صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تبرز أن الولاياتِ المتحدةَ، عقدت اتفاقية
عسكرية، بقيمة 367,5 مليون دولار، مع روسيا لشراء 21 طائرةَ نقلٍ مروحية،
لصالح القوات المسلحة الأفغانية. وتنص الاتفاقية على تسليم الدفعة الأولى
من المروحيات، في شهر أكتوبر/تشرين أول القادم. على أن يستكمل تسليم
الكميةِ كلـها قبل نهاية العام المقبل. وتلفت الصحيفة إلى أن خبراء وفنيين
روس سوف يتولون تأمين الصيانة التقنية. وفي معرض تعليقه على هذه الصفقة،
أشارسيرغي بريخودكو مساعد الرئيس الروسي إلى أن هذه الصفقة هي الأولى من
نوعها بهذا الحجم في تاريخ التعاون العسكري التقني بين روسيا والولايات
المتحدة، وهي تحظى بدعم من الرئيسين الروسي دميتري مدفيديف والأمريكي باراك
أوباما، وقد وقعها وزير الدفاع الأمريكي، خلال تواجد الرئيسان في "دوفيل"
للمشاركة في قمة الثمانية الكبار، وقد بحثا خلال المؤتمر مسألة توسيع
التعاون الأمني في مواجهة الإرهاب. ويرى بريخودكو، أن الاتفاقية تعكس
اهتمام موسكو وواشنطن بتعزيز القدرات العسكرية للقوات الأفغانية.
الاتفاق
على بنود الصفقة استغرق أكثر من عام، وكان حلف الناتو في بداية المفاوضات
يطمح لاقناع روسيا بتقديم ثلاث طائرات دون مقابل كمساهمة من موسكو لدعم
الحملة العسكرية على أفغانستان، لكن موسكو رفضت هذا المقترح. وفي النهاية
اتفق الطرفان على احتساب الطائرة الواحدة بقيمة 17,5 مليون دولار. وبموجب
هذا العقد تتولى روسيا تأمين قطع الغيار والمعدات الأرضية اللازمة لاستخدام
سلاح الجو الافغاني، بالاضافة إلى الصيانة التقنية بمشاركة خبراء روس،
وتجدر الإشارة إلى أن طائرة "مي ـ 17 " هي النموذج المعد للتصدير من طائرة
"مي ـ 8"، وهي مروحية مخصصة للنقل يمكنها أن تقل 37 شخصا على متنها، وقد
وقع الاختيار على هذا الطراز بالذات، لأن الكثير من الطيارين الأفغان
اجتازوا دورات تدريبية على هذا الطراز من الطائرات، في عهد الاتحاد
السوفييتي، وقد أخذ في الحسبان خلال عمليات التحديث التي خضعت لها الطائرة
الظروف المناخية في أفغانستان، من حيث الحرارة والغبار. ووقعت شركة "روس
أبورون إكسبورت" الاتفاقية من الجانب الروسي، وهي الشركة التي تعرضت
لعقوبات أمريكية في عام 2006 بسبب اتهامها بمخالفة نظام منع انتشار
الأسلحة، وقد رُفعت العقوبات عنها مؤخرا في مايو/ايار من العام الماضي.
وخلال فترة سريان العقوبات الأمريكية على التعامل مع شركة "روس أبورون
إكسبرت"، اشترت الولايات المتحدة العشرات من طائرات مي - 17 لاستخدامها في
أفغانستان والعراق، ولكنها لم تتعامل مع الشركة بشكل مباشر، بل عبر وسطاء.
ويعلق فياتشيسلاف نيكراسوف السكرتير التنفيذي للجنة العلاقات الروسية
الأفغانية على الصفقة معبرا عن اعتقاده، بأن الولايات المتحدة ودول
التحالف المشاركة في أفغانستان، تسعى لنقل صلاحياتها بشكل تدريجي إلى
القوات الأفغانية. وبالتالي فهي بحاجة لإعادة تسليحها وتعويض ما ينقصها،
فالقوات الأفغانية لا تملك ما يكفي من العربات المدرعة. وصحيح أن سلاح الجو
الأفغاني يملك طائرات نقل، لكنه بحاجة للمزيد من الطائرات المروحية
القتالية. وفيما يتعلق بمشاركة أطقم فنية روسية، وما إذا كان ذلك يعني
انزلاق روسيا إلى المستنقع الأفغاني؟ أجاب نيكراسوف، بأن مئات من المواطنين
الروس متواجدون حاليا في أفغانستان، بالإضافة إلى مواطنين من جمهوريات
الاتحاد السوفييتي السابق، كأوكرانيا ومولدوفا وغيرهما. وهؤلاء هم خبراء
فنيون يقدمون خدمات تقنية، تتمثل في صيانة العربات التابعة لحلف الناتو،
وعربات المنظمات الإنسانية الدولية المتواجدة هناك، ما يعني أن وجود
خبرائنا الفنيين لا يضيف شيئا جديدا.
المصدر:
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/68409