عصيان مدني شيعي تتبعه عمليات عنف
جاسم الشمالي الوطن العربي 2/4/2008
في رأي مراقب للشؤون الخليجية أن الشارع الكويتي يشهد حالة احتقان غير مسبوقة، أخر مظاهرها خروج أبناء القبائل في مظاهرات احتجاج بعد توقيف قبليين كانوا يشاركون في انتخابات مرعبة غير قانونية، تقام عادة لاختبار مرشحي القبائل لانتخابات مجلس الأمة، وقد فسر هذا المراقب حركة الاحتجاج القبلية بأنها أحدث مظاهر الاحتقان غير المألوف في الكويت، واحد وجوهه كان وصول العلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة إلى طريق مسدود، مما دفع أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى حل المجلس والدعوة إلى انتخابات برلمانية جديدة، والدعوة في أعقاب أزمة هزّت تماسك المجتمع الكويتي، هي أزمة مهرجان تأبين عماد مغنية الذي يحمله الكويتيون مسؤولية مقتل اثنين من مواطنيهم، والقيام بأعمال إرهابية مست الاستقرار الكويتي في الصميم.
وحسب رأي المراقب فإن هذه مجرد مظاهر للقلق الذي يعاني منه المجتمع الكويتي نتيجة ترقب ما هو أسوء، وهو قلق تعبر عنه أحاديث رواد الديوانيات، والتي تعكس خشية من أن تكون الكويت هي الهدف التالي للنظام الإيراني، وهذه المخاوف مبنية على وقائع وممارسات محددة يقوم بها بعض وجهاء الشيعة في الكويت.
وتلتقي رؤية مراقب الشؤون الخليجية مع ما ورد في تقرير خاص وضعته جهة عربية، وأوردت فيه معلومات عن استعدادات عناصر شيعية لبدء تحرك مرحلي مندرج، يبدأ بتجمعات شعبية في الحسينيات، ثم ينتقل إلى مستوى عصيان مدني يتمثل في إغلاق المتاجر والمجلات والامتناع عن العمل، إضافة إلى تظاهرات صاخبة، ويحذر التقرير من خطورة هذه الخطوة، لأن التجار الذي ينتمون إلى المذهب الشيعي يسيطرون سيطرة شبه كاملة على سوق المواد الغذائية والقطاعات الخدمية الحيوية في الماء والكهرباء، بحيث إن العصيان المدني سيشل الحياة في الكويت.
وكانت المخابرات الكويتية قد تلقت معلومات مؤخراً من عدة مصادر بعضها من أجهزة مخابرات غربية وأخرى عربية تفيد بمخطط واسع يرعاه الحرس الثوري الإيراني لتحويل الكويت إلى دولة شيعية يكون لحزب الله الكويتي الدور الأساسي في تنفيذه، الأمر الذي أحدث هلعا وضجة في الأوساط الحاكمة بالكويت.
أبعاد المخطط
وتشير المعلومات إلى أن المخطط الذي وضع بطهران وبإشراف مباشر من قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري يشمل عدة مراحل بعضها سياسي والآخر عسكري يتكلف عشرات الملايين تعهد الحرس الثوري بتدبيرها من فائض استثماراته وشركاته الضخمة التي تشمل عدة مشروعات استراتيجية بإيران.
وتفيد المعلومات أن الخطة وضعت بتنسيق مباشر مع قادة حزب الله الكويتي وبعضهم من قيادات الداخل والآخرين ممن يقيمون في إيران والعراق.
وحسب المخطط فإن الشق السياسي للمخطط يقوم على تنظيم عدة مظاهرات استغلالاً للأوضاع السياسية غير المستقرة للبلاد خاصة بعد حل البرلمان ودعم عدد من المرشحين الشيعة في الانتخابات المقبلة وللعب على الوتر الديني بالبلاد، كما أنه يقوم على تنظيم حملات دعائية من خلال مواقع إعلامية شيعية على الإنترنت تتحدث عن اضطهاد للشيعة بالبلاد وربط ذلك بما يوصف بالظلم الواقع على شيعة بعض دول الخليج خاصة بالبحرين المجاورة.
تدريبات عسكرية
أما الشق العسكري في المخطط فيقوم على تنفيذ عدة عمليات داخل البلاد. واستهداف أعضاء بالأسرة الحاكمة وإحداث حالة من الخلل الأمني بالبلاد يفضي إلى فوضى شاملة تؤدي إلى سيطرة الشيعة على البلاد أو على الأقل استغلال إيران للورقة الشيعية لإيجاد موطئ قدم وتأثير بالكويت في إطار الصعود الكبير لإيران والمد الشيعي المتزايد بالمنطقة.
وتشير المعلومات ذاتها إلى أن الحرس الثورى بدأ وبمشاركة عناصر من حزب الله اللبناني في تدريب عناصر من حزب الله الكويتي على عملية تجميع وتفجير المتفجرات والقيام بعمليات سريعة ضد أهداف عسكرية ومدنية.
وتوضح المعلومات أن العمليات التي يعد لتنفيذها حزب الله الكويتي ستكون على غرار العمليات والتفجيرات التي شهدتها الكويت في ديسمبر "كانون الأول" 1983 واستهدفت السفارتين الأميركية والفرنسية ومنشآت كويتية والتي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات وكذلك في مايو "أيار" 1985 عندما استهدف تفجير انتحاري موكب أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي نجا من محاولة اغتياله وأصيب بجروح طفيفة في حين قتل اثنان من حراسه، وكان من بين المتورطين فيها مصطفى بدر الدين "إلياس صعب" صهر عماد مغنية والذي نفذ عملية اختطاف طائرة كويتية "البابرية" في العام 1988 للمطالبة بإطلاق سراحه، حين كانت الطائرة متجهة من بانكوك إلى الكويت وعلى متنها 96 راكبا و15 من أفراد الطاقم عندما تعرضت للخطف وطالب الخاطفون حينها بأن تفرج الكويت عن إلياس صعب. الذي اعتقل في الكويت ضمن مجموعة من 17 شخصا بينهم 12 عراقيا ينتمون لحزب الدعوة الشيعي وخمسة لبنانيين لتورطهم في اعتداءات على أهداف كويتية وسفارات أجنبية في الكويت.
وكان الخاطفون قد توجهوا بالطائرة إلى مطار مشهد الإيراني، حيث مكثت ثلاثة أيام ثم حاولوا الهبوط في مطار بيروت ولما منعوا من ذلك هبطوا في مطار لارتكا بقبرص، حيث مكثوا خمسة أيام قتلوا خلالها اثنين من الركاب هما عبد الله الخالدي وخالد إسماعيل ورموا بجثة أعدهما على مرأى من وسائل الإعلام على أرض المطار قبل أن تتوجه الطائرة إلى الجزائر. وانتهت الأزمة في الجزائر بعد 16 يوما على بدئها بإفراج الخاطفين عن الرهائن مقابل عدم تعرضهم للمحاكمة.
وتؤكد المعلومات ذاتها أن إيران تريد من وراء كل ذلك لحداث حالة البلبلة وعدم الاستقرار بدول الخليج العربية قد تؤجل أو تلغي أي عملية عسكرية أميركية على خلفية ملف إيران النووي.
حزب الله الكويتي وإيران
وعن حقيقة ارتباط حزب الله الكويتي بإيران يقول المنشق الإيراني الدكتور علي نوري زادة من مركز الدراسات الإيرانية العربية بلندن في تصريحات لـ "الوطن العربي" عبر البريد الإلكتروني: إن هناك جهات في إيران، وفي الحرس الثوري الاستخبارات خصوصاً، سبق وأن قامت بتجنيد بعض الفئات الشيعية في البحرين كمنظمة الثورة الإسلامية وكجبهة تحرير البحرين الإسلامية ومثل حزب الله في الكويت.
وأشار إلى أنه كان هناك تياران داخل حزب الله الكويتي في البداية أحدهما وطني والآخر مرتبط بإيران نفسياً وروحياً وجسدياً، وهو الذي انتصر مؤخراً وسيطر على الحزب ويضم رجال دين شيعة يتلقون تعليمات من طهران وقم.
ويؤكد زادة أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التقارب بين حزب الله الكويتي وإيران في ظل مخطط إيراني شامل لإحياء وتنشيط الأقليات الشيعية بالخليج ليكونوا رديفا وطابورا خامساً للنظام الإيراني، وذلك في ظل ضعف التيار الوطني داخل الشيعة العرب بسبب قلة الدعم المقدم لهم، مع قيام إيران بتوفير كل سبل الدعم للتيار التابع لها.
وأعرب زادةعن خشيته إزاء وقوع اضطرابات داخل تلك الدول خلال الفترة المقبلة،خاصة ما يبدو أنه سيطرة للجناح المحافظ على الساحة السياسية بإيران بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهو الأمر الذي يعطي إشارة للمتشددين بقيادة الحرس الثوري على المضي في مخططاتهم إزاء دول المنطقة،خاصة الكويت كحلقة ثانية بعد البحرين التي تأخذ الأولوية نظرا للكثافة الشيعية بها
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=953