الإثنين، 23 مايو 2011 - 12:10
خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله
الرياض (أ.ش.أ)
أكدت صحيفتا "الرياض"و"الجزيرة" السعوديتان أن الموقف الذى اتخذته
المملكة العربية السعودية بتقديم أربعة مليارات دولار على شكل قروض ميسرة
وودائع ومنح هو موقف منتظر وهو من الأفعال التى تعتبر واجبة خاصة فى الظروف
التى تواجهها مصر حاليا والتى تضغط على أوضاعها الاقتصادية بعد التغييرات
التى شهدتها كما أنه يأتى من منطلق الروابط والوشائج الكثيرة.
ووصفت الصحيفتان فى افتتاحيتهما اليوم الاثنين - العلاقات بين البلدين
بأنها نموذجية فى كل شىء سواء على المستوى الرسمى أو الأهلى مشيرتين إلى أن
ما يحكم هذه العلاقات الضرورات التى تربطهما ببعضهما وأن التاريخ مصدر
لتأكيد ذلك والمسار مستمر على قاعدة الثقة والتفاهم على كل ما يهمهما.
وشددت الصحيفتان على أن دعم مصر ضرورة أساسية ليس لأنها فى موقع الأخ
الأكبر فحسب بل لأنها عنصر التوازن والثقل العربيين فى ميادين السلم
والحرب.
وأشارت الصحيفتان إلى أن السعودية ومصر هما من عمل على خلق أجواء عربية متفاهمة وسط صراعات وخلافات لا تحكمها أسباب جوهرية.
ونوهتا إلى أن العالم الخارجى يهتم بمواقف البلدين لموقعهما على الخارطة
الدولية سياسيا واقتصاديا وأن حضورهما فى المنتديات العالمية فرض عليهما
الأدوار التى تميز كل دولة.
فمن جانبها قالت صحيفة "الجزيرة" إن الوقوف مع مصر ليس منة ولا هو تكتيك
أو محاولة لكسب سياسى بل هو واجب وتأمين للأمن القومى العربى كافة، محذرة
من أن الضغط على مصر من أجل مساعدتها للخروج من أزمتها الحالية يجعلها تقدم
تنازلات تضعف الموقف العربى بمجمله.
ونوهت الصحيفة إلى أن مصر ضحت كثيرا للدفاع عن القضايا العربية ومساعدة
أقطار عربية عديدة فى الخروج من أزماتها، مشددة على أن واجب الدول العربية
وبخاصة القادرة مساعدتها فى مثل الظروف التى تمر بها بسبب تراكم التجاوزات
والضيق الاقتصادى والمعيشى الذى نتج من ممارسات خاطئة للنظام السابق.
وألمحت إلى أن الوقوف مع مصر فى هذه المرحلة هو رد لدين مصرى مؤجل على كل
العرب الذين من واجبهم ألا يتخلوا عن مصر وأن يقفوا معها وأيضا نتيجة
المسئولية القومية الكبيرة لمصر للدفاع عن القضايا العربية.
من جانبها قالت صحيفة "الرياض" إن مصر تبقى البلد الاستثنائى فى حجمه ودوره
وتاريخه، مشيرة إلى أن الطبيعة الأخلاقية والأخوية أكثر أهمية من السياسة
وأن عندما تتقدم المملكة بالدعم المباشر فهى تشعر أن الرابط بين البلدين
يعلو على كل شىء.
ونبهت "الرياض" إلى أن مصر تبقى درعا عربيا كبيرا ونشوء ظروف انتقالية
مستجدة فيها يفرض على الدول العربية الغنية أن تبادر بالدعم المادى
والسياسى والمعنوى، مشددة على أن ذلك ليس مكافأة بل هى واجب تفرضه عوامل
الأخوة والروابط المختلفة طالما نحن فى الميدان الواحد بكل المسؤوليات.
ونوهت "الرياض" إلى أن البيئة المصرية الاقتصادية قابلة لأن تتجه إليها
الاستثمارات العربية والعالمية طالما العديد من المسارات سوف يتغير بما
فيها الأنظمة، مشيرة إلى أن ذلك يأتى من أن مصر لديها الطاقات البشرية
الكبيرة وسوق مميز باستهلاكه كما أن ارتفاع مستوى دخل الفرد ضمانة
للاستقرار العربى.
وقالت "الرياض" إن الثورة التى قامت لتنهى عوامل الفساد وتحقيق العدالة
والاتجاه نحو نظام مستقر ينبنى على منظومة إصلاحات سياسية واقتصادية
واجتماعية فرضت أن لا تقف الدول العربية من إرادة الشعب موقف المتفرج طالما
الانتقال أحدث بعض الخسائر المادية والتى لابد أن يكون الرافد لها عربيا
وبطرق عاجلة.
ولفتت إلى أن ذلك أمر مهم جدا لأن القروض والإعانات من الدول الخارجية أو
الصناديق والبنوك الدولية غالبا ما تأخذ صفة القيود المعقدة ولا تأتى
بسهولة منوهة إلى أن إقدام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بمثل هذه
الخطوة يعزز الموقف الداخلى المصرى ولا يجعله عرضة للاهتزاز أو التقلبات
الأخرى.
ونوهت "الرياض" إلى أن المملكة العربية السعودية ليست صديقة لمصر فحسب بل
شقيقة تشاركها الدين واللغة والدم والمصير ولا يفصل بينهما إلا بحر هو فى
الحقيقة رابط يشدهما أكثر فأكثر.
المصدر : http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=418892&SecID=285&IssueID=0