وقع
الرئيس الروسي فلادمير بوتين الاثنين مرسوماً ينص على أن تطبق روسيا
العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن على إيران، وفق ما أعلنته الخميس
الرئاسة الروسية، فيما كان مجلس الدوما يقر تعين بوتين رئيساً للحكومة
ويصادق الرئيس الجديد ديمتري ميدفيديف عليه.
ونشر المرسوم الذي وقعه بوتين قبل يومين من مغادرة كرسي الرئاسة، على الموقع الالكتروني للرئاسة الروسية.
وكان
مجلس الأمن أصدر في الثالث من أيار (مايو) بشبه إجماع أعضائه وضمنهم
روسيا، قراراً يشدد العقوبات المفروضة على إيران لرفضها تعليق تخصيب
اليورانيوم.
ويوسع القرار 1803 لائحة الأشخاص والكيانات المرتبطة
بالبرنامج النووي الإيراني التي يشملها قرار تجميد أرصدة في الخارج
وبالنسبة للبعض قرار بالمنع من السفر.
وفي واشنطن، دعا مشرعون أميركيون
كبار الرئيس الأميركي جورج بوش إلى تعليق معاهدة تعاون في المجال النووي
المدني مع روسيا حتى يتم حسم المخاوف بشأن علاقات روسيا النووية مع إيران.
وعبرت رسائل من أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ عن استياء على نطاق واسع داخل الكونغرس الأميركي بشأن العلاقات بين موسكو وطهران.
وجاء
في رسالة لبوش من النائب جون دينغل الذي يرأس لجنة الطاقة والتجارة بمجلس
النواب والنائب بارت ستوباك رئيس اللجنة الفرعية للتحقيقات، وكلاهما
ديموقراطي: "قبل دراسة هذا الاتفاق يحتاج الكونغرس تقييماً مفصلاً
للمساعدات الروسية لجميع جوانب برامج إيران النووية والصاروخية".
و
قالت رسالة في مجلس الشيوخ إلى بوش، وقعها 32 من أعضاء المجلس، إن سياسة
روسيا الخارجية العدائية بشكل متزايد هي أحد الأسباب لئلا يرسل بوش معاهدة
التعاون النووي المدني إلى الكونغرس لمراجعتها.
وورد في الرسالة التي
وضعها السناتور الجمهوري نورم كولمان والسناتور الديموقراطي إيفان بايه أن
المساعدات التي تقدمها روسيا لبرنامج دورة الوقود النووي والدعم لبرنامج
إيران الصاروخي هي من العوائق أمام التعاون مع موسكو في مجال التقنية
المدنية النووية.
ووقعت روسيا والولايات المتحدة يوم الثلاثاء المعاهدة التي تتيح لأكبر قوتين نوويتين في العالم تعزيز التبادل التجاري النووي.
وكان
بوش والرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين قد وقعا الاتفاق بالأحرف الأولى
قبل عامين. ووقعت المعاهدة في اليوم الأخير لبوتين في السلطة.
واتفاق
إيه 123 الذي سمي بهذا الاسم لأنه يقع تحت الفقرة 123 من قانون الطاقة
النووية مطلوب قبل أن تتمكن الدولتان من التعاون بشأن المواد النووية مثل
تخزين الوقود المستنفد أو العمل معاً على تطوير برامج المفاعلات النووية
المتقدمة.
في طهران، دعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي
رفسنجاني الدول الغربية الى بلورة مناخ ودي يفسح المجال لإيران لإعطاء
ضمانات حول برنامجها النووي. وأكد خلال لقائه السفير النمسوي لدى طهران
ميشايل نبسل أن إيران على استعداد للقيام بخطوات ضرورية لخلق الثقة على
الصعيد العالمي إذا ساد مناخ ايجابي، مشدداً على أن الاحترام المتبادل بين
إيران والدول الغربية هو أمر جوهري لتجاوز الخلاف المثار حول برنامج بلاده
النووي. وأعرب رفسنجاني عن استعداد طهران للحوار والتعاون مع الاتحاد
الأوروبي في ظل الاحترام المتبادل.
وحذر رفسنجاني من القيود التي وضعها
الغرب علي صناعات النفط والغاز الطبيعي الإيراني. وقال: "إن المردود
السلبي لهذا العمل سيعود على الغرب ذاته لأننا نستطيع سد حاجتنا في
الاستفادة مما بحوزتنا من النفط والغاز".
ونفى الاتهامات الأميركية
بوجود طبيعة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أن طهران لا تسعى
لامتلاك سلاح نووي لأن عقيدتها الدينية لا تجيز لها ذلك. وقال "إن مبادئنا
الدينية ومعتقداتنا الإسلامية لا تسمح لنا باستخدام القنبلة النووية
مطلقاً ولن تسمح أبداً".
وفي طوكيو، أعلن السفير الإيراني لدى اليابان
عباس اراغاشي أن طهران ستكشف "خلال أيام" رزمة مقترحات لحل ملفها النووي،
لكنها لن تتضمن وقف برامج تخصيب اليورانيوم.
ونقلت وكالة أنباء "كيودو"
اليابانية عن السفير أن المقترحات لن تتضمن وقف برامج تخصيب اليورانيوم
التي تطالب بها دول 5 +1 (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات
المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين بالإضافة الى ألمانيا).
وأضاف
اراغاشي أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيوفد مستشاره مجتبى هاشمي
الى اليابان الشهر المقبل في محاولة لحض الحكومة اليابانية على طرح هذه
الرزمة خلال قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى التي ستلتئم في
هوكايدو باليابان في تموز (يوليو) المقبل.
وقال اراغاشي "نحن مستعدون للبحث والتعاون مع الدول الغربية حول مسألة منع انتشار الأسلحة النووية" في إطار المقترحات الجديدة.
في سياق آخر، قال المرشد الإيراني علي خامنئي أمس إن الوجود الأميركي في الخليج هو مصدر فقدان الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.
ونقل
تلفزيون العالم الذي يبث من إيران عن خامنئي قوله في خطاب ألقاه في مدينة
لار بمحافظة فارس: "الشعب العراقي بات اليوم يعرف جيداً الأسباب الحقيقية
وراء الاحتلال الأميركي لبلاده.. إن الاحتلال دخل أرض العراق باسم
الديموقراطية لكنه يرتكب هناك أبشع الجرائم من أجل ديمومة تواجده".
وحذر
خامنئي من أن القوى الكبرى تسعى للوقيعة بين إيران وجاراتها ودول الخليج.
وقال إن طهران "تمد يد الصداقة والأخوة الى دول المنطقة، وترغب في المزيد
من التعاون والتكاتف معها انطلاقاً من المصلحة الإسلامية المشتركة".