بعد عام سينعقد مؤتمر ما يسمى بـ(المجمع العالمي لأهل البيت)؛ ليناقش نتائج عمل أربع سنوات بعد المؤتمر الماضي قبل 3 سنوات، والذي انعقد في طهران، وصدر عنه ما يلي:
1- إنشاء وإقامة المساجد، والمراكز الدينية مثل الحسينيات بصفتها مراكز تجمع عشّاق أهل البيت، وإقامة المراكز الثقافية، ورياض الأطفال، والمدارس، والحوزات العلمية، والمستوصفات، بالإضافة للملاعب الرياضية، وعلى سبيل المثال فقد تم إنشاء مسجد الإمام علي t في بانكوك، ومسجد إمام الزمان في مقاطعة (سين كيانغ تشين) في الصين، وحسينية فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- في سنغافورة، ومسجد الزهراء -رضي الله عنها- في مدغشقر، ومسجد وحسينية الزهراء -رضي الله عنها- في تونس، ومسجد المصطفى في جنوب إفريقيا، ومسجد الإمام علي t في قرغيزيا، ومسجد الإمام علي t في أفغانستان، ومدرسة الإمام الباقر في منطقة هيلمند في أفغانستان، وجامع غلغيت في الباكستان، والقسم الداخلي لمدرسة الإمام الباقر في منطقة كشمير، والقسم الداخلي لحوزة فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- العلمية في الباكستان!
2- تأسيس جمعيات محلية في الدول (المناسبة)! من الناحية السياسية والاجتماعية.
3- إقامة المخيمات الثقافية والتعليمية؛ للتعرف على الثقافة الإيرانية الإسلامية، وزيارة مختلف المراكز العلمية، والثقافية، والدينية، والسياحية، حيث تم إقامة 20 مخيمًا ثقافيًّا لحوالي 1000 شخصية من جمهورية أذربيجان وماليزيا، ومدغشقر، والباكستان، وبريطانيا، والبحرين، والسعودية، وألمانيا وبلجيكا، وهولندا، وكينيا، ودولة الإمارات، وتركيا.
4- تقديم الدعم للتجمعات الشيعية، والمنظمات المدنية المدافعة عن حقوق الشيعة، وإجراء دراسات شاملة عن وضع الشيعة في مختلف أنحاء العالم، والاهتمام بمشاكلهم بما فيهم أولئك في العراق، وتونس، والمغرب، وتنزانيا، والنيجر، وبوركينا فاسو، وغينيا كوناكري، وجزر القمر، ومدغشقر، والسودان، والجزائر، وسيراليون، وكينيا!
5- تأسيس لجنة تتألف من 70 شخصية من أعضاء الجمعية العامة، والناشطين الشيعة، والمسئولين من منظمات حقوق الإنسان، بالإضافة إلى المتطوعين والحقوقيين؛ وذلك بهدف الدفاع عن حقوق كافة الشيعة في مختلف أنحاء العالم، وإيصال صوتهم إلى منظمة الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، ومحكمة العدل الدولية!
6- تأسيس الجمعية العامة للنساء المنتمين لأهل البيت، والتخطيط لإقامة فروع للجمعية في الدول المختلفة، وقامت هذه الجمعية حتى الآن بإقامة العديد من الاحتفالات، والمناسبات، ومراسم العزاء، والمؤتمرات في داخل وخارج البلاد؛ وكل ذلك بهدف تعزيز الصحوة لدى المرأة المسلمة والأطفال والناشئة!
7- القيام بإصدار ونشر 434 كتاب، لتنمية النشاط الفكري للناشئة، والشباب للتعرف على مبادئ المذهب الشيعي وعشاق أهل البيت، وإرسال نصف مليون كتاب إلى 24 دولة، وتتضمن كتب مثل المصحف الشريف، ونهج البلاغة، والصحيفة السجادية، وتاريخ الإسلام، وأفكار الإمام الراحل (الخميني)، بالإضافة إلى كتب الأدعية والزيارات، وتعليم الصلاة للأطفال، كما تم إنشاء حوالي 400 مكتبة في مختلف أنحاء البلاد، وأكثر من 600 مكتبة في العراق، بالإضافة إلى العديد من المكتبات في أفغانستان وأنحاء أخرى من العالم.
8- إقامة العديد من الاجتماعات، والندوات، ومراسم تكريم العديد من الشخصيات العلمية، والدينية الشيعية؛ بهدف تعزيز المعتقدات والشعائر الإسلامية، حيث تم استضافة أكثر من 2000 طالب من باكستان، وألمانيا، وأذربيجان في دورات تعليمية في إيران للعمل كمبلغين في بلدانهم!
9- افتتاح مواقع إلكترونية، وغرف دردشة باللغتين العربية والإنجليزية؛ بهدف التعرف على الثقافة والمذهب الشيعي، والرد على الشبهات ضدهم، بالإضافة إلى افتتاح مركز التعليم العالي لمذهب أهل البيت؛ بهدف تربية الكوادر اللازمة التي تعمل للترويج للمذهب الشيعي في مختلف أنحاء العالم!
10- تشكيل لجنة إعلامية فنية بهدف وضع التمهيدات اللازمة لافتتاح قناة الثقلين الفضائية -الآن تم إنشاء قنوات عديدة- وهي قناة شيعية، وسيكون مقرها المركزي في طهران، وتبث عبر الأقمار الصناعية لكافة أنحاء العالم، وتبلغ كلفة المشروع 30 مليون دولار يتحمل المجمع العالمي نسبة 50% من التكلفة، والبقية يتطوع بها الخيِّرون!
11- التمهيد لإقامة اتحادات للصحفيين، والحقوقيين، والأطباء، والمؤلفين، والفنانين الذين ينتمون لأهل البيت!
وقد شارك أكثر من 600 شخصية شيعية في الجمعية العمومية لهذا التجمُّع، وقد قدموا من أكثر من 110 بلد، وصدر عنه:
تشكيل خمس لجان: لجنة الشئون الثقافية والاجتماعية، لجنة الشئون الاقتصادية، لجنة الشئون السياسية والحقوقية، وكذلك لجنة خاصة بشئون العراق ولبنان، ولجنة شئون المرأة ودورها في المجتمع.
وهذا النشاط ليس سوى جزءٍ يسير من مشروع التمدد الإيراني الذي ينفق عليه المليارات، ولو على حساب مصالح الشعب الإيراني في الداخل.
ومن أوضح الأمثلة على نتاج مثل هذه المشاريع الخطيرة، ما يجري في الكويت من انتشار لمؤسسات إعلامية، وتجمعات شيعيّة، وأنشطة محمومة لا تتوقف كلُّها مرتبطة بالسفارة الإيرانية.
ومنها ما أثير طرف يسير عنه في وسائل إعلام كويتية محلية، عن شبكة تجسس تابعة للحرس الثوري الإيراني، اكتُشف أول خيوطها في تورط وزير بحريني فيها، ثم تطوّر الأمر إلى افتضاح امتداد لهذه الشبكة في الكويت، وظهر في التحقيقات أنَّها مكلفة بمخطط تخريبي كبير يشمل اغتيالات سياسية، وأنَّ لها مثيلات في دول الخليج، وأنها ترتبط كلُّها بالحرس الثوري الإيراني في ضمن المخطط الإيراني التوسعي الذي ألقينا الضوء على بعض مشاريعه آنفًا في سرد قرارات أحد تجمعاته (وهو المجمع العالمي لأهل البيت).
والخطة التي تجري في الكويت، هي شبه استنساخ لخطة الاستيلاء الإيراني على البحرين، وننوه هنا إلى كتاب مهم جدًّا للدكتور هادف الشمري بعنوان (الخطة الخمسينية وإسقاطاتها على مملكة البحرين)، حيث كشف عن الخطوات التي تم تحقيقها في البحرين من الخطة الخمينيّة للتوسع الإيراني على العالم الإسلامي.
وسننقل من هذا الكتاب نقول مهمَّة، جازمين أنَّ كل من يقرؤها من أهل الكويت سيتبين له التشابه العجيب بين خطة شيعة الكويت لضمها إلى إيران، ونظيرتها في البحرين:
وإليكم بعض النقول بتصرف يسير: "نصّت الخطة على أن تصدير الثورة على رأس الأولويات، ولتحقيق هذا الهدف، تأسّست عدة أحزاب في الخارج تابعة للنظام الإيراني... وفي البحرين، تم التوجيه لهادي المدرسي بتكوين (الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين) ومقرها طهران".
"وقد سعت الجبهة منذ بدايتها لإسقاط حكم آل خليفة (السني)، وإقامة نظام شيعي موافق للنظام الإيراني، ثم سلخ هذا البلد عن محيطه الخليجي، وربطه بالجمهورية الإيرانية".
"طالب صادق روحاني بضم البحرين إلى إيران في صيف عام 1979م، وهذه المطالبة من أحد قادة النظام الإيراني كانت بمنزلة الإعلان عن بداية المدّ الشيعي في البحرين، وقد تبعها حوادث شغب، عمّت العاصمة المنامة وغيرها، ومنذ ذلك الوقت تعددت في البحرين محاولات الانقلاب، وحوادث الشغب، والتخريب التي تراق فيها الدماء، وتدمر فيها المرافق العامة، وتشل الحركة الاقتصادية".
"في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي تم إنشاء (حزب الله البحريني) ليكون الجناح العسكري للجبهة، وقد قام هذا الحزب بأعمال خطيرة، ومن أبرز قادته في الماضي والحاضر: علي سلمان، أمين عام جمعية الوفاق، ومحمد علي محفوظ، وسعيد الشهابي، وحسن مشيمع، أمين عام حركة (حق) غير المرخصة، ومنصور الجمري، رئيس تحرير صحيفة الوسط، وعبد الوهاب حسين، ومجيد العلوي، وزير العمل الحالي، وعلي العريبي، القاضي بالمحكمة الجعفرية الكبرى".
"نصّت الخطة الإيرانية الخمسينية على أن حكومة إيران حكومة مذهبية، تأخذ على عاتقها نشر التشيع، وتشييع المنطقة، وقد عملت إيران على تحقيق هذا الهدف من خلال سفاراتها في الخارج، ومن خلال المراكز الثقافية التابعة لها، ومن خلال المكتبات الشيعية ومعارض الكتاب الإقليمية والدولية".
"وفي البحرين فإنه لا تخلو مدينة أو قرية، إلاّ يوجد بها عدد من المكتبات الشيعية مثل (فخراوي، الماحوزي، العرفان، الريف، أهل البيت)، إضافة إلى المشاركة الشيعية النشطة في معارض الكتاب".
"وإضافة إلى الكتب والمكتبات والمعارض، فقد بادر الشيعة في البحرين مستغلين تساهل الحكومة، إلى إقامة المآتم والحسينيات حتى بلغ عددها في سنة 2007م -بحسب ما هو مسجل رسميًّا- 1122 مأتمًا وحسينية، في مقابل 500 مسجد لأهل السنة، كما سمحت الدولة لهم بإظهار شعائرهم الدينية في شهر محرم وعرضها في التلفزيون، حتى صار تلفزيون البحرين الرسمي في التاسع والعاشر من محرم، تلفزيونًا شيعيًّا صرفًا".
"من جملة ما دعت إليه الخطة التآمرية أن يمتلك الشيعة السلاح والقوة، باعتبار أن القوة هي إحدى الأسس التي تبنى عليها الدولة، وشيعة البحرين يقيمون منذ سبعينيات القرن المنصرم المعسكرات التدريبية في مزارعهم وحسينياتهم على استخدام السلاح بأنواعه المختلفة، كما أن إيران فتحت أراضيها ومعسكراتها لتدريبهم، وقد تدرّب منهم الآلاف".
"وبين الحين والآخر، تكتشف المخابرات البحرينية مخابئ للأسلحة في مناطق وقرى الشيعة، تلك الأسلحة التي يتم إنزال بعضها في القرى الساحلية الشيعية من خلال البواخر والقوارب الإيرانية".
"إنَّ امتلاك شيعة البحرين للسلاح والتدرب عليه، جعل المجتمع الشيعي في البحرين مجتمعًا شبه عسكري، ينتظر (يوم الحسم والمفاصلة)، وما يزيد الأمر خطورة أنَّ شيعة البحرين استعملوا السلاح ضد بلدهم مرات عديدة".
"دعت الخطة العملاء إلى شراء الأراضي والبيوت، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة وإمكانياتها لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت، ويزيدوا عدد السكان، وقد جاء في الخطة القول: ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100% من السُّنَّة، حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية إليها، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكنى والعمل والتجارة".
"وفي شهر سبتمبر/ أيلول سنة 2006م، اكتشفت الحكومة قضية سعي الشيعة من ذوي الأصول الإيرانية إلى شراء مناطق، وأحياء بأكملها في مدينة المحرق، من خلال تمويل مالي بأقساط ميسرة، قُدم للشيعة من خلال أحد البنوك الإيرانية".
وذكر المؤلف أن تحرك الدولة تجاه هذه القضية جاء متأخرًا، بعد أن سيطر الشيعة على أحياء لم تزل تعرف بأنها سُنِّية، مثل حي (البنعلي)، وحي (أبو ماهر) في المحرق، واشتروا الأراضي والمنازل بكثافة في بعض أحياء المنامة، مثل: الحورة، والقضيبية، والذواودة، إلى أن أصدرت الحكومة قرارًا بمنع بيع وشراء هذه المناطق إلاَّ لأهلها، الأمر الذي لم يعجب شيعة البحرين فشنوا هجومًا كاسحًا على الحكومة، واتهموها بالطائفية والعنصرية".
ثم كشف المؤلف النقاب عن مخطط آخر لشراء الأراضي تم الكشف عنه في السعودية، وتحديدًا في حفر الباطن المحاذية للعراق ذي الكثافة الشيعية؛ حتى يسهل تهريب السلاح وتخزينه، إضافة إلى مراقبة قوات درع الجزيرة، وإرسال تحركاتها إلى الأجهزة الأمنية الإيرانية.
وقد حذر المؤلف من دخول الشيعة في أجهزة الدولة المدنية والعسكرية، بحسب ما جاء في الخطة الخمسينية الخمينية التي دعت الشيعة إلى (أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة، وعليهم أن يرغّبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكومية، والانخراط خاصة في السلك العسكري).
وذكر المؤلف أنَّ الاختراق في البحرين، وصل كافة الأجهزة الحساسة مثل وزارة الدفاع، ومركز الإحصاء، ورئاسة الوزراء، وجامعة البحرين، حتى إنَّ الشيعة صاروا يعرفون مسبقًا بتحركات سيارات الشرطة، وكذلك أخبار المسئولين السنة وتحركاتهم ومهماتهم.
وذكر المؤلف أن تكثير النسل الشيعي من أهم مخططات الشيعة في البحرين، وذلك من خلال تعدد الزوجات، والتشجيع على التوسع في زواج المتعة.
وكذلك الحراك المحموم في تجنيس الشيعة خلال عقود مضت في البحرين، وسط غفلة المسئولين.
ثم ذكر المؤلف تطبيق شيعة البحرين للخطة الخمسينية في ناحيتها الاقتصادية، حيث طالبت الشيعة بإقامة علاقات مع أصحاب رءوس الأموال وذوي النفوذ، وذكر أن الشيعة في البحرين طوّروا من ثقلهم الاقتصادي، حتى سيطروا على أسواق مثل الذهب، والدواء، والمواد الغذائية، والصناعات الخفيفة، وأنّ أثرياء الشيعة نشطوا في مساعدة شيعة البحرين عبر الصناديق الخيرية، ودعم المشاريع الإسكانية، وتزويج الشباب، وتمويل البعثات الدراسية للطلبة الشيعة.
ثم ذكر المؤلف تطبيقهم لشعار (بالعلم، والعمل، والولد سوف نحكم البلد)، وكيف استغلوا نظام البعثات لتقديم الشيعة على السنة، وكذلك استغلالهم فترة إبراهيم الهاشمي رئاسة جامعة البحرين، حيث كان إذا أرسل سبعين طالبًا للبعثات يجعل خمسة منهم فقط من أهل السنة!
ولا ريب أنّ كلّ متابع لنشاط الجيوب الإيرانية في الكويت، من شيعة الكويت، يلحظ بوضوح أنَّ كل ما حدث ويحدث في البحرين، يجري مثله تمامًا في الكويت، ويزيد الطين بلة في الكويت أنّ الدولة ما زالت في غيِّها سادرة، وتنظر إلى هذا الخطر العظيم نظر المنقاد إلى حتفه، وهو كالأبله لا يدري ما الذي يقدم عليه!
هذا وإنَّ من أعظم الأخطار الاعتماد على التجاذب الغربي الإيراني في حلّ الملف الإيراني، وعلى حماية الغرب مصالحه في المنطقة، ذلك أنّ الغرب لا يهمه في المنطقة إلاّ نفوذه وثرواتها؛ فخطر إيران ليس على الكيان الغربي نفسه، بل على مصالحه المادية، وحينئذٍ متى ما ضمن هذه المصالح سينتهي عنده الخطر، وهذا ما يجري التفاوض عليه مع النظام الإيراني سرًّا!
أما الخطر على الخليج وعلى البلاد العربية من إيران، فهو خطر على الكيانات نفسها، ولا أعني هنا الأنظمة السياسية فحسب، بل كلّ الكيان الاجتماعي؛ فالمشروع الإيراني يستهدف أسس الحضارة الإسلامية، وهويتها، ومعالم ثقافتها، وهو يهدد العروبة حاملة الإسلام ووعاءه، كما يهدد الإسلام، كما بينا ذلك في عدة مقالات سابقة، كما يهدد النسيج الاجتماعي، والأمن، والاستقرار الحاضر، والمستقبل.
والواجب التحرك السريع لتطويق هذا الخطر، وأهم وسيلة لحربه هو تحريك الملفات الداخلية في إيران لتُشغِل النظام بنفسه؛ ذلك أنه لا يوجد دولة في المنطقة فيها تعدد أعراق تتعرض لظلم داخلي مثل إيران، وعلى رأسها الشعب الأحوازي، ولهذا السبب يلجأ النظام إمَّا إلى الحرب، أو الاستعداد لها، والتهويل بالخطر الخارجي؛ لتصدير مشكلات النظام الناشئة من البون الشاسع بين شعارات الثورة وواقع الشعب الإيراني المزري، تصديرها إلى الخارج.
كما أنَّ فضح هذا النظام، وكشف أهدافه، وتعرية حقيقته من أهم الأسلحة في إحباط خططه الشيطانية.
هذا.. وإنَّ من أعجب الأشياء هذه الأيام، عمى من يعمى عن شر النظام الإيراني، وخطورته على الإسلام وأمة الإسلام، ودجله، ونفاقه، وإسراره الأحقادَ على المسلمين.
وقد سألني ذات مرة مشتغل بالفكر السياسي، لماذا تتكلم عن خطر إيران على الخليج، وليس تهديده لها إلاَّ لأنها ليست دولاً إسلامية. فقلت له: فما بال هذا التحالف الإيراني مع النظام السوري، هل هو نظام إسلامي؟! أليس هو نظام علماني، ومن أشد الأنظمة العربية وحشية؟!!
فأجاب: لكنه نظام مقاوم للهيمنة الغربية. فقلت: فلماذا إذن عادى النظام الحاكم في إيران، النظامَ العراقي السابق، وكان أشدَّ من النظام الإيراني والسوري عداءً للغرب، وأوضح منهما وأصدق، حتى المواجهة العسكرية التي انتهت بإعدام رئيس الدولة قائد الجيش العراقي في أول معركة عربية ضدّ الاستعمار الإمبريالي الغربي الحديث، بل كان النظام الإيراني باعترافه السبب الرئيسي في هزيمة هذا الجيش العربي، ونجاح الاحتلال الأمريكي للعراق؟!
فقال: لأنَّ النظام العراقي السابق كان محاربًا لإيران من منطلق قومي، وهو الذي صنع هذا الجدار بينه وبين (الثورة الإسلامية) في إيران. فقلت له: فلماذا إذن عادى النظام الإيراني نظام طالبان الإسلامي الذي لا يحمل إلاَّ مشروعًا إسلاميًّا؟! ومعلوم أن طالبان حركة إسلامية نقية خالصة، وهي من غير العرب أصلاً، ونظام طالبان أيضًا أشدَّ عداوة للمشروع الغربي من النظام الإيراني، وحركة طالبان ما زالت في حالة حرب مع الدول الغربية، وتضرب أروع الأمثلة في جهاد إسلامي مشرف ضد الإمبريالية الغربية الاستعمارية الحديثة، بينما إيران أصلاً ليست في حالة حرب.
لماذا عادت إيران نظام طالبان، وأعلنت متبجّحة أنها لولاها ما سقط نظام (طالبان الإرهابي)؟!
فبُهت، ولم يدر ما يقول!!
وقلت له أيضًا: ولماذا كلّ هذا التعصب الإيراني المهووس ضد تسمية الخليج بالعربي؟!! ولماذا يحارب النظام الإيراني الأقلية العربية في الأحواز حربًا عنصرية مقيتة لا تعرف الرحمة؟! وكذا يحارب السُّنَّة من غير العرب في إيران، ويبطش بها بطش من لا يرقب في مؤمن إلاَّ ولا ذمة؟!
ولماذا جرائمه في العراق منذ اجتياحها جرائم من يتمنّى تدمير كلَّ ما يمت إلى العرب وأهل السنة بصلة، ويبتغي أن لا تقوم لهم قائمة؟!! وحتى الفلسطينيين الذين كانوا في العراق سامهم سوء العذاب قبل تهجيرهم.
ولماذا ينفق كلّ هذه المليارات التي لا تحصى لنشر الرفض، وعقائده الباطنية في الدول السنيّة؛ لتحريك الفتن فيها؟! أليس يزعم أنه لا فرق بين السنة والشيعة؟!
إذن لماذا يدسُّ فتنه بين الشعوب السنية بتحريك الشيعة في البلاد الإسلامية، وبإغراء الفقراء السنة بالمال، مستغلاًّ فقرهم، وعوزهم ليحولهم إلى الرفض، وعقائده الخرافية الباطنية، ليكونوا مع الشيعة الذين يتم تجنيدهم بؤر أضغان، وأوكار أحقاد على المسلمين، ثم أذرعة سياسية له، وشبكات للتجسّس؟!
وقلت له: لأنه نظام توسعي يريد أن يبني مشروعه على أنقاض أمتنا، ويريد أن يهدمها، في أحلام كسروية لا تمت إلى الإسلام بصلة، بل تستتر بالإسلام للهيمنة على أمتنا، وهو من هذه الناحية أخطر من المشروع الغربي.
ولما سألني فلماذا يتبنّى النظام الإيراني القضية الفلسطينية؟! قلت له: إنه شعار يستفيد منه ثلاثة أشياء: ورقة يفاوض بها الغرب ليرفع شروط صفقته لتقاسم النفوذ، وشعار يدرُّ عليه تأييد الشعوب السنية ليمرر من تحته مشروعه التوسعي، وغطاء يستر جرائمه التي لا تحصى في داخل إيران وخارجها.
وبعد هذا أصبح هذا المحاور يقرأ عن المشروع الإيراني وفكره الباطني من زاوية أخرى، متحررًا من زيف شعاراته، فتبين له كم كان مخدوعًا به، وتحول إلى داعية ضده.
هذا وقد آن الأوان لتكاتف جميع المنابر الإسلامية ليصدر عنها موقف واحد مثل الموقف الشجاع للمؤتمر السادس لخريجي الأزهر الذي أصدر بيانًا يحذر من انتشار التشيع ومن أهدافه السياسية، وينبثق عن تكاتف هذه المنابر عمل إسلامي ضخم مشترك يواجه هذا التحدي الخطير الذي يهجم على أمتنا.
والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
المصدر: موقع شبكة الدفاع عن السنة.