تستعد شركة رافاييل الإسرائيلية لنظم الدفاع المتقدمة Rafael Advanced Defense Systems لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة بيع أول منظومة من "القبة الحديدية" تحتوي على ثلاثة منصات إلى كوريا الجنوبية، بحسب تأكيد مصدر رفيع المستوى في الشركة الدفاعية الإسرائيلية الذي تحدث إلى موقع الأمن والدفاع العربي SDA.
وأضاف المصدر أن وفدا رفيع المستوى من وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كان قد زار إسرائيل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية حيث تم إطلاع الوفد على آلية عمل المنظومة وفعاليتها في التصدي للقذائف والصواريخ قصيرة المدى، فيما أثمرت المحادثات مع الوفد الكوري عن موافقة كوريا الجنوبية على ابتياع ثلاثة منصات من منظومة "القبة الحديدية".
وستبلغ قيمة الصفقة 500 مليون شيكل إسرائيلي، أي ما يعادل 150 مليون دولار، على أن تسلم المنظومة لكوريا الجنوبية في أواخر العام القادم 2012، بحسب المصدر ذاته.
وستقوم كوريا الجنوبية بنصب تلك المنظومة على حدودها مع كوريا الشمالية التي تشهد مناوشات مسلحة واحتكاكات مع جارتها كوريا الشمالية من حين لآخر، بحسب تأكيدات وفد وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في حديثه مع ممثلي وزارة الدفاع الإسرائيلية وممثلي شركة رافاييل منتجة المنظومة المضادة للصواريخ قصيرة المدى.
وأكد متحدث باسم شركة رافاييل أن منظومة "القبة الحديدية" التي يبلغ مداها 70 كيلومترا، كانت قد أثارت اهتمام العديد من الدول، أهمها الهند وسنغافورة واليابان.
يشار إلى أنها الصفقة الأولى التي تعقدها شركة رافاييل مع جهة غير إسرائيلية لتسويق المنظومة التي قيل أنها أثبتت نجاعتها في التصدي لصواريخ القسام والكاتيوشا وغراد التي أطلقتها المجموعات المسلحة الفلسطينية من قطاع غزة، باتجاه إسرائيل في شهري آذار/ مارس، ونيسان/ أبريل من العام الجاري (2011).
وتحتوي كل منصة إطلاق (بطارية) على 6 صواريخ قصيرة المدى، تستطيع التصدي لقذائف من عيار 155 مليمترا في جميع أحوال الطقس الغائم والماطر والمغبر والعاصف، وحتى في ظروف الضباب، حيث يستخدم صاروخ اعتراض فريد من نوعه يحتوي على رأس حربي يمكنه تفجير أي هدف في الجو خلال ثوان من إطلاقه.
وفيما يعتبره البعض ذو تكلفة مرتفعة؛ إذ يبلغ ثمن الصاروخ الاعتراضي الواحد 30 ألف دولار، فإن الجيش الإسرائيلي -أول مستخدم لهذا النظام- راض عنه تماما، معتبرا أن ارتفاع سعر التكلفة مقبول إذا ما قيس بالحلول الأمنية التي يوفرها في أماكن نشره.
وكان نظام القبة الحديدية قد اختير من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية كأفضل نظام تصد للصواريخ قصيرة المدى، إذ يوفر حماية شاملة في مناطق واسعة تشهد تهديدات مستمرة.
وقد كثفت شركات الصناعات الدفاعية الإسرائيلية مؤخرا من مشاركاتها في معارض الأسلحة الدولية بشكل لافت للانتباه، وذلك بهدف تسويق اختراعاتها وحلولها الدفاعية والأمنية، لاسيما في الشرق الأقصى وشبه الجزيرة الهندية، وبالقرب بؤر التوتر والنزاعات.