حرب المائة عام عبارة عن صراع طويل بين فرنسا وإنجلترا، وقد دام
116 سنةَ مِنْ 1337 إلى 1453. إدّعى الملوكُ الإنجليزُ العرشُ الفرنسيُ
وكافحوا من أجله. هذه الحرب قوطعتْ بعِدّة فترات طويلة مِنْ السلامِ قَبْلَ
أَنْ تنتهي بطردِ الإنجليزِ مِنْ فرنسا، باستثناء كاليه.وكانت الحرب سلسلة
من النزاعاتِ ومقسمةُ إلى ثلاثة مراحلِ:
- الحرب الإدواردية (1337-1360)
- حرب كارولين (1369-1389)
- حرب لانكاستريان (1415-1429)
والهبوط البطيئ للحظوظ الإنجليزيةِ بعد ظهورِ جوان.اما بالنسبة لتعبير
"حرب المائة عام" فقد كَان تعبيرا تأريخيا اصطلح لاحقاً مِن قِبل المؤرخين
لوَصْف سلسلةِ الأحداثِ. تَستمد الحربُ أهميتُها التأريخيةُ إلى عدد مِنْ
العواملِ. مع ذلك كانت أساساً نزاع ما بين السلالات الحاكمة، ولقد ساعدتْ
الحربَ على تَطوير الشعور الوطني لكل من الفرنسيين والإنجليز. وكانت مقدمةَ
للأسلحةِ والوسائلِ الجديدةِ، التي غيّرت النظامَ الأقدمَ للجيوشِ
الإقطاعيةِ والذي كان يسيطرَ عليه سلاحِ الفرسان الثقيلِ. والذي كان يعتبر
الجيوش الدائمية الأولى في أوروبا الغربية منذ زمن الإمبراطورية الرومانية،
لذا تغير دور طبقةِ الفلاحين. كُلّ هذا، بالإضافة إلى المدّة الطويلةِ،
جعل المؤرخين يعتبرونها في أغلب الأحيان كأحد النزاعاتَ الأهمَّ في تأريخِ
الحروبِ في القرون الوسطى.
تعدى تأثير هذه الحرب إلي ممالك ودوقيات مجاورة، وتعتبر تلك الحرب أطول
الحروب الأوروبية وتعتبر تلك الفترة التي امتدت بها الحرب نهاية للعصور
الوسطى وبداية للعصور الحديثة. حيث كانت إنجلترا وفرنسا تحت حكم أنظمة
ملكية تقلبت بين القوة والضعف ففى فرنسا كانت الملكية تعانى من قلة الموارد
والصراع بين النبلاء والإقطاعيين ورجال الدين وعامة الشعب ويتفاوت هذا
الصراع ويتباين بالنظر إلي حال الجالس على العرش، وقد حكم فرنسا خلال حرب
المائة عام خمسة ملوك أهمهم
فيليب السادسوشارل الخامس حتى شارل
السابع وأعتمدت فرنسا على الضرائب المختلفة وفى الحكم على مجلس الدولة
وأعوانه ومجلس طبقات الأمة. ولم تختلف أنجلترا عن ذلك كثيرا فقد أعتمدت علي
الزراعة وتربية الأغنام وتجارة الصوف وكانت إنجلترا تابعة لملك فرنسا،
وحكم أنجلترا من الملوك أثناء الحرب خمسة هم
إدوارد الثالث وريتشارد الثاني وهنري الرابع حتى هنري السادس وعانى ملوك أنجلترا من كثير من المشاكل الداخلية في العلاقات مع أسكتلندا
وأيرلندا وتنظيم الدخل والعلاقات مع النبلاء والأقطاعيينورجال الدين.