القاهرة - محرر مصراوي - قال تقارير صحفية ان وزير الدفاع الإسرائيلي زعيم حزب العمل إيهود باراك، يميل نحو القبول باتفاق التهدئة الذي تقترحه مصر وقبلت به حركة حماس وسط تزايد الضغوط الامريكية والمصرية، على الحكومة الإسرائيلية.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية ان باراك يريد ان يربط قبوله بوجود ضمانة مصرية بتنفيذ حماس لجميع شروط التهدئة مع تنشيط المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى.
وحسب صحيفة جيروزاليم بوست فان الجنرال عاموس جلعاد، رئيس الدائرة الدبلوماسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، يجري محادثات مكثفة مع الجانب المصري، وعلى وجه الخصوص رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان، حول التهدئة المقترحة لمدة ستة اشهر قبل ان تنسحب على الضفة الغربية.
وفي هذا السياق من المفترض ان يلتقي سليمان مع مسؤولي عدد من الفصائل والأذرع الفلسطينية المسلحة لإقناعهم بقبول التهدئة وسيطلع الإسرائيليين على نتائج لقاءاته هذه.
وتوجه زعماء من ثلاثة فصائل فلسطينية نشطة الى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولي المخابرات المصرية بشأن سبل التوصل لهدنة مع اسرائيل في قطاع غزة.
وأضافت المصادر أن أعضاء على مستوى رفيع من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولجان المقاومة الشعبية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عبروا الحدود من غزة الى مصر عبر معبر رفح الذي عادة ما يكون مغلقا.
وتابعت المصادر أن القادة توجهوا بعدها للقاهرة بثلاث حافلات في قافلة أمنية.
واقترحت حماس هدنة لمدة ستة شهور بين اسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة يوم الخميس مع وجود خيار بمدها لتشمل الضفة الغربية كما ستشمل إنهاء للحصار الاسرائيلي على قطاع غزة.
وقال محمود الزهار القيادي بحركة حماس في ذلك الوقت أن فصائل فلسطينية أخرى مثل الجهاد الاسلامي والجماعات اليسارية التي مقرها دمشق وافقت على هذا العرض من حيث المبدأ. ورفضت اسرائيل العرض.
وإذا ما حصل سليمان على موافقة هذه الفصائل على التهدئة فانه سيقوم بزيارته المؤجلة لإسرائيل في مطلع الأسبوع المقبل ليحصل على الموقف الاسرائيلي النهائي بشأن الاتفاق كما قال مصدر عسكري إسرائيلي.
وحذر المصدر من ان إسرائيل تقف أمام معضلة، مشيرا إلى أن سليمان وبإسناد إسرائيلي بذل جهودا كبيرة لبناء اتفاق التهدئة، وإذا ما أفشلنا الآن هذه الجهود سنمس بمصر وبمسعى سليمان نفسه، وبعملية الوساطة لإطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شليط.
ولكن هذه الجهود لا تسير من غير معارضة من داخل الجيش كما قالت جيروزاليم بوست.
فقد أعرب عدد من الضباط عن معارضتهم لوقف العمليات ضد حماس في غزة.
وأحد هؤلاء الضباط هو قائد المنطقة الجنوبية، الجنرال يواف غالانت، الذي أبدى معارضة شديدة لوقف إطلاق النار مع حماس، محذرا من وقف أن اطلاق النار سيستغل في عملية بناء بُناها التحتية المدمرة وكذلك تصعيد عمليات تهريب السلاح.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي لصحيفة الشرق الأوسط ردا على سؤال إن كان هناك توجه للقبول بالتهدئة ان الجيش ليس طرفا في اتخاذ القرار في هذه الأمور.
وأضاف ان من يقود أو يتحدث في هذه الشؤون هو رئيس الوزراء ووزير الدفاع نحن ليس لنا شأن باتخاذ القرار السياسي، ولكننا نقدم النصيحة للسياسيين من وراء الكواليس ونعمل على تطبيق القرارات التي يتوصلون اليها.
ورفض المتحدث ان يكشف عن النصيحة التي قدمها الجيش للسياسيين في هذا الصدد.
وتتزايد الضغوط الأميركية على الحكومة الإسرائيلية من اجل الموافقة على اتفاق الهدنة بعد الرفض الأولي للهدنة التي تسعى مصر الى تحقيقها وأعلنت حماس الأسبوع الماضي على لسان محمود الزهار، احد ابرز قياداتها في الداخل، قبولها لها.
وترغب واشنطن في تحقيق التهدئة، قبل زيارة الرئيس جورج بوش المقررة لاسرائيل في 14 مايو المقبل، وذلك للمشاركة في احتفالاتها بالذكرى الستين لقيامها، وأيضا للمشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي المقرر عقده في منتجع شرم الشيخ المصري في 17 من نفس الشهر.
ومن وجهة النظر الأميركية فان الهدوء في جبهة غزة سيفسح المجال أمام الطرفين للتركيز على المفاوضات بغرض التوصل الى اتفاق قبل نهاية العام الجاري كما وعد الرئيس بوش