نتيجة لمآلات الإنتخابات بولاية جنوب كردفان تم
رصد تحركات مشبوهة للجيش الشعبي منذ أبريل الماضي من بحيرة الأبيض إلي الجبال
الشرقية والغربية وبخاصة مناطق كروقي ، أم دورين ، الحجيرات ، فامي ، أم دلو ،
كاودا ، جُلُد ، كرنقو عبد الله ، وغيرها . تزامن تصاعد وتيرة هذه التحركات مع
شعارهم التهديدي في الإنتخابات (النجمة أو الهجمة) بمعنى إما فوز الحركة الشعبية التي
شعارها النجمة أو الحرب .
ما يدعم ذلك منع الجيش الشعبي لحركة دوريات
يونامس خلال كل شهر مايو من الوصول لمنطقة (بحيرة الأبيض) وهي المنطقة التي كان
قد تم اختيارها سابقاً كنقطة تجمع لقوات الحركة الشعبية ،
تلاحظ كذلك أن مجموعات كبيرة من الجيش الشعبي
كانت ترتدي الزي المدني وتجوب مدينة كادوقلي . كما تأكد لنا أن كل قوات الحركة
الشعبية قد تحركت إلى المدن والجبال .
عقب إعلان نتيجة الإنتخابات بولاية جنوب كردفان
أعلنت الحركة مباشرة عدم اعترافها بالنتيجة وهددت بالسيطرة بالقوة على كل الولاية
رغم اعتراف المراقبين المحليين والدوليين بالنتيجة وبنزاهتها .
عند تحرك السيد الوالي في 5/6 لأداء القسم بالخرطوم
قامت الحركة بقفل الطرق الرئيسية المؤدية إلى كادوقلي والسيطرة علي بعض النقاط
الهامة المحيطة بمدينة كادوقلي كما بدأت بإطلاق نار كثيف علي المدينة .مما
تسبب في نزوح عدد من المواطنين
يوم 6/6 تحرك وفد عالي المستوى مكون من
المؤتمر الوطني والحركة الشعبية من الخرطوم إلي كادوقلي ، وعند وصول الوفد تحرك أعضاء
الحركة الشعبية إلى أحد الجبال المجاورة لكادوقلي حيث عقدوا اجتماعاً برئاسة عبد
العزيز الحلو . أما الوفد القادم من الخرطوم فقد عقد اجتماعاً مطولاً مع لجنة أمن
الولاية وعناصر الحركة الشعبية وتوصلوا للآتي :
1 - سحب القوات الكبيرة التي تقوم بحراسة منزل الحلو مع الإبقاء
على عدد الحراسة الطبيعي .
2 – سحب كل قوات الحركة الشعبية إلى المناطق التي حددتها
الإتفاقية .
3- وقف أي عدائيات بين الطرفين .
4- الحفاظ على الأمن وفق ما نصت عليه الإتفاقات
والبروتوكولات .
5- الإستمرار في الحوار خاصة في الجانب الأمني .
6- استعادة هيبة القانون والنظام بواسطة لجان مشتركة .
بعد نهاية الإجتماع قفل الوفد راجعاً للخرطوم
ولكن موكب السيد الوالي الذي كان في وداعه تعرض في طريق عودته إلى مدينة كادوقلي
لقصف عنيف من الجبال المطلة على شارع المطار من كمين نصبه أفراد الحركة الشعبية
لاغتيال السيد والي الولاية وقد أفادت معلوماتنا ان جميع وحدات الحركة الشعبية
المشتركة من جيش وشرطة قد كانت متورطة في هذه المؤامرة . كما قام منتسبو الحركة الشعبية
بالقوات المشتركة بتوجيه أسلحتهم إلي إخوتهم بالقوات المشتركة من منسوبي القوات
المسلحة غدرا . يضاف إلى ذلك قيام الحركة الشعبية بعملية إغتيالات لعدد من
ابناء المنطقة المنتمين للمؤتمر الوطني في عملية تصفية بربرية بدم
بارد ينكرها طبعنا السوداني وهي دخيلة على مجتمعنا .
نشير إلى أن قيام القوات المسلحة بإدخال وحدات مدرعة
إلي كادوقلي كان قد أدى إلى إفشال كثير من المخططات التخريبية التي كانت الحركة
الشعبية تنوي القيام بها . وأن الأوضاع الآن مستقرة بتماسك القوات المسلحة
وأدائها لرسالتها دحضاً لأي ادعاء بأن هنالك تمرداً في بعض فصائل القوات المسلحة
، وهذا ما لا أساس له من الصحة البتة ، وقد قامت القوات المسلحة باستخدام القوة
المتناسبة ضد هذه العملية البربرية دون افراط ، حفظا لأرواح المواطنين وطمأنتهم
واعادتهم الى مساكنهم ، ولم تقم حتى الآن بعمليات واسعة النطاق لملاحقة المعتدين
، وتاسف القوات
المسلحة للادانة غير المتوازنة من قبل يوناميس في
ادعائها إفراطنا في القصف ، وهي نفسها التي صمتت عن ادانة البادئ بالعدوان ضد
المواطنين العزل والمتسبب الحقيقي في ترويع المواطنين ونزوحهم . كما أنه
لا صحة أبداً للزعم بسقوط طائرات تابعة للقوات المسلحة بالمنطقة .
لقد ظلت القوات المسلحة خلال كل هذه الأيام التي تشهد
أحداثاً تثيرها الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان تعمل على إعادة الحياة إلى
طبيعتها بفتح وتامين الطرق وتأمين المدن الرئيسية والمحطات والمواطنين والمنشآت
الحيوية لضمان انسياب ووصول المساعدات الانسانية . وتستنكر القوات المسلحة
تدخل الحركة الشعبية في الشان الشمالي ومحاولاتها المستمرة لفرض وصايتها على
أبناء ولاية جنوب كردفان حتى بعد اعلان نتيجة الانفصال والمطلوب من الحركة
الشعبية أن ترفع يدها عن التدخل في الشأن الشمالى فوراً . كما ترجو القوات
المسلحة من أبناء جبال النوبة تحكيم العقل والعمل جنبا إلى جنب مع حكومة ولاية
جنوب كردفان من أجل المواطن وازدهار
وتنمية المنطقة .
المصدر يا محمد علام:
http://www.ashorooq.net/index.php?option=com_content&view=article&id=16419&Itemid=24