الصاروخ الروسي المضاد للدبابات Kornet -- AT-14 Spriggan
صاروخ روسي مضاد للدبابات, تم تصميمه من طرف مكتب التصميم الهندسي الروسي KBP Instrument Design Bureau, و ذلك ليحل محل تشكيلة الصواريخ الروسية القديمة, للتعامل مع دبابات القتال الرئيسية لدول الحلف الأطلسي من فئة أبرامز M1A2 ABRAMS و ليوبارد LEOPARD 2 و لوكلير LECLERC, كما يمكن إستخدامه ضد الأهداف الطائرة البطيئة كطائرات الهيلكوبتر, و يطلق عليه الحلف الأطلسي إسم AT-14 Spriggan.
تاريخ التطوير :
تم الإعلان الرسمي عن دخول هذا النظام للخدمة في الجيش الروسي في أكتوبر سنة 1994, بينما تم البدء في تطويره سنة 1988 كنظام أساسي في تسليح وحدات المشاة وبإمكانه التعامل مع خليط من الأهداف البرية الثابتة و المتحركة كالدبابات و عربات القتال المدرعة و المخابئ و التحصينات, و ذلك إعتمادا على نظام توجيه ليزري نصف أتوماتيكي سهل LASER BEAM GUIDANCE SYSTEM الإستخدام بتقنية SACLOS (Semi-Automatic Command to Line of Sight), و قد تم إدماجه في الجيش الروسي لتعويض الجيل السابق من الصواريخ المضادة للدروع كالكونكورس KONKURS - AT-5 Spandrel و فاغوت AT-4 Spigot, و هي صواريخ ذات توجيه سلكي WIRE GUIDED MISSILES, و تسمى النسخة التصديرية لهذا النظام Kornet-E.
خصائص عامة :
تفوق سرعة طيران الصاروخ نحو هدفه سرعة الصوت, و يتراوح مداه ما بين 100 متر و 5500 متر (3500 متر ليلا), و يعتمد نظام الدفع على الوقود الصلب بمخرجين للعادم بكل جانب من الصاروخ يمنحانه ميزة الدوران حول نفسه عند الإنطلاق نحو هدفه مما يزيد من استقراره خلال الطيران و ذلك بالإعتماد على زعانف في المقدمة و المؤخرة تنفتح مباشرة بعد خروج الصاروخ من القاذف.
يستخدم صاروخ الكورنيت Kornet نظام التوجيه الليزري للتصويب و إصابة الهدف, بحيث يقوم الرامي بعد تحديد الهدف بتوجيه شعاع الليزر نحوه لإضاءته بينما يقوم جهاز استشعار فى الجزء الخلفى من الصاروخ بركوب هذا الشعاع في إتجاه الهدف و يوفر هذا النظام الحماية ضد التدابير الإلكترونية المضادة Electronic countermeasures(ECM) و يمكن الصاروخ من العمل في كافة الظروف الظروف المناخية و دون التأثر بعوامل بيئية متعلقة بمسرح القتال, و بهذا الأسلوب في التوجيه يكون الرامي مجبرا على الإستمرار في إضاءة الهدف إلى أن يحقق الصاروخ الإصابة, و يحمل الصاروخ رأسا ترادفيا TANDEM شديد الإنفجار من نوع High Explosive Anti-Tank HEAT, ذو قدرة إختراق تدميرية تتراوح بين 1000-1200 ملم فيما يخص الدروع التفاعلية المتفجرة Explosive Reactive Armour ERA, كما يتوفر الصاروخ برأس حربي حراري من نوع متفجرات الوقود الجوي Thermobaric للتعامل مع يسمى بالأهداف الناعمة Soft-Skinned Targets كالتحصينات و المخابئ و تجمعات القوات و مرابض الرشاشات.
و يتشكل النظام في مجمله من القاذف الأنبوبي الذي يحتوي على الصاروخ و الحامل الثلاثي القوائم TRIPOD و وحدة التصويب, ويمكن حمله و إستخدامه من طرف جنديي مشاة, من جهة أخرى بالإضافة إلى النسخة المحمولة, تم دمج النظام على مجموعة متنوعة من عربات القتال المدرعة مثل BTR-80 وBMP3 , و سمي بنظام الإطلاق و التوجيه 9P163M-1 Tank Destroyer, و تحمل عربة BMP3 أربعة صواريخ, كما تسمح بإمكانية إعادة التلقيم أوتوماتيكيا و يمكن تخزين 16 صاروخا جاهزة للإستعمال داخل قواذفها, و يسمح نظام التوجيه الليزري المركب على سطح العربة بإطلاق الصاروخين دفعة واحدة ضد هدفين مختلفين بحيث يعمل الليزر على قناتين مختلفتين لتوجيه كل صاروخ نحو هدفه, و يجذر التذكير بأن هذا النظام يشكل دعما تكتيكيا جد فعال في مواجهة الفرق المدرعة المتقدمة في أرض المعركة.
التجربة القتالية :
تتحدث تقارير عسكرية أمريكية عن كون أول تجربة قتالية عملية لهذا الصاروخ قد حدثت سنة 2003 خلال غزو العراق, حين إستخدمه جنود عراقيون في الأسبوع الأول من الحرب, حيث كان الجنود المتخفين في لباس مدني يتحركون باستخدام سيارات نصف نقل من نوع نيسان لمتابعة الطوابير المدرعة الأمريكية و ضرب أجنابها, و بالفعل إستطاع الصاروخ إعطاب دبابتين من طراز أبرامز M1A2 ABRAMS و عربة قتال من فئة برادلي Bradley, و لقد تأكد حصول الجيش الأمريكي على نسخة سليمة من نظام كورنيت, في الوقت الذي إتهم فيه الرئيس الأمريكي جورج بوش الشركات الروسية ببيع أنظمة تسليح متطورة لنظام صدام حسين, و هو ما نفاه الرئيس الروسي آنذاك فلاديمير بوتين.
الكورنيت في مواجهة الميركافا :
و من جهة أخرى, تبقى أفضل تجربة قتالية لهذا الصاروخ هي حرب لبنان 2006 حيث شكلت صواريخ حزب الله المضادة للدروع صدمة قوية للجيش الإسرائيلي و لدبابة الميركافا MERKAVA التي تشكل فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية, ومن بين هذه الصواريخ كان الكورنيت هو أكثرها فعالية و تأثيرا في تدريع الميركافا الطبقي Modular Armour و لقد تأكدت تلك الفاعلية التدميرية بتصريح الجنرال الإسرائيلي غيورا إيلند Eiland Giora عقب
الحرب بقوله : " لقد إكتشفنا أن الجانب الأعلى لدباباتنا الرئيسة ميركافا ، كان لقمة سائغة للقذائف الحديثة ، ثنائية الرؤوس ، وإستطاع الكورنيت تدمير عدد منها ".
و يبقى من الصعب تحديد عدد دبابات الميركافا التي تم تدميرها بصاروخ الكورنيت على ضوء التصريحات الإسرائيلية بكون سوريا قد سلمت عددا قليلا منها لحزب الله على سبيل التجربة, إلا أنه من المؤكد أن عددا كبيرا منها قد تم سحقها أو على الأقل إعطابها و إخراجها من الخدمة بعد إصابتها, خاصة في معركة وادي الحجير التي شكلت كمينا محكما و قاتلا و سمتها جريدة "هآرتس" بمجزرة الدبابات, حيث خسرت «الفرقة 162 الفولاذية» ما يقارب 39 دبابة ميركافا و 12 جرافة عسكرية من نوع CATERPILLAR D9 تابعة لسلاح الهندسة الإسرائيلي.
بعد سريان وقف إطلاق النار أكد المحلل العسكري الإسرائيلي زئيف شيف أن هذه المعركة هي إحدى أهم المواجهات التي قام بها الجيش الصهيوني خلال العشرين عاما الأخيرة و العشرين عاما القادمة بحيث سماها بالحرب الكبرى داخل الحرب الكبرى, أما أحد جنود طواقم الدبابات الذي شارك في المعركة فقد وصفها بقوله: "جهنم, الجحيم و لا شيئ آخر , أنا لم أصدق أنني سأخرج من هناك, أنت ترى الموت بناظريك و تصافحه, فطوال الوقت كان هناك إطلاق نار و إطلاق صواريخ مضادة للدبابات, كانت هذه نار الجحيم ولا تعرف متى ستطالك وفي سرك تصلي لأن تنتهي الهجمة لتسمع بالجهاز اللاسلكي أن الآليات لم تصب وأن أفرادها بخير ولكن هذا لم يحدث. ينبغي التحقيق فيما شهدناه في وادي السلوقي فبعد أن خلنا أننا نوشك على العودة مبتهلين ومتبسمين ورافعين الرايات عدنا بدون زملائنا" بينما يؤكد آخر بقوله: "إذا كان لدينا شيء لنتعلمه من الجانب الآخر فهو الصبر الذي لديهم" واعتبر الجنود أن إرسالهم للموت المحتوم إهانة كبيرة، وعلق أحدهم على ذلك بالقول "أرسلونا كي نجلب صور مخربين قتلى أو رافعي الأيادي وبدلا من إحراز انتصار نفسي واحتلال وعي الآخر تلقينا العكس كيدا مرتدا وقاتلا", وقال أحد الجنود: "كنا نظن أن المنطقة مطهرة وسرعان ما اكتشفنا أننا ولجنا الجحيم حيث بلغتنا الصواريخ من كافة الجهات دون أن يتوقع أحد منا أن نقع بمثل هذه المصيدة. هذا فشل ذريع", وذكر آخر "حسبنا أننا داخلون لمنطقة نظيفة وإذا بالنيران تصوب علينا من مخابئ ومنازل. عندما أصيبت الدبابة الأولى فهمنا أن الكابوس قد بدأ. أعرف أن الصاروخ الأول ليس الأكثر خطرا إنما الرشقة التي تليه. كان هذا مرعبا فأنت تفكر فورا أين يمكنك الاختباء وتكاد تموت خوفا من المجهول".
كما تأكد من جهة أخرى إستخدام صاروخ كورنيت برأس حربي حراري من طراز THERMOBARIC في معركة مارون الراس وذلك بإستهداف قوة إسرائيلية راجلة تخندقت بأحد البيوت مما أسفر عن مقتل جنديين على الفور و إصابة 5 جنود آخرين بجروح خطيرة.
و كنتيجة مباشرة لهذه التجربة العملية الناجحة, يمكن القول أن صاروخ الكورنيت قد رفع من رقم مبيعات الأسلحة الروسية بشكل كبير مباشرة بعد إنتهاء حرب لبنان 2006 حيث سارعت عدة دول إلى شراء المنظومة, في حين إنهارت إمكانيات تسويق دبابة الميركافا التي تأثرت سمعتها بشكل جد سلبي.
المواصفات العامة للصاروخ :
الطول : 1200 ملم.
القطر : 152 ملم.
الوزن : 29 كلغم تشمل الصاروخ داخل القاذف الأنبوبي مع الحامل و وحدة التوجيه الليزري.
وزن الرأس الحربي : حشوة جوفاء بوزن 10 كلغ.
قدرة الإختراق : 1000-1200 ملم من الدروع المتجانسة.
المدى : 100 متر و 5500 متر (3500 متر ليلا)
الدول المستخدمة :
روسيا, الجزائر, المغرب, الأردن, سوريا, تركيا, إيريتريا, الهند, اليونان, البيرو, كرواتيا, قبرص, فنزويلا.صور مختلفة لصاروخ كورنيت :
صواريخ كورنيت من مخلفات حزب الله في جنوب لبنان :
صور مختلفة لصاروخ كورنيت فوق عربات قتال مدرعة و سيارات عسكرية