طمأن رئيس
الجمهورية، المشير عمر البشير، أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية (السيسا)، بأن السودان سيكون أول الدول التي تعترف وتتعاون مع دولة
الجنوب الوليدة، مؤكداً في ذات الوقت قرب استكمال سلام دارفور. وأبلغ البشير المديرين
العامين لأجهزة الأمن والمخابرات في أفريقيا المشاركين في المؤتمر الثامن
لـ(السيسا) بقاعة الصداقة أمس، أن حكومته متمسكة وماضية لتحقيق السلم والأمن
الإفريقي ضمن إستراتيجيتها لأنها الصراعات المهددة لأمن واستقرار القارة رغم ما
يحاك ضد السودان من مؤامرات تستهدف إضعاف دوره في المنطقة.
ودعا البشير
المؤتمرين من (السيسا)، إلى التعاون مع مفوضية الأمن والسلم الإفريقي
و"اليونميد" وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة ووضع السياسات الأمنية لمعالجة
مُقعدات القارة وضمان وحدتها وتماسكها.وتعهد رئيس الجمهورية بأن يظل السودان قلب
إفريقيا الداعي لوحدتها والساهر لأمنها.
من جهته أرجع
رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بيينغ، عدم الاستقرار السياسي في بعض البلدان
الأفريقية إلى ضعف البنى التحتية والصراع حول السُلطة ما أدى برأيه إلى تمكين
الجريمة المنظمة وهجرة العقول إلى أوروبا وانتشار الأمراض، وقال: إن المهددات ما
زالت موجودة ولم يستبعد تفشيها، مشيراً إلى أن الانتخابات أصبحت مصدرا للصراع
بدلاً عن الاستقرار في عدد من الدول الأفريقية. مؤكدا أن الطريقة الوحيدة لإنهاء
الأزمة الليبية وتحقيق سلام مستدام يكمن في الحلول السياسية، وقال بيينغ إن دولا
أجنبية لا تريد لأفريقيا أن تلعب دورا لحل المشكلة الليبية.
في السياق نصح مدير عام المخابرات
بجمهورية الكونغو رئيس دورة (2010-2011م) لأجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية
(السيسا) العقيد فيليب أوبارا، القادة الأفارقة بالجلوس والإنصات إلى شعوبهم وسماع
مشاكلهم، مؤكداً أن مكونات الانتفاضة موجودة في كل بلد أفريقي، وقال: إن الاتحاد
الأفريقي ظل في خانة المتفرج وترك المجتمع الدولي اتخاذ القرارات بشأن الأزمة
الليبية، ومضى فيليب قائلا: إن الدول الأفريقية المصادقة على ميثاق روما قدمت لقوى
العالم آلية للكيل بمكيالين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن بعض الدول الغربية
المصادقة على روما استبعدت مواطنيها من الملاحقات الجنائية بينما تثير المصاعب للأفارقة
داعياً أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية إلى ضرورة التعاون للحيلولة دون وقوع
النزاعات والحروب بين شعوبها، وقال: إن على الحكومات الأفريقية إلى استخدام أسلوب
الحوار كسلاح في مواجهة الثورات وحل مشاكل دول القارة وحماية إرادتها من سطوة
الدول الكبرى، وأعتبر أن الأفارقة لا يلجأوا لمبدأ الحوار إلا بعد أن تفضي
الصراعات إلى وقوع ضحايا.
من جانبه أكد
مدير عام جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق أول مهندس محمد عطا، أن السودان
ومن باب احترام العهود والمواثيق سيكون خير جار وسند ودعم لدولة الجنوب، مبيناً أن
(السيسا) مؤهلة لتصبح رابط أساسي لمفوضية الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن
الأفريقي فيما يتعلق بأوضاع القارة.