التطوير
كان أول جيل من طائرات
الميج شبيها بتصاميم الطائرات
الألمانية النفاثة التي صممت في أواخر
الحرب العالمية الثانية، بدءا بطائرات
الميج-15 والميج-17 والطائرة
الفوق صوتية الميج-19 صمم المهندسون السوفييت عددا من الطائرات القادرة على الطيران بسرعة
ماخ 2 وتعتمد على نظرية سحب الهواء من مقدمة الطائرة ونظرتين للأجنحة، أما اجنحة عادية (مرتدة للوراء) أو على شكل حرف
دلتا Δ (
جناح دلتا)، ومن كل هذه التصاميم، كانت الميج-21 أكثرها نجاحا على الإطلاق.
قمرة القيادة في الميج-21.
طارت أول نسخة تجريبية E-5 Prototype لأول مرة عام
1955 وظهرت للعلن لأول مرة في يوم الطيران السوفييتى في مطار توشينو في
1956. وأول نسخة اجنحتها على شكل حرف
دلتا (
أجنحة دلتا هي الطراز التجريبي من الطائرة إيه-4 طارت في
14 يونيو 1956 ودخلت خطوط الإنتاج في اوئل عام
1959.
بتطبيق نظرية
أجنحة دلتا، كانت الميج-21 هي أول طائرة سوفييتية ناجحة تجمع بين خصائص الطائرة المقاتلة والطائرة الاعتراضية في طائرة واحدة، وكانت خفيفة الوزن وتحقق سرعة 2 ماخ باستخدام محرك بسيط نسبيا ولذلك فهي تقارن
بالإف 104 ستار فايتر وداسولت ميراج الثالثة.
عندما دخلت الميج-21 الخدمة في البداية، واجهت عدة مشاكل منها: أن النسخة الأولى لصواريخ الجو-جو الخاصة بها
فيمبل كيه-13 Vympel K-13 (
اسم الناتو: اتول AA-2 Atoll) لم تكن ناجحة في المعارك كما أن موجه الرشاشات البصرى كان يخلع ويسقط من مكانه في المناورات العالية مما جعل النسخة الأولى من الميج-21 طائرة غير فعالة، لكن هذه المشكلات تغلب عليها، وأثبتت الميج-21 كفاءتها في
حروب الشرق الأوسط وحرب فييتنام كما أن النسخ التي تلت هذه الحروب ضمت تعديلات في التصميم للاستفادة من دروس هذه الحروب.
تاريخ الميج-21 القتالي الشرق الأقصىاكتسبت الميج-21 سمعة خلال
حرب فييتنام والتي شهدت خلالها الميج-21 عدة معارك جوية وكانت وقتها من أحدث الطائرات ولكن كثيرا من أفضل طياري
فيتنام الشمالية كانوا يفضلون
الميج-17 عليها لأنها كانت تناور بصورة أفضل إلى حد ما نظرا لخفة وزن أجنحتها مقارنة بالميج-21، ومع أن الميج-21 كانت تفتقد إلى
رادار بعيد المدى
والصواريخ والقدرة على تخزين القنابل الثقيلة بالمقارنة بمثيلاتها الأمريكية لكنها أثبتت تحديا لها في أيدى الطيارين المدربين وقد أدت خسائر الأمريكيين في بداية حرب فييتنام أمام طائرات الميج-21 الأصغر والأكثر مناورة إلى تغيير طرق تدريبهم وسياسات القتال الجوى والتي أدخلت طائرات
كالإيه-4 سكاى هوك والإف-5 تايجر الثانية لمجاراة قدرات الميج-21 على المناورة.
في
27 ديسمبر 1972 استطاعت طائرة ميج-21 من إسقاط طائرة
بي-52 ستراتوفورتريس القاذفة الاستراتيجية الشهيرة وهي الحادثة الوحيدة التي تسقط فيها هذه الطائرة حتى الآن. كان الطائرة بي-52 تدور فوق
هانوي عاصمة فيتنام الشمالية وتقوم بعمليات قصف، خلال هذه العملية أسقطت الطائرة بي 52 طائرتى ميج-21، ثم أسقطت هي نفسها.
خلال
حرب فييتنام من يوم 26 أبريل 1968 حتى 8 يناير 1973 ادعى الأمريكيون أنهم اسقطوا 68 طائرة ميج-21 بواسطة طائراتهم نوع
إف - 4 فانتوم الثانية وإيه-4 سكاي هوك. بينما قال الفييتناميون انهم أسقطوا أكثر من 150 طائرة أمريكية مختلفة بطائرات الميج-21.
الشرق الأوسط طائرة ميج-21 مصرية
استخدمت الميج-21 أيضا بكثافة خلال
حروب الشرق الأوسط في الستينات والسبعينات بواسطة
القوات الجوية المصرية،
والسورية والعراقية والليبية في مواجهة
القوات الجوية الإسرائيلية، التي استخدمت الطائرات المتفوقة والأحدث بجيل كامل
إف - 4 فانتوم الثانية،
وإيه-4 سكاي هوك الأمريكيتين، وطائرات
ميراج الثالثة الفرنسية. ورغم ذلك استطاعت الميج-21 إحراز عدة انتصارات جوية أشهرها في
حرب 1973 وخصوصاً في
معركة المنصورة الجوية.
[2] التي وقعت يوم
14 أكتوبر 1973 والتي استطاعت خلالها حوالي 65 طائرة ميج-21 أمام 160 طائرة إسرائيلية من أنواع
إف-4 فانتوم الثانية وإيه-4 سكاي هوك إسقاط من 15-17 طائرة إسرائيلية مقابل سقوط 6 طائرات ميج-21 ثلاث منها ثلاث بنيران العدو وثلاث أخرى نتيجة لفراغ الوقود منها. في بداية الثمانينات حصلت
إسرائيل على طائرات
إف - 16 وإف - 15 فتعدت الميج-21 بمراحل.
كما استخدمت الميج-21 في المراحل الأولى في
الغزو السوفييتى لأفغانستان عام
1979.
شبه القارة الهنديةكانت
الهند من أكبر مستخدمي طائرة الميج-21 منذ استخدامها لأول مرة في
الحرب الهندية الباكستانية في عام 1971 بنتائج جيدة، وقد شهدت هذه الحرب أيضا أول معركة جوية بين طائرتين نفاثتين في شبه القارة، عندما اسقطت طائرة ميج-21 هندية طائرة باكستانية من نوع
104 ستار فايتر.
[3]. لعبت الميج-21 دورا هاما في هذه الحرب وامنت
التفوق الجوى الهندى على
باكستان مما أدى إلى هزيمتها في أقل من اسبوعين.
ظلت الهند تستخدم طائرات الميج-21 حتى
حرب الكرجيل في
كشمير امام
باكستان أيضا عام
1999 بنتائج متباينة. وفي نفس العام بعد تلك الحرب بشهر واحد اسقطت طائرتين ميج-21 طائرة استطلاع باكستانية من نوع "اتلانتيك" على الحدود بين الهند وباكستان وسط اتهامات بين البلدين عن المتسبب في الحادثة (التي اطلق عليها
حادثة أتلانتيك) التي أدت إلى مقتل 16 شخصا كانوا على متنها. قامت الهند بعدة تعديلات على الميج-21 وأطلقت عليها اسم ميج-21 بايسون.
يوغوسلافيا السابقةخلال الأعوام من
1991-
1995، استخدم
الجيش اليوغوسلافي والقوات الصربية الميج-21 إم (تقريبا مائة طائرة أى ما يقرب من ثلث القوات الجوية) في حرب سلوفينيا، حرب التحرير الكرواتية،
حرب البوسنة وأخيرا خلال
قصف الناتو ليوغوسلافيا عام 1999. فيما عدا تدخل
الناتو، لم يكن للطائرة أية منافسين واستخدمت أساسا للهجوم الأرضي. أسقطت طائرة ميج-21 يقودها طيار صربي اسمه "إمير سيسيك"
مروحية تابعة
للأمم المتحدة لدخولها المجال الجوي
اليوغوسلافى بدون إذن أو إعلان.
أشارت التقارير إلى أن 6 طائرات ميج-21 قد أسقطوا بواسطة المدفعية المضادة للطائرات في
كرواتيا والبوسنة.
[4] كما دمرت طائرات
الناتو 24 طائرة ميج-21 على الأرض.
[4] كما هرب ثلاث طيارين من القوات الجوية اليوغوسلافية إلى
كرواتيا بطائراتهم عام
1992، فقدت كرواتيا منهم واحدة للدفاعات الأرضية
الصربية وأخرى سقطت نتيجة للنيران الصديقة.
[5] في عام
1993 أشترت كرواتيا حوالي 40 طائرة ميج-21 في خرق لحظر توريد السلاح.
[5] لكن 20 طائرة فقط دخلت في الخدمة.
[5] أستخدمت
كرواتيا هذه الطائرات في بعض الهجمات الأرضية كما حاولت اثنتان أن تعترضا طائرة جيه-22 التابعة
للقوات الجوية البوسنية لكن لم يسفر الأمر إلا عن بعض المناورات وانتهى كذلك.
عيوب ومميزات الميج-21ككثير من
الطائرات الاعتراضية، كان مدى الميج-21 قصيرا، كما كان بها عيبا تصميميا حيث كان
مركز الثقل يرجع إلى مؤخرة الطائرة قليلا إذا استهلك ثلثى
الوقود كان هذا يؤدى على عدم التحكم في الطائرة مما أدى في النهاية إلى عدم كفاءة الطائرة في الجو بحالة مناسبة أكثر من 45 دقيقة.
مع ان تصميم
الأجنحة دلتا كان ممتازا
لطائرة اعتراضية سريعة الصعود، إلا انه كان يسبب فقد جزء كبير من السرعة عند الانحراف في القتال، ومع ذلك، فعندما حملت الطائرة ب 50 % من الوقود وصاروخين
فيمبل كيه 13 (
اسم الناتو: اتول AA-2 Atoll) جو-جو كانت تستطيع تحقيق
معدل صعود 17.670 متر / دقيقة (295 متر / ثانية) وهو رقم ليس بعيدا عن ما تحققة
الأف 16 الأحدث بجيل كامل. بوضعها بين أيدى الطيارين المدربين، اثبتت-الميج 21 نفسها وكفائتها امام طائرات أكثر تطورا.
استبدلت الميج-21 بالطائرات الأحدث
الميج-23 والميج-27 في مهام
للهجوم الأرضى في
القوات الجوية السوفيتية، لكنها ظلت في مهام
الطائرة الاعتراضية لكفاءتها العالية في المناورات حتى دخول
الميج-29 الخدمة لتواجه المقاتلات الأمريكية الأحدث.