دمج مع إستراتيجية يعود أصل كلمة " إستراتيجية " إلى اللغة الإغريقية فهي "تكتسب اسمها من اللفظ اليوناني القديم "ستراتيجيوس" (strategos) وتعنى "القائد". ومن هذا التأصيل ندرك لأول وهلة أن هذه الكلمة كانت تستخدم في الجانب العسكري، إذ هو المصدر الأولي لها، بيد أن هناك اختلافا طفيفا لدى المؤرخين عما تعنيه بإحكام وتشير بعض المصادر)(إلى أن كلمة إستراتيجية" اشتقت أصلا من الكلمة اليونانية القديمة "ستراتيجيوس" (strategos) والتي كانت تعني (فن القيادة Art of Leadership) هو فن مارسه بمهارة القادة العسكريين القدماء. ولا يعني ثبات الكلمة في لغتها الأصل اتفاق لتناولها بوصفها العسكري فقط، ويؤكد المعجم الكبير الذي يصدره مجمع اللغة العربية إلى أنها" مشتقة من الكلمة اليونانية "ستراتيجيوس"(strategos) بمعنى "قائد")(، ويبقى معنى الإستراتيجية حسب أصلها قيادة الجيش وقد يوصف قرار سياسي أو اقتصادي هام بأنه "استراتيجي" كما يطلق وصف "استراتيجي" على بعض أنظمة الأسلحة التي تؤثر تأثيراً حاسماً على معبر الحرب كالأسلحة الإستراتيجية، وقد تطلق هذه الصفة أيضاً على بعض المواد التي تؤثر على السياسة الاقتصادية أو السياسة العسكرية لدولة ما كالبترول مثلاً, وأخيراً قد يوصف نمط من التفكير أو الدراسات المتخصصة بأنه "تفكير استراتيجي" أو "الدراسات الإستراتيجية", وللإستراتيجية تعريفات كثيرة يرتبط معناها ومبناها بالظروف الزمانية والمكانية التي قيلت فيها وبالأحداث التي انبثقت عنها، وبالأشخاص الذين صاغوها وبالمدارس الفكرية التي ولدت فيها.. تعريف الإستراتيجية: أصبح من الصعب تقديم تعريف شامل للإستراتيجية لأن الدلالات والمعطيات الظرفية متغيرة حسب المستجدات السياسية والعسكرية والاقتصادية في العالم وما تحكمه ساحة الصراع، ويشير أحد تعاريف الإستراتيجية أنها ((علم وفن توظيف القوى السياسية، والاقتصادية، والنفسية، وكذلك قوات الدولة العسكرية، أو مجموعة الدول لتقديم أقصى دعم للسياسات المتبناة أو المتخذة سواء في السلم أم في الحرب)))(ويشير تعريف أخر لها هي (فن استخدام القوة للوصول إلى أهداف السياسة))(. 1المدرسة الغربية: تُعرف المدرسة الغربية الإستراتيجية هي(فن استخدام المعارك كوسيلة للوصول إلى هدف الحرب) أي أن الإستراتيجية تضع مُخططات الحرب، وتحدد التطور المتوقع لمختلف المعارك، التي تتألف منها الحرب وفي تعريف أخر للإستراتيجية هي (علم وفن توزيع واستخدام مختلف الوسائل العسكرية لتحقيق أهداف حددتها السياسة عن طريق القوة أو التهديد بها) وتعريف أخر هي (علم وفن استخدام جميع موارد أمة ما أو موارد تحالف أمم، لتحقيق أغراض حددتها السياسة) وكذلك تعرف الإستراتيجية (وهي فن استخدام القوة للوصول إلى أهداف سياسية, وإنها فن حوار القوى وحوار الإرادات التي تستخدم القوى لحل خلافاتها))(. 2 المدرسة الشرقية: تعرف المدرسة الشرقية الإستراتيجية هي ((نظام المعارف العلمية عن قوانين الحرب كصراع مسلح، من أجل مصالح طبقية محددة وتبحث على أساس دراسة خبرة الحرب والموقفين السياسي العسكري، والإمكانيات الاقتصادية والمعنوية للبلاد ونوع وسائل الصراع الحديثة ووجهة نظر العدو المحتمل في شروط وطبيعة الحرب المقبلة، وطرق إعدادها وخوضها بما يلاءم القوات المسلحة وأسس استخدامها الاستراتيجي، وكذلك في أسس التأمين المادي والفني واللوجستي لها، ومن ثم قيادة الحرب والقوات المسلحة)). إن ميدان ذلك كله هو ميدان النشاط العملي للقيادة العسكرية السياسية العليا، والقيادة العامة وهيئات الأركان العليا، والذي يتصل بفن أعداد البلاد للدفاع والقوات المسلحة للحرب، وهو فن قيادة الصراع المسلح في ظروف تاريخية معينة)(. أصبح من الواضح أن القاسم المشترك الأعظم بين التعريفات المختلفة للإستراتيجية هو أنها "علم وفن" ينصرفان إلى الخطط والوسائل)(، أي "علم توظيف القوى السياسية والاقتصادية والنفسية وكذلك قوات الدولة العسكرية أو مجموعة الدول لتقديم أقص دعم للسياسات المتبناة أو المتخذة سواء في السلم أو في الحرب، والتي تعالج الوضع الكلي للصراع" وفن لأن ممارستها تختلف من إنسان إلى آخر، سواء كان ذلك الذي يمارسها سياسياً أو عسكرياً.
ولا يختلف التعريف كثيرا من حيث الجوهر بين المدرسة الغربية والشرقية أو العربية)(. ==
يعتبر مفهوم "الإستراتيجية" The Strategy) (من المفاهيم المتداولة في العلوم العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية, والتي تستخدم للدلالة على أكثر من تخصص، فكلمة "إستراتيجية" و"استراتيجي" تستخدم استخداماً واسعاً من قبل الباحثين والمتخصصين في شتى العلوم، حتى أن عدد من الجامعات تضم أقساماً متخصصة لدراسة الإستراتيجية، وترتبط بها مراكز (ومعاهد) للأبحاث الإستراتيجية, كما إن استخدام تعبير"الإستراتيجية" تعدد وشمل العديد من الميادين والتخصصات، ويوصف حاليا أي موقع ما أو بقعة جغرافية من دولة ما بأنه "استراتيجي" وعلى سبيل المثال عربيا مضيق هرمز، قناة السويس)(, كما يوصف غالبا أي قرار سياسي أو عسكري ذو أهمية بأنه "استراتيجي" كما يطلق وصف "استراتيجي" على عدد من الأسلحة التي تتصف بقدراتها المتطورة بمدياتها ودقتها ونوع ما تحمله من عتاد ومتفجرات والتي تحقق تأثيراً حاسماً في الصراع "الأسلحة الإستراتيجية"، وقد تطلق هذه الصفة أيضاً على بعض المواد التي تؤثر على السياسة الاقتصادية أو السياسة العسكرية لدولة ما الموارد الإستراتيجية كالبترول مثلاً)(، وتوصف الخطط ونمط معين من التفكير أو الدراسات المتخصصة بأنه "تفكير استراتيجي" أو "الدراسات الإستراتيجية".