الحصار أو التطويق؛ هو أحد أهم التكتيكات المستعملة في الحروب، وتفيد حصار العدو، وقطع كل خطوط الإمداد عنه.
يكن للحصار عدة أهداف:
منع الامدادات من الوصول.
التضييق على التجارة في دول ما بغية الضغط عليها.
الاستعداد لغزو بري شامل.
حرب الاستنزاف هو مفهوم استراتيجي يعني أنه لكي يتم الانتصار في حرب ما، يجب إضعاف العدو إلى الانهيار عن طريق إحداث الخسائر البشرية أو العسكرية. الجهة المنتصرة في الحرب تكون عادة الجهة التي تمتلك عدد أكبر من المصادر والاحتياطات. يمكن اعتبار حرب فيتنام مثالاً على حروب الاستنزاف، إذا أن الاستراتيجية الأمريكية كانت تهدف لإضعاف الخصم إلى أن يفقد قدرته على المواصلة في الحرب.
أغلب العلماء العسكريين في خلال التاريخ ينظرون لحروب الاستنزاف كشيء يجب تفاديه، إذ أن حرب الاستنزاف تمثل محاولة لطحن العدو من خلال الأعداد المتفوقة، وهذا الأمر يخالف المبادئ العادية للحروب، حيث تتحقق الانتصارات الحاسمة من خلال المناورات، وتركيز القوة، والمفاجأة، وغير ذلك. من ناحية أخرى، الجانب الذي يدرك بأنه المتضرر الأكبر في حروب المناورة قد يبحث عن حرب الاستنزاف لكي يهزم تفوق خصمه. إذا كان كلا الجانبين متقاربين في القوة، نتيجة حرب الاستنزاف تكون غالباً انتصاراً باهض الثمن. تحتوي الحروب دائماً على عنصر الاستنزاف. من الناحية التاريخية، طرق الاستنزاف تتم عادة بعد أن يتضح الأمر بأن الطرق الأخرى تؤدي للفشل أو أنها غير ممكنة عملياً.
حرب الخنادق يبنى النطاق الدفاعي الواحد من 4 خطوط متوازية من الخنادق عمق الخندق حتى 2.4 م ـ العرض 1.8 م يسمح بمرور فردين. الخط الأول خنادق نيران (Firing Trenches) الخط الثاني خنادق ساترة (Cover Trenches) الخط الثالث خنادق دعم (Support Trenches) الخط الرابع خنادق احتياط (Reserve Trenches) تربط الخطوط الأربعة بخنادق مواصلات (Communications) تحقق الاتصال الرأسي (من الخلف إلى الأمام) ومن خلالها يتم تحرك الجنود من خط إلى آخر ويتم وصول الإمدادات من الخلف ـ ويفصل بين الجانبين المتحاربين أرض حرام (No Man's Land) يراوح عرضها من 30 م إلى 1500 مً في بعض قطاعات الجبهة. أ. وكانت قوات النسق الأول للفرقة تحتل خنادق النيران والخنادق الساترة وتحتل قوات النسق الثاني خنادق الدعم والخنادق الاحتياطية. ب. مدة بقاء الجنود في الخنادق الأمامية تصل إلى أسبوع ثم يجري الغيار ويسحب الجنود إلى ملاجئ في الخلف حيث يقضون أسبوعاً في التدريب والراحة. ج. عاش الجنود في الخنادق حياة روتينية مملة عدا أيام الهجوم ـ وكانت المدفعية والرشاشات المعادية تجبر كل جانب على الاحتماء بالخندق. د. أما المشكلة المزمنة فكانت في تدني المستوى الصحي المتمثلة في انتشار الجرذان والحشرات الناقلة للأمراض ـ والرائحة المصاحبة للجثث. هـ. كانت المعارك تدور في حرب الخنادق طبقاً للتسلسل الآتي: و. تبدأ المعركة بتمهيد نيراني شديد لعدة ساعات ووصل في بعض المعارك إلى 7 أيام (السوم) وفي حالات نادرة كان الهجوم يبدأ من دون تمهيد نيراني سعياً لأحداث المفاجأة . ز. ثم تصدر الأوامر إلى المشاة من قائدهم بالهجوم بإطلاق نداء (On the top). ح. يقتحم الجنود الأرض الحرام الفاصلة بالبندقية والسونكي مع قذف القنابل اليدوية في اتجاه خنادق العدو، وعليهم عبور موانع الأسلاك الشائكة. ط. وبمجرد رفع نيران المدفعية أو نقلها إلى خنادق في الخلف تظهر رشاشات متوسطة تطلق من الدشم على ميدان متسع. ي. تحصد الرشاشات المشاة المهاجمين موجة بعد الأخرى. ك. وتنكسر حدة الهجوم أمام خطوط الخنادق المتتالية ـ لم ينجح أي من الطرفين عند الهجوم في كسر دفاعات الجانب الآخر. ل. كما لوحظ البطء الشديد في دفع الأنساق الثانية المهاجمة للاستفادة من الثغرات التي يحدثها مهاجمو الأنساق الأولى. م. وظلت محاولات الهجوم عقيمة غير مجدية لمدة ثلاث أعوام ونصف (من سبتمبر 1914 ـ حتى مارس 1918).