تاريخ الطيران
الطيران حلم قديم قدم الزمن راود الإنسان حيث يذكر في المثولوجيا الاغريقيه طيران
الايكاروس، ولكن تاريخ
9 أكتوبر 1890 شهد تحليق أول آلة أثقل من الهواء بعد 12 عقداً من سيطرة الآلات الأخف من الهواء.
يمكن أن نقسم تاريخ الطيران إلى 7 مراحل زمنية :
- الخيال العلمي، المناطيد، والتحليق الشراعي : هي المرحلة التي تنتهي في القرن التاسع عشر وخلالها تخيل الناس بطرق غريبة وقريبة من الحقيقة ما يمكن أن تكون عليه آلة طائرة. منذ بداية القرن الثامن عشر شهدت هذه المرحلة بداية غزو الأجواء مع تطوير المناطيد وتعدد محاولات الطيران الشراعي.
- رواد الطيران الأثقل من الهواء : هي أولى عمليات التحليق بآلات ذات محركات قادرة على الطيران بقدراتها الخاصة. وكل محاولة تكون أول رقم قياسي أو تجاوزاً لرقم موجود كتحقيق مسافات أطول أو تحليق أسرع أو ارتفاعات أكبر وكان الطيارون في غالبيتهم صانعون لآلاتهم ومغامرون.
- الحرب العالمية الأولى : بعد عدة سنوات على أول طيران ناجح ظهر في هذه الفترة سلاح جديد في ساحات القتال وأصبحت الطائرات تنتج بكميات كبيرة وبعض النماذج صنع منها أكثر من ألف مثال، وأصبح الطيارون ذوي خبرة رغم أن روح المغامرة كانت طاغية.
- بين الحربين : نهاية الحرب العالمية الأولى تركت عدد هاماً من الطيارين دون عمل مما فتح المجال أمام النقل الجوي التجاري وفي المرتبة الأولى البريدي. وبتطور الطيران تم تأسيس قوات مسلحة بعدة دول، وهو ما جعل الطيران العسكري يدفع الصانعين الجويين إلى تحطيم الأرقام القياسية. وكان تطور الطيران المدني نتيجة مباشرة للبحوث العسكرية.
- الحرب العالمية الثانية : استعمل الطيران بكثافة في ساحات المعارك. ويمكن أن نعتبر هذه المرحلة كذروة تطوير الطائرات التي تستعمل محركات ومراوح كوسيلة دفع وفي نهاية الحرب ظهرت المحركات التفاعلية والرادارات.
- النصف الثاني من القرن العشرين : بعد انتهاء الحرب وضع عدداً كبيراً من الطيارين والطائرات خارج الخدمة. وكانت بذلك انطلاقة النقل التجاري المدني القادر على خرق الضروف المناخية واستعمال الطيران بدون رؤية. مم دفع بالطيران العسكري إلى تطوير المحركات النفاثة وإلى إطلاق الطائرات الاسرع من الصوت. وأدت البحوث المدنية إلى تطوير أولى طائرات الخطوط الرباعية المحركات وأصبح النقل الجوي متاحاً للجميع حتى في الدول النامية.
دراسة لآلة طائرة لليوناردو دا فينشي
- بداية القرن الواحد والعشرين : في وقتنا الحاضر تطور النقل الجوي حتى أن بعض المناطق أصبحت لا تسع المزيد من الرحلات.و أصبح التطور مرتبطاً أكثر بالمراقبة الجوية وإدارة الحركة الملاحية منه بالطائرات وتصاميمها وعلى المستوى العسكري أصبحت الطائرة إحدى المكونات في أنظمة الأسلحة، وتقلصت مهام الطيار بسبب التقنيات الحاسوبية. وأصبح الطيار بعيداً كل البعد عن الأجواء في الحرب العالمية الأولى.
نماذج الطائرات الشراعية الأولى لأوتو ليليانذال
رواد الطيران الأثقل من الهواءبعد المحاولات الأولى للطيران الأثقل في الهواء إدعت عدة دول انها الرائدة في ذلك. كل ذلك في ضل هيمنة النخوة الوطنية التي سادت قبيل سنة 1914، حيث همش الجانب التاريخي والعلمي وتم التركيز على القدرات الوطنية. وفي يومنا هذا ما زال الاعتقاد سائدا ان
الأخوان رايت هما "أبوا الطيران". ولكنهما لم يعترفا ابدا بطيران سابق لطيران 1903. انظر محاولات
تريان فيا.
الطيرانيمكن تعريف الطيران بانه انعدام التلامس مع الأرض، مع أو بدون إمكانية التنقل، مع أو بدون ادوات هبوط.
رايت فلاير: أول طيران بالة ذاتية الدفع.
أول إنسان اعلن عن نجاحه في الطيران (ولكن بعد طيران سانتوس دومون)هو الفرنسي
كليمون ادار، بقيادة طائرته. المحاولة الأولى في
1890 كانت نجاحه وواضحه للعيان الاثار التي تركتها العجلات على التربة المبللة كانت غير ضاهرة بوضوح في بعض الأماكن واختفت تماما لمسافة قاربت العشرين مترا. وقامت آلته الطائرة بذلك بتحقيق قفزة طويلة.ولم يكن هناك من شهود إلا بعض العمال الذين كانو مع
كليمون ادار مما أدى إلى تصنيف هذه المحاولة مع المحاولات الفاشلة الأولى للطيران الأثقل من الهواء. ولم يتمكن
كليمون ادار من النجاح بالطيران امام شهود رسميين في 1891.
ال
أخوان رايت جربا طائرتهما، ال
فلاير 2، على هضاب
كيتي هاوك يوم
17 ديسمبر 1903. كلا المخترعان قاما بالطيران بعد اجراء قرعة عمن ستكون له الافضلية في تجربة طائرتهما. الأول، أورفيل طار لمسافة 39 مترا لمدة 12 ثانية. وهذه المحاولة تعتبر من قبل العديدين أول طيران ناجح أثقل من الهواء. ولكن المعارضين، خاصة الؤيدين ل
ألبرتو سانتوس دومون، يتهمونهم باستعمال نظام إطلاق للهبوط. كما أن قلة عدد الشهود، لان المخترعين ارادا ترك طرقهما سرية، ونقص القرائن يجعل من اسبقيتهما في الطيران مجالا للشك. ولكن هذا الطيران تم التاكيد على صحته بالمحاولات التالية التي قاما بها أخوان رايت.
قام البرازيلي
ألبرتو سانتوس دومون، بالطيران في
باقاتالا في
23 أكتوبر 1906 60مترا على ارتفاع بين 2 و 3 امتار. بفضل هذا الطيران على متن الـ
14 بيس، ربح امام جمهور كبير جائزة
ارناست ارشديكون، المقدمة من قبل
نادي فرنسا للطيران للطيران الأثقل من الهواء الذاتي الدفع (بدون نظام إطلاق). المشككين بذلك، كالمؤيدين لل
أخوان رايت، يلومونه على استعمال فعل الأرض للبقاء في الهواء، بينما كانت
الفلاير III تستطيع الارتفاع عندما طارت لمسافة 39.5 كم في
5 أكتوبر 1905.
الحرب العالمية الأولى (1914-1918)تم استعمال الطائرات الأولى والطيارون الأوائل في مهام استطلاع. وأول الدول التي قامت باستعمال الطائرات كانت
بلغاريا في
حرب البلقان الأول ضد مواقع
العثمانية. وسارعت الدول الكبرى لامتلاك سلاح جو واختصت الطائرات في الاستطلاع، الاعتراض، القصف.
نيوبورت 11 الفرنسية، إحدى أهم الطائرات خلال الحرب الحالمية الأولى.
و بدأ سباق تحطيم الارقام القياسية لتحقيق الافضلية على العدو، تم تحديث التسليح مع أولى الرشاشات المحمولة على الطائرات. وظهرت المضلة كوسيلة للنجاة. اما على الأرض فقد بنيت المهابط والقواعد الجوية الكبرى، وبدأت الطائرات تصنع بكميات كبيرة.
في 5 أكتوبر 1914، قرب
الرايمس، حدث أول قتال جوي، وتم ذلك بإسقاط أول طائرة في تاريخ الطيران العسكري، ربحها الطيار
جوزاف فرانتز ضد طيار ألماني. ولكن
أدولف بيقود أصبح أول "
طيار بطل"، يحقق
خمسة في يوم، قبل أن يصبح أيضا أول
طيار بطل يموت أثناء القتال.
في نهاية الحرب، كان هناك:
- 500 4 طائرة فرنسية
- 500 3 طائرة بريطانية
- 500 2 طائرة ألمانية
بين الحربين - "العصر الذهبي" (1918-1939)ظهرت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية الاستغلالات التجارية للطيران مدفوعة بالتقدم التقني المتواصل.
المیتسوبیشي ا6م اليابانية.
وفي السنوات التي سبقت
الحرب العالمية الثانية تعددت مختبرات البحوث العسكرية وتم التوصل إلى اختراعات ثورية في هذا المجال ك
المحرك النفاث (في المملكة المتحدة وألمانيا)،
الصاروخ (في ألمانيا)، أو
الرادار (في المملكة المتحدة).
الحرب الأهلية الإسبانية كانت حقل تجارب للنازيين لتجربة اختراعاتهم وقدرة طائراتهم على القتال.
ولم تنقص اللوفتوافي سوى القاذفات الثقيلة. ولكنها امتلكت ال
مسراشمیت باف 109 التي تعتبر من أفضل المقاتلات حينها.
اما اليابان فقد كانت مقاتلتها الرئيسية «
الزيرو » بداية من 1939، ال
میتسوبیشي ا6م، بقدراتها الجيدة، سيطرت على المحيط الهادي في الشطر الأول من الحرب. واستعملت هذه القدرات الجوية في قصف
بيرل هاربر، مما جعل الولايات المتحدة تشن الحرب على اليابان وذلك بإسقاط القنبله النوويه على مدينة هيروشيما.
اما المملكة المتحدة فقد امتلكت ال
هاوكر هاريكين ومقاتلات
سوبارمارين سبيتفاير التي كانت تتصدى بصعوبة لل
مسراشمیت باف 109، ولكنها كانت تعتمد أساسا على راداراتها الساحلية وكونها جزيرة بعيدة نسبيا عن القارة.
الحرب العالمية الثانية (1939-1945) بي-17،قاذفة استراتيجية خفيفة
شهدت
الحرب العالمية الثانية طفرة كبيرة في تصميم وإنتاج الطائرات. ودخلت كل الدول المشاركة في الحرب في هذا السباق الذي شمل الطائرات والأسلحة الجوية وأسلحة الاعتراض مثل الصاروخ الألماني
في-2 وخلال هذه الحرب ظهرت أول قاذفة بعيدة المدى، وأول مقاتلة نفاثة، التي كانت
هاينكل He 178 (
ألمانيا). وكان هناك نماذج اولية الـ
كواندا-1910 التي حلقت لمسافة صغيرة في
ديسمبر 16،
1910. اما أول صاروخ عابر (
في-1)، وأول صاروخ باليستي (
في-2) فقد صمما أيضا من قبل ألمانيا. ولكن هذه الطائرات النفاثة والصواريخ لم تحدث فرقا استراتيجيا، لان ال
في-1 كانت قليلة الفاعلية وال
في-2 لم تنتج على مستوى الاستعمال. اما طائرة
موستونق P-51 فكانت أول قاذفة استراتيجية ثقيلة.
يبين الجدول التالي إنتاج الطائرات في الولايات المتحدة ونمو اعدادها :
النوع194019411942194319441945المجموع
قاذفات خفيفة جدا0 | 0 | 4 | 91 | 1،147 | 2،657 | 3،899 |
قاذفات خفيفة19 | 181 | 2،241 | 8،695 | 3،681 | 27،874 | 42،691 |
قاذفات متوسطة24 | 326 | 2،429 | 3،989 | 3،636 | 1،432 | 11،836 |
قاذفات ثقيلة16 | 373 | 1،153 | 2،247 | 2،276 | 1،720 | 7،785 |
مقاتلات187 | 1،727 | 5،213 | 11،766 | 18،291 | 10،591 | 47،775 |
استطلاع10 | 165 | 195 | 320 | 241 | 285 | 1،216 |
نقل5 | 133 | 1،264 | 5،072 | 6،430 | 3،043 | 15،947 |
تدريب948 | 5،585 | 11،004 | 11،246 | 4،861 | 825 | 34،469 |
اتصالات وربط0 | 233 | 2،945 | 2،463 | 1،608 | 2،020 | 9،269 |
المجموع سنويا1،209 | 8،723 | 26،448 | 45،889 | 51،547 | 26،254 | 160،070 |
الحرب الباردة(1945 - 1991) بوينغ 747 سنغفورية
مع نهاية
الحرب العالمية الثانية بدات بوادر
الطيران التجاري باستعمال الطائرات العسكرية المنتهية خدمتها بالأساس في التجارة ونقل الاشخاص والبضائع وتعددت شركات النقل الجوي بخطوط شملت أمريكا الشمالية، أوروبا واجزاء أخرى من العالم. وكان ذلك لسهولة تحويل القاذفات الثقيلة والمتوسطة إلى طائرات للاستعمال التجاري. ولكن حتى مع نهاية الحرب والتقدم الكبير الذي شهده الطيران كانت الطائرات في حاجة إلى مزيد من التحسين والتطوير. ومع دخول العالم في مرحلة
الحرب الباردة سعى كل من المعسكر الشيوعي والبلدان الغربية إلى تطوير انظمتهم الجوية العسكرية فتعززت مكانة الطائرات النفاثة، وأصبحت مقاتلة ال
أفرو ارو الكندية اسرع طائرة حينها.
على الجانب المدني قدمت شركة بوينغ نظرتها الجديدة للطيران التجاري بطرحها سنة 1969 طائرة ال
بوينغ 747 لاول مرة، واستمرت الانجازات بقيام
الخطوط الجوية البريطانية سنة 1976 باستعمال الطائرة الفوق صوتية
الكونكورد القادرة على عبور المحيط الاطلسي في اقل من ساعتين.
في الربع الأخير من القرن أصبحت جل البحوث والتصاميم تتركز على تحسين القدرات الملاحية وأنظمة التحكم في الحركة الجوية عوضا عن تطوير الطائرات وظهرت عدة اختراعات لتحسين القدرات التقنية للملاحة الآلية.