كشف
مصدر سياسي يمني رفيع في الرياض, عن مساعٍ قطرية حثيثة , لإقناع الرئيس
اليمني علي عبد الله صالح, عبر "وسطاء دوليين , " للقبول بمبادرة جديدة
يتبناها أمير قطرالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني , تضمنت عرضا ماليا قيمته
مليار دولار, مقابل عدم عودته الى اليمن و إغلاق التحقيقات في محاولة
الاغتيال, التي استهدفته وكبار قيادات الدولة في مسجد النهدين بدار الرئاسة
بصنعاء في الثالث من الشهر الجاري.
ونقل
موقع " نبأ نيوز " اليمني أمس, عن المصدر قوله ان ديبلوماسيين غربيين
بحثوا اول من أمس , في الرياض مع مسؤولين يمنيين , ضمن الوفد المرافق
للرئيس صالح, مقترحا قطريا من أربع نقاط , تضمن عرض مبلغ مليار دولار, تعهدت
به الدوحة للرئيس صالح , وتعهد خطي من قوى المعارضة اليمنية بعدم الملاحقة
القضائية للرئيس وأركان نظامه , مقابل وقف جميع التحقيقات في حادث مسجد
دار الرئاسة, وعدم العودة إلى اليمن.
وأوضح المصدر أن الجانب اليمني, فض الاجتماع, بعد 20 دقيقة فقط من بدايته , بتوجيه
من الرئيس صالح شخصيا الذي أبلغ أعضاء الوفد هاتفيا برفض مناقشة أي عروض
خارج إطار المبادرة الخليجية المعلنة وقنواتها الرسمية .
وجدد
صالح تأكيده بأنه سيعود الى اليمن في غضون أيام ولن يغادرها حتى بعد خروجه
من السلطة, مبديا استياءه من الطريقة التي تتعاطى بها الدوحة مع القضية
اليمنية, حيث يتمسك بإجراء انتخابات , تؤمن تسليم السلطة "لأيدي أمينة"
يختارها الشعب.
ولفت
المصدر إلى "أن صالح وجميع أركان نظامه , مصرون على استكمال التحقيقات في
محاولة الاغتيال, ومحاكمة جميع المتورطين فيها "مهما كانت أسماؤهم
ومراكزهم", ومطاردة المتورطين من خارج الحدود عبر "الانتربول" , وهو الأمر
الذي بات يثير قلقا كبيرا لدى قطر , وبعض الأطراف الدولية التي ما زالت
التسريبات تتوارد تباعا حول ضلوعهم المباشر في المؤامرة والتي لم يكن أحد
منهم يتوقع فشل محاولة الاغتيال ونجاة الرئيس صالح ".
وذكر
الموقع أن دولة قطر , تقدم دعما ماليا سخيا للقوى اليمنية الساعية لانتزاع
الحكم خارج الأطر الدستورية , فضلاً عن دعمها الإعلامي المباشر عبر قناة
"الجزيرة" , التي ينظر إليها كناطق رسمي بلسان خصوم النظام , في الوقت الذي
تؤكد مصادر متطابقة أن محاولة الاغتيال تمت بدور قطري مباشر, وأن مخاوفها لا تنحصر في كشف أدوارها في صناعة فوضى اليمن, بل تمتد إلى مخاوف من فضح أدوارها في سورية وليبيا وغيرهما.
وأضاف
أن" أحداث الأيام القليلة التي أعقبت محاولة الاغتيال كشفت عن مخاوف كبيرة
من عودة الرئيس صالح من رحلته العلاجية, ضمن اعتقاد سائد في الأوساط
السياسية بأن الرئيس اليمني , لن يغفر للمتورطين بمحاولة الاغتيال, وأن رده
سيكون كما وصفه الناطق الرسمي "عنيف ومزلزل", وأن هناك "فضائح مهولة" ستكشفها
لجنة التحقيق , التي يشارك فيها خبراء دوليون قد تقلب الطاولة على رؤوس
قوى المعارضة التي تؤكد التقارير أن معظم قياداتها فرت على مراحل مختلفة
إلى خارج اليمن.
من جهة اخرى تظاهر عشرات الالاف من المعارضين في صنعاء امس, مطالبين بنظام "جديد" بعيدا عن الرئيس علي عبد الله صالح, كما تظاهر انصار الرئيس اليمني تعبيرا عن "الوفاء" والدعم له.
وفي شارع الستين في صنعاء , سار عشرات الالاف بقيادة "شباب الثورة" , مرددين هتافات بينها "الشعب يريد نظاما جديدا" و"الشعب يريد مجلسا رئاسيا انتقاليا" , حيث انطلقت المسيرة فور انتهاء صلاة الجمعة.
وادى
زعيم تكتل قبائل حاشد الشيخ صادق الاحمر صلاة الجنازة امام نعوش 41 من
انصاره المسلحين الذين لقوا مصرعهم خلال اشتباكات مع قوات الامن حول مقره
السكني في حي الحصبة في شمال صنعاء , ولم يلق الشيخ الاحمر الذي فرض
مرافقوه حوله طوقا امنيا لمنع الاقتراب منه كلمة امام المتظاهرين.
وعلى بعد كيلومترات عدة , تجمع انصار الرئيس اليمني في ميدان السبعين رافعين صوره ولافتات تؤكد الوفاء لشخصه.
ونقلت
الصحف اليمنية امس , عن نائب وزير الاعلام عبدو جنادي قوله "لا يمكن
الحديث عن انتقال للسلطة قبل عودة الرئيس" وذلك ردا على مطالب المعارضة
المصدر
المختصر للأخبار