أعادت الإمارات العربية المتحدة فتح المفاوضات مع فرنسا بخصوص اقتناء قمر اصطناعي عسكري، بما يثبت مخاوف هذه الدولة الخليجية من السياسات التوسعية الإيرانية.
لكن يمكن ربط هذه الخطوة أيضاً بالمفاوضات المتباطئة بين البلدين لشراء 60 مقاتلة رافال (Rafale) متعددة الأدوار من شركة داسو (Dassault)، ضمن صفقة قد تبلغ قمتها 10 مليارات دولار.
تم الحديث عن مشروع القمر الاصطناعي الإماراتي للمرة الأولى في العام 2008، بعد وقت قصير من تخلي دول مجلس التعاون الخليجي عن برنامجهم للقمر الاصطناعي العسكري هدهد.
وكان ذلك البرنامج يتضمن في مرحلة من المراحل شركة الفضاء الفرنسية الإيطالية تاليس ألينيا سبيس (Thales Alenia Space)، التي كانت ستتولى إنتاج أقمار اصطناعية للمراقبة رادارياً وبصرياً ضمن برنامج سعودي – قطري – إماراتي. لكن تم إلغاء هذا البرنامج في العام 2008.
لكن الإمارات أطلقت في 24 نيسان/ أبريل قمرها الاصطناعي الخامس الخاص بالاتصالات إلى مدار الأرض، وهو القمر الاصطناعي الأول الذي ستولى توفير الاتصالات الآمنة بشكل مستقل للقوات العسكرية الإماراتية، وذلك ضمن توجه الدول العربية في الخليج لدفع قدراتها العسكرية ضد إيران.
تم إطلاق القمر الاصطناعي Y1A من المركز الفضائي الأوروبي في كورو، غويانا الفرنسية، على متن صاروخ الفضاء آريان 5.
وتم بناء الصاروخ من قبل شركة ياه سات الإماراتية، التي هي فرع من شركة مبادلة، التي مقرها الرئيسي في أبو ظبي الغنية بالنفط.
مع العلم أن شركة مبادلة التي تمثل فرع الاستثمار الخاص بحكومة الإمارات، هي منخرطة بشكل كبير في المساعي الإماراتية لبناء صناعة دفاعية خاصة.
تم تطوير القمر الاصطناعي وبناؤه لدى شركة أستريوم (Astrium) التي هي الفرع الجوفضاء الخاص بشركة EADS الأوروبية وتاليس ألينيا سبيس، التي يتواجد مركزها الرئيسي في كان، فرنسا. وهي ملك ل Thales Aerospace الفرنسية و Finmeccanica الإيطالية.
يستند تصميم هذا القمر الاصطناعي إلى القمر Eurostar E3000 من استريوم، وقد كان مقرراً له ان يطلق إلى مدار الأرض في 31 آذار/ مارس الماضي، لكن ذلك تأخر لدواعٍ تقنية.
وينبغي إطلاق قمر آخر Y1B قبل انتهاء العام الحالي لإكمال برنامج ياه سات البالغة قمته 1.6 مليار دولار.
ومن شأن قمري Y1A و Y1B توفير الاتصالات التجارية عبر الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب غرب آسيا وأوروبا.
وتحتل الإمارات مركز الريادة ضمن جهود دول مجلس التعاون الخليجي لحيازة قمرها الاصطناعي العسكري الخاص، دفعاً لقدرات نظام الإنذار المبكر التي كانوا يسعون لحيازتها منذ سنوات عدة.
وقد خاضت دول مجلس التعاون الخليجي مفاوضات بخصوص حيازة نظام إنذار مبكر مشترك في فترة عقد كامل.
لكن، بسبب بعض الخلافات العائلية ما بين دول المجلس، ابتدأت في العام 1982، في أوج الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) بقي العديد من الأهداف العسكرية في دول التحالف هذا غير محقق.
لكن من شأن تصاعد التوتر ما بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران أن يوفر الدافع لهذه الدول أن تضع اختلافاتها جانباً، وتعمل معاً لتطوير قدراتها العسكرية المشتركة، وتحد من اعتمادها لى الولايات المتحدة في مهام الإنذار المبكر.
ويحمل تطوير قمر المراقبة الإماراتي مدلولات استراتيجية مهمة بالنسبة لدول الخليج العربي. مع العلم أن مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة هي التي تتولى إدارة برنامج القمر الاصطناعي.
أطلقت الإمارات قمر المراقبة الأول دبي سات 1، في تموز/ يوليو 2009، وهو قمر متخصص بالمراقبة الخاصة بالتخطيط المدني والإعانة في الكوارث، تم بناؤه على يد شركة كورية جنوبية، ويتم الآن بناء القمر الثاني دبي سات 2 في ا|لإمارات، وهو معد لينطلق إلى الفضاء في العام 2012.
UPI - SDA
http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=24235&cat=1