كانت ليبيا تحتل شريط اوزو منذ سنة 1973 وبعد ذلك تقدمت واحتلت شمال تشاد
في نهاية السبعينيات بغية تامين الحدود الليبية ومساعة الحركة الثورية
التشادية (فرولينا ) ضد نظام الرئيس تولمباي . لكن بعد وصول حركة فرولينا
الى الحكم في تشاد وقع انقسام خطير داخل الجبهة نتج عنه قتال بين حسين هبري
قائد القوات المسلحة الشمالية وكوكني وداي قائد القوات المسلحة الشعبية
نتيجة الموقف من وجود القوات الليبية في شمال تشاد وما تبع ذلك من استنجاد
كوكني وداي الذي طرد من العاصمة انجامينا بالقوات الليبية ضد عدوه حسين
هبري المدعوم بالقوات الفرنسية فما كان من القوات الليبية ان القامت بهجوم
بري وجوي كبير على قوات هبري وهذا ما يعرف بالمرحلة الاولى من الحرب
1_
المرحلة الاولى مرحلة الاجتياح :في عام 1983 قامت القوات الليبية بالتحرك
نحو العاصمة التشادية من ثلاث محاور خرجت الاولى من مدينة ابشة والثانية من
مدينة فيايالارجور والثالثة من فادا وهاجمت قوات هبري التي تقهقرت نحو
العاصمة التي تعرضت لقصف جوي عنيف حيث انسحبت قوات هبري وما يوجد معها من
الحامية الفرنسية الي مياتو ومساقط وبعد ذلك تجاوزت النهر ودخلت الى
الكاميرون وسيطرت القوات الليبية على العاصمة وتم تنصيب كوكني وداي رئيس
للجمهورية بعد اقل من شهر من القتال للقوات الليبية واقل خسائر ممكنة حيث
لم تتجاوز
250 قتيل و300 جريح بينما تكبدت قوات هبري اكثر من 3000 حيث
حققت القوات الليبية انتصارا مهم في ارض غريبة وخطوط امداد بعيدة جدا وظروف
صعبة في ارض نائية وباقل خسائر . ثم عادت القوات الليبية الى ارض الوطن
وقواعدها في شمال تشاد بعد الخلاف مع كوكني وداي الذي وقع في فخ نصبته له
فرنسا عندما اقنعته بان يطلب من القوات الليبية الانسحاب حيث انسحبت
الاخيرة في اقل من اسبوع تاركتا كوكني وحده في مواجه قوات هبري والقوات
الفرنسية حيث هرب الى الجزائر وقامت الامم المتحدة بانشاء الخط الاحمر
الفاصل بين شمال تشاد حيث القوات الليبية وجنوبه حيث هبري والقوات الفرنسية
استمر الوضع الى ماهو عليه حيث اهملت القيادة الليبية شؤون الجيش في
تشاد حيث عاني جنوده من انعدام الروح المعنوية بعد بقائهم لاكثر من 4 سنوات
في ظروف سيئة واهمال كامل لشؤونهم وهم في ارض غريبة حيث اقدم بعضهم على
الانتحار والباقي هام في الصحراء وبعد ذلك بدات المرحلة الثانية من الحرب
2_
المرحلة الثانية _ في سنة 1987 قامت قوات هبري والقوات الفرنسية بخرق خط
الاهدنة او مايسمى بالخط الاحمر وهاجمت فجاة القاعدة الليبية في وادي الدوم
بعد هجوم جوي وبري كاسح حيث فقدت القوات الليبية القاعدة بعد قتلا عنيف
راح ضحيته 1200 جندي ليبي قتيل وتدمير 300 دبابة ومدرعة ليبية واسر 250
ليبي منبينهم قائد المنطقة كما قامت القوات الليبية بالانسحاب من مدينة
فايالارجور المهددة بالحصار بعد ان قامت بقصف القاعدة في وادي الدوم بغية
تدمير المعدات التي تركتها هناك بعد ذلك تقدمت القوات التشادية والفرنسية
وهاجمت قرية اوزو واحتلتها وطردت منها القوات الليبية . حيث تفطنت القيادة
الليبية الي خطورة الموقف وقامت بهجوم بري وجوي كاسح على اوزو حيث اعادت
السيطرة عليها ودمرت القوات المعادية هناك بعد تنفيذ خطة هجومية غاية في
الروعة حيث تم قتل اكثر من 1100 جندي تشادي و150 جندي فرنسي بينهم 8 ضباط
لكن حدث ان تسللت القوات التشادية الى الاراضي الليبية وهاجمت قاعدة معطن
السارة حيث قتل اكثر من 1700 جندي ليبي وفقدان اكثر من 200 دبابة ومدرعة
واسر اكثر من 400 جندي وانسحبت منها مباشرة لعدم قدرتها على الاحتفاظ بها
وبعد ذلك تدخلت الامم المتحدة واعلنت وقف اطلاق النار وتم رفع القضية الى
مجلس الامن