تفصيل حملة شرق إفريقيا بداية حملة شرق إفريقيا:الموقف بشرق إفريقيا حتي أغسطس 1915بدأ القتال في حملة شرق إفريقيا في 15 أغسطس 1914 وتمركزت القوات الألمانية في رواندا / بوروندي وقامت بعمليات قصف ضد القري بمستعمرة الكونغو البلجيكية ، وفي 22 أغسطس فتحت سفينة بحرية ألمانية عند بحيرة تنجانيقا النار علي ميناء Albertville "حاليا Kalemie" ، وفي سبتمبر شن الألمان غارات ضد الدول المجاورة لهم في كينيا وأوغندا ..
وقام العقيد Lettow Vorbeck بإنشاء قوة بحرية صغيرة علي ضفاف بحيرة فيكتوريا ورغم ضآلة عملياتها إلا أن لذلك صدي واسع ، مما أجبر البريطانيين علي إستدعاء بضع قوارب مسلحة وقاموا بنقلها مجزأة عبر خطوط السكة الحديد تجاه بحيرة فيكتوريا ليفرضوا سيطرتهم مرة أخري علي البحيرة ، وأرسلوا أيضا لواءاين من جيش الهند البريطاني الذي حاول الإنزال في Tanga يوم 2 نوفمبر 1914 وإستطاع الألمان عرقلة هذه العملية ، وقد كان للنيران الألمانية العنيفة والدقيقة أثر بالغ في تأخير وصول القوات نحو الشواطئ قبل أن يتمكنوا من ذلك بعد 3 أيام من الجهـد وقد ترك البريطانيين تعيينات كثيرة إستطاع الألمان من الإمساك بها ومكنتهم من الصمود لمدة عام كامل ..
الحرب البحرية:كان لأسطول عرض البحار الألماني طراد وحيد بالمنطقة عند بداية الحرب يدعي SMS Konigsberg الذي قام بتدمير طراد بريطاني يدعي HMS Pegasus بميناء زنجبار أثناء وجوده به للتصليحات ، لكن بعد إكتمال حشود البريطانيين البحرية أمكن لهم محاصرة الطراد الألماني بالسفن الحربية البريطانية وتم تحطيم الطراد SMS Konigsberg وتم الإستيلاء علي الطاقم والمدافع عيار 105 التي كانت علي متن الطراد الألماني وإسترداد 4 مدافع سبق لطاقم الطراد أن إستولي عليها من طرادهم البائس Pegasus..
مدافع ألمانية تم الإستيلاء عليها البعثة العسكرية ببحيرة تنجانيقا:خلال عام 1915 قام البريطانيين بتحريك زورقين بحريين براً إلي الشاطي البريطاني للبحيرة وإستطاعوا أسر السفينة الألمانية Kingani وإستبدلوا إسمهما بـ HMS Fifi بالإضافة إلي سفينتين بلجيكيتين وقاموا بهجوم تحت قيادة القائد Geoffrey Spicer-Simson ضد السفينة الألمانية Hedwig von Wissman وتمكنوا من إغراقها لضمان السيطرة علي بحيرة تنجانيقا التي تعتبر المفتاح الحيوي الذي يمكنهم من السيطرة علي الجزء الشرقي من المستعمرة الألمانية بتلك المناطق ، وإستطاعت سفينة ألمانية وحيدة النجاة تدعي Graf von Go"tzen ولم يكن البريطانيين ليرضوا بذلك ووبعد قيامها بقصف floatplane تمكن البليجيكون من الصعود علي متنها وتأمينها قبل وصول الجنود البريطانيين إليها ..
التعزيزات الألمانية ، 1916:تم إسناد قيادة القوات البريطانية لصالح الجنرال Horace Smith-Dorrien ولكن إصابته بمرض تقلص الرئة خلال سفره لجنوب إفريقيا منعته من تولي مهام الأمور ، وخلال عام 1916 أعطي للجنرال Jan Smuts مهمة سحق وهزيمة قوات العقيد Lettow-Vorbeck ، وكان لدي الجنرال Smuts جيش كبير بالمنطقة يتكون من 13000 من القوات الجنوب إقريقية و البوير والبريطانيين و الروديسيون بالإضافة إلي 7000 جندي هندي وإفريقي كقوات إحتياط يستعان بهم وقت الحاجة وتواجدت قوة بلجيكية كبيرة إلي حد ما ، وكانت عملية إمداد هذه القوات يتم عن طريق الإبل الإفريقية وذلك لإفتقار خطوط الجبهة للسكك الحديدية ، أما العقيد Lettow-Vorbeck فكان بحوزته 3500 جندي ألماني بالإضافة إلي 12000 جندي Askaris من أهل المستعمرات .
وبدأ الجيش البريطاني بقيادة Smuts هجومه من عدة محاور ، فكان الهجوم الرئيسي من الشمال من كينيا ، بينما تقوم قوات من الكونغو البلجيكية بهجوم من جهة الغرب في إتجاهين ، أحدهما نحو بحيرة فيكتوريا والأخر نحو Rift Valley ، وقامت قوات أخري بالتقدم عبر بحيرة Nyasa"ملاوي" من الجهة الجنوبية الشرقية ، وبالرغم من كل تلك الحشود فقد أخفقت في الإمساك بالعقيد Lettow-Vorbeck وتحملوا خسائر جسيمة بصفوفهم في سبيل ذلك ، ومثال علي ذلك إحدي الوحدات البريطانية وبالتحديد لواء المشاة التاسع الجنوب إفريقي بدأ هجومه في فبراير بعدد 1135 وفي اكتوبر وصل عديد جنوده إلي 116 جندي !، رغم عدم مواجهتهم معارك عنيفة والسبب يرجع إلي الأمراض المستوطنة بتلك المناطق .
وعلي أي حال ، كان الألمان في حالة تراجع مستمر والبريطانيين في حالة تقدم مطرد ، وبحلول شهر سبتمبر 1916 تمت للبريطانيين السيطرة الكاملة علي خطوط السكة الحديد الألمانية التي تمتد من الساحل بدار السلام حتي Ujiji ، وإستطاعت القوات البلجيكية بقيادة الجنرال Tombeur بأســر Tabora العاصمة الإدراية للمستعمرة الأللمانية بشرق إفريقيا ..
وإنحصرت قوات العقيد Lettow Vorbeck في الجزء الجنوبي للمستعمرة الألمانية ، ولذلك فقد الجنرال Smuts بالإنسحاب بجنوده نحو جنوب إفريقيا وتم إعادة الروديسيون لبلدهم وإحلال قوات إفريقية بدلاً منـهم ، وببداية 1917 أصبح نصف الجيش البريطاني بالمنطقة من الجنود الأفارقة وبنهاية الحرب كان معظمه منهم ، وغادر Smuts إلي لندن لكي ينضم لوزارة الحرب البريطانية هناك..
مشاركة الكونغو البلجيكية :كانت المشاركة البلبجيكيين فعالة جداً ، فقد قدموا ما يقرب من 260000 حمّال دون إحتساب القوات العسكرية ، وقامت القوات المسلحة لمستعمرة الكونغو البلجيكية التي تسمي Force Publique بالزحف تحت قيادة كل من الجنرالِ Tombeur والعقيد Molitor والعقيد Olsen وإستولوا علي كيغالي يوم 6 مايو وواجهوا مقاومة عنيفة في بوروندي لكن تفوقهم العددي أتاح لهم السيطرة التامة عليها وبحلول الـ6 من يوليو أكملوا السيطرة علي Usumbura وبالتالي إحتلال روندا وبورندي بالكامــل ..
وواصلت قوات Force Publique تقدمها للإستيلاء علي Tabora ، وأثناء تقدمهم زحفوا نحو تنجانيقا في 3 أعمدة وإستولي علي مدن Biharamuro, Mwanza, Karema, Kigoma and Ujiji بعد مواجهـات عنيفة وسيطروا بعدها علي مدينة Tabora..
السنة الأخيرة ، من 1917 إلي 1918:بالرغم من الجهود البريطانية المستمرة والحثيثة لتحطيم جيش Lettow Vorbeck فقد فشل البريطانيين في إنهاء المقاومة الألمانية ، وتولي القيادة بعد رحيل Smuts اولاً الجنرال هوسكينز ثم تلاه الجنرال الجنوب إفريقي Deventer الذي قام بإطلاق هجوم قوي في يوليو 1917 ضد قوات العقيد Vorbeck التي قسمهما إلي 3 مجموعات وإستطاعت مجموعتان منهم الهرب والمجموعة الأخري التي قدر عددها بـ5000 جندي بقيادة Tafel أجبرت علي الإستسلام ..
وخلال عـام 1917 ، حاولت القيادة العليا الألمانية إيصال المساعدات والتجهيزات الضروية اللازمة لصمود قوات العقيد Vorbeck عن طريق المناطيد الطائرة ، فتم إرسال 59 منطاد لمسافة 6400 كلم لكن تلك المحاولة باءت بالفشل ...
وبالرغم من ذلك كانت القوات الألمانية ذات قدرة علي الوقوف بوجه البريطانيين وهزيمتهم في مناسبات عدة منها معركة جرت بالقرب من Mahiwa خلال شهر أكتوبر 1917 خسر البريطانيين خلاله 1600 رجل مقابل 100 رجل فقط ، لكن مثل تلك الإنتصارات لم تكن لتغير من سير إتجاه المعركة فإلي تلك اللحظة كان البريطانيين يضيقون الخناق علي الألمان ، وفي 23 نوفمبر عبر العقيد Vorbeck بقواته نحو موزمبيق البرتغاليـة في محاولة لكسب تأييد الحامية البرتغالية الصغيرة إلي صفه إلا أنه كان غير قادر علي مواجهة أعداد البريطانيين الكبيرة فقرر العودة إلي روديسيا في أغسطس 1918 ..
وفي 13 نوفمبر ، بعد يومين من توقيع الهدنة في أوروبا ، خسر الألمان أخر معاقلهم في Kasama بعد إستيلاء البريطانيين عليها ، وعند وجوده علي نهـر Chambezi River إستلم برقية تفيد بتوقيع الهدنة بأوروبا ، فتقدم نحو Abercorn حيث إستسلم فعليا يوم 23 نوفمبر 1918.
......................
تم بحمد الله