كتاب إسرائيلى جديد: حرب الاستنزاف أصابت الجنود بالإحباط والتذمر.. وجولدا مائير فشلت فى رفع معنوياتهم.. والقيادات الإسرائيلية لجأت إلى النزيف لإقناع الجنود فى الاستمرار بالحرب
بمناسبة مرور 44 عامًا على نكسة 5 يونيو 1967، أصدر المقدم المتقاعد "أفراهام زار " كتابا تحت عنوان "جنود تحت خط النار"، الذى أكد فيه أن حرب الاستنزاف التى وضعها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، التى شنتها مصر على إسرائيل فى عام 1970، أصابت الجنود الإسرائيليين بالإحباط الشديد.
وكشف "أفراهام"، الذى عمل ضابطًا فى شعبة القوة البشرية خلال حرب 5 يونيو 1967، وعمل مؤرخا عسكريا أن اليأس بدأ يدب فى صدور الجنود بعدما قامت القوات المصرية بتنفيذ عمليات ضد المواقع الإسرائيلية فى سيناء.
وأضاف "أفراهام" أن الجنود أصبحوا يسألون أنفسهم "لماذا نحارب – لماذا جاءنا إلى سيناء – لماذا قمنا بالسيطرة على هذه المناطق"، موضحا أن مجموعة من الجنود أرسلوا خطابًا إلى رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير أعربوا فيه عن رفضهم الاستمرار فى الخدمة بالجيش إذا لم يتم وقف هجمات المصريين على جبهة القناة، حيث إنهم يتعرضون بشكل يومى لقذائف من المدفعية المصرية.
وأشار "أفراهام" إلى أن جولدا مائير بدأت تتخذ خطوات لرفع معنويات الجنود من خلال زيارتها المتكررة للجبهة وعقد مؤتمرات مع الجنود.
وأوضح "أفراهام" إن مائير تلقت خطابًا آخر بتوقيع طلاب المدارس الثانوية الذين اقتربوا من طلبهم للخدمة بالجيش، أعربوا فيه عن تحفظهم لرفض رئيس الكونجرس الصهيونى "ناحوم جولدمان" طلب الرئيس المصرى الأسبق جمال عبد الناصر لقاءه فى القاهرة.
وأشار إلى أن هذه الخطابات أدت إلى جدل واسع فى إسرائيل، مما أدى على تردد الشباب الإسرائيلى فى الخدمة بالجيش، وهى الفترة التى سبقت حرب أكتوبر 1973.
وكشف "أفراهام" أن جولد مائير اجتمعت بقيادات وألوية الجيش فى 15 يونيو 1970 عن كيفية مواجهة ظاهرة رفض الجنود الخدمة فى الجيش، ووصفته بالخطر الشديد فى حالة استمرارها ونية المصريين شن حرب، رغم استبعادها حدوث ذلك، موضحة أن جيل السبعينيات يبدو أنه جيل سلمى على عكس الجيل الذى حارب فى عام 1948.
وأشار "أفراهام" إلى أن "موتيه جور" قائد القيادة الشمالية اقترح رفع الروح المعنوية للشباب الذى يقبل على التجنيد من خلال الاجتماع بهم والإجابة عن أسئلتهم وتأهيلهم نفسيا قبل التأهيل العسكرى، موضحًا أن الفرق بين حرب 1948 وحرب 1967 هو أن الحرب الأولى كانت لديها أهدافها أما الحرب الثانية فلا يعرف الشباب أسبابها.
وأوضح "أفراهام" أنه كان يتم توجيه شباب المدارس الثانوية الذين كانوا على مشارف التجنيد فى أن الحرب هدفها إقامة دولة إسرائيل العظمى، لذا ينبغى الحفاظ على هذه الدولة ويجب محاربة العرب المغتصبين لأراضى اليهود.
وكشف "أفراهام" أن القيادات العسكرية لجأت إلى نشر الشائعات بأن العرب هم الذين رفضوا السلام مع إسرائيل والدليل رفضهم قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين عام 1947.
واختتم الكاتب بالقول إن كل المؤشرات كانت تدل على أن المصريين سينتصرون فى حالة دخولهم الحرب، نظرًا لانخفاض معنويات الإسرائيليين، وأن سبب تأخر هزيمة الإسرائيليين هو وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى عام 1971.