القاهرة - راندة أبو العزم، أميرة فودة
قررت السلطات المصرية الإفراج عن الدبلوماسي الإيراني قاسم الحسيني الذي ألقي القبض عليه بتهمة التجسس والتخابر لصالح دولة أجنبية، فيما نفت السفارة الإيرانية بالقاهرة التهم الموجهة لدبلوماسيّها.
وستصدر الخارجية المصرية قراراً بمغادرة الحسيني للتراب المصري خلال الـ48 ساعة القادمة.
وفي ظل المعلومات الشحيحة حول حيثيات القضية فإنه لم يُعلم حتى اللحظة ما إذا جنّد الدبلوماسي الإيراني جهات مصرية في العملية.
بينما يتوقع أن يلقي الكشف عن هذه العملية بظلاله على مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران بعد سنوات من التوتر.
وكانت نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار هشام بدوي، المحامي العام الأول، بدأت التحقيق مع الحسيني. وقال مصدر قضائي إن المتهم تم ضبطه بأجهزة تجسس غير مسموح بدخولها البلاد، وكان يقوم بجمع معلومات اقتصادية وسياسية وعسكرية عن مصر، وعدد من الدول الخليجية، عبر عملاء له، ومن ثم يرسلها إلى طهران.
فيما قال مصدر أمني مطلع على سير التحقيقات، إن الدبلوماسي ألقي القبض عليه منذ فترة قريبة، ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان يعمل ضمن شبكة تجسس أو حاول تجنيد مصريين آخرين للعمل ذاته أم لا، وكانت أجهزة المخابرات المصرية وجهت، السبت، تهمة التخابر إلى الإيراني قاسم الحسيني الذي يعمل في السفارة الإيرانية في القاهرة، وهو تطور قد يتسبب في نكسة محتملة لتحسن العلاقات بين البلدين.
وكانت بعض الأنباء تحدثت أن المتهم كان يقوم بجمع معلومات عن مصر وبعض دول الخليج مستغلاً الحالة الأمنية في البلاد خلال الفترة الماضية.
تأجيل زيارة وفد مصريوبعد الكشف عن الدبلوماسي الايراني المتهم بالتجسس، رفضت السلطات المصرية منح إذن بالسفر للطائرة الإيرانية الخاصة، التى كان يفترض ان تنقل وفد الدبلوماسية الشعبية المصري، بناء على دعوة إيرانية.
وكان وفد من 50 شخصا من الشخصيات العامة والسياسية والقضائية والدينية من المفترض أن يسافر إلى طهران صباح اليوم الأحد، فى زيارة مدتها ثلاثة أيام بناء على دعوة من الحكومة الإيرانية.
وكان مقررا أن يتم تجمع الوفد فى بيت السفير الايرانى بالقاهرة قبل السفر. إلا أن أعضاء الوفد فوجئوا باتصال هاتفى من قبل السفارة الايرانية يخبرهم بتأجيل الزيارة دون إبداء أسباب واضحة إلى ظهر غد الاثنين على متن طائرة أخرى.
وقال المستشار محمود الخضيرى، عضو وفد الدبلوماسية الشعبية "للعربية.نت"، إنه فوجئ باتصال من قبل السفارة الايرانية يخبره بتأجيل موعد الزيادة يوما واحدا وتغيير نوع الطيران، "حيث كان من المقرر ان نسافر على متن طائرة إيرانية خاصة، وعرفت فيما بعد أن السلطات المصرية رفضت إعطاء اذن إقلاع للطائرة الايرانية مما اضطر السفارة إلى استبدال الطيران الايرانى بالإماراتى".
ورفض الخضيري الربط بين حادث اتهام الدبلوماسي الإيرانى بالتجسس وتأجيل الزيارة قائلا "لم تخبرني السفارة بذلك، وإذا كان هناك ربط بين الحادثين فمن الاولى إلغاء الزيارة وليس تأجيلها".
إلا أن محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات عضو وفد الدبلوماسية الشعبية تحدث "للعربية.نت" بمنطق مختلف حيث أشار إلى "وجود نية مبيتة من قبل بعض الأجنحة داخل السلطات المصرية تسعى الى عرقلة إقامة أى علاقات بين الجانبين المصري والإيراني استجابة لضغوط أمريكية يقلقها هذا التقارب".
يذكر أن وفد الدبلوماسية يتكون من خمسين شخصا من مختلف الاطياف السياسية والفكرية منهم الفنان عبد العزيز مخيون والمحامي عصام سلطان عن حزب الوسط والمستشار محمود الخضيري والدكتور جمال زهران عضو مجلس الشعب السابق وغيرهم.
وقطعت إيران علاقاتها الدبلوماسية مع مصر في 1980 بعد الثورة الإسلامية احتجاجا على اعتراف القاهرة بإسرائيل، ولكن رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، فلكل منهما بعثة بها دبلوماسيون بعاصمة الدولة الأخرى.
لكن العلاقات المصرية-الإيرانية شهدت تحولاً عقب سقوط نظام الرئيس حسني مبارك في 11 فبراير/ شباط الماضي. فبعد إسقاط مبارك، عبرت سفينتان حربيتان إيرانيتان قناة السويس بموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر، في أول عبور من نوعه منذ الثورة الإسلامية. ووصفت إسرائيل خطوة إيران بأنها استفزاز.
وقال وزير الخارجية المصري نبيل العربي بعد لقاء مسؤول إيراني في القاهرة في أبريل/ نيسان، إن مصر مستعدة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع طهران.
ونفت مصر الشهر الماضي تقارير صحفية تحدثت عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتعيين إيران سفيرا لها في القاهرة.
وأوضح متحدث إيراني في وقت سابق أن بلاده على استعداد لاتخاذ خطوات نحو الأمام عندما تكون مصر مستعدة لاستئناف العلاقات.
هذا نقلته من موقع العربيه نت