http://www.masrawy.com/News/World/Reuters/2008/May/2/486932.aspx
صقور الكرملين يقرعون طبول الحرب في جورجيا
موسكو (رويترز) - يرى دبلوماسيون في كل من روسيا وجورجيا أن تلويح
موسكو بالحرب بسبب النزاع على اقليمين متنازع عليهما في جورجيا انما يحركه
متشددون في الكرملين يريدون دفع الرئيس الروسي الجديد الى موقف معاد للغرب. وتصاعد التوتر بشدة في منطقة جنوب القوقاز الملتهبة منذ أن قامت روسيا بتقوية
علاقاتها بحكومتي اقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين وارسال قوات
لحفظ السلام الى أبخازيا وهددت باستخدام القوة اذا شنت جورجيا هجوما. ويشير دبلوماسيون في كل من موسكو وتفليس الى أن المشاحنات الأحدث جاءت
أثناء هدنة سياسية قصيرة الاجل في روسيا قبل تنصيب ديميتري ميدفيديف رئيسا
للبلاد في الاسبوع القادم. ويرون أنه من المحتمل أن يكون ميدفيديف وهو محام ليست له أي صلات
بأجهزة الامن زعيما أكثر انفتاحا على الغرب من سلفه فلاديمير بوتين ولكنهم
يقولون انه قد يواجه مقاومة شديدة اذا حاول أحداث تغييرات في السياسة. ولم يعط ميدفيديف بعد أي اشارات واضحة بشأن الخط الذي سينتهجه بشأن
جورجيا لكن يجري بالفعل فرض حقائق على الأرض قبل أن يتولى السلطة في
السابع من مايو ايار. قال دبلوماسي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته "يعتقد كثير من المحللين
المستقلين أن الجيش وجهاز المخابرات الداخلي يديران السياسة الروسية في القوقاز
في الوقت الحالي." وينحاز الغرب بقوة لجانب جورجيا في هذا النزاع مبديا قلقه من لجوء موسكو
لحشد القوات ومنتقدا قرارها بتقوية العلاقات مع الانفصاليين. وهذا يناسب المتشددين في موسكو الذين لا يثقون في الغرب. ويريدون رؤية
روسيا قوية تعيد تأكيد نفسها وتنال الاحترام من خلال القوة كما كانت الحال في
العهود السوفيتية. وبدأت روسيا في نشر 1200 جندي اضافي في أبخازيا وهو اقليم ساحلي يعاني
من الفقر كان من قبل ساحة ترفيه للنخبة السوفيتية. وتقول روسيا ان من حقها أن تضيف الى قوات حفظ السلام في الاقليم وتقول انها
مضطرة لذلك لان جورجيا تحشد القوات وتخطط لغزو. ويقول دبلوماسيون ان قوة مراقبة تابعة للامم المتحدة متمركزة في المنطقة لم
تكتشف أي حشد للقوات من جانب جورجيا. ويقولون كذلك ان موسكو تستبدل
شاحناتها العسكرية في أبخازيا وتتهم القوات الروسية بأنها أصبحت طرفا في
الحرب بدلا من أن تكون قوة محايدة. وكانت تفليس تصعد أيضا من حدة خطابها وتتهم روسيا بالتخطيط لضم أبخازيا
وانتهاك سيادة الاراضي الجورجية بارسال قوات اضافية دون موافقة جورجيا. ويقول بوتين الذي من المتوقع أن يحتفظ بقدر كبير من النفوذ من خلال منصبه
كرئيس للوزراء تحت رئاسة ميدفيديف ان روسيا ملتزمة بحماية سكان الاقاليم التي
تسعى للانفصال لان غالبيتهم يحملون جوازات سفر روسية. وتساءل أيضا لماذا لا يكون من حق سكان أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الاستقلال
مثل شعب كوسوفو. وصقور الكرملين غاضبون لقرار الغرب تجاهل اعتراضات روسيا القوية على
الاعتراف باستقلال كوسوفو. ويشعرون كذلك بالتهديد من خطط حلف شمال
الاطلسي طويلة الاجل لقبول عضوية جمهوريتي أوكرانيا وجورجيا وهما من
الجمهوريات السوفيتية السابقة ولا يريدون أن يروا أن ميدفيديف ينتهج نهجا مهادنا
بمجرد توليه السلطة. وقال دبلوماسي اخر "هناك مجموعة معينة من الناس في موسكو غاضبة من
الطريقة التي تدار بها الامور ويجدون أن من المناسب العثور على طرق للتصدي
للغرب." ويعتقد قلة من المراقبين أن روسيا ليست لديها أي رغبة حقيقية في الحرب في
أبخازيا أو أوسيتيا الجنوبية أو أي رغبة حقيقية في منح اعتراف بحكومتيهما
الانفصاليتين. وكلا الأمرين سيسببان لموسكو مشكلات تفوق كثيرا أي مزايا لاسيما أنها تواجه
مجموعة من التحديات الانفصالية داخل حدودها. ويقول دبلوماسيون ان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي يعرف رغم
اصداره بيانات تلوح بالحرب من حين لاخر أن أي محاولة لاستعادة الاقليمين بالقوة
ستبدد اماله في الانضمام لحلف الأطلسي وتوثيق علاقاته مع الغرب. ولكن في منطقة غير مستقرة يحكمها زعماء يتسمون بحدة المزاج ولها تاريخ
حديث من الحروب ورأي عام متقلب فان الاستفزازات من قبل موسكو أو تفليس
كاللعب بالنار بالقرب من مستودع للذخيرة. وقال سفير مقيم في موسكو "الخطر الحقيقي ليس في أن يبدأ أي من الطرفين
حربا بقصد." وتابع قائلا ان الخطر الحقيقي "أن يشعل سوء تقدير أو خطأ يرتكبه
أحد الطرفين صراعا سرعان ما يخرج على السيطرة... ذلك ما نخشاه."
تعزيزات عسكرية روسية جديدة الى ابخازيا