مشار نائب رئيس جمهورية جنوب السودان
قال للبرلمان:
البشير قال لنا
إن التاسع من يوليو يوم مقدس.
والسخرية هي أن الجملة
ذاتها «التاسع يوم
مقدس». كانت هى الجملة التي ترددها الحركة الشعبية قبل الاستفتاء.. ومشار وفي
الأسبوع يسعى لتمديد فترة بقاء الجنوب هنا بعد الانفصال..
لكن أستاذ السخرية
الأربعاء ذاتها كان هو سلفا كير
وسلفا كير يحدق في أعضاء
البرلمان ليقول في سخرية حارقة:
تطلبون القتال في
أبيي!!.. أنا جاهز .. لكن لا يحدثني عن القتال هناك إلا من هو جاهز..
والآن الجاهز للقتال يرفع يده.
ولم يرفع أحد يده.
وسلفا كير يلتفت يسأل أيقا
وأنت؟
والسيد إيقا يقص حكاية
الفيلة يا ملك الزمان..
«والحكاية تزعم أن الخليفة
التعايشي الذي كان جباراً = والحكاية
صنعها الإنجليز = يطلق فيلة أنثى له في المزارع.. والفيلة تعيث فساداً.. والناس
يعتزمون الاحتجاج عند الخليفة.. ويتجمعون.. وأمام الخليفة من يصابون بالرعب يصيحون:
الفيلة
والخليفة يصرخ:
ما لها الفيلة؟
والجميع يلجمهم الخوف..
عندها شاب ساخر يتقدم ليقول للخليفة:
الفيلة دايرين
ليها أخت..!!
والسيد إيقا كان يعني
شيئاً مماثلاً .. وهو يسخر من النواب الذين كانوا يحرضون ضد سلفا كير.
والغريب أن يوم أمس الخامس من
يونيو يوم ضربة 1967م، كان هو من يبعث حكاية الفيلة هذه و«سعد الله ونوس» الكاتب
السوري يجعلها مسرحية شهيرة... ويوم
أمس ذاته الخامس من يونيو وضربة 1967م تعيد مشهد صحافة الغرب يومئذٍ وهي في شماتة
وسخرية بالغة تنشر صورة ضخمة لشارون الضخم قائد الدبابات وهو يقف ويداه على حقويه
يقول: «من أشد منا قوة»؟
لكن ما لا يذكره أحد هو أن
شارون هذا ذاته يتعفن في فراشه الآن للعام الثالث على التوالي وهو في غيبوبة.. ومن
يغسلون فضلاته ينتظرون موته... ومثلها كان تيتو الذي فعل بالمسلمين في
يوغسلافيا ما فعل هو أشهر من يتعفن في فراشه لمئات الأيام.. وقبلها
أتاتورك يتعفن في فراشه إلى درجة أن المارة هجروا الطرقات التي تمر بالقصر.
لكن الخرطوم كانت مشغولة بدراسة عن
السودان الجديد.. وفقاقيع هنا وهناك.
ونهار أمس ثمانون من جنود
المشتركة «من الشرطة» يهربون إلى جبل كادقلي بأسلحتهم.
والحلو في بيته في ملابس الميدان.
وألور قبلها بيومين في
حديثه مع مسز رايس كان يقول للمرأة:
إننا ندير
اضطرابات الخرطوم
.. ابتداءً من إضراب
الأطباء .. الإضراب الذي نصنعه بجندي يضرب طبيباً.. ثم جندي يضرب طبيباً.. ثم
أطباء في النقابة يصعدون الأمر.
وهذا ما حدث بالفعل.
مثلها الحلو في كادقلي
يسعى إلى عساكر يشعلون اشتباكاً .. مهما كان صغيراً.. ثم .. ثم
لكن الحلو سوف ينتظر
طويلاً إن كان ينصت إلى هدير دبابات يوغندا التي وعدت سلفا كير بهذا..
والموعد يطلقه بيونق وهو
يحدث مظاهرة جوبا
مثلها الخرطوم تنظر إلى
مخطط عقار الذي يقوده منذ عامين حتى ينتهي بتحويل المشورة الشعبية إلى «انفصال»...
الخرطوم تنفض الذباب عن أنفها وتذهب إلى تشكيل الحكومة القادمة.
ثم دعم رائع جداً لجيش رائع جداً..
والإنقاذ غريبة جداً...
فالأنس يستعيد حديث برونك = الذي طردته الخرطوم قبل عامين.
برونك قال:
قضيت عامين في
الخرطوم التقي كل أحد واستمع لكل أحد .. دون أن أنجح على الإطلاق في معرفة الجهة
التي تصدر القرارات..!!
لكن..
الحكومة في الخرطوم تبدو
ضعيفة جداً في الاقتصاد.. وضعيفة جداً في الجيش.. وضعيفة جداً في كل شيء.. لكن
أغرب شيء هو أن الحكومة هذه ما استقبلت مشكلة عسكرية أو اقتصادية أو غيرها.. إلا
تجاوزتها
كيف؟!
ولعل القارئ يعرف الإجابة وهو
يقرأ حديث محمد الأمين خليفة أيام المفاوضات.. السيد خليفة يروي أن ألور قال له
يوماً:
هل تعلم من
معنا؟
قلت: من؟
قال في فخر: أمريكا.
قلت: وهل تعلم من معنا؟
قال في انزعاج.. من؟
قلت: الله.
الرجل انفجر ضاحكاً.
وتعلم لماذا ضحك ألور وأنت
تجد الوسواس في صدرك يسخر من حكايات المتعفنين أعلاه..