المؤامرة الفارسية تستهدف دول مجلس التعاون كافة وأحداث البحرين كانت الشرارة
اختراقات إيرانية لأجهزة ودوائر رسمية ومدنية ومؤسسات إعلامية في دول الخليج
كشفت مصادر أمنية خليجية ل¯"السياسة" مفاصل مهمة من المخطط الايراني الذي كان يستهدف دول الخليج العربية كافة, وليس مملكة البحرين فقط, وقالت: "ان فصلاً مهماً منه يستهدف دولة الكويت وما شبكة التجسس إلا رأس جبل الجليد, إذ كان الهدف احتلال بعض الجزرالكويتية في سياق التدخل البحري الايراني تحت ستار حماية الشيعة في البحرين, واحتلال بعض الجزر الخليجية".
وأضافت المصادر:"إن اجتماع وزراء خارجية دول"مجلس التعاون" الذي عقد امس في الرياض اطلع من وزيري خارجيتي الكويت والبحرين على المعلومات التي وفرتها الأجهزة الأمنية في الدولتين, وكل المخطط التآمري, وفي ضوء ذلك وضعت التوصيات التي ستتحول في المرحلة المقبلة الى قرارات تنفيذية, كما أن دول الخليج ستطلع عليها دول العالم".
وأوضحت المصادر أن "تنفيذ المخطط بدأ منذ أشهر عدة, وكانت الفوضى واعمال الشغب التي شهدتها البحرين بداية السيناريو العدواني الهادف الى اثارة زعزعة الجبهة الداخلية البحرينية, وكان مخطط لها أن تستمر ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تكون خلالها كل محطات التلفزة الفضائية الايرانية ووسائل اعلام عربية ودولية أخرى قد أظهرت ان ما يجري هو ابادة للشيعة في المملكة, من خلال اعمال قتل مصطنعة يمارسها عملاء ايران ضد المتظاهرين الذين تبينهم تلك الوسائل انهم الشيعة كلهم, ومحاولة اقناع العالم بأن ما يجري هو ممارسة تفرقة عنصرية ودينية ضد فئة من الفئات ترتكبها الحكومة البحرينية وآل خليفة, لتبرير طلب حماية ايرانية من بعض "البرامكة الجدد" في البحرين, فتسارع قوات الحرس الثوري الايراني الى فرض حصار بحري على المملكة ودول الخليج واحتلال بعض الجزر لفرض امر واقع جديد في المنطقة".
وقالت:"إن هذا المخطط فشل بعد ان وضعت القيادة السياسية البحرينية الحقائق والمعلومات امام العالم اجمع عموما والدول الكبرى والاتحاد الاوروبي, ومنظمات حقوق الانسان, ما ادى الى تفهم الموقف والاجراءات البحرينية, وخصوصا الاستعانة بقوات درع الجزيرة لحماية المملكة من التدخل الفارسي".
وكشفت المصادر الأمنية عن"أن الدول الكبرى تفهمت حقيقة الوضع الديموغرافي في البحرين, وأن الشيعة ليسوا أغلبية كما تحاول ايران وبعض المرتبطين بها تصوير الأمر, وأن ما يجري ليس صراعا مذهبيا جراء محاولة تغيير الميزان الديموغرافي لحرمان الأكثرية من حقوقها السياسية الطبيعية, بل إن هذا الحديث ليس صحيحا على الاطلاق, وأن التجنيس ليس لأهداف سياسية إنما يستند الى القانون, وهو أمر سيادي لايحق لاي كان التدخل به".
وعلقت المصادر على ذلك بالقول: "في ثمانينات القرن الماضي منحت السلطات البحرينية جنسيات للعديد من المواطنين من أصول ايرانية, ويومذاك لم يعترض لا السنة ولا الشيعة العرب على ذلك, وبقي بعض هؤلاء المتجنسين الجدد على ولائه لفارس, وهذا ما اتضح في الآونة الأخيرة حين عمد العديد منهم الى افتعال الفوضى بناء على أوامر صادرة اليهم من طهران". هذا الامر -وفقا للمصادر الامنية- "ليس بالصورة المكبرة جدا التي يحاول البعض تصويره بها, وبخاصة بعض المعارضين الشيعة الذين هم من اصول ايرانية او ان ولاءهم للمرجعية الايرانية".
في السياق نفسه قالت المصادر الأمنية الخليجية:" ان كل هذه الحقائق وضعت ايضا امام وزراء خارجية"التعاون", بالاضافة الى المعلومات عن اختراقات ايرانية لأجهزة ومؤسسات رسمية ومدنية في دول الخليج, بالاضافة الى المؤسسات الاعلامية التي تضم عشرات من الصحافيين الموالين أو المرتبطين بايران, والذين حاولوا بعد دخول قوات درع الجزيرة الى البحرين تصوير الامر على غير حقيقته وتهويله ومحاولة اشاعة احتلال للبحرين".
في هذا الشأن أكدت المصادر أن "الاتجاه الآن في كل دول "مجلس التعاون" الى خفض العمالة الايرانية, وبخاصة العاملين منهم في مجال توزيع المواد الغذائية, لأن هؤلاء في البحرين حاولوا الضغط على الحكومة عبر اقفال متاجرهم والامتناع عن توزيع المواد الغذائية على الناس تماشيا مع المخطط الفوضوي, وهو من أشد الأمور خطورة على الأمن الاجتماعي".
واخطر ما كشفته المصادر الأمنية "أن نحو ألفي شخص من المشتبه بأنهم اعضاء في الحرس الثوري الايراني دخلوا تسللا وبطرق غير مشروعة إلى دول المجلس, ومن دون معرفة أجهزتها الامنية, كما أن هناك متنفذين من الشيعة اللبنانيين سيجري ابعادهم الى وطنهم لارتباطهم بالمخطط الايراني".
وفي الشأن ذاته كشف ديبلوماسي خليجي رفيع المستوى ل¯ "السياسة" أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اتفقوا خلال الاجتماع الاستثنائي الذي عقد أمس في الرياض على ايفاد مبعوث خليجي إلى طهران لتسليم القيادة الايرانية رسالة خليجية موحدة تتضمن "احتجاجا شديد اللهجة على السلوك الايراني وما انطوى عليه من تدخل سافر في شؤون دول مجلس التعاون وتآمر على أمنها واستقرارها ووحدة شعوبها وتعريض السلم الأهلي فيها للخطر".
وتوقع الديبلوماسي الخليجي أن ينقل الرسالة إما وزير خارجية قطر أو نظيره في سلطنة عمان من دون أن يكشف النقاب عن موعد توجه أيهما إلى طهران. وقال: إن "الرسالة ستحمل دعوة صريحة ومحددة لوقف العبث واللعب بأمن واستقرار دول مجلس التعاون, الذي لم يعد الحديث عنه مجرد تكهنات بعدما تأكد حدوثه بالحقائق الدامغة والأدلة الساطعة في أكثر من دولة على نحو لم يعد يجدي معه محاولات الانكار و النفي التي يقوم بها المسؤولون الايرانيون".
وألمح الى وجود توجه لابلاغ طهران بابعاد بعض الديبلوماسيين الايرانيين العاملين في بعض سفاراتها في الدول الست وخاصة في البحرين والكويت وتقليص التمثيل الديبلوماسي الايراني في عواصم هذه الدول العربية بعدما توصلت الأجهزة الامنية فيها الى تورط عناصر استخباراتية ايرانية كبيرة تعمل في هذه الدولة مستغلة الحصانة الديبلوماسية, الامر الذي بات يشكل هاجسا امنيا لدى الدول الخليجية لا يمكن معه السماح باستمرار بقاء هذه العناصر على اراضيها.
وأشار المصدر في الوقت ذاته الى ان وزراء خارجية "التعاون" اتفقوا كذلك على توحيد الخطاب السياسي الخارجي سواء ذلك الموجه الى طهران او المتعلق بقضايا ايران في اى مباحثات او مشاورات مع الاطراف الدولية المختلفة, لافتا الى ان هذا الامر يشمل بطبيعة الحال قضية التسلح الايراني وملف البرنامج النووي اللذين سيطرحان على القمة الخليجية المقبلة.
http://www.al-seyassah.com/AtricleVi...6/Default.aspx