الحرس الجمهوري "رجال المهمات الصعبة"
حقائق تكشف لأول مرة
كان الهم الأكبر عند القيادة الأمريكية في حربها ضد العراق هو تحيد تشكيلات الحرس الجمهوري العراقي قبل المعركة الفاصلة فارتكز منطقهم في حملتهم الجوية على الطابع السيكولوجي (النفسي) لدفع قوة الحرس إلى التسرب والانحلال أو الاستسلام دون مجابهة تلاحمية مهينة لكبرياء فرعون العصر فالحرس الجمهوري يقاتل لمبدأ وهدف سامي فهو كقائدة لا يؤمن بالمستحيل ولا يبالي بقوة الغلبة المعادية ولا بالتضحيات ولكن همه ما يقدمه من نتائج أي إما أن يتم النصر أو يهلكوا دونه وسجلهم المجيد توج ذلك بالأفعال وليس بالادعاءات الرنانة فالعدو كان له تجربة مهينة أمام أسود الحرس الذين إما أن ُيفنوا أو َيفنوا فمن أركع حرس ثورة الخميني "البسدران" وأركع جبروت تشكيلات فيلق الفرسان المدرعة الأمريكية السابع "ارمي نايتس" المتخصص بتحجيم أثار هجوم الجيش السوفيتي الأحمر المدرع ومن أفنى جرذان الصحراء البريطانية في "أم المعارك" لن يركعه إلا الله لذلك بنى العدو خطته ضد الحرس الجمهوري على الجزء الناجح من تجربته في "عاصفة الصحراء" التي دفع خلالها بأكثر من 70 ألف جندي عراقي من قوات الاحتياط إلى الاستسلام تحت تأثير الحرب النفسية وهو يعلم وفقاً لتجربته الفاشلة في ذلك الوقت مع الحرس الجمهوري فإن القصف الجوي المركز ضد الحرس الجمهوري لم يجدي نفعاً في تدمير أو تشتيت تشكيلاته أو تحيده قتالياً على الأقل فكان الدور المرعب والمستحيل للحرس الجمهوري أسود المواقف الصعبة وبانزير العراق في وقف وإخماد حركات الخيانة والتمرد في الجنوب العراقي الذي اشترك فيه تشكيلات كبيرة من حراس الثورة الإيرانية سقط أكثرهم تحت براثن أسود بابل الفولاذية إضافة إلى مقتل آلاف العلوج الأمريكان والإنجليز ونتج عن هذه المواجهات عند العدو عشرات الآلاف من الإصابات النفسية في صفوف الجيش الأمريكي الذي انعكس سلباً على الحياة الاجتماعية الأمريكية والتي يمكننا أن نسميها "لعنة أسود بابل" لذلك قام العدو بالاستعداد لأسوء الاحتمالات كخطوة ممثلة لخطوة القيادة العامة العراقية حيث اعتمد بشكل كبير جداً على المرتزقة وجعل الأمريكيين في مواقع قيادية ميدانية آمنة أو خارج نطاق المعركة وعمل على تفعيل مبدأ القتال المباعد StandOff أي خارج مدى أسلحة المواجهة العراقية مدافع الدبابات والمورتر هذا في حالة ردة الفعل أما الفعل فقد بنا العدو إستراتيجية متدرجة جديدة للتعامل مع أسود الحرس الجمهوري أصحاب الروح المعنوية المرتفعة والشجاعة المفرطة الذين يحترفون الحرب في أعسر الظروف فكان ذلك بالخطوات الاستخباراتيه والعسكرية ذات الطابع النفسي المتمثلة بالتالية:
1 - بدء العدو وعلى المدى الطويل أي منذ أن انتهت "أم المعارك" يعمل على استمالة أركان القيادة الخاصة بالحرس العام والخاص لما يخدم مصالح أمريكا مع بدء الحرب من خلال تأثيرات نفسية مادية ومعنوية إيجابية وسلبية وقد استطاع الأمن الخاص العراقي و جهاز "أمان" أن يخترق هذه الاتصالات دون ردة فعل تذكر حتى لا يدفع العدو إلى تطوير أساليبه في هذا المضمار وبدء بزرع ما يعرف بالعملاء المزدوجين بغية استقطاب النوايا الأمريكية ووضعها تحت المجهر ودائرة الضوء الأمنية العراقية وسعى إلى ترتيب تكتيك أمني غير مسبوق وهو جعل السيطرة الحقيقية على الجيش الجمهوري بنوعيه لمنظمة الأمن الخاص SSO دون أن يشعر بذلك أحد من خلال توسيع دائرة السلطة للأمن الخاص بأمر القائد العام للجيش والقوات المسلحة دون توضيح ماهية وجهة هذه السلطة.
2 - بدأت غربان العدو حربها ضد الحرس الجمهوري بجعله أعمى وأصم وعاجز عن ردة الفعل المضادة للجو منذ الساعات الأولى للحرب من خلال استخدام القنابل الإلكترونية فئة MFP التي تولد الواحدة منها مليارين واط جوي تشل كافة وسائط الاتصال والاستشعار الإلكتروني على أن تفعل هذه العزلة فعلها في معنويات رجال الحرس لكن القيادة العامة كانت قد أعدت حرسها لمثل هذه الظروف القتالية المعقدة من خلال جعل قيادة الحرس لامركزية حرة في ردود فعلها القتالية المناسبة مع ضبط أمني سري في تشكيلات الحرس واعتماد خط اتصال أمني سلكي ليفي سري مدفون في أعماق الأرض لحفظ قناة اتصال خاصة مع القيادة العامة المتمثلة بشخص القائد "صدام حسين" لنقل التطورات والمستجدات الميدانية وتلقي القرارات الاستراتيجية منه إضافة إلى ذلك وكبديل مناسب يحد من تراجع القدرة في الدفاع ضد الجو عند الحرس كان التوسع في اعتماد مبدأ التقنيع الميداني الروسي "ماسكورفكا " ( الخداع والتضليل ) واعتماد تحصينات مناسبة مرتبطة بشبكة أنفاق للتنقل وعدم الثبات ومبدأ الانتشار على رقعة واسعة وتهيئة أماكن وتحصينات احتياطية واعتماد مدافع م/ط بكميات مضاعفة بكافة أعيرته بدل صواريخ م/ط.
3 - عندما وجد العدو أنه فشل في دفع الحرس الجمهوري العراقي إلى التسرب والاستسلام نتيجة عزلة عن قيادته الخارجية عمد كخطوة ثانية إلى عزلة عن القيادة الداخلية بإتباع ما يسمى الضربات الجوية الجراحية بالذخائر الذكية التي تركزت على مراكز القيادة والسيطرة ودوائر الارتباط الميداني ومستودعات الذخيرة والوقود والمؤن وضد سلاح القتال الرئيسي "الدبابات "وفق معلومات رصد قبل وأثناء الحرب امتلكها العدو وتم ذلك بالدرجة الأولى بالقنابل المنزلقة على الليزر المعروفة بالممهدة "متتبعة الطريق" Pave Way وبواسطة قنابل "مدمرة السدود " Dike Buster الموجه بالأقمار الصناعية " ذخائر الهجوم المباشر المشتركة " JDAM بالدرجة الثانية وتم اعتمد من الفئتين صنف ثالث يسمى "مدمرة الحصون " Bunker Buster إضافة إلى عائلة صواريخ مافريك (الثور الضال) Maverick وكان الهدف من هذا النوع من الضربات هو عملية العزل الداخلي للجيش الجمهوري لكن عناصر الهندسة الميدانية قاموا بتضليل تلك الذخائر بمضللات الليزر الإلكترونية و الدخان الأبيض والأسود وأجهزة التشويش على موجة الرنين المغناطيسي GPS كما قاموا بشكل مسبق باستبدال الدبابات الحقيقية التي وضع عليها أغطية عازلة ضد كل أنواع الكشف الإلكتروني وحفظت في مكعبات كرونكيتية مدفونة بالتراب أو الرمل بدبابات هيكلية معدنية وهمية مشابه من الخارج تماماً للأصلية وضع في داخلها براميل نفطية و سبائك رصاص لإثقالها من الجوانب فتصبح عند ضربها بالمرابض مماثلة للأهداف الحقيقية ، كما بدأت عناصر مدربة من الأمن الخاص بإعادة تشكيل فرق الحرس على شكل مجاميع حرة أكبر هيكلية تنظيمية لها هي تشكيل السرية اللامركزية ( في مرحلة متقدمة بعد الحواسم الأولى بدء اعتماد تشكيل الكتيبة "1200 محارب") ونفذوا خطة انسلاخ الأفعى بشكل متدرج وتسربوا بخطة محكمة خارج الفرق بشكل هادئ متدرج ليلي دون أن يشعر أحد.
4 - شعر الأمريكيين أنهم خدعوا وضرباتهم الجراحية لم تثني أسود بابل عن الصمود فعمدوا إلى عملية نفسية جديدة كبيرة تمثلت بحملة القصف البساطي بواسطة 44 قاذفة عملاقة من نوع B 52H Stratofortress الشهيرة ، بقنابل عمياء فئة 500 رطل ربما لم تكن تؤثر بشكل فعال مباشر بالحرس المتحصن بقوة التفجير أو بالشحن والتفريغ الجوي بسبب استمرارية الانفجارات الناتجة عنها ولكنها بسبب الصوت المستمر الذي تحدثه تسبب الغثيان والقيء وإحباط القدرة القتالية والمعنوية ولم يكتفي العدو بذلك لتأكيد هذه النتائج بل قام باستخدام مستودعات "ديزي كاتر " فئة 15000 رطل التي تدمر وتعطل العوائق والأفخاخ الدفاعية وتقطع أوصال الأحياء المتواجدين في السطوح الخارجية ضمن دائرة قطرها أكثر من 500 متر وتصعق بشكل قاتل من خلال شل مواضع معينة في الدماغ بتأثير موجات صوت صفير حاد ناتجة عن احتكاك ضغط الانفجار فيها بمادة مسحوق الألمنيوم تقتل خلال ثواني كل ذي دم حار ضمن مساحة قدرها 4 كم2 أما الحرس الخاص فقد استخدمت ضده مستودعات "أم القنابل" فئة A التي تسمى "جاينت ديزي كاتر" تزن 21000 رطل وقطر تدميرها أكثر 1500متر وتقتل بالفرقعة الصوتية الصاخبة كل العناصر البشرية خارج التحصينات ضمن مساحة 6 كم2 وسبب التأثير القاتل فيها هو الرفع المفاجئ والكبير بتأثير الصوت لضغط الدم وبالتشنج العصبي اللذان يؤديان إلى انفجار الأذن الوسطى والنزف الداخلي والسكتة القلبية ، وقد تجاوز ما تبقى من تشكيلات الحرس التي لم تتسرب ضمن خطة انسلاخ الأفعى هذه الأخطار المادية والمعنوية باستخدام بشكل دائم لسدادات أذنيه خاصة والتواجد في خنادق عميقة أو ضمن تحصينات محكمة الإغلاق معزولة.
5 - كانت أخر محاولة عند العدو لإخضاع رجال الحرس هي الاستخدام الكثيف لقنابل ومستودعات التدمير المساحي فئة الصدمة المدمرة (الخانقة، الضاغطة، القاطعة، الإرتجاجية، الفراغية) أو العنقودية فئة 202 قنيبلة وفئة 644 قنيبلة زنة 1.5 كغ للقنيبلة وتم استخدام القنابل الانشطارية فئة 5000 شظية بسمارية زنة 2000 رطل وفئة 50000 شظية زنة 21000 رطل وهي "أم القنابل" فئة B و كانت الضحايا في صفوف الحرس رغم كل ذلك الضغط التدميري والإفنائي ضئيلة مقارنة بما وظف ضدها من أسلحة الفتك المهول و لكن بالفترة ما بين 27/3/2003 إلى 1/4/2003 ظهر تكتيك أمريكي خطير جداً هو:
القنص الجوي الجراحي : كانت أمريكا تسعى منذ عاصفة الصحراء إلى تطبيق مبدأ قتالي جديد يحجم دور الدبابات الثقيلة و المدرعات المرافقة لها من خلال استبدالها بآلية حيوية مناسبة أكثر مرونة و أمان وكان ذلك متمثل بسلاح الجو ذو الإقلاع العمودي والتحليق المنخفض الآمن الصامت إلكترونية بسرعة تحت صوتية للنفاثات فكان التطبيق الأول من خلال سمتيات "أباتشي" من الجيل الأول AH-64A Apache التي كانت تطلق صواريخها من نوع "هيلفاير" Hellfire (نار الجحيم) من بعد 10 كم و هي تحلق على ارتفاع 5كم بمنأى عن الأخطار المضادة وكان التطبيق الثاني بواسطة قاتلات الدبابات المعروفة بالنفاثة الصاعقة (ثاندربولتA-10B ThunderBolt II) التي كانت تطلق قذائف وطلقات اليورانيوم المستنفذ التي تنفذ في الدبابات والآليات كما تنفذ السكين الملتهبة بالذبد ، وفي معركة الحواسم عمدت قيادة الغدر إلى تطوير هذا المبدأ الذي يسمى "بنظرية أركيلا" ولكن ضمن الحملة الجوية ضد التحصينات والدروع الخاصة بالجيش الجمهوري على وجه الخصوص وتولى هذا النوع من العمليات سبعة أجنحة جوية (60 طائرة) خمسة منها أي 300 نفاثة من نوع "ثاندربولت 2" بمعنى قاذفات الصواعق وجناحين أي 120 نفاثة من نوع "ووثورغ 2 بلاس" التي تعني سياط الحرب.
سمتية "لونغ بو" الأحدث في عائلة "أباتشي"
قذائف هيدرا وصواريخ هيلفاير
مدفع كانون م230 عيار 30 ملم مع بعض ذخائره
وقد اكتسب هذا التكتيك من الحملة الجوية ضد مرتفعات تورا بورا الأفغانية حيث لم يجدي شيء ضد المجاهدين المتحصنين بالجبال وقت إذ مثل "الأباتشي" التي كانت تمتلك مجسات استشعار حراري مرتبطة بمدفعها الرئيس ذو الطلقات الخارقة للدروع.
وفي معركة الحواسم الأولى قام هذا الأسطول من سياط الحرب و الصواعق بإطلاق 8171 صاروخ موجهة و15942 قنبلة صماء وذكية إضافة على 18948 قذيفة صاروخية سمتية ومنزلقة على الليزر من نوع هيدرا عيار 50 ملم و 70 ملم 60% منها خارجة باليورانيوم المستنفذ وكانت هذه النفاثات تقوم بأكثر من 2000 طلعة يومياً ووصلت عملياتها الجوية إلى أكثر من 9000 عملية يومياً وتركزت مهمتها في التعين الحراري للأجسام الحية ضمن التحصينات والدروع واقتناصها بدورات مدفع أفنجر Avenger GAU-8A السباعي السبطانات الدوار الرئيسي في مقدمة هذه الطائرات التي بلغت 311597 دورة و الدورة تبقى إما ثانية تطلق خلالها 30 طلقة خارقة للدروع من اليورانيوم على نقطة معينة مع ضابط مسار ليزري من نوع متتبع البنس Pave penny بالنسبة لسياط الحرب أما الصواعق فالدورة تتراوح رشقتها بين 60-120 طلقة من نفس نوع الطلقات PGU 16HP الشديدة الخرق حيث تنفذ هذه الطلقات التي تسير بسرعة فائقة تقارب 3500 م/ث بشكل مجدي بسماكة في الإسمنت المسلح تزيد عن 6 متر أو 2 متر (2000ملم) في الفولاذ المكثف (التدريع الرئيسي في دبابات أسد بابل هو 500 ملم من الفولاذ المكثف) معتمدة في ذلك على سرعة الاندفاع وكثافة المعدن وحرارته العالية 3000 درجة مئوية وعملية القنص ترتكز في عملها على مستقبل مسدد ليزري خاص بهذه المقاتلات إما ذاتي الإضاءة أو خارجي بواسطة الطائرات المسيرة أو بأجهزة قوات فاس FAC .
وقد تجاوز عناصر الهندسة خطر طلقات هذه الصواعق و السياط الحربية بنسبة تزيد عن 85 % باستخدام الدمى الحرارية ؟؟؟.
نفاثات إيه 10 وورثوغ 2 بلاس
مدفع أفنجر الذي أطلق مئات الآلاف من الطلقات على دروع وتحصينات الجيش الجمهوري
وقد شعر العدو بذلك فأرادوا أن يحسموا هذا الأمر بمدافع "كانون" الخاصة بأسطول سمتيات الأباتشي الذي كان مكون من 420 سمتية من نوع "أباتشي" و180 من الطراز الأحدث في عائلة أباتشي التي تدعى "لونغ بو" AH-64D Long Bow والتي كانت تميز الدمى الحرارية من الأهداف الحركية الحقيقية من خلال مجسات الحرارة الحركية و التي تطلق صواريخ الهيلفاير ذات الحشوة الحرارية الفائقة القدرة ، فكانت مفاجأة فرقة المدينة الدفاعية من السدود النارية الدفاعية التي أفشلت هذا المشروع الهجومي وكان ما كان.
ومما تقدم يتجسد لنا كيف تعامل الجيش الجمهوري مع الكيد الأمريكي المهول والمعقد ليثبتوا أنهم فعلاً أهل لما وكلوا به وهم بالفعل رجال المهمات الصعبة.
ويمكننا أن نلاحظ حرص أمريكا على عدم خروج تلك الأسود من عرائنها بفرسانهم الفولاذية لأن أسود بابل لا يعرفون النظر إلى الخلف ولا يعرفون ما هو الانسحاب من القتال وإنما التحول إلى شكل جديد من القتال فهم لا يعرفون إلا بغيتين لا ثلاث لهما النصر مهما كان الثمن والشهادة وهي أرخص الأثمان التي يدفعها الرجل الحق في سبيل الله دفاعاً عن الحق والوطن والمبادئ والقائد المجيد..
"الحرس الجمهوري وأم القنابل الفرعونية"
منذ حرب أمريكا في الهند الصينية (فيتنام) عمدت هذه الأخيرة لصناعة ما عرف بالقنبلة الخاصة وكان أول نتاج هذا البدائل النووية هي ما عرف بمقطعة زهرة الأقحوان أو الربيع أو المارغريت "ديزي كاتر" وقد استخدمت ضد الثوار الفيتناميون الشيعيون "الفيتكونغ" بغية إخراجها من جحورهم الجرذانية وتحصيناتهم مذعورين أو عجزهم عن الخروج نتيجة الإحباط والانهيار النفسي من الناحية المعنوية أو منعهم من الخروج نتيجة انهيار الطبقات الخارجية والمنافذ بسبب الضغط الهائل الذي ينتج عنها والذي يصل إلى أكثر من 1000 رطل / ضغط على البوصة المربعة وذلك من ناحية التأثير المادي كما استخدمت هذه المستودعات في إزالة الألغام واستخدمت جنباً إلى جنب مع "النابالم" وغارات B52 في إبادة التجمعات الدفاعية والهجمات المشاة الكثيفة والسهم المكسور وظهر معها في ذلك الوقت قنبلة خاصة جديدة ضخمة يصل وزنها إلى 22000 رطل تدعى "الضربة العنيفة الحاسمة" Grand Slam ذات المنشأ البريطاني كانت مشحونة بالمواد الحارقة (النابالم والفوسفور) وقد استخدم منها أيضاً مستودعين عملاقين من هذا النوع في حرب الفلوجة الأخيرة أحدهم كان معبأ بالفوسفور الأبيض التفاعلي والثاني كان على شكل قنبلة إشعاعية قذرة حالت الأمطار الغزيرة دون تفشي ضررها المهلك وإتمام تفاعلها بفضل الله.
قنبلة الضربة العنيفة الحاسمة (غراند سلام "Grand Slam")
في الصورة الأولى والأخيرة (الأولى من اليمين)
وفي نهاية حرب فيتنام استخدم الأمريكيون قنبلة خاصة جديدة كانت على شكل مستودع أسطواني الشكل من نفس فئة وزن "غراند سلام" تدعى "آخذة الحياة" تحمل 20000 رطل من مادة الوقود الغازي "ايروفيول" (الوقود المتفجر بالهواءFuelAirExplosive "FAE” ) وهي قنابل تسبب الهلاك لكل من يتنفس في مساحة تزيد عن 4 كم2 (400 هكتار).
ولكن رغم تنوع هذه المستودعات العملاقة وتعدد أساليب الفتك فيها ورغم تجربتها الناجحة المعاصرة في أفغانستان في سرعة إسقاط مزار شريف وقندهار ومنع مجاهدين طالبان من القيام بعمليات ارتدادية إلا أن الأمر كان مختلف مع ما تسميهم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بشياطين الحرب أو "شياطين أشور" وهم يقصدون بذلك الحرس الجمهوري العراقي I.R.G.
لذلك قاموا بتطوير جيل جديد من القنابل الخاصة سمي "أم القنابل" (عتاد التفجير الجوي الهائلM O A B ) Massive Ordnance Air Blast وهذا المستودع يتمتع بالضخامة والشكل الانسيابي وهو مزود بدفات توجيه وضبط مساري وتخفيف سقوط نسبي وهي تزن 21700 رطل وتم إنتاج منها عدة نماذج هي:
ذيل أم القنابل حيث يظهر أجنحة التخفيف السقوط وضبط المسار
القنابل الخاصة الأمريكية
1 - النموذج "A" هو البديل عن قنبلة "ديزي كاتر" ولكن يفوقها بثلاثة أضعاف من جميع النواحي.
2 - النموذج "B" وهو البديل الإستراتيجي قنبلة الولد القارع (تولبويTollboy ) الانشطارية التي تزن 12000 رطل وتنثر 25000 شظية مسمارية وأم القنابل قوتها مضاعفة بكل المقاييس.
3 - النموذج "C" وهي الخلف عن آخذة الحياة وحشوتها من البلازما الحرارية TB بدل الوقود الغازي FAE وتفوق آخذة الحياة بخمسة أضعاف التأثير من جميع النواحي تقريباً.
4 - النموذج "D" وهي البديل الإستراتيجي عن القنابل النووية التكتيكية المتوسطة بقوة 4-5 كيلوطن من مادة (ت ن ت) وهي تفوق هذه الأخيرة بسرعة التأثير والفتك وتفوق القنابل النووية التكتيكية الصغيرة "مينينيوك" بقوة التأثير من 3 إلى 5 أضعاف على الأقل.
وقد استخدمت معظم هذه النماذج ضد الحرس الجمهوري ومع ذلك تجاوز هذه المحنة الحربية المخيفة.
"القنبلة الخاصة العراقية"
كانت فكرة القنبلة الخاصة العراقية بعد معاناة العراق من أكتال المشاة الإيرانية الانتحارية ففكرت القيادة بسلاح بديل عن السلاح الكيميائي يكون أكثر رجولة من قذارة الأسلحة الكيميائية فجاء مشروع قنبلة الصِدام Alsedam Project وهي قنبلة إشعاعية صممت لتقتل بالأشعة توقف العمل فيها بسبب كبر حجمها واحتمال إخفاقها بنسبة مئوية كبيرة نسبياً إضافة لعدم توفر كميات من المادة الفعالة الأساسية فيها تكفي لإنتاج عدد استراتيجي منها فتوقف المشروع وكشف للجنة التفتيش الدولية في أواسط التسعينات.
ولكن العراق طورت مستودعات زنة 7000 رطل هي القنبلة الضاغطة وهي القنبلة الحرارية العراقية الأولى ثم بدء تطوير هذا المبدأ فجاء برنامج "كرات صدام النارية" قنابل الوقود الهوائي FAE وجهزت به نفس المستودعات المخصصة للقنابل الضاغطة ونظراً لتفوق الهيمنة الجوية الأمريكية فإن القنابل التي تحمل بالطائرات أصبحت غير عملية فبدأ العراق ببناء رؤوس خاصة بالصواريخ البالستية التكتيكية أمثال صواريخ (الصمود2).
إلا أن أطقم البحث العلمي العراقي كانت تعمل ببرنامج سري هو "القنبلة الخبيثة" التي تعادل عند الأمريكيين القنبلة النووية التكتيكية الصغيرة فئة B وتعتمد على مادة "الزئبق الأحمر" بدل البولوتنيوم المخصب ولكن وجدت صعوبات في إيجاد آلية تحريض تفاعل عملية لاستثمار أكبر قدر ممكن من الطاقة الكامنة في الزئبق الأحمر.
وبالمثابرة وانقطاع اليأس تمكن العلماء في العراق من إنتاج قنبلة إشعاعية نيترونية INB تعتمد على "الزئبق الأحمر" كمحرض تفاعل اندماجي لهيدروجين "التريتيوم" الثقيل كمولد ومطلق النيترونات التي تقتل الأجسام الحية دون الآلات وطوروا على نفس المبدأ تقريباً للقنابل الكترومغناطيسية IEMP تعتمد على "الزئبق الأحمر" كمحرض تفاعلي محرر لجزيئات البروتون من هيدروجين "البروتونيوم" التي تقتل الآلة دون البشر وقد تم تطوير هذين السلاحين المتكاملين العمل ضمن برنامج "الصِدام2" وكان من المقرر في البداية أن يوزع هذين السلاحين على شكل قذائف مدفعية من عيار 203 ملم تطلق من مدافع "الفاو" المتحركة التابعة للواء الفاروق المدفعي من الحرس الجمهوري الخاص والتي يصل مداها إلى 70 كم لكن الروس الذين شاركوا بهذا البرنامج اقترحوا على القيادة العراقية أن لا تدخلها في المعركة ضد العدو حتى لا تكون محفز لهذا الأخير لاستخدام قنابله نيترونية والنووية التكتيكية سطحية وخارقة لأعماق لذلك تم استبدال ذلك بقذائف مدفعية ذكية عيار 152 ملم زودتها بها روسيا مع آلية الإطلاق من مدافع هورتر المتحركة الروسية التي تصيب أهدافها بدقة وبشكل أكثر شرعية لأنه رد طبيعي على الاستخدام العدو المفرط للقنابل الذكية.
"عقدة الحرس الخاص عند العلوج"
كان العراق يعتمد تكتيك دفاعي ممتد بالأساس من الأسلوب الروسي والذي يعتمد على ثلاثة خطوط الخط الأول يعتمد بشكل أساسي على المشاة من الاحتياط المدني المتقدم نسبياً بالسن ذوي الاحتراف القتالي المتأخر والأداء المنخفض إضافة إلى المستجدين في خدمة العلم أو الكادر الأقل كفاءة صحية.. الخ.
أما الخط الثاني وهو خط الاستنزاف بعد أن كان الأول خط الإنهاك ويكون مكون من أكثر وأفضل تشكيلات الجيش الميكانيكية والمدرعة الأمر الذي يمكنها من دعم وترميم الخط الأول بغية زيادة إنهاك العدو وتأخير وصوله وقد اتبع العراق سياسة عسكرية جديدة في هذا المضمار لا تعتمد على خطوط دفاعية كلاسيكية ثابتة بل خطوط حرة غير منتظمة أنهكت العدو واستنزفته إلى أقصى الحدود.
والغريب أن العراق اعتمد الخط الثالث أو الخط الثاني في الدفاع عن بغداد ثابت والذي من المفترض أن يكون حر ومناور ومتحرك فهو خط الحسم علماً أنه كانت مكون من أقوى تشكيل من التشكيلات الخاصة ألا وهو فرق نمور صدام (الحرس الجمهوري الخاص) وهم أهم ما يخشاه الأمريكيين من التشكيلات المسلحة الأكثر احتراف في القوات المسلحة العراقية فقد كان فيلق الحرس الخاص المعروف بفيلق "الحسين" مكون من ثلاثة فرق (صدام، الفاروق، العابد) تضم 45000 محارب شديد الاحتراف مزودين بأفضل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والفردية وهي تضم أربع ألوية مدرعة كل لواء مجهز بـ 300 دبابة من نوع (صدام 2) (T80) أي ما يعادل تجهيز فرقة كاملة مدرعة في الحرس العام، ولواءين ميكانيكيين كل لواء مجهز بـ 200 دبابة من نوع (صدام 1) “T72M” ويتم تعزيز هذه التشكيلات الرئيسية بثلاثة ألوية حرة هي "لواء الفاروق للإسناد المدفعي" و"لواء العابد للدفاع الجوي" و"لواء صدام للهجوم الصاروخي" وملاك لواء الحرس الجمهوري الخاص هو 5000 محارب علماً أن أي لواء من ألويته المدرعة مجهزة بكتائب إسناد مدفعي ميداني وصاروخي وسرايا دفاع جوي مدفعي وصاروخي ولكن الألوية الحرة المستقلة المتحركة مهمتها قلب موازين المعركة والتغطية على غياب الغطاء الجوي في حالة عدم تمكن الأخير من دخول المعركة نتيجة رجحان ميزة التفوق لصالح العدو بشكل كبير ولواء الهجوم الصاروخي التكتيكي مكون ثمانية كتائب صاروخية يمكنها إطلاق 360 صاروخ تكتيكي بأمديه تتراوح ما بين 200 إلى 300 كم من صواريخ (الصمود) و(الفتح) و(الغضب).
إذا كان الحرس العام يوازي البانزر النازي والمارينز الأمريكي بالقوة وفكرة التجهيز فإن الحرس والأمن الخاص العراقي يوازي الغوستابو SS الميداني والأمني وتشكيلات الفرسان المدرعة والنشاطات الخاصة الأمريكية؟؟!.
حدث خلاف شديد بين قادتي العدو العسكريين والسياسيين حول موضوع الطريقة الفعالة المجدية في حل ما سمته الاستخبارات الأمريكية "خط الموت" وهو خط الدفاع الثاني عن بغداد المتمثل بألوية الحرس الجمهوري الخاص (نمور صدام) المتموضعين في مواضع خفية عالية التحصين في جنوب بغداد.
فكان رأي القادة العسكريين أن يتم الحسم بطرق غير تقليدية ودون صدام مباشر تفادياً لحدوث خسائر كبيرة جداً في الأرواح والعتاد في صفوف النخبة المحترفة من التشكيلات الأمريكية المقاتلة أما القادة السياسيين الأمريكيين كان لهم رأي أخر وفيما يلي تفاصيل الرأيين:
1 - الرأي العسكري: وقد شارك به من السياسيين وزير الدفاع رامسلفيد هو يعتمد على استخدام قنابل نووية تكتيكية محدودة مصغرة من الفئة B تسمى "ميني نيوك" سطحية وخارقة لأعماق "ديبي نيوك" حتى عمق 15 متر بقوة 0.3 إلى 0.5 كيلوطن، ثلث أو نصف كيلوطن أي 1/10 من قوة "أم القنابل" الإشعاعية فئةD ، تولد العمقية منها B61-11 موجهة تدمير اهتزازية ينفذ تأثيرها إلى مئات الأمتار في عمق الأرض إضافة إلى قنابل نيترونية تكتيكية مصغرة عديمة الأثر الإشعاعي التلوثي تسمى "ميني نياترو"، كان رأي سفاح فيتنام "دونالد رامسلفيد" هو استخدام MOAB هرمجدون فئة D الإشعاعية العملاقة (21700 رطل) ضد السطح وضد العمق قنبلة RNEP" المخترق النووي الأرضي العنيف" التي تزن أربعة أضعاف قنبلة B61-11 حيث تزن 2400 كغ والتي تعتمد على الخرق الحراري وتسارع الجاذبية الذي يزيد وزن القنبلة ويرفع درجة حرارية اليورانيوم المستنفذ "انبت يورانيوم" المطلي بمادة البولوتنوم المخفف لرفع الحرارة إلى 5000 درجة مئوية لزيادة الخرق إلى ثلاثة أضعاف مسافة الاختراق في الأولى وبقوة تدمير تصل إلى أربعة أضعاف قوة قنبلة B61-11 وكان رأيه أن هذا أجدى من حيث الصدمة والوقت وإحداث خسائر أكبر في صفوف حرس صدام الخاص بسبب التضخم في فاعلية التأثير على السطح والعمق.
2 - الرأي السياسي: والذي منه رأي الصقور في الإدارة الأمريكية المبني على تصديع التحصينات القوية الخاصة بالحرس الخاص من خلال إلقاء سلسلة من القنابل المدمرة للحصون "بانكر باستر" مرتبة وفق للتدرج بالقوة بالشكل التالي:
- قنبلتي & GBU27 Have Void Bunker Buster GBU24/B “BLU 109" موجهتين بالليزرLaser-Guided تزن 2000 رطل وتخرق بالكرونكيت المسلح 21 قدم وبالتراب 70 قدم تلقيها معظم نفاثات مجموعة F الأمريكية.
http://www.bw-flyer.de/neu/waffsys/luft-boden/blu-109.html
- قنبلة GBU28/B Bunker Buster "BLU 113" موجهة بالليزر Laser-Guided تزن 4700 رطل وتخرق بالكونكريت المسلح 30 قدم وبالتراب 100 قدم يتم إلقائها بمقاتلات F111 F15E Strick Eagle بنفس مدى النماذج السابقة 25000 قدم.
- قنبلة GBU37 Bunker Buster الأحدث والأكثر فاعلية الموجهة بالأقمار الصناعية المدعم بالقصور الذاتي GPS/INS وفق نظام التوجيه “KIT” وهي من نفس وزن النموذج الأول الليزري ولكن بقوة خرق تصل حتى 15 متر بالكونكريت المسلح يتم ذلك بواسطة قاذفات B2A Spirit المتسللة التي تحمل القاذفة منها 4 قنابل من مدى 40000 قدم.
- يتبع ذلك بعد تصدع التحصينات الرئيسية والفرعية وفق النظرية الأمريكية استخدام قنابل منزلقة على الليزر تسمى القنابل الخرسانية تحدث توسيع لفتحات الملاجئ الحصينة بغية استخدام المصدعات الداخلية التي تضرب منافذ التحصينات والأنفاق الكونكريتية العسكرية المتمثلة بقنابل GBU24/B “BLU118 ThermoBaric” الناشرة لسائل متطاير من مادة الباريوم الحراري المنتشرة في الأنفاق والتحصينات قبل أن تنفجر محدث موجة انفجارية ذات سرعة فرط صوتية يتبعه عملية تفريع قوية "صخابة صوتية مهولة" تسبب الخنق لكل قريب وشل القدرة العصبية لكل من كان خارج التأثير المباشر داخل الأنفاق والتحصينات لذلك تسمى هذه القنبلة "قنبلة التفريغ الحراري الصوتي" وفي النهاية يتم استخدام بواسطة نفاثات سياط الحرب والصواعق “A10” و"الصقور الرشيقة" F16Block30 Agile Falcon المتخصصة بالدعم القريب لإلقاء قنابل "بيف وي" وإطلاق قذائف "ليزر هيدرا" المتتبعة لليزر ضد هذه المنافذ المحملة بغاز "البنج" المخدر والشال للأعصاب أو غاز VX2 القاتل للأعصاب إذا دعت الضرورة على أن تدفن وتردم هذه الأنفاق والتحصينات في حالة استخدام تلك الأخير للإخفاء بشاعة تأثير هذه الغازات الثنائية القاتلة للأعصاب ذات التأثير المتمثل بتوقف وعزل الجهاز العصبي عن إشارات الدماغ وتعطل عمل العضلات ووقف الرئتين التنفس وكذلك عضلة القلب على أن يتم في نفس الوقت بتأثير تفاعل التركيز الحمضي الشديد المصاحب "أسيد" تسيح وإذابة الجلد.
فالإدارة السياسية لا تهتم للخسائر البشرية في قواتها مع وجود التكتيم الإعلامي والسبب أن معظم تشكيلاتها المقاتلة من المرتزقة المأجورين ولكن الأمر يختلف عند العسكريين الذين يرون بجنودهم أياً كانت صفتهم، جنود محترفين، جنود محترفين مدربين، أكفاء، متجاوبين، منضبطين، ومجرمين حرب، يصعب تعويضهم بسهولة من الشعب الأمريكي المنحل من كل النواحي؟؟!..
أما رأي الحمائم في الإدارة الأمريكية فقد كان مختلف فقد رأوا أن تضرب مواقع الحرس الخاص بقنابل الهلع الصوتي بشكل كبير ومركز ومستمر فينتج عن ذلك انقسامات في صفوف حرس صدام الخاص متمثلة بأربعة أقسام من حيث ردود الفعل، القسم الأول والأكبر سوف يلوذ برأي الحمائم بالفرار، والقسم الثاني سوف يستلم للقوات الأمريكية، والثالث سوف يقاوم، وفي هذا رأت الحمائم أن يقتل قتل رحيم بواسطة المدافع الرئيسي لنفاثات الدعم القريب الجوالة من السياط والصواعق A10 والعمودية السلوك المعروفة بصقور الفئران "جامب هاريير" AV8B إضافة سمتيات "لونغ بو" و"كينغ كوبرا" الأحدث في ترسانات الحوامات الهجومية الأمريكية، والقسم الرابع برأي الحمائم سوف يلزم المخابئ دون حراك حيث يتم التعامل معه من قبل وحدات مختصة من المارينز والكوماندوس وإجبارهم على الخروج والاستسلام بضخ الماء المثلج أو النيتروجين السائل أو الوقود ثم حرقه أو ردم مداخل تلك المخارج وخنق وردم من بقي فيها في حالة اليأس من خروجهم.
أما الاستراتيجية التي اتبعت على أرض الواقع وبعد دراسات استراتيجية من قبل أطقم مختصة درست الناحية النفسية والتقنية التي يستحوذها الحرس الخاص، ودراسة الطرق الجوهرية للتعامل معها، فخلصوا إلى البدء باستخدام الجيل الجديد من القنابل الخاصة السطحية، المتمثلة بأم كل القنابل أو قنبلة "المعركة الفاصلة" Armagddon ابتداء من الفئة A وانتهاء D المعروفة:
GBU-43/B "Mother Of All Bombs" MOAB - Massive Ordnance Air Blast واعتماد في البداية النوع ذو التأثير السيكولوجي "A” أي الرأس الحربي الذي يزن 18700 رطل من أصل 21700 رطل كامل وزن القنبلة المعروف BLU-120/B الذي يعتمد خليط خاص يسمى H6 المكون من مفجر تقليدي شديد الانفجار أمثال T.N.T أو P.B.X أو المادة الأقوى H.B.X و يتم خلطة و إضافته إلى مادة رغوية خاصة أقوى من مادة البلوستيرن الرغوية التي تستخدم في "ديزي كاتر" القاطعة الصوتية بأكثر من الضعفين وتسمى علمياً RDX (Cyclotrimethylene trinitramine) وهي تولد ضغط هائل جداً يصل إلى 2500 رطل /ضغط على البوصة المربعة فتفتت وتبعثر كل ما هو موجود ضمن دائرة يزيد قطرها 1500 متر ومسحوق الألمنيوم المادة الثالثة في الخليط تقتل بالصعق الصوتي كل كائن على الطبقة السطحية ضمن مساحة قدرها 8 كم2، هذا على الصعيد السطحي أما العمق فقد تم انتقاء قنبلة عمق جديدة من فئة Big BLU تدعى:
Massive Ordnance Penetrator (MOP) Direct Strike Hard Target / Big BLU أي "عتاد الاختراق الهائل" التي تزن 30000 رطل (13600 كغ) وزن المتفجر فيها 6000 رطل (2700 كغ) من مادة HBX تخترق بالكرونكيت المسلح 60 متر قبل أن تنفجر وتلقى من قاذفات B2A Spirit من ارتفاع 40 ألف قدم تشترك بنقطتين مشتركتين مع السطحية هي الشكل والذكاء بالتوجيه GPS/INS أي من الذخائر الذكية Smart .
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه ما هو سبب الليونة النسبية في القتل عند الإدارة الأمريكية.
والجواب هو رسالة سرية من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتن" أرسلها إلى نظيرة الأمريكي ينذره من مهبة استخدامه للقنبلة النووية التكتيكية في هذه الحرب حتى لو استخدم العراقيين أسلحة كيميائية وأكد أن الاستخدام لهذا السلاح بشكل مفرط بحالة استخدم العراقيين أسلحة غير تقليدية سوف يدفع الروس إلى تدخل مباشر بالحرب بقوات من النخبة الروسية المتمثلة بالحرس الروسي المجوقل وقد دعم بوتن هذا الإنذار بمناورات كبيرة لعملية إنزال كبيرة لأحد فرق الحرس الروسي تم إلقاءه بالمظلات هو وعتاده الثقيل وصدرت الأوامر إلى فرق الحرس بالاستعداد الأحمر للتدخل في أي لحظة عند الضرورة كما أنذر بوتن نظيره أن هذا قد يؤدي إلى حرب نووية برؤوس نووية حرارية تطلق من الجو والأرض والبحر وأكد ذلك بمناورة لوسائط حمل ونقل القنابل النووية الحرارية كما تم توزيع شفرة إطلاق الرؤوس النووية على القادة العسكريين الروس.
وعاد بوتن ليحذر نظيرة الأمريكي من مغبة المبالغة باستخدام القنبلة الخاصة التي تستخدم كبدائل نووية عند الأمريكيين من ردة الفعل العراقية مبيناً أن صدام حسين أصبح يمتلك قاذفات متطورة من SU24D Fencer سوخوي 24 المعروفة بالسياج يمكنها حمل قنبلة خاصة عراقية تزن 9000 رطل تحتضن أربع أسطوانات مليئة بالوقود الهوائي FAE تقذف ثلاثة منها في محاور مختلفة لتنشر هي والخزان الرابع داخل المستودع الرئيسي سحب متفجرة من هذا الوقود التفاعلي الغازي الذي ينتشر ويتفاعل ويحترق في فترة زمنية لا تتجاوز 1/10 جزء من الثانية وكل مستودع عنقودي ينشر القتل والدمار في مساحة تصل إلى 4 كم2 ويمكن أن تلقي بشكل موارب 60 قاذفة لستين خزان وقودي بعد التحليق على ارتفاع 300 متر وسرعة 700 م/ث بدون توجيه أرضي معتمدة على نظام ملاحة عطالي (القصور الذاتي) مدعم برادار تتبع التضاريس ومطابقة للخرائط الأرضية لمسافة 500 كم ذهاباً وإياباً بحيث تقلع من أماكن غير مخصصة كالقواعد جوية أي من طرق معبدة أو حتى ترابية؟!.
ولكن مما تقدم نجد الأمريكيين وضعوا سيناريوهات تشبه بفلسفتها حقول التجارب أو المختبرات وكأنهم يتعاملون مع فئران أو حشرات لا حول لها ولا قوة متناسيين أنهم سوف يواجهون أسود بابل الأسطوريين وهم محاربين بالفطرة فعدم الفهم الحقيقي لشخصية النخبة العراقية وفهم أسرار تطور البنية الهندسية المكنونة في التحصينات وعدم فهمهم الحقيقي لتكتيك رد الفعل عند الحرس الخاص جعلهم عرضة لمفاجآت لم يتوقعها حتى الروس الحليف الأول للعراق.
--------------------------------------------------------------------------------