على 24 طائرة من طراز "أف 16" من نوع "سي" و"دي"، مع عتاد للحرب الإلكترونية بقيمة وصلت إلى 3 مليار دولار، علما أن هذا الطراز قديم مقارنة بتلك التي تزودها الولايات المتحدة لإسرائيل.
السعودية
ويخشى الإسرائيليون من خطر وصول المنطقة إلى توازن يحبط التفوق العسكري، ويحدد الإسرائيليون أهم الصفقات التي تقلقهم، ومنها ما يتزود به جيش المملكة العربية السعودية من معدّات من إنتاج الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وأبرزها 72 طائرة «تايفون»، من بريطانيا بقيمة 9 بلايين دولار.
ويشير الإسرائيليون إلى أنه مع شراء هذه الطائرات الجديدة، طورت المملكة من أسطولها، حيث يضم أيضا طائرات «تورنادو» وطائرات «اف 15 اس»، كما تشمل صفقات الأسلحة الأمريكية دبابات «ام 1 ايه 2» لتطوير سلاح المدرعات.
وفي إطار صفقة أخرى كبيرة وقعتها الولايات المتحدة مع السعودية، فسوف يتم تزويد الأخيرة بـ 2,742 صاروخا مضادا للدبابات من طراز "تاو 2"، وهو طراز متطور، موجودة أيضا لدى إسرائيل، وهي قادرة على اختراق دروع غالبية الدبابات الموجودة اليوم، وتصل قيمة هذه الصفقة على 177 مليون دولار.
وبحسب تقرير وزارة الدفاع الأمريكية للكونجرس فإن هذه الصواريخ، تأتي بهدف "ردع إيران، والحرب على عناصر القاعدة في اليمن والسعودية".
الإمارات
ويرى الإسرائيليون أن القوات المسلحة للإمارات شهدت في السنوات الأخيرة قفزة في تعزيز تسلحها بالتركيز على الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا أيضا، حيث تزودت بـ 63 طائرة «ميراج 2000/ 9» من فرنسا و80 طائرة «اف 16 اي– اف»، من طراز "طور"، من الولايات المتحدة، وما زالت مستمرة في الشراء في مجال الجو والبحر والدفاع الجوي، وقد وقعت صفقة لتزويده 30 هليكوبتر من طراز "اباتشي- اي اتش– 64 دي"، واستحضرت 3 طائرات تزويد بالوقود من طراز "ايرباص ايه 330".
كما تم التوقيع على صفقة أخرى بين الولايات المتحدة والإمارات المتحدة، بقيمة 290 مليون دولار، تشتمل على تسليح طائرات قتالية من طراز "أف 16" بـ 1,600 قنبلة ذكية موجهة بالليزر، و800 قنبلة تزن كل واحدة منها طنا، و400 قنبلة خارقة للتحصينات، بادعاء تعزيز قوة الإمارات مقابل ما يزعم أنه "تهديد إيراني".