- SILVER JAGUAR كتب:
- [center]
انا ملاحظ ان اهل الحرم او الخليجيين بيكرهوا الايرنيين
عامة شيعة اوحتى سنة مش عارف لسبب مذهبى او سياسى
مع ان الايرنية بيدعموا العرب فى موقف كتير واهمها فلسطين والعكس صحيح
ولقيت موضوع فى المنتدى عن دعوة لقيام حزب فى مصر يتمويل ايرانى
ديه حقيقة ولا .... ارجو الرد
أخي .
أنا ارد عليك . . و دعك من اللغط و الغلط الكثير الذي قد تسمعه .
أولا يجب ان تفرق بين موقف النظام و موقف الشعوب .
على مستوى النظام .
الخلاف سياسي بحت .
ناتج عن تضارب المصالح و اختلاف السياسات .
النظام الايراني . . يتبع الكتلة الشرقية و يريد في سياستها نهجا حادا مع أمريكا ؛ بالإضافة إلي انه يبحث لنفسه عن مكان و دور مؤثر في الشرق الأوسط .. أيا كان الداعي . . الحضارة الفارسية . . المجوسية ؛ المهم انه إيران شأنها شأن أي دولة كانت ذات تاريخ تحن لأيام الماضي حيث كان لها دورا بارزا في زمانها .
و هذا ليس بشيء غريب .. مصر مثلا تريد ان تستعيد أهميتها الاستراتيجية في المنطقة كما يذكرها التاريخ . . تركيا تحن إلى أيام الخلافة العثمانية و البعد الاسلامي و الحضور الطاغي في الوطن العربي و الاسلامي .
السعودية إعادت احياء فكرة الزعامة الدينية و الروحية . . لا مشكلة في هذا . . كل دولة تبحث عن تاريخها و حاضرها .
على الجانب الآخر تجد الأنظمة السعودية و الخليجية حاليا في حالة تحالف قوي مع الغرب ؛ و النهج الايراني المشاكس مع أمريكا لا ينفع معها؛ لأنه يحدث تضارب كبير في المصلحة .
هنا يبدأ الصدام السياسي .
اما على مستوى الشعوب .
الحقيقة ان شعوبنا العربية دائما في المؤخرة . . يعني انها ليست صاحبة رأي أو صانعة القرار . . و قد اعتادت ان تسلم زمامها للحكام .
و الشعب الايراني نسخة طبق الأصل من هذا .
و الفرق بين مستوى النظامي و الشعبي ان كل منهما له لغته الخاصة .
الأنظمة تتكلم بالسياسة و لغة المصالح .
و الشعوب تتكلم بالأيدولوجيات و لغة التجييش و الحشد التي يلقيها الاعلام في مسامع الشعوب فتلوكها الألسنة و تصبح عقيدة راسخة .
يعني في إيران مثلا .
النظام اقنع الايرانيين ان الخلاف بين إيران و السعودية و الخليج خلاف ديني بحت مع الفكر الوهابي - حسب تعبيرهم - بشكل خاص و النواصب أهل السنة عامة . . طبيعي جدا بعدها ان ينصب جام الغضب الشيعي على السعودية باعتبارها الزعيم الروحي لأهل السنة .
في المقابل . . تجد الترويج في الوطن العربي عن كفر الشيعة و مطامع إيران الفارسية المجوسية التي تريد ان تبيد العرب عن بكرة ابيهم . . الخ .
لكن الحقيقة ان لب المشكلة هو خلاف سياسي بين الطبقات الحاكمة . . و كراهية الشعوب إنما هي صدى لهذه الخلافات .
فقط انتظر إذا توصل الطرفان إلي توافق سياسي و تقارب في وجهات النظر . . أو ان النظام الايراني مثلا تغير و أصبح مثل خاتمي أو الشاه . . أقل صداما مع العرب . .
سوف تجد هؤلاء الذين يستميتون في كراهية الشيعة و التشيع و يهجمون عليك في كل شاردة و واردة ؛ يهدأوون رويدا رويدا .. . رويدا .
لماذا .؟
لأن الآلة الإعلامية ستخفف الوطأ عن هذه الشعوب المنقادة . . و تستبدل برامج و مقالات الشحن و التجييش ببرامج التقريب بين المذاهب و المقالات سوف تنزل تترا مبشرة بزيارات الود و اتصالات التنسيق المشترك بين القطرين . . الخ .
طبعا . . هذا شيء تخيلي للغاية .
لأنه ما لم تتبلور قناعة سياسية بين الأنظمة الحاكمة بضرورة تكوين حلف شرق أوسطي مستقل و بعيد عن التحالفات الفردية . . فسوف تبقى هذه الدول أعداءا لبعضها . . و لا مانع عندها ان تدخل حربا ضروسا فيما بينها ؛ و لا انها تفقد تحالفها الاستراتيجي . . سواء الشرقي أو الغربي .