الطائرة الشبح ما هي :- هي طائرة تستخدم تقنية التخفي لتجنب اكتشافها من قبل الرادارات وذلك بسبب تصميم سطحها الخاص والمواد المستخمة في صناعتها.
تم وضع تصميمها من قبل علماء ألمان أثناء الحرب العالمية الثانية.وقد دأب المصنعون والدول الصناعية على امتلاك هذه الطائرة بكل الوسائل الممكنة لانها ذات فاعلية كبيرة في الهجوم على مواقع عسكرية وطائرات مقاتلة دون أن يكتشفها الرادار.
بما انه لا يمكن اخفاء الطائرات تماما عن شاشات الرادار، تعتمد تقنية التخفي المعتمدة في هذه الطائرات على تقليل مقطعها الرإداري مما يحول دون رصدها ومتابعها بشكل فعال.
نشأة وظهور أجهزة تحديد الاتجاه RWR.
في شتاء 1943م تزايدت كثافة الغارات الإنجليزية على المدن الألمانية في الحرب العاليمة الثانية، وبرغم جميع المحاولات التي قام بها الألمان لإعادة تنظيم الدفاع الجوي، إلا أنها جميعاً باءت بالفشل، وكان الألمان يشاهدون تدمير مدنهم ليلة بعد ليلة دون أن يتمكنوا من اتخاذ أى إجراء مضاد. ولذلك تم تجنيد العلماء وأحسن أصحاب العقول الفنية لديهم لحل هذه المشكلة، وشرع الفنيون على الفور في بناء نظام راداري جديد ذي تردد بعيد كل البعدعن تردد الأجهزة المستخدمة، مما يصعب من عملية التداخل، ولم يقف تقدم ،الألمان عند هذا المجال فقط، بل سرعان ما قاموا بتركيب أجهزة استقبال الإنذار Radio WarningWarning Recievers (RWR) في طائراتهم، وهي أجهزة يمكن مقارنتها بالجهاز ميتوكس Metox السابق تركيبه في السفن والغواصات عند بداية الحرب العالمية الثانية، وهو يمتاز عن الرادار العادي بأنه آلة
سلبية لايصدر عنها أي إشعاع كهرومغناطيسي يمكن التقاطه بواسطة العدو، كما وأنه ذو مدى كبير جداً بالنسبة للرادار العادي، حيث يمكن اكتشاف الهدف قبل أن يقوم رادار الهدف المعادي بالتقاطه، بل كان يمكن أيضاً اكتشاف الرادار
المعادي في القاذفات على مسافة تصل إلى ضغف مسافة رادار الطائرة القاذفة.وبذلك يتيسر للمقاتلات وقت كافٍ للقيام بالمناورة والهجوم على القاذفة، كا يمكن أيضاً لأجهزة RWR أن تقوم بتوجيه المقاتلات إلى أهدافها؛ ورغم أنها
بالطبع لا تستطيع قياس المسافة، إلا أنها تستطيع تحديد الاتجاه بدقة بالغة.
وفي أوائل عام 1944م أصبح لدى الألمان نوعية من أجهزة RWR في طائراتهم، كان أحدها هو الرادار ماكسوس Maxos الذي يمكنه التقاط إشعاعات الرادار الإنجليزي المستخدم في المقاتلات التي تحدد الأهداف في القاذفات، أما الرادار RWR الثاني فأطلق عليه اسم فلنسبرج Fliensburg، وكان مؤلفاً لاستقبال إشعاعات رادار بريطاني آخر محمول جواً يطلق عليه مونيكا Monica،وكان مركباً على ذيل القاذفات البريطانية لإنذارها عن اقتراب الطائرات الالمانية .
وكان الرادار فلنسبرج مكوناً من نظام جديد للتوجيه الذاتي يحقق توجيه المقاتلة آلياً إلى الهدف، وكذلك مستقبل مقارن وهوائيين عموديين مثبتين في مقدمة الطائرة.
لقد نجحت القوات الجوية الألمانية نجاحاً باهراً باستخدام هذا الجهاز، وفيالوقت نفسه أصبحت الروح المعنوية لدى الطيارين للمقاتلات البريطانية في أسوأ حالاتهم، فكان أحسن الطيارين لديهم يقومون بإلقاء حمولاتهم من
القنابل بمجرد شعورهم بأدنى احتمال لالتقاط هذا الرادار لطائراتهم.وتصاعدت حدة الموقف في ليلة 30-31 مارس 1944م، عندما استطاع الألمان تدمير 95طائرة للحلفاء – أثناء غاراتهم على “نورمبرج” – من إجمالى 795 طائرة قاذفة، ولقد عرف البريطانيون أخيراً بأمر هذا الجهاز عندما هبطت طائرة ألمانية من طراز “جونكرز” هبوطاً اضطرارياً في الأراضي الإنجليزية، وكانت الطائرة تحمل الرادار “فلنسبرج”، ولقد دهش الإنجليز دهشة بالغة عندما
عرفوا الغرض الذي صُمم هذا الجهاز من أجله، والذي كان مؤلفاً لاستقبال إشعاعات الرادار “مونيكا” المركبة على ذيل القاذفات، وتأكدوا بذلك من أن هذا الرادار بدلاً من توفير الحماية لهم ضد المقاتلات فإنه كان يجذبها
إليه كما يجذب الضوء الفراشات من حوله، ويجعل الهجوم عليها أمراً بالغ السهولة.
ولقد استخدمت أجهزة RWR أيضاً في مواقع الحرب الإلكترونية الأرضية كأجهزة لتحديد الاتجاه لإرشاد وحدات إعاقة الرادارات الأرضية إلى أهدافها الجوية، حيث إن من الواضح أن وحدات الإعاقة لا تحتاج إلى اتجاه الهدف فقط للتوجيه
عليه.
لقد أصبح السؤال الملح الآن هو: هل تعتبر أجهزة RWR الحل المناسب ضد طائرات الشبح؟
ولكن يقف أمام هذا الحل عقبه كبرى وهي قياس المسافة، وهي تلك العملية التييعجز عنها جهاز RWR، حيث إنه يعتمد على نظرية استقبال الإشعاعات فقط، بعكس الرادار المعادى المزود بمرسل ومستقبل، والذي يمكن بواسطته قياس زمن وصول
النبضات إلى الهدف ثم ارتدادها واستقبالها في مستقبلات خاصة، ومن ثم يمكنه قياس المسافة، فإذا كان بالإمكان تزويد أو إيجاد وسيلة غير رادارية لإيجاد المسافة تكون المشكلة قد حلت.
النظرية الحديثة في استخدام الجهاز RWRالنظرية الحديثة في استخدام الجهاز RWR
لكى نتعرف على النظرية الحديثة في استخدام الجهاز R.W.R في كشف الطائرات الشبح، علينا أن نذكر أن جهاز R.W.R هو جهاز للاستقبال فقط، لذلك فإنه اعتماداً على ضرورة وجود أجهرة رادارية متعددة في الطائرات الحربية لا
يمكن إبطالها جميعاً في وقت واحد أو مرة واحدة، فإن هذه الأجهزة تصدر عنها إشعاعات كهرومغناطيسية يمكن لجهاز R.W.R استقبالها باستمرار. ولذلك فإنه باستقبال إشارات الهدف فى ثلاث محطات R.W.R على الأقل وفي وقت واحد،
وبحساب الفرق في زمن وصول النبضة إلى كل جهاز وآخر، فإنه يمكن قياس المسافة بنظرية الأشعة المغناطيسية أو بطريقة حل مثلث الخطأ؛ وبطبيعة الحال فإن هذه العملية لن تتم بالطريقة اليدوية، بل ستتم بواسطة الكمبيوتر
بما يتميز به من دقة عالية تجعل احتمال وجود مثلث الخطأ أمراً بعيداً عن الاحتمال، بل ستحقق تلاقي الأشعّات الثلاث في نقطة واحدة.
مكونات الجهاز المقترحيتكون الجهاز من ثلاثة أنظمة رئيسة هي:
*نظام الاستقبال Reciving System.
*وحدة التحكم والسيطرة Prossesing Control Station .
*وحدات التسجيل.
أولاً: نظام الاستقبال:يتكون النظام من ثلاث محطات استقبال RWR، المسافة بين كل محطة والأخرى تتراوح بين 10إلى35كم.
ويتم تبادل المعلومات وإرسالها بواسطة وصلة ميكرويف، كما تستخدم الوسطى كوسيلة للربط بين نظام الاستقبال ووحدات التحكم والسيطرة Reciever Control
Station وهوائي مركب على صارٍ عالٍ.فيما يتكون مستقبل النبضات RA من: مستقبل سوبر هيترودين متعدد القنوات،
وجهاز كمبيوتر، ومجموعة الهوائيات، وعدة وحدات للتكبير والقياس، ونظام ميكرويف للاتصال.
وتتكون وحدة التحكم في الاستقبال من: أماكن عمل الوحدة، ومبينات الاستقبال، ومجموعة قطع الغيار الالكترونية، وجيمع معداتها موجودة فى مقطورة خاصة مكيفة الهواء.
أما مجموعة الهوائيات فهى متحركة أو ثابته، وفي حالة الثبات يتم إقامة صارٍ MAST ويُركب الهوائي أعلى الصاري لزيادة إمكانات الكشف على الارتفاع المنخفض. ويصل ارتفاع الصاري إلى حوالي 25 متراً.
ثانيا: وحدات التحكم والسيطرة:
وتعتبر بمثابة القلب مثلث الخطأ؛ وبطبيعة للإنسان، حيث تستقبل جميع المعلومات الواردة من محطات الاستقبال الثلاث، حيث تقوم بحساب إحداثي الهدف والباراميترات الرئيسة وخواصه، وترسل هذه المعلومات إلى عامل الجهاز أو المستخدم.
ثالثاً: وحدات التسجيل:
وهي تستقبل جميع المعلومات الواردة من وحدة التحكم والسيطرة، حيث يتم إظهارها على مبين خاص، وتشمل هذه المعلومات الأهداف الأرضية، كما يمكن لهذه الوحدة أن تستقبل المعلومات من أي وحدة تحكم وسيطرة مجاورة
أو أي معلومات من أي وحدة تسجيل أخرى، وكذلك سيمكنها استقبال المعلومات من محطات الحرب الإلكترونية.
إمكانات عمل الجهاز
أولاً : في مجال الاستطلاع :- - يمكن للجهاز اكتشاف الأهداف وتتبعها.
- تحديد نوع الهدف وخواصه آلياً، حيث إن جهاز الكمبيوتر الخاص بالجهاز يحتفظ فى ذاكرته بجميع المعلومات عن أجهزة العدو.
- حساب ارتفاع الهدف وإمكانية تمييزه، مُعادٍ أو صديق.
- حساب إمكانات أجهزة الملاحة الجوية في الطائرات، وإمكانات أجهزة الرادار المتوافرة بها.
ثانياً: في مجال الاستطلاع الأرضي:
- خواص وموقع الرادارات الأرضية والأسلحة المختلفة (المدفعية م-ط – والصواريخ – والمدرعات …. إلخ).
- أماكن ومواقع الطائرات والأجهزة الإلكترونية الموجودة بها.
الخواص التكتيكية:
- المدى الكبير للكشف، الذي يصل إلى حوالي 450 ميلاً أو حتى إمكانات انحناء سطح الأرض.
- القدرة على الكشف على جميع الارتفاعات من الارتفاع صفر حتى قمة الطبقة المتأينة في الجو.
- الدقة العالية في تحديد إحداثيات الهدف.
- احتمال كشف الأهداف بنسبة عالية.
- القدرة على العمل تحت ظروف التداخل بجميع أنواعه، كما يمكن اكتشاف الهدف القائم بالتداخل.
- إمكانية تركيب أجهزة RWR في الطائرات المقاتلة لاعتراض الطائرات الشبح، وأيضاً من خلال المحطة الأرضية.
- إمكانية تبادل المعلومات مع المستخدمين.
- إمكانية كشف جميع الأهداف الأرضية.
- إمكانية كشف السفن وجميع المطارات المعادية.
وأخيراً، فإن من المفضل ربط هذه النوعية من الأجهزة مع أجهزة أنظمةالقيادة والسيطرة الآلية، حتى يمكن إرشاد وتوجيه وحدات الصواريخ أرض- جووكذلك المقاتلات إلى الطائرات الشبح .
المصدر
http://spg.ps/ar/?p=18447
تحياتي
بحري من عكا