في المجال الجوي كثُرت الطائرات المسيرة من دون طيارعلى مختلف مستوياتها
الاستراتيجية والتكتيكية والمُصغرة والمقزمة (Micro UAV’s) خدمةً للقوات
الجوية من جهة وللقوات البرية والبحرية من جهة أخرى، بنوعيها ثابتة
الجناح والعمودية .
وقد بلغت نسبة تطبيقات الانظمة الجوية مع القوات البرية الأميركية 61 % ،
ومع القوات الجوية 31 % ومع القوات البحرية 8 % (حيث لا تشمل هذه النسب
الطائرات المقزمة وصغيرة الحجم) ، وذلك حسب مصادر قيادة طيران وصواريخ
الجيش الاميركي .
وفي هذا الصدد، نشر سلاح الجو الاميركي في كل من العراق وافغانستان
وباكستان منذ عام 2001 حتى اليوم، نظماً جوية غير مأهولة متعددة المهام
والادوار، طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى، مثل طائرة غلوبال هوك Global
Hawk للمراقبة الاستراتيجية عالية الارتفاع وطويلة الصمود في الجو،
وطائرة MQ-1 Predator B المسلحة وطائرة MQ-9 Reaper للمراقبة
التكتيكية، ضمن عمليات استطلاعية وعمليات قتالية، ما قال عنها بعض الكتاب
الاستراتيجيين أنها " ثورة النظم غير المأهولة في إطار الصراعات المسلحة
على الساحة العالمية، مع مطلع القرن الواحد والعشرين "!
ومن أهم الانظمة الجوية العاملة حالياً ما يلي :
•نظام MQ-1C ذو المدى الموسع والمتعدد الوظائف اُطلق على هذا النظام تسمية "النسر الرمادي Grey Eagle " ، وهو قادر على دعم
القوات الارضية على مستوى الفرقة، بحمولات متعددة من الانظمة الالكترو –
بصرية، أو تلك التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، واجهزة التصوير الفيديوي
وتحديد الاهداف الارضية المراد تدميرها من الجو، وقدرات اعادة الاتصال
والرادار متعدد الفتحات والقادرعلى كشف ومتابعة الاهداف البرية المتحركة،
والتقاط معلومات الاشارات اللاسلكية الاستخبارية، واسقاط الذخائر دقيقة
الاصابة. يعمل هذا النظام بمدى يصل إلى 300 كلم ولمدة زمنية تبلغ 24 ساعة
متواصلة .
•نظام إم كيو- 5 بي هنتر MQ-5B Hunter
ويحمل هذا النظام الجوي غير المأهول على هيكله الخارجي حمولة من المعدات
الالكترو – بصرية، وتلك العاملة بالاشعة تحت الحمراء، ويستطيع تحديد
الاهداف البرية بدقة، ويعيد ارسال الاتصالات واطلاق الذخائر دقيقة
الاصابة، حيث يمكنه الطيران لمدة 20 ساعة متواصلة. صُمم هذا النظام لدعم
واسناد التشكيلات البرية على مستوى الفيلق والفرقة.
•نظام آر كيو – 7 بي شادو RQ-7B Shadow
يستطيع هذا النظام الطيران لمدة 6 ساعات متواصلة ، وهو يعمل على مستوى
اللواء بصورة أساسية، كمنصة عضوية لتأمين مهام الاستخبارات والمراقبة
والاستطلاع، عن طريق الاجهزة البصرية، وتلك العاملة بالاشعة تحت الحمراء
وتحديد مدى الاهداف الارضية بأشعة الليزر.
•نظام آر كيو – 11 رافن RQ-11 Raven
هذا النظام صغير الحجم، ويقوم بدعم الكتيبة فما دون (السرية والفصيل)، حيث
يقوم الجندي بإطلاقة واستعادته باليد، ويعمل الجيش الاميركي حالياً على
تطوير مفهوم استخدام مجموعة واسعة من الانظمة المشابهة صغيرة الحجم
(المقزمة)، القادرة على تزويد الوحدات البرية المقاتلة صغيرة الحجم
بإستخبارات مرنة عالية المستوى ، مع التركيز على رفع مستويات عوامل ودرجات
اليقظة والحيطة والحذر، من قبل الفصيل والسرية .
مستقبل الانظمة الجوية غير المأهولة
من المتوقع ان تشمل تطبيقات الانظمة الجوية غير المأهولة في المستقبل ما يلي :
•استخدام التقنيات المتقدمة الداعمة لعمليات الاقلاع والهبوط الافقي والعمودي
•ربط أنظمة طيران الجيش مع النظم البرية والبحرية والخدمات العسكرية الاخرى غير الماهوله
•تنظيم عمل المجموعات البشرية العاملة على الانظمة الماهولة مع العاملين على الانظمة غير المأهولة
•تطوير صناعة واستخدام وتنظيم عمل النظم الصغيرة الحجم غير المأهولة
•تطوير عمل الانظمة التشبيهية التدريبية المخصصة لكل نظام غير مأهول؛
مع تلك العائدة لمجموع الانظمة الاخرى العاملة غير المأهولة
•تطوير انظمة القيادة والسيطرة الارضية على النظم الجوية غير المأهولة لتخفيف ضغط العمل عن ادارة النظم الجوية المأهولة
•تحقيق الكفاءات المشتركة بين النظم الجوية المأهولة وغير المأهولة
وفي نهاية المطاف يمكن القول أن مستقبل الانظمة غير المأهولة : البرية
والبحرية والجوية، قد يكون على درجة عالية جداً من القدرات والامكانيات
القتالية والانذارية المتفوقة، بحيث إن لم تكن تضاهي النظم الماهولة
الحالية من حيث الكم ، فإنها من دون شك قد لا تقل عنها من حيث الكيف، لا
سيما في الاوقات والاماكن والظروف القتالية الصعبة المعقدة للحرب الحديثة
.
وعليه فإنه من المتوقع أن تظهر في المستقبل
القريب قاذفات وسفن ودبابات ومدافع غير مأهولة ، وربما (جندي عمليات خاصة
روبوتي)؛ لتقوم جميعها جنباً الى جنب ؛ بتنفيذ مختلف اوجه الحرب المشتركة
اللامأهولة على أفضل وجه !