[color:cf26=#666] كتب- جبريل محمد - محمد ثروت:
نصحت
صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم الاثنين قيادة إسرائيل بتقديم الشكر
لمصر بدلا من لومها على فتحها معبر رفح بشكل دائم، لأنها بهذه الطريقة
ستحرر إسرائيل من الكثير من المشاكل
وتمكنها من فك الارتباط تماما بقطاع غزة، وإلقاء مسئوليته على مصر والعالم
العربي، والتخلص من الانتقادات التي كانت تتلقاها لحصارها القطاع، فالآن
يمكن لإسرائيل التعامل مع غزة على أنها دولة معادية في الجوار مثل لبنان.
وقالت
الصحيفة: "إن قرار مصر فتح معبر رفح أمر جيد بالنسبة لسكان قطاع غزة
وحكومة حماس، أما بالنسبة لمصر فإنه لا يزال يمثل سؤالا مفتوحا أما عن
إسرائيل فللوهلة الأولى قد لا يبدو جيدا، لكن حقيقة أن غزة الآن سوف تكون
متصلة مباشرة بالعالم العربي يجعل من السهل على إسرائيل تخليص نفسها من
الكثير من المشاكل وعقدة غزة، وأن يكون رد فعلها أكثر حكمة في المستقبل على
أي قافلة مساعدات متجهة إلى القطاع".
وأضافت الصحيفة:" إنه رغم قيام
إسرائيل بإخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة وسحب الجيش من أراضي
القطاع، فإنها بقيت هي المسيطرة على دخول وخروج الفلسطينيين من وإلى القطاع
سواء برا أو بحرا أو جوا، وبعد سيطرة حماس على القطاع، أصبحت هذه السيطرة
حصارا مما أثر بشكل كبير على مكانة إسرائيل الدولية، وبدلا من جني ثمار فك
الارتباط لتحسين صورة إسرائيل في الخارج، ينظر إلى إسرائيل على أنها دولة
عنصرية تقمع مليونا ونصف مليون من المدنيين الأبرياء".
وتابعت: "رغم أن
إسرائيل لم تعد تسيطر على القطاع، إلا أنها اعتبرتها مسئولة عن المعاناة
الإنسانية التي يعيشها أهالي غزة، ووصل بها الحال إلى وضع محرج حيث أصبحت
تتدخل في اختيار طعام السكان كما لو كانوا في سجن جماعي تحت سيطرة
إسرائيل".
واضافت :"إنه بهذه الطريقة سقطت إسرائيل في الفخ الذي نصبه
منظمي أسطول الحرية التركي، حيث ظهرت إسرائيل على أنها دولة لا تكتفي بقمع
السكان المدنيين لكن أيضا قتل الناس الذين يحاولون تقديم المساعدات
الإنسانية لهم" بحسب قولها.
وأوضحت "هاآرتس" أن مصر نسيت أنها تعاونت مع
إسرائيل في حصار أهالي غزة كما ساعدتها حاليا بفتحها المعبر، فالآن لم تعد
إسرائيل وحدها المسئولة عن محنتهم، وبعد القرار المصري يمكن إسرائيل
استكمال فك الارتباط عن قطاع غزة، ويجب رفع الحصار البحري والجوي، وفي
الوقت نفسه إغلاق نقاط العبورعلى الأرض تماما، فقطاع غزة هي أرض عدو ومنذ
اللحظة التي فتح فيها المعبر، وينبغي القضاء على جميع مخلفات الاحتلال من
حصار بحري وجوي، وبالتالي إزالة مسئوليتنا عن القطاع نهائيا".
وشددت
الصحيفة على أنه يجب أن تكون الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة مثل الحدود بين
إسرائيل ولبنان، ومثلما لا تفرض إسرائيل حصارا بحريا على لبنان ينبغي ألا
تفرض على القطاع غزة، وإذا تم تنفيذ هذه السياسة، فإنه سيتم نقل المخصصات
والمساعدات الإنسانية للقطاع عن طريق مصر، أو مباشرة إلى غزة.
وعن موضوع
أسطول المساعدات القادم لغزة الذي يريد الوصول للقطاع فأهلا وسهلا بكم هذا
ليس من شأننا، ليس هناك حصار إسرائيلي، وبالتالي فإن هدف النشطاء من إحراج
إسرائيل سينقضي.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية هاآرتس: يجب أن نشكر مصر لفتحها رفح