مصر هى أقدم دوله موجوده فى العالم المعاصر. الدوله بمفهومها القانونى يعنى أرض و شعب و حكومه. على مدى أكتر من 5000 سنه و مصر موجوده بحدودها الجغرافيه المعروفه دلوقتى و عاشت و استمرت و على ارضها عايش شعبها و طول الوقت ليها حكومه من غير انقطاع فى أى حقبه من حقب التاريخ. جايز كانت فيه شعوب و قبايل قديمه عاشت من آلاف السنين لكن مش ممكن تسميتهم دول و حتى لو اتوجدت دوله ليهم فماعاشتش زى الدوله المصريه و ما سابتش حاجه تثبت وجودها. الحضاره المصريه القديمه وصلتنا اخبارها عن طريق نصوص موثقه مكتوبه على البرديات و جدران المعابد. عبر التاريخ الدوله المصريه حاجه مميزه عن كل الدول التانيه و من الصعب تعريفها حيث انها لا هى الحاكم ، الفرعون أو السلطان أو الملك أو الرئيس ، و لا هى الجيش و لا هى الشعب ، لكن مجموعة نظم متشابكه و متداخله مالهاش مثيل فى دول تانيه ، و مجموعه من الروح و الإراده و المؤسسات و الهويه و حاجات تانيه كتيره بتميز المصريين و دولتهم و بتديهم طابع معين عن كل شعوب الدنيا و دولهم.
فيه ادله عن ان الانسان سكن وادى النيل من العصر الحجرى فى شكل اعمال فنيه و منحوتات صخريه على طول نهر النيل و الواحات فى الصحرا. فى الالفيه العاشره قبل الميلاد, ابتدت فى مصر ثقافه الصيادين و صيادين السمك و طحن الحبوب. التغيرات المناخيه و / او الافراط فى الرعى حوالى 8000 قبل الميلاد ابتدا يجفف الاراضى الرعويه و مصر, و اتشكلت الصحرا. هاجرت القبايل لنهر النيل و استقر وضع الاقتصاد الزراعى و المجتمع المركزى.
تاريخ مصر المكتوب بيرجع لسنة 3200 قبل الميلاد بس كمان فى أدله كتيره بتأكد وجود حضاره و مدنيه فى وادى النيل قبل التاريخ المكتوب و اللى اتطورت فى شمال و جنوب مصر بشكل مستقل (ولكن مش منفصل تماما) لحد ما الملك مينا وحد الشمال و الجنوب و اسس دوله مركزيه حكمها ملوك مصر لمدة تلات-ت-الاف سنه تقريباً. المصريين سمو الدوله الجديده باسم (تا-وى) و معناها الارضين و ازدهرت الحضاره المصريه و فضلت شايله خصايصها المصريه البحته فى الفنون و المعمار و الثقافه بشكل عام طول المده الطويله دى.
بعد ما طرد أحموس الهكسوس من مصر و اتعقبهم لغاية حدود منطقة سوريا الشماليه دخلت مصر فى طور حربى كبير و ابتدى ملوكها يوجهوا نظرهم للبلاد الاسيويه ففتحوا مناطق فلسطين و سوريا و وصلوا لغاية نهر الفرات و اتوسعوا فى الجنوب لغاية ما وصلوا للشلال الرابع فى السودان الحالى و كان اعظمهم فى الفتوحات تحوتمس التالت اللى اسس امبراطوريه مصريه شاسعه. من الوقت ده بقت دى حدود مصر لما يحكمها حاكم قوى فكان بيوصل بفتوحاته شمالاً لمنطقة سوريا و شرقاً لميسوبوتاميا و جنوباً لأواسط السودان الحالى و ساعات كان بيتجه غرباً و بيضم منطقة ليبيا و فى البحر المتوسط كان بيضم لمصر جزر زى قبرص و كريت و ده كله بالإعتماد على قدرات مصر الاقتصاديه و قوة جيشها. من الحكام اللى ضموا الشام و الحجاز و النوبه لمصر كان أحمد بن طولون اللى قضى على الحكم العربى و من بعده الاخشيد و ضمت الدوله الفاطميه الشام و الحجاز و النوبه و اليمن لمصر ، و فى العصر الأيوبى اتضمت لمصر جزر فى البحر المتوسط و فى عصر الدوله المملوكيه ضم سلاطين مصر الشام و منطقة فلسطين و الحجاز وغيرها لمصر. أخر مره اتوسعت مصر فيها بالفتوحات كان فى عهد محمد على اللى فى ايامه كان لمصر جيش قوى قدر بيه انه يخضع كل الدول الافريقيه المطله على نهر النيل و منها السودان الحالى و الحبشه (اثيوبيا الحاليه ) و اوغندا و الصومال و فى الشرق و الشمال منطقة فلسطين و الشام و الحجاز و جزر فى البحر المتوسط و هدد عاصمة الاتراك العثمانليه نفسهم فى تركيا عقر دارهم.
من ناحيه تانيه ، مصر هى اكتر بلد فى العالم اتعاقب على حكمها أكبر عدد من الملوك و السلاطين ، و بالنسبه لطول تاريخها بتعتبر من اكتر بلاد العالم اللى اتمتعت بإستقلال. اتخلل استقلال مصر خمس فترات احتلال كانت فيه مش مستقله (فارسى, رومانى, عربى, عثمانى, انجليزى). فى عصور الاستقلال مصر كانت بتتقدم و تسود و فى عصور الاحتلال كانت بتتخلف, فى العصر البطلمى سادت مصر منطقة البحر المتوسط و حصلت فيها نهضه ثقافيه كبيره لعبت فيها مكتبة اسكندريه دور كبير. بعد احتلال الرومان لمصر سنة 30 قبل الميلاد فقدت مصر استقلالها و اتحولت لولايه رومانيه, و فى سنة 641 غزا العرب مصر و احتلوها وبقت ولايه تابعه للخليفه العربى بيحكمها ولاته اللى كانو بيجمعو له الضرايب و المكوس, و استمر الوضع على كده لغاية لما استقل احمد بن طولون بحكمها سنة 868 و قامت الدوله الطولونيه و خرجت من الحكم العربى و حصلت فيها نهضه كبيره, و رجعت لها سيادتها و استقلالها بالكامل فى العصر الفاطمى و العصر المملوكى اللى قدر فيه المماليك انهم يكسرو شوكة العرب اللى كانو موجودين فى مصر و يقضو على طموحاتهم و تمرداتهم و اضطرت اعداد كبيره منهم تخرج من مصر و حصلت فيها نهضه كبيره و بقت مصر قوه اقتصاديه و عسكريه بيتعمل لها الف حساب, لكن فى سنة 1517 استولى الاتراك العثمانيين عليها و بقت ولايه عثمانليه و انحدرت فيها الثقافه بعد ما نهب العثمانليه تراثها و نقلوه على استانبول. فى عهد محمد على باشا حصلت نهضه جديده لكن انتكست بالاحتلال البريطانى لغاية ما قامت ثورة 23 يوليه سنة 1952.
رغم طول تاريخ مصر و التحولات و التغييرات اللى حصلت على امتداده اتميز التاريخ ده بالاستمراريه و الدوام و فضلت مصر قوه ثقافيه و عسكريه كبرى فى منطقة الشرق الاوسط.