قطر اليوم في مأزق كبير وتعول كثيرا على باريس في إخراجها من المأزق الذي وقعت فيه في سوريا وفي ليبيا. والبحث مع الفرنسيين في كيفية حل هذه المعضلات التي وقعت بها قطر كانت السبب الأساس لزيارة وزير خارجية إمارة قطر لباريس للمرة الثانية خلال شهر والتي التقى خلالها بالرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي في قصر الإليزيه .
و ما زالت التسريبات عن اللقاء الذي جمع رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في قصر الإليزيه تخرج للعلن. آخر المعلومات عما دار في الاجتماع حصل عليه موقع "الانتقاد" من مصادر موثوقة في باريس، وقالت إن حمد بن جاسم شرح لنتنياهو الوضع الإيراني الصعب خصوصا بعد التدخل العسكري السعودي في البحرين، حيث تجد طهران نفسها الآن في موقع الدفاع بعدما نقلتها حرب اليمن وأحداث لبنان وغزة إلى موقع الهجوم. وطلب رئيس وزراء قطر من نظيره الإسرائيلي أن تبقى "إسرائيل" خارج الصورة حتى لا تستغل سوريا أي موقف من تل أبيب لصرف الأنظار عن الاحتجاجات الداخلية فيها. وطمأن حمد بن جاسم آل ثاني نتنياهو بأن سقوط النظام السوري لن يغير الوضع في الجولان، وأن هناك وعدا وطمأنة بعدم فتح جبهة الجولان من جانب قيادة الإخوان المسلمين في سوريا قد أبلغ إلى تركيا كما أبلغ لقطر.
وتضيف المصادر أن نتنياهو تحدث عن تعديل مهمة قوات اليونيفل في جنوب لبنان بحيث تستطيع لجم حزب الله إذا ما حاول فتح جبهة الجنوب في سعي من (السيد) حسن نصرالله لمساعدة بشار الأسد. فيما قال حمد بن جاسم إن المهم الآن هو استمرار المظاهرات في سوريا، ونحن نسعى عبر "الجزيرة" لتوسيع رقعة التحرك لتصل إلى دمشق. كما وأبلغ ساركوزي وحمد بن جاسم رئيس وزراء "إسرائيل" أن الربيع العربي لن يكون ضد مصلحتها، ولكن يجب أن تقبل "إسرائيل" دون تأخير فكرة إقامة دولة فلسطينية.
وكانت أسبوعية "لوكانار أشينيه" القريبة من دوائر استخبارية فرنسية قد ذكرت في عددها الصادر نهار الأربعاء الواقع في العاشر من الشهر الجاري أن اجتماعا عقد في قصر الإليزيه نهار الثلاثاء ضم كلاً من رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحضور رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي من دون أن تذكر تفاصيل.
وقد بدأت تسريبات عن فحوى الاجتماع تخرج في أوساط الصحفيين في باريس تؤكد حصوله، وهذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها حمد بن جاسم بمسؤولين إسرائيليين، كما انه لا ينفي هو عادة حصول اجتماعات كهذه.
وتلعب قطر دورا محوريا هذه الفترة في علاقات الغرب وتدخلاته في أكثر من بلد عربي خصوصا في ليبيا التي تشارك الدوحة عسكريا في الحرب الجوية التي يقودها حلف شمال الأطلسي ضد نظام معمر القذافي، كما إن قناة الجزيرة القطرية تلعب دوراً تحريضياً كبيراً في الأحداث التي تشهدها سوريا منذ شهرين، وهذا ما أدى إلى ردود أفعال سورية قوية ضد قطر التي تخشى انتقام سوريا بعدما تبين قوة النظام في دمشق واقتراب الأزمة في سوريا من الحل لمصلحة النظام. وقد أبلغ القطريون حليفهم الجديد نيكولا ساركوزي بمخاوفهم من صعود النفوذ السعودي في دول الخليج ومن الموقف الحاد الذي تتخذه القيادة السورية من حكام قطر.
ومن المعروف أن لدى قطر حساسية شديدة من السعودية التي تعتبر قطر جزءا من أراضيها نظرا للترابط العشائري والمذهبي بين البلدين،
ماذا فعل وزير خارجية قطر خلال الزيارة السابقة في باريس
من جهة أخرى خلال الزيارة السابقة في السابع من الشهر الماضي حيث طلب الزائر القطري من الفرنسيين العمل على زيادة الضغط على القيادة السورية لتليين موقفها من قطر بعد اتهام دمشق للدوحة بالمشاركة في أحداث الشغب التي شهدنها عدة مدن سورية مؤخرا عبر التحريض المذهبي والسياسي المنهجي الذي مارسته قناة الجزيرة القطرية، وحسب المعلومات يبدو أن القطريين يريدون تواصلا مع الجانب السوري مقطوع منذ بداية الأحداث حيث رفض الرئيس السوري طلبات قطرية لاستقبال وزير الخارجية القطري في دمشق(الانتقاد).
http://syrianow.sy/index.php?d=2&id=28898